بدأت راية حركة فتح ذات اللون الأصفر تنافس بقوة راية حركة حماس التي تتخذ من الأخضر لوناً لها منذ دخول الصراع بين الحركتين في قطاع غزة مرحلة اقرب إلى التمرد أو العصيان المدني.
ليس كما السابق، فرايات فتح تراها بعينيك على أسطح المنازل الفلسطينية في مدن القطاع ومخيماته وقراه بكثافة منذ شهر ونصف الشهر، رفعها المنتمين لفتح ليس لتأكيد الانتماء للحركة بقدر ما هو تحدياً لحركة حماس.
أبو محمد الذي يعكف على تشطيب فيلا جميلة تتربع على نحو خمسمائة متر مربع على الطريق العام لبلدة دير البلح وسط قطاع غزة رفع على سارية عالية راية فتح والى جانبها علم فلسطين ' الراية الفتحاوية تؤكد انتماءنا لهذه الحركة التي قدمت الكثير للفلسطينيين' يكتفي بهذا التعليق ، لكنه يشير إلى رفع العشرات من جيرانه راية فتح في الاوانة الأخيرة لأسباب ترجع إلى تأكيد الانتماء .
قبل أشهر كانت رايات حماس الخضراء تعلو الأسطح بشكل لافت في الكثير من مناطق القطاع ، وكانت الجدة (جديدة) تميز الرايات الخضراء التي يتوسطها سيفان وعلى حد كل سيف شق من الشهادتين ، بعكس ما كانت عليه رايات حركة فتح التي كان يبدو عليها القدم قبل أشهر . اليوم انقلبت الصورة ؛يهتم نشطاء فتح بتزيين بيوتهم برايات فتح الجديدة ، فضلاً عن تعليق صور عدد من قادة فتح ، خصوصا صورة سميح المدهون ( 32 عاما) الذي قتلته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عقب سقوط الأجهزة الأمنية في غزة ، وكان المدهون من بين ابرز النشطاء الفتحاويين الذين تصدوا لحماس بقوة في الأشهر الأخيرة قبل أن يقع في أيدي نشطاء الحركة يوم سقوط الأجهزة في الخامس عشر من حزيران .
ويقول محمد عمران الذي كان يعمل في الأمن الوطني المنحل إن رفع راية فتح على سطح منزله في مدينة رفح مجرد رسالة لحماس مفادها أن 'انقلابها لا يعني القضاء على حركة فتح وأننا موجودون في جذور هذا الشعب ، وسنرتب صفوفنا'.
ويجد عناصر فتح وأنصارها الذين بدؤوا الخروج من حالة الصدمة التي أصيبوا بها بعد انهيار الأجهزة الأمنية الموالية لفتح في رفع رايات الحركة التي تأسست في الأول من يناير من عام 1965، دافعاً معنوياً ورسالة تحدٍ وبقاء في وجه الحركة الإسلامية.
ويقول الكاتب يوسف صادق الذي كتب مقالا غير مسبوق قبل أيام عنونه بـ' زلزال أسمه 'سميح المدهون' 'ما أن أفاق مؤيدو حركة فتح في غزة، على واقع يُعتبر مريراً بالسنة لهم، بعد سقوط كافة القلاع الفتحاوية والأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة بيد حركة حماس، حتى بدءوا بإعادة بث الروح المعنوية من جديد، من خلال شخص قُتل في الأحداث، إسمه 'سميح المدهون'، فهم اعتبروه رمزاً للمرحلة السابقة'.
ويؤكد صادق أن نشطاء فتح يعيشون مرحلة تحدي غير عادية مع حماس منذ سيطرة الأخيرة على غزة ، ويقول ' لا يخفي نشطاء حماس ضيقهم ذرعاً من رفع نشطاء فتح الرايات فوق الأسطح ، وكذا ضيقهم بشكل أكبر من حفلات الشباب التي يقيمها العرسان ' ويضيف في هذه الحفلات يهتف المئات من المحتفلين بالعريس بالأغاني الوطنية الممجدة لفتح وقادتها ، ويصر هؤلاء على التغني بسميح المدهون رغم تحذيرات القوة التنفيذية بمعاقبة أي شخص يمجده (المدهون) لكنك تجدهم يتحدون تهديد حماس بكل تحدي.
ورغم أن رفع الرايات بدا في بداية الأمر عفوياً من قبل نشطاء ومؤيدي حركة فتح إلا أنه سرعان ما تحول إلى ظاهرة كبيرة وملحوظة في الشارع الفلسطيني حيث باتت رايات حركة فتح الصفراء تغطي عددا كبيرا من المنازل في قطاع غزة، ليتبين أنه نتاج قرار من قبل الحركة التي هزمت وتحاول أن تسترد عافيتها.
فقد دعت مجموعة غير معروفة من قبل تدعى 'الخلايا الثورية للعمل السري' في حركة فتح في بيان لها عنون بنداء المواجهة رقم (1) ناشطيها ومؤيديها إلى 'رفع الإعلام الفلسطينية ورايات الفتح فوق جميع المنازل والبيوت ،والمؤسسات وأعمدة الكهرباء'.
وحثت العناصر والمؤيدين على 'إشعال ثورة الحجارة والزجاجات الفارغة في وجه القمع الحمساوى وكذلك إشعال إطارات السيارات في كل الطرق والمفترقات'.
ويشير أحد بائعي أعلام ورايات وصور في غزة إلى إقبال منقطع النظير على شراء راية فتح وصور زعماء الحركة بعد أن ضربها الكساد فترة طويلة من الزمن لصالح راية حماس وصور قادتها ، ويقول ' نواجه طلباً مرتفعاً على الراية الفتحاوية ' وأمام هذا الارتفاع نواجه عجزاً في تلبية حاجات المشترين من الراية والعلم والصور .
ويرى الناطق باسم حركة حماس حماد الرقب أن رفع رايات فتح على المنازل أمر شخصي وطبيعي لا يقلق حركة حماس مشيراً إلى أن حركته أعلنت منذ اليوم الأول أن ما جرى في غزة خطوة اضطرارية وأن حركة فتح لم تكن مستهدفة ولن تكون كذلك إنها هو تيار معروف بولائه ومن يدعمه.
وقال ' نحن على ثقة أن حركة فتح موجودة ولها جمهورها ونحن لا نريد إلغاءها أو شطبها بل إننا نقول إننا نريد الحوار والشراكة الحقيقية'.
الراية أضحت في غزة هي الهوية التنظيمية لصاحب هذا البيت : فصاحب الراية الصفراء فتحاوي دون سؤال ، وصاحب الراية الخضراء حمساوي دون اجتهاد ، وصاحب الراية السوداء جهادي ، والحمراء جبهاوي ، لكن الرايتين الاخيريين بالكاد تجدهما وسط صفار وخضار الحركتين المتصارعتين.
55:5 55:5
ليس كما السابق، فرايات فتح تراها بعينيك على أسطح المنازل الفلسطينية في مدن القطاع ومخيماته وقراه بكثافة منذ شهر ونصف الشهر، رفعها المنتمين لفتح ليس لتأكيد الانتماء للحركة بقدر ما هو تحدياً لحركة حماس.
أبو محمد الذي يعكف على تشطيب فيلا جميلة تتربع على نحو خمسمائة متر مربع على الطريق العام لبلدة دير البلح وسط قطاع غزة رفع على سارية عالية راية فتح والى جانبها علم فلسطين ' الراية الفتحاوية تؤكد انتماءنا لهذه الحركة التي قدمت الكثير للفلسطينيين' يكتفي بهذا التعليق ، لكنه يشير إلى رفع العشرات من جيرانه راية فتح في الاوانة الأخيرة لأسباب ترجع إلى تأكيد الانتماء .
قبل أشهر كانت رايات حماس الخضراء تعلو الأسطح بشكل لافت في الكثير من مناطق القطاع ، وكانت الجدة (جديدة) تميز الرايات الخضراء التي يتوسطها سيفان وعلى حد كل سيف شق من الشهادتين ، بعكس ما كانت عليه رايات حركة فتح التي كان يبدو عليها القدم قبل أشهر . اليوم انقلبت الصورة ؛يهتم نشطاء فتح بتزيين بيوتهم برايات فتح الجديدة ، فضلاً عن تعليق صور عدد من قادة فتح ، خصوصا صورة سميح المدهون ( 32 عاما) الذي قتلته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عقب سقوط الأجهزة الأمنية في غزة ، وكان المدهون من بين ابرز النشطاء الفتحاويين الذين تصدوا لحماس بقوة في الأشهر الأخيرة قبل أن يقع في أيدي نشطاء الحركة يوم سقوط الأجهزة في الخامس عشر من حزيران .
ويقول محمد عمران الذي كان يعمل في الأمن الوطني المنحل إن رفع راية فتح على سطح منزله في مدينة رفح مجرد رسالة لحماس مفادها أن 'انقلابها لا يعني القضاء على حركة فتح وأننا موجودون في جذور هذا الشعب ، وسنرتب صفوفنا'.
ويجد عناصر فتح وأنصارها الذين بدؤوا الخروج من حالة الصدمة التي أصيبوا بها بعد انهيار الأجهزة الأمنية الموالية لفتح في رفع رايات الحركة التي تأسست في الأول من يناير من عام 1965، دافعاً معنوياً ورسالة تحدٍ وبقاء في وجه الحركة الإسلامية.
ويقول الكاتب يوسف صادق الذي كتب مقالا غير مسبوق قبل أيام عنونه بـ' زلزال أسمه 'سميح المدهون' 'ما أن أفاق مؤيدو حركة فتح في غزة، على واقع يُعتبر مريراً بالسنة لهم، بعد سقوط كافة القلاع الفتحاوية والأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة بيد حركة حماس، حتى بدءوا بإعادة بث الروح المعنوية من جديد، من خلال شخص قُتل في الأحداث، إسمه 'سميح المدهون'، فهم اعتبروه رمزاً للمرحلة السابقة'.
ويؤكد صادق أن نشطاء فتح يعيشون مرحلة تحدي غير عادية مع حماس منذ سيطرة الأخيرة على غزة ، ويقول ' لا يخفي نشطاء حماس ضيقهم ذرعاً من رفع نشطاء فتح الرايات فوق الأسطح ، وكذا ضيقهم بشكل أكبر من حفلات الشباب التي يقيمها العرسان ' ويضيف في هذه الحفلات يهتف المئات من المحتفلين بالعريس بالأغاني الوطنية الممجدة لفتح وقادتها ، ويصر هؤلاء على التغني بسميح المدهون رغم تحذيرات القوة التنفيذية بمعاقبة أي شخص يمجده (المدهون) لكنك تجدهم يتحدون تهديد حماس بكل تحدي.
ورغم أن رفع الرايات بدا في بداية الأمر عفوياً من قبل نشطاء ومؤيدي حركة فتح إلا أنه سرعان ما تحول إلى ظاهرة كبيرة وملحوظة في الشارع الفلسطيني حيث باتت رايات حركة فتح الصفراء تغطي عددا كبيرا من المنازل في قطاع غزة، ليتبين أنه نتاج قرار من قبل الحركة التي هزمت وتحاول أن تسترد عافيتها.
فقد دعت مجموعة غير معروفة من قبل تدعى 'الخلايا الثورية للعمل السري' في حركة فتح في بيان لها عنون بنداء المواجهة رقم (1) ناشطيها ومؤيديها إلى 'رفع الإعلام الفلسطينية ورايات الفتح فوق جميع المنازل والبيوت ،والمؤسسات وأعمدة الكهرباء'.
وحثت العناصر والمؤيدين على 'إشعال ثورة الحجارة والزجاجات الفارغة في وجه القمع الحمساوى وكذلك إشعال إطارات السيارات في كل الطرق والمفترقات'.
ويشير أحد بائعي أعلام ورايات وصور في غزة إلى إقبال منقطع النظير على شراء راية فتح وصور زعماء الحركة بعد أن ضربها الكساد فترة طويلة من الزمن لصالح راية حماس وصور قادتها ، ويقول ' نواجه طلباً مرتفعاً على الراية الفتحاوية ' وأمام هذا الارتفاع نواجه عجزاً في تلبية حاجات المشترين من الراية والعلم والصور .
ويرى الناطق باسم حركة حماس حماد الرقب أن رفع رايات فتح على المنازل أمر شخصي وطبيعي لا يقلق حركة حماس مشيراً إلى أن حركته أعلنت منذ اليوم الأول أن ما جرى في غزة خطوة اضطرارية وأن حركة فتح لم تكن مستهدفة ولن تكون كذلك إنها هو تيار معروف بولائه ومن يدعمه.
وقال ' نحن على ثقة أن حركة فتح موجودة ولها جمهورها ونحن لا نريد إلغاءها أو شطبها بل إننا نقول إننا نريد الحوار والشراكة الحقيقية'.
الراية أضحت في غزة هي الهوية التنظيمية لصاحب هذا البيت : فصاحب الراية الصفراء فتحاوي دون سؤال ، وصاحب الراية الخضراء حمساوي دون اجتهاد ، وصاحب الراية السوداء جهادي ، والحمراء جبهاوي ، لكن الرايتين الاخيريين بالكاد تجدهما وسط صفار وخضار الحركتين المتصارعتين.
55:5 55:5
تعليق