تحليل إخباري : هدية شهر رمضان ... الصواريخ ليست "عبثية"
أبت الأيدي الطاهرة والنظيفة التي اعتادت على الصبر والمثابرة إلا أن تزف إلى الأمة الإسلامية نجاحا رائعا يضاف إلى سجل نجاحاتها، ليكون هذا النجاح بمثابة تهنئة من القلب الى القلب، بمناسبة حلول شهر رمضان، شهر الجهاد والصبر والعطاء والإخلاص لله تعالى.
«الصواريخ عبثية» ظلت هذه الكلمات تتردد على أفواه السياسيين في السلطة، الذين أرادوا الرهان على التسوية لا غير، معلنين انتهاء المقاومة، ومروجين فكرة عدم جدواها، خصوصا بعد الإجراءات الصهيونية الكثيرة، من الحواجز وصولا إلى الجدار وصنوف الإجراءات الأمنية الموجودة هنا في فلسطين فقط، حيث البقعة الصغيرة الواحدة مسيطر عليها بالأجهزة الالكترونية والأقمار الصناعية والطائرات الخاصة بالتجسس وغير ذلك، مما هو فقط في موجود هنا ولا مثيل له في العالم، وكل ذلك من أجل أن يصل الصهاينة إلى إثبات نظرية القدرة على السيطرة على المقاومة، وإخضاعها بالكامل، وفي هذا بالطبع، كانت الأصوات التي تراهن على العدو، لا تفتأ تعمل على إثارة البلبلة، ومحاولة تيئيس الناس من تطوير الفعل النضالي.
الصواريخ على بساطتها ، كانت وسيلة هامة، لأنها بالأساس كانت نتيجة محاولة تطور قدرات المقاومة، في محاولة للتحدي وعدم الوقوف عند حد معين، على اعتبار أن الارتهان للظروف هو نوع من التراخي والتراجع عن خط المقاومة، وأما العمل على اختراق الطوق الأمني الصهيوني وتطوير الوسائل القتالية، ففيه الكثير من الحكمة، وهو يعكس عموما رغبة هذا الشعب بتجاوز الظروف الصعبة وعدم الاستكانة، والانطلاق في رسالته في التحدي لهذا العدو الغاصب.
لا شك ان عملية سرايا القدس ولجان المقاومة الأخيرة والتي أصابت عددا كبيرا من الجنود الصهاينة، تأتي في هذا السياق، وهنا بكل تأكيد، نتوجه إلى شعبنا الفلسطيني لنقول له سلمت أيها الشعب، الذي رغم قسوة الظروف التي تحيط بك من كل جانب ولكنك أبيت الذل والاستسلام.
لا شك أن العدو قد يريد على هذه العملية، ووما هو معروف ايضا، فالعدو الصهيوني لم يتوقف يوما عن جرائمه بحق شعبنا، وبالتالي إن أي جريمة صهيونية جديدة، لا نستطيع التعامل معها بأنها رد صهيوني على المقاومة، فالجرائم الصهيونية لم تتوقف، وبالتالي لا مجال للخوض هنا.
أخيرا، وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى، فتلك إرادة الله، ففي اللحظة التي يجتمع فيها أطراف عديدون من السلطة مع اولمرت، وفي اللحظة التي يعلن فيها كثيرون انتهاء المقاومة، تأتي هذه العملية، ببركة من الله وفضل منه، وعلى أبواب رمضان شهر الجهاد، لعلها توصل رسالة واضحة، أن الغزاة مهما فعلوا من احتياطات بغية عدم وصول المقاومة، لكن الله لهم بالمرصاد، ولا شيء مستحيل مع الثقة بالله.
تعليق