زوجة قائد بفتح الإسلام تتحدث لـ"إسلام أون لاين"
أيمن المصري
أسرة أحد عناصر فتح الإسلام على باب
مسجد دار الأرقم
صيدا (لبنان)- منذ العشرين من مايو الماضي -وهو تاريخ اندلاع الاشتباكات المتواصلة بين الجيش اللبناني وتنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان- صار قادة التنظيم خاصة "أميره" شاكر العبسي في بؤرة أضواء وسائل الإعلام.
ومع مساء السبت الماضي فقط، تحولت الأنظار قليلا إلى أسرهم، إذ خرجت من المخيم في هذا المساء زوجات وأبناء عناصر "فتح الإسلام"، بينهنّ زوجة العبسي، وابنته، وزوجة الرجل الثاني بالتنظيم أبو سليم طه، ضمن مسعى نجحت رابطة علماء فلسطين في إتمامه بين الجيش والتنظيم. وبعد إجراء التحقيق معهنّ من قبل الجيش باتت هذه العائلات في عهدة الرابطة.
طالع أيضا:
"فتح الإسلام".. غموض يثير زوابع داخلية وإقليمية
"فتح الإسلام".. لتصفية أسلحة المخيمات وتدجين سوريا
ومن مقرّ الإقامة المؤقت لهذه العائلات في مسجد دار الأرقم بمدينة صيدا، حيث يمنع التصوير أو دخول أيّ وسيلة إعلامية، نفت زوجة أحد قادة التنظيم في لقاء مع مراسل "إسلام أون لاين.نت" بشدة ارتباط "فتح الإسلام" بتنظيم القاعدة، بل هو "تنظيم إسلامي فلسطيني".
وأيضا نفت الزوجة -التي فضلت عدم الكشف عن اسمها- ما يشاع عن ارتباط التنظيم بالنظام السوري أو بأيّ طرف لبناني، قائلة: "بعد هذه الحرب، أظن أن كل عاقل صار يفهم ما هو منهج فتح الإسلام، وهذا المنهج يخالف النظام السوري والطرف اللبناني الذي تتحدث عنه (في إشارة إلى تيار المستقبل)".
وأردفت: "بالنسبة للقاعدة، نحن نرى أنهم مجاهدون يقاتلون في سبيل الله، لكني أقول لك بكل وضوح: فتح الإسلام ليست جزءا من القاعدة".
زوجات.. ليس أكثر
وكشفت السيدة أنه ليس في "فتح الإسلام" أيّ عمل نسائي، موضحة أنهنّ كنّ "زوجات في البيوت فقط، ولم يكن لنا أيّ دور على الأرض، ولم نكن نعرف شيئا عن حركة أزواجنا".
ونفت بشكل قاطع ما تردّد في الإعلام عن مشاركة زوجات أو بنات عناصر "فتح الإسلام" في المواجهات مع الجيش، مؤكدة أن "هذا الكلام غير صحيح.. بعضنا لم تلمس سلاحا في حياتها، وبعضنا تفاجأت بأن زوجها ينتمي لفتح الإسلام".
وأبدت استغرابها من هذا الكلام، وقالت: "نحن كنا 21 امرأة نقوم على رعاية حوالي 42 طفلا.. نحن أمهات نربّي أطفالنا".
وتأخذ زوجة القيادي في "فتح الإسلام" على الإعلام أنه "لم يكن منصفا بحقنا، حيث صوّر المرأة على أنها كانت امرأة مقاتلة، وأنها تطبخ عجائن المتفجرات، أو تزنّر نفسها بأحزمة ناسفة".
ظروف صعبة
وعن ظروف إقامتهنّ خلال المواجهات ذكرت أن "عناصر فتح الإسلام قبل الحرب كانوا جيرانا متجمّعين في منطقة معيّنة غير موزعين، ومن اليوم الأول لاندلاع المواجهات تمّ جمع كل عائلتين أو ثلاث في منزل واحد. وبعد يوم الحسم، حين خرج جميع أهالي المخيم، تمّ نقلنا إلى ملجأ قديم يضم 3 غرف صغيرة، ليس فيه خلاء ولا مطبخ".
وأقسمت قائلة: "والله الذي لا إله إلا هو لم تكن الواحدة منا تستطيع أن تمدّ رجليها". أضافت: "وصلنا إلى وضع إذا أرادت الواحدة منا أن تذهب إلى بيت الخلاء فعليها أن تمشي مسافة 200 متر". وكشفت أن "3 من الأخوات سقطن قتلى خلال انتقالهنّ إلى بيت الخلاء". وعن توفّر المؤن والطعام ذكرت أنه كانت تأتيهم "وجبة طعام واحدة كل يوم".
وقالت: "تخيّل ما يمكن أن يسبّبه حصار مائة يوم مع قصف شديد، من جوع وعطش وخوف. لم نجد إلا الله نلجأ إليه".
وفرضت شدّة المعارك في الشهر الأخير من المواجهات عزلة تامة بين المقاتلين وعائلاتهم، حيث باتت الزوجة "لا تعرف أين زوجها وما مصيره"، بحسب زوجة القيادي بـ"فتح الإسلام".
كما أدّى القصف الشديد إلى منع أيّ فرد من هذه العائلات من الخروج من الملجأ، وأضافت: "لم نعد نعرف ما يجري في الخارج، وحين خرجنا من الملجأ فوجئنا بحجم الدمار الذي لحق بالمخيم".
ظلم وقع علينا
وردا على سؤال حول ما إذا كانت تخطّئ زوجها في الطريق الذي سار فيه، أجابت: "قد تكون هناك أمور غامضة لا أعرفها، لكن ما أعرفه وعايشته أن ظلما كان يقع على عناصر التنظيم، وعندما وقعت حادثة قتل المجموعة (من فتح الإسلام) في مدينة طرابلس، وجدت قيادة التنظيم أنه لم يعد أمامها مجال للسكوت".
وتحدثت عن "مضايقات كان يتعرض لها عناصر فتح الإسلام قبل اندلاع المواجهات"، كاشفة عن "اعتقال أيّ شخص يخرج من المخيم يعرف أنه من فتح الإسلام".
ودعت زوجة القيادي في "فتح الإسلام" كل إنسان أن "يعرف حقيقة الأمور، ولا يقتصر على ما ينشره الإعلام فقط"، معتبرة أن "ظلماً قد وقع علينا".
وقالت: "إن عناصر فتح الإسلام ليسوا هم أول من اعتدى". وأضافت: "أنا واحدة من الناس التي تتمنى أن يعرف الناس الوقائع التي حصلت".
لكن ماذا عن اتهام "فتح الإسلام" بالتورط بتنفيذ تفجيرات في لبنان، وما خلصت إليه التحقيقات من اعتراف عنصرين من التنظيم بتفجير منطقة "عين علق"؟ ردّت: "هذا يجيبك عليه العسكر من فتح الإسلام.. لا علم لي به، ولا علم لي بهذه التفجيرات".
ارتباط مصيريّ
وتعبّر زوجة القيادي عن "ارتباط معنوي طبيعي بيني وبين زوجي الذي يقاتل الآن في مخيم نهر البارد، شأني شأن كل الزوجات، لكن الدعم الذي أقدمه له لا يتجاوز الدعاء".
وعن رؤيتها لمستقبلها وأطفالها بعد أن خرجت من المخيم، تعتبر أن مصيرها مرتبط بزوجها، وتقول: "أنا أنتظر قدَري.. إذا قتل زوجي أعود إلى أهلي وإذا لم يقتل أنتقل إلى المكان الذي هو فيه". وأضافت متحدثة عن حال أخواتها الزوجات: "كنا في المخيم مجموعة واحدة، لكننا الآن بتنا عوائل، وكل واحدة وضعها متوقف على أن يبقى زوجها حيا أو يموت"
أيمن المصري
أسرة أحد عناصر فتح الإسلام على باب
مسجد دار الأرقم
صيدا (لبنان)- منذ العشرين من مايو الماضي -وهو تاريخ اندلاع الاشتباكات المتواصلة بين الجيش اللبناني وتنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان- صار قادة التنظيم خاصة "أميره" شاكر العبسي في بؤرة أضواء وسائل الإعلام.
ومع مساء السبت الماضي فقط، تحولت الأنظار قليلا إلى أسرهم، إذ خرجت من المخيم في هذا المساء زوجات وأبناء عناصر "فتح الإسلام"، بينهنّ زوجة العبسي، وابنته، وزوجة الرجل الثاني بالتنظيم أبو سليم طه، ضمن مسعى نجحت رابطة علماء فلسطين في إتمامه بين الجيش والتنظيم. وبعد إجراء التحقيق معهنّ من قبل الجيش باتت هذه العائلات في عهدة الرابطة.
طالع أيضا:
"فتح الإسلام".. غموض يثير زوابع داخلية وإقليمية
"فتح الإسلام".. لتصفية أسلحة المخيمات وتدجين سوريا
ومن مقرّ الإقامة المؤقت لهذه العائلات في مسجد دار الأرقم بمدينة صيدا، حيث يمنع التصوير أو دخول أيّ وسيلة إعلامية، نفت زوجة أحد قادة التنظيم في لقاء مع مراسل "إسلام أون لاين.نت" بشدة ارتباط "فتح الإسلام" بتنظيم القاعدة، بل هو "تنظيم إسلامي فلسطيني".
وأيضا نفت الزوجة -التي فضلت عدم الكشف عن اسمها- ما يشاع عن ارتباط التنظيم بالنظام السوري أو بأيّ طرف لبناني، قائلة: "بعد هذه الحرب، أظن أن كل عاقل صار يفهم ما هو منهج فتح الإسلام، وهذا المنهج يخالف النظام السوري والطرف اللبناني الذي تتحدث عنه (في إشارة إلى تيار المستقبل)".
وأردفت: "بالنسبة للقاعدة، نحن نرى أنهم مجاهدون يقاتلون في سبيل الله، لكني أقول لك بكل وضوح: فتح الإسلام ليست جزءا من القاعدة".
زوجات.. ليس أكثر
وكشفت السيدة أنه ليس في "فتح الإسلام" أيّ عمل نسائي، موضحة أنهنّ كنّ "زوجات في البيوت فقط، ولم يكن لنا أيّ دور على الأرض، ولم نكن نعرف شيئا عن حركة أزواجنا".
ونفت بشكل قاطع ما تردّد في الإعلام عن مشاركة زوجات أو بنات عناصر "فتح الإسلام" في المواجهات مع الجيش، مؤكدة أن "هذا الكلام غير صحيح.. بعضنا لم تلمس سلاحا في حياتها، وبعضنا تفاجأت بأن زوجها ينتمي لفتح الإسلام".
وأبدت استغرابها من هذا الكلام، وقالت: "نحن كنا 21 امرأة نقوم على رعاية حوالي 42 طفلا.. نحن أمهات نربّي أطفالنا".
وتأخذ زوجة القيادي في "فتح الإسلام" على الإعلام أنه "لم يكن منصفا بحقنا، حيث صوّر المرأة على أنها كانت امرأة مقاتلة، وأنها تطبخ عجائن المتفجرات، أو تزنّر نفسها بأحزمة ناسفة".
ظروف صعبة
وعن ظروف إقامتهنّ خلال المواجهات ذكرت أن "عناصر فتح الإسلام قبل الحرب كانوا جيرانا متجمّعين في منطقة معيّنة غير موزعين، ومن اليوم الأول لاندلاع المواجهات تمّ جمع كل عائلتين أو ثلاث في منزل واحد. وبعد يوم الحسم، حين خرج جميع أهالي المخيم، تمّ نقلنا إلى ملجأ قديم يضم 3 غرف صغيرة، ليس فيه خلاء ولا مطبخ".
وأقسمت قائلة: "والله الذي لا إله إلا هو لم تكن الواحدة منا تستطيع أن تمدّ رجليها". أضافت: "وصلنا إلى وضع إذا أرادت الواحدة منا أن تذهب إلى بيت الخلاء فعليها أن تمشي مسافة 200 متر". وكشفت أن "3 من الأخوات سقطن قتلى خلال انتقالهنّ إلى بيت الخلاء". وعن توفّر المؤن والطعام ذكرت أنه كانت تأتيهم "وجبة طعام واحدة كل يوم".
وقالت: "تخيّل ما يمكن أن يسبّبه حصار مائة يوم مع قصف شديد، من جوع وعطش وخوف. لم نجد إلا الله نلجأ إليه".
وفرضت شدّة المعارك في الشهر الأخير من المواجهات عزلة تامة بين المقاتلين وعائلاتهم، حيث باتت الزوجة "لا تعرف أين زوجها وما مصيره"، بحسب زوجة القيادي بـ"فتح الإسلام".
كما أدّى القصف الشديد إلى منع أيّ فرد من هذه العائلات من الخروج من الملجأ، وأضافت: "لم نعد نعرف ما يجري في الخارج، وحين خرجنا من الملجأ فوجئنا بحجم الدمار الذي لحق بالمخيم".
ظلم وقع علينا
وردا على سؤال حول ما إذا كانت تخطّئ زوجها في الطريق الذي سار فيه، أجابت: "قد تكون هناك أمور غامضة لا أعرفها، لكن ما أعرفه وعايشته أن ظلما كان يقع على عناصر التنظيم، وعندما وقعت حادثة قتل المجموعة (من فتح الإسلام) في مدينة طرابلس، وجدت قيادة التنظيم أنه لم يعد أمامها مجال للسكوت".
وتحدثت عن "مضايقات كان يتعرض لها عناصر فتح الإسلام قبل اندلاع المواجهات"، كاشفة عن "اعتقال أيّ شخص يخرج من المخيم يعرف أنه من فتح الإسلام".
ودعت زوجة القيادي في "فتح الإسلام" كل إنسان أن "يعرف حقيقة الأمور، ولا يقتصر على ما ينشره الإعلام فقط"، معتبرة أن "ظلماً قد وقع علينا".
وقالت: "إن عناصر فتح الإسلام ليسوا هم أول من اعتدى". وأضافت: "أنا واحدة من الناس التي تتمنى أن يعرف الناس الوقائع التي حصلت".
لكن ماذا عن اتهام "فتح الإسلام" بالتورط بتنفيذ تفجيرات في لبنان، وما خلصت إليه التحقيقات من اعتراف عنصرين من التنظيم بتفجير منطقة "عين علق"؟ ردّت: "هذا يجيبك عليه العسكر من فتح الإسلام.. لا علم لي به، ولا علم لي بهذه التفجيرات".
ارتباط مصيريّ
وتعبّر زوجة القيادي عن "ارتباط معنوي طبيعي بيني وبين زوجي الذي يقاتل الآن في مخيم نهر البارد، شأني شأن كل الزوجات، لكن الدعم الذي أقدمه له لا يتجاوز الدعاء".
وعن رؤيتها لمستقبلها وأطفالها بعد أن خرجت من المخيم، تعتبر أن مصيرها مرتبط بزوجها، وتقول: "أنا أنتظر قدَري.. إذا قتل زوجي أعود إلى أهلي وإذا لم يقتل أنتقل إلى المكان الذي هو فيه". وأضافت متحدثة عن حال أخواتها الزوجات: "كنا في المخيم مجموعة واحدة، لكننا الآن بتنا عوائل، وكل واحدة وضعها متوقف على أن يبقى زوجها حيا أو يموت"
تعليق