بقلم /علي السنيد
كاتب إسلامي
اتمنى ان "يخرس" الاخوة في حماس وان لا يحاولوا تبرير جنونهم، فلن يصدقهم احد وهرواتهم الغليضة كانت على مرأى الفضائيات تنهال على ابناء جلدتهم المصلين من فتح في فضيحة سياسية تبدد كل مصداقيتهم، وتسيء للتاريخ العظيم لهذه الحركة الجهادية التي لم يحافظ عليها المتأخرون من قادتها، وعليهم ان يشعروا بالخجل الشديد مما يفعلونه بمواطنيهم في غزة، وان لا يحاولوا ان يقنعوا احداً بهذه التصرفات المشينة التي اسقطت عنهم ورقة الديمقراطية الاخيرة، واظهرت عورتهم للعالم كله، فعذرهم اقبح من ذنبهم، وقد باتوا اكثر وحشية من قوات الاحتلال الصهيوني، واخذوا يعطون اسوء المثل عن الاسلامين في الحكم، وهم قبل ان يفشلوا الحلم الفلسطيني يضربون جانباً من التجربة الاسلامية، ويضيعون فرص التنظيمات السياسية التي تنهل من هذا الفكر في المستقبل القريب، وسيغير الكثيرون اراءهم في حماس التي باتت اقرب الى العنف والدكتاتورية منها الى تنظيم جهادي سبق واحبته الملايين في كل انحاء العالم الاسلامي بناء على نضالاته ضد الاحتلال.
ووالله لقد شعرت بالخجل العميق وانا اشاهد من على قناة الجزيرة مذهولاً وحشية، و قناوي اولئك الذين ايدناهم، وانبرى قلمي في الدفاع عنهم ابان الانفصال الذي اجروه على غزة، واعتبرناه كان من ضرورات الدفاع عن النفس، ولمواجهة خطر خطة تخريبية وضعتها فتح بالتوافق مع الامريكان والصهاينة للانقلاب على شرعية صناديق الاقتراع التي جاءت بالاسلاميين الى الحكم، فنحن انذاك ايدينا الديمقراطية، وحق الاغلبية في الحكم، ولن نكون ابداً في صف طاغية، اومستبد ابداً مهما بلغت تضحياته، ومن واجبنا اليوم ان ندين ظلم من سبق وناصرناهم قبل ذلك عندما ظلموا، وهاهي الايام للاسف سرعان ما ان اثبتت لي على الاقل خطأ مراهنتي تلك على حماس، فهاذا الذي يجري في غزة يظهر روحاً دكتاتورية عنيفة سيطرت على القطاع، ولا يمكن اعتباره بأي شكل من الاشكال معبراً عن الاسلام العظيم، وعن سماحة المسؤول المسلم الدي يملأ الدنيا عدلاً، ويتجاوز عمن اساء، ويزرع في قلوب الناس الطمأنينة، ولو لم يكونوا مسلمين، ويترفع عن الصغائر، والضغائن، فحتى لو كانت الصلوات مسيسة ما كان يصح للاخوة في حماس مهاجمة المصلين بهده الوحشية التي الغت عنهم اي سمة ديمقراطية وحولتهم الى اداة في القمع والتعذيب وانتهاك حريات الناس، بدرجة تقل عنها حتى وحشية جنود الاحتلال الصهيوني، وقد تعرضت ظهور ورؤوس المصليين للجلد، وضرب القناوي، وكأنهم ليسوا من ابناء شعبهم، ولكأن خلافهم مع فتح اسقط شراكة الفتحاويين في الوطن المحتل وفي القضية، وكذلك ما حدث من توجيه العنف نحو الصحافة واشهار السلاح على الصحفيين، وضربهم بلا هوادة، واعتقال الشخصيات بلا احترام لسنهم ومكانتهم بين الناس.
واني لاتجرع كأس الأسف والآلم وانا ارى اخواني المجاهدين يفشلون مشروعهم ومشروعيتهم، ويفشلون ايضاً كل من راهن على حسن تجربتهم، ويثبتون ان الاسلاميين وغير الاسلاميين في القمع سواء، وان اصحاب هذا الفكر في المنطقة العربية لم ينضجوا بعد لاستلام السلطة، خاصة وان ما يجري ينعكس عن تجربة الاسلام المعتدل ، فكيف به الحال فيما لو وصل التشدد الاسلامي الى الحكم، وماذا لو لم تكن غزة محاطة بالاحتلال، وما تزال بقبضة الصهاينة، وكيف كان الاخوة سيتصرفون لو كانوا يعيشون بلا احتلال، وهم يحملون مثل هذه النظرة السلبية ازاء ممارسة الاخرين للحياة السياسية، وهم الذين يعجزون عن ان يتحملوا مظاهرة او مسيرة او صلاة جمعة بدون رغبتهم.
وانا بكل قناعة ومن موقع المحب اعلن سقوط مراهنتي على حماس، وقد خرجت بتصرفاتها الاخيرة عن الضوابط الشرعية، وتحولت الى جهة قمع و"زعرنة" تماتماً مثلها مثل اي نظام عربي شمولي، وهذا الشكل الراهن من حماس لا يمكن القبول به، او تأييد استمراه، وقد جعل التجربة الاسلامية عرضة للفشل، وجعلنا نحن الملتزمون دينياً نعيد حساباتنا ازاء الاسلام السياسي برمته، في هذه المرحلة على الاقل.
نقلا عن : جريدة الأنباط الأردنية
من هنا فانني ارى ان حماس بتصرفاتها قد اعطت اسوء نموذجا لما ستكون عليه الاحوال في اي مجتمع سيصل الاسلاميين الى حكمه ،وانها اعطت حافزا لكافة الاجهزه الامنيه العربيه في ملاحقة الحركات الاسلاميه وافشالها
كاتب إسلامي
اتمنى ان "يخرس" الاخوة في حماس وان لا يحاولوا تبرير جنونهم، فلن يصدقهم احد وهرواتهم الغليضة كانت على مرأى الفضائيات تنهال على ابناء جلدتهم المصلين من فتح في فضيحة سياسية تبدد كل مصداقيتهم، وتسيء للتاريخ العظيم لهذه الحركة الجهادية التي لم يحافظ عليها المتأخرون من قادتها، وعليهم ان يشعروا بالخجل الشديد مما يفعلونه بمواطنيهم في غزة، وان لا يحاولوا ان يقنعوا احداً بهذه التصرفات المشينة التي اسقطت عنهم ورقة الديمقراطية الاخيرة، واظهرت عورتهم للعالم كله، فعذرهم اقبح من ذنبهم، وقد باتوا اكثر وحشية من قوات الاحتلال الصهيوني، واخذوا يعطون اسوء المثل عن الاسلامين في الحكم، وهم قبل ان يفشلوا الحلم الفلسطيني يضربون جانباً من التجربة الاسلامية، ويضيعون فرص التنظيمات السياسية التي تنهل من هذا الفكر في المستقبل القريب، وسيغير الكثيرون اراءهم في حماس التي باتت اقرب الى العنف والدكتاتورية منها الى تنظيم جهادي سبق واحبته الملايين في كل انحاء العالم الاسلامي بناء على نضالاته ضد الاحتلال.
ووالله لقد شعرت بالخجل العميق وانا اشاهد من على قناة الجزيرة مذهولاً وحشية، و قناوي اولئك الذين ايدناهم، وانبرى قلمي في الدفاع عنهم ابان الانفصال الذي اجروه على غزة، واعتبرناه كان من ضرورات الدفاع عن النفس، ولمواجهة خطر خطة تخريبية وضعتها فتح بالتوافق مع الامريكان والصهاينة للانقلاب على شرعية صناديق الاقتراع التي جاءت بالاسلاميين الى الحكم، فنحن انذاك ايدينا الديمقراطية، وحق الاغلبية في الحكم، ولن نكون ابداً في صف طاغية، اومستبد ابداً مهما بلغت تضحياته، ومن واجبنا اليوم ان ندين ظلم من سبق وناصرناهم قبل ذلك عندما ظلموا، وهاهي الايام للاسف سرعان ما ان اثبتت لي على الاقل خطأ مراهنتي تلك على حماس، فهاذا الذي يجري في غزة يظهر روحاً دكتاتورية عنيفة سيطرت على القطاع، ولا يمكن اعتباره بأي شكل من الاشكال معبراً عن الاسلام العظيم، وعن سماحة المسؤول المسلم الدي يملأ الدنيا عدلاً، ويتجاوز عمن اساء، ويزرع في قلوب الناس الطمأنينة، ولو لم يكونوا مسلمين، ويترفع عن الصغائر، والضغائن، فحتى لو كانت الصلوات مسيسة ما كان يصح للاخوة في حماس مهاجمة المصلين بهده الوحشية التي الغت عنهم اي سمة ديمقراطية وحولتهم الى اداة في القمع والتعذيب وانتهاك حريات الناس، بدرجة تقل عنها حتى وحشية جنود الاحتلال الصهيوني، وقد تعرضت ظهور ورؤوس المصليين للجلد، وضرب القناوي، وكأنهم ليسوا من ابناء شعبهم، ولكأن خلافهم مع فتح اسقط شراكة الفتحاويين في الوطن المحتل وفي القضية، وكذلك ما حدث من توجيه العنف نحو الصحافة واشهار السلاح على الصحفيين، وضربهم بلا هوادة، واعتقال الشخصيات بلا احترام لسنهم ومكانتهم بين الناس.
واني لاتجرع كأس الأسف والآلم وانا ارى اخواني المجاهدين يفشلون مشروعهم ومشروعيتهم، ويفشلون ايضاً كل من راهن على حسن تجربتهم، ويثبتون ان الاسلاميين وغير الاسلاميين في القمع سواء، وان اصحاب هذا الفكر في المنطقة العربية لم ينضجوا بعد لاستلام السلطة، خاصة وان ما يجري ينعكس عن تجربة الاسلام المعتدل ، فكيف به الحال فيما لو وصل التشدد الاسلامي الى الحكم، وماذا لو لم تكن غزة محاطة بالاحتلال، وما تزال بقبضة الصهاينة، وكيف كان الاخوة سيتصرفون لو كانوا يعيشون بلا احتلال، وهم يحملون مثل هذه النظرة السلبية ازاء ممارسة الاخرين للحياة السياسية، وهم الذين يعجزون عن ان يتحملوا مظاهرة او مسيرة او صلاة جمعة بدون رغبتهم.
وانا بكل قناعة ومن موقع المحب اعلن سقوط مراهنتي على حماس، وقد خرجت بتصرفاتها الاخيرة عن الضوابط الشرعية، وتحولت الى جهة قمع و"زعرنة" تماتماً مثلها مثل اي نظام عربي شمولي، وهذا الشكل الراهن من حماس لا يمكن القبول به، او تأييد استمراه، وقد جعل التجربة الاسلامية عرضة للفشل، وجعلنا نحن الملتزمون دينياً نعيد حساباتنا ازاء الاسلام السياسي برمته، في هذه المرحلة على الاقل.
نقلا عن : جريدة الأنباط الأردنية
لقد ارتأيت ان اضع هذه المقالة كمقدمه لموضوعي حول تاثير ما تقوم به حماس على الحركات الاسلاميه في العالم العربي
منذ اليوم الاول لفوز حماس في الانتخابات التشريعيه عاشت الحركات الاسلاميه بشكل عام وحركة الاخوان المسلمين التي تعتبر حماس احدى امتداداتها ...عاشت نشوة الانتصار وبدات هذه الحركات تتحدث عن امكانية فوزها في اي انتخابات تجري في دولة اسلاميه فيما لو توفرت لهم نفس الظروف التي وفرتها السلطة الفلسطينيه وبدات هذه الحركات بالتغني بالنظام الديمقراطي الفلسطيني واصبح الرئيس الفلسطيني ابو مازن والذي وقف امام العالم كله مدافعا عن حق حماس في خوض الانتخابات اصبح مثالا للحاكم الذي تتمنى هذه الحركات العيش في ظلال حكمه ،ووقفت حماس مدافعه عن الرئيس في وجه الاتهامات التي وجهت اليه من اقرب المقربين اليه .
وعلى صعيد اخر قامت هذه الاحزاب والحركات بحشد الدعم المالي لحركة حماس وبدات مئات الملايين من الدولارات في الوصول الى خزينة حماس حتى في ظل الحصار الذي فرض على حماس بسبب مواقفها السياسيه ،ومع اعطاء ابو مازن لحركة حماس التكليف بتشكيل الحكومة وبدا حماس مشاوراتها لتشكيل هذه الحكومة بدات هذه الحركة تكشف اوراقها امام الناس والعالم ..حيث انها ارادت نسف التاريخ الفلسطيني كاملا وبدت امام كافة الاحزاب والفصائل كمن يريد ان يكتب التاريخ الفلسطيني فقط منذ اليوم الاول لفوزها غي الانتخابات وليس حتى منذ انطلاقتها عام 1988 فلا اعتراف بالمنظمه ..ولا اعتراف بالمعاهدات ولا الاتفاقات ولا اعتراف بالمبادره العربيه ...وهذا ما شكل حالة وجدت فيها كافة الفصائل الفلسطينيه نفسها عاجزة عن مشاركة حماس في حكومتها ..والتي قامت بتشكيلها لوحدها في مواجهة حصار عربي وعالمي مرسخة بتشكيلها للحكومة ما تواجهه الاحزاب والحركات الاسلاميه من اتهامات بانها احزاب احلاليه وشموليه وبدات التصريحات من قبل قادة حماس من انهم ممثلين لحركة ربانيه واخرجت رسائل من هنا وهناك ان الانتخابات التي فازت بها حماس ستكون اخر انتخابات تجري على الساحة الفلسطينيه (فممثلي الرب من يستطيع ان يزحزحهم عن مواقعهم)
ان نشوة الانتصار التي اصابت حماس جعلتها لا تستمع حتى لبعض الاصوات المتوازنه التي خرجت عن اخوان الاردن ومصر ومن تابع منكم اخوتي منتديات حماس انذاك لاحظ سيل الاتهامات التي وجهت لاخوان الاردن ومصر من انهم خدام للانظمه ..وانهم فاشلون ..وانهم يجب عليهم ان يتلقوا النصائح من حماس وليس العكس ...ورغم ذلك استمرت هذه الاحزاب في دعم حماس ماديا لان الانهيار الاقتصادي للسلطه في ظل حماس يعني فشل المشروع الاخواني في المنطقة ،ورغم الملايين التي وصلت عاشت الاراضي الفلسطينيه حاله غريبه جدا فموظفي الحكومة لا يتلقون رواتبهم ورواتب ابناء حماس تصلهم الى البيوت والاموال المخصصة لدعم الشعب تحول الى خزائن تجار السلاح لشراء السلاح حتى وصلت اسعار السلاح في الضفة الغربيه وغزه الى اسعار فلكيه لا مثيل لها في كل العالم
وبدات التجربه الاسلاميه في الحكم تتعرض الى مخاطر عززها بروز تيار في داخل فتح سعى الى الوقوف في وجه حماس متسلحا بدعما خارجيا حيث بدا هذا التيار بالعمل على اسقاط حكومة حماس ومواجهتها في استهدافها للموظفين المدنيين والعسكريين الذين بدا صوتهم يرتفع بعد ان انقطعت رواتبهم فبدات الساحة الفلسطينيه تشهد اشتباكات هنا وهناك وبدات لجان الحوار تعمل على تقريب وجهات النظر وفي كل مره كانت الاحزاب والحركات الاسلاميه تبعث برسائل الى حماس ولكن لا مجيب
وبدات شوارع غزه تشهد مناظر تنقل ببث مباشر الى كافة البيوت حول ممارسات حماس ،ولا يستطيع احد ان ينكر تاثير هذه المشاهد على المواطن العربي الذي بدا في التفكير عما ستحمله له الايام في حال وصول الاحزاب الاسلاميه الى سدة الحكم ..ولكن هذا المشاهد كان في النهاية يصل بينه وبين نفسه الى تبرير ان ما تقوم به حماس هو دفاع عن النفس ،واستمر هذا التجاذب في موقف المواطن العربي بين الاستغراب والتبرير الى الايام الاخيره ما قبل الانقلاب حيث بدت المظاهر اشد قسوة وتحول الدم الفلسطيني من خط احمر الى نهر احمر وظهرت على الفضائيات مشاهد تقشعر لها الابدان وانكشفت اكاذيب حماس في انها تستهدف تيارا معينا في داخل فتح ..حيث اصبح كل ما هو غير حمساوي في دائرة الاستهداف
ونجحت حماس في انقلابها بعد ان اوصلت للعالم صورة سيئه عما ستؤول اليه الاوضاع في اي دولة تقدر فيها للاحزاب الاسلاميه ان تنجح ،واستقرت الامور لحماس في غزه ..وبدل ان ترسل للعالم رسائل تطمأنه اصبحت الرسائل اشد قسوة خاصة وان حماس لم تعد تواجه اجهزة امنيه مسلحة او تنظيمات ...بل اصبحت تواجه الجماهير فكانت الصور المرسلة عبر الفضائيات الى كل بيت في العالم العربي والاسلامي اكبر تعبير عن الطريقة التي تسعى فيها حماس الى تطبيق النظام وهي بالتاكيد صور ابشع واكثر فضاعه من كافة الصور التي يمكن التقاطها في اي عاصمة او دولة عربيه للاجهزة القمعيه العربيه في قمعها لمواطنبيها .
ان السؤال الذي يطرحه اليوم على نفسه كل مواطن عربي غير راضي عن نظام حكمه هل من الافضل لي ان اتلقى القمع على يد النظام القمعي الحاكم واحصل على شرف ان اسمى مناضل او مجاهد ،ام ان اتلقاه على ايدي الاسلاميين واحصل على عار ان يطلق علي لقب عميل او مرتد او خائن
وفي هذا السياق اود ان اقص عليكم ما حصل لي اثناء زيارتي الى الاردن قبل حوالي شهر ، حيث التقيت باحد الضباط العاملين في جهاز المخابرات العامه عند احد الاصدقاء كونه جار له في السكن ،وعندما تناقشنا في موضوع ما جرى في قطاع غزه ذكر لي هذا الضابط انه وقبل ما حدث في غزه كان عمله في المخابرات هو من اجل لقمة العيش وانه بصفته احد رواد المساجد كان كل ما يشاهده من تصرفات تتعلق بالحركات الاسلاميه يبقى طي الكتمان خاصة وان هذا ليس بمجال عمله ..ولكن بعد الانقلاب تولد لديه شعور ان كل ما يقوم به هؤلاء يستهدفه شخصيا وان محاربة هؤلاء اصبحت تنطلق لديه من قناعات شخصيه ولست متطلبات وظيفيه
منذ اليوم الاول لفوز حماس في الانتخابات التشريعيه عاشت الحركات الاسلاميه بشكل عام وحركة الاخوان المسلمين التي تعتبر حماس احدى امتداداتها ...عاشت نشوة الانتصار وبدات هذه الحركات تتحدث عن امكانية فوزها في اي انتخابات تجري في دولة اسلاميه فيما لو توفرت لهم نفس الظروف التي وفرتها السلطة الفلسطينيه وبدات هذه الحركات بالتغني بالنظام الديمقراطي الفلسطيني واصبح الرئيس الفلسطيني ابو مازن والذي وقف امام العالم كله مدافعا عن حق حماس في خوض الانتخابات اصبح مثالا للحاكم الذي تتمنى هذه الحركات العيش في ظلال حكمه ،ووقفت حماس مدافعه عن الرئيس في وجه الاتهامات التي وجهت اليه من اقرب المقربين اليه .
وعلى صعيد اخر قامت هذه الاحزاب والحركات بحشد الدعم المالي لحركة حماس وبدات مئات الملايين من الدولارات في الوصول الى خزينة حماس حتى في ظل الحصار الذي فرض على حماس بسبب مواقفها السياسيه ،ومع اعطاء ابو مازن لحركة حماس التكليف بتشكيل الحكومة وبدا حماس مشاوراتها لتشكيل هذه الحكومة بدات هذه الحركة تكشف اوراقها امام الناس والعالم ..حيث انها ارادت نسف التاريخ الفلسطيني كاملا وبدت امام كافة الاحزاب والفصائل كمن يريد ان يكتب التاريخ الفلسطيني فقط منذ اليوم الاول لفوزها غي الانتخابات وليس حتى منذ انطلاقتها عام 1988 فلا اعتراف بالمنظمه ..ولا اعتراف بالمعاهدات ولا الاتفاقات ولا اعتراف بالمبادره العربيه ...وهذا ما شكل حالة وجدت فيها كافة الفصائل الفلسطينيه نفسها عاجزة عن مشاركة حماس في حكومتها ..والتي قامت بتشكيلها لوحدها في مواجهة حصار عربي وعالمي مرسخة بتشكيلها للحكومة ما تواجهه الاحزاب والحركات الاسلاميه من اتهامات بانها احزاب احلاليه وشموليه وبدات التصريحات من قبل قادة حماس من انهم ممثلين لحركة ربانيه واخرجت رسائل من هنا وهناك ان الانتخابات التي فازت بها حماس ستكون اخر انتخابات تجري على الساحة الفلسطينيه (فممثلي الرب من يستطيع ان يزحزحهم عن مواقعهم)
ان نشوة الانتصار التي اصابت حماس جعلتها لا تستمع حتى لبعض الاصوات المتوازنه التي خرجت عن اخوان الاردن ومصر ومن تابع منكم اخوتي منتديات حماس انذاك لاحظ سيل الاتهامات التي وجهت لاخوان الاردن ومصر من انهم خدام للانظمه ..وانهم فاشلون ..وانهم يجب عليهم ان يتلقوا النصائح من حماس وليس العكس ...ورغم ذلك استمرت هذه الاحزاب في دعم حماس ماديا لان الانهيار الاقتصادي للسلطه في ظل حماس يعني فشل المشروع الاخواني في المنطقة ،ورغم الملايين التي وصلت عاشت الاراضي الفلسطينيه حاله غريبه جدا فموظفي الحكومة لا يتلقون رواتبهم ورواتب ابناء حماس تصلهم الى البيوت والاموال المخصصة لدعم الشعب تحول الى خزائن تجار السلاح لشراء السلاح حتى وصلت اسعار السلاح في الضفة الغربيه وغزه الى اسعار فلكيه لا مثيل لها في كل العالم
وبدات التجربه الاسلاميه في الحكم تتعرض الى مخاطر عززها بروز تيار في داخل فتح سعى الى الوقوف في وجه حماس متسلحا بدعما خارجيا حيث بدا هذا التيار بالعمل على اسقاط حكومة حماس ومواجهتها في استهدافها للموظفين المدنيين والعسكريين الذين بدا صوتهم يرتفع بعد ان انقطعت رواتبهم فبدات الساحة الفلسطينيه تشهد اشتباكات هنا وهناك وبدات لجان الحوار تعمل على تقريب وجهات النظر وفي كل مره كانت الاحزاب والحركات الاسلاميه تبعث برسائل الى حماس ولكن لا مجيب
وبدات شوارع غزه تشهد مناظر تنقل ببث مباشر الى كافة البيوت حول ممارسات حماس ،ولا يستطيع احد ان ينكر تاثير هذه المشاهد على المواطن العربي الذي بدا في التفكير عما ستحمله له الايام في حال وصول الاحزاب الاسلاميه الى سدة الحكم ..ولكن هذا المشاهد كان في النهاية يصل بينه وبين نفسه الى تبرير ان ما تقوم به حماس هو دفاع عن النفس ،واستمر هذا التجاذب في موقف المواطن العربي بين الاستغراب والتبرير الى الايام الاخيره ما قبل الانقلاب حيث بدت المظاهر اشد قسوة وتحول الدم الفلسطيني من خط احمر الى نهر احمر وظهرت على الفضائيات مشاهد تقشعر لها الابدان وانكشفت اكاذيب حماس في انها تستهدف تيارا معينا في داخل فتح ..حيث اصبح كل ما هو غير حمساوي في دائرة الاستهداف
ونجحت حماس في انقلابها بعد ان اوصلت للعالم صورة سيئه عما ستؤول اليه الاوضاع في اي دولة تقدر فيها للاحزاب الاسلاميه ان تنجح ،واستقرت الامور لحماس في غزه ..وبدل ان ترسل للعالم رسائل تطمأنه اصبحت الرسائل اشد قسوة خاصة وان حماس لم تعد تواجه اجهزة امنيه مسلحة او تنظيمات ...بل اصبحت تواجه الجماهير فكانت الصور المرسلة عبر الفضائيات الى كل بيت في العالم العربي والاسلامي اكبر تعبير عن الطريقة التي تسعى فيها حماس الى تطبيق النظام وهي بالتاكيد صور ابشع واكثر فضاعه من كافة الصور التي يمكن التقاطها في اي عاصمة او دولة عربيه للاجهزة القمعيه العربيه في قمعها لمواطنبيها .
ان السؤال الذي يطرحه اليوم على نفسه كل مواطن عربي غير راضي عن نظام حكمه هل من الافضل لي ان اتلقى القمع على يد النظام القمعي الحاكم واحصل على شرف ان اسمى مناضل او مجاهد ،ام ان اتلقاه على ايدي الاسلاميين واحصل على عار ان يطلق علي لقب عميل او مرتد او خائن
وفي هذا السياق اود ان اقص عليكم ما حصل لي اثناء زيارتي الى الاردن قبل حوالي شهر ، حيث التقيت باحد الضباط العاملين في جهاز المخابرات العامه عند احد الاصدقاء كونه جار له في السكن ،وعندما تناقشنا في موضوع ما جرى في قطاع غزه ذكر لي هذا الضابط انه وقبل ما حدث في غزه كان عمله في المخابرات هو من اجل لقمة العيش وانه بصفته احد رواد المساجد كان كل ما يشاهده من تصرفات تتعلق بالحركات الاسلاميه يبقى طي الكتمان خاصة وان هذا ليس بمجال عمله ..ولكن بعد الانقلاب تولد لديه شعور ان كل ما يقوم به هؤلاء يستهدفه شخصيا وان محاربة هؤلاء اصبحت تنطلق لديه من قناعات شخصيه ولست متطلبات وظيفيه
من هنا فانني ارى ان حماس بتصرفاتها قد اعطت اسوء نموذجا لما ستكون عليه الاحوال في اي مجتمع سيصل الاسلاميين الى حكمه ،وانها اعطت حافزا لكافة الاجهزه الامنيه العربيه في ملاحقة الحركات الاسلاميه وافشالها
تعليق