تويت
بعيداً عن كل المناكفات السياسية بين فتح وحماس، وبعيداً عن تجزئة العقول وبعثرتها في فضاء رحب؛ يملأه ضيق الصدر وقصر الأفق وعدم الأبصار بحقيقة الأشياء وطبائعها، وصغائر الأمور وتفاصيلها.
بعيداً عن كل الخطابات السياسية والدينية والفلسفية منها، بعيداً عن كل ما يمت لفلسطين بصلة؛ نقف بصمت فريد وذهول شارد أمام تسييس للدين في أرض عبدها سكانها، باعتبارها أطهر وأقدس بقع العالم، في أرض عاش سكانها في لحمة فريدة يعبدون الله ويقدسون الوطن.
لم تكن هذه الأرض يوماً لمناكفات دينية، ولم يكن من سمات الشعب الفلسطيني البطل أن يحمل في قلبه حقد أسود سوى حقده على الظلم والهوان، سوى حقده على من سلبه أرضه وعزته. لم يكن من سماته أن يحمل عقلية تكفيرية ليتفتت سبلاً شتى وزمراً وشلل تحيا بعقول بدائية تسكنها الهمجية الظلامية.
امتاز الشعب الفلسطيني دوماً بالتسامح والتعالي عن الانتماءات الضيقة المنحسرة في تيار أو فكرة معينة؛ فماذا حدث اليوم للشعب الفلسطيني، وأي واقع أسود يعيش به؟ ما الذي حصل لهذا الشعب المغوار وهو على أبواب مخاض مؤلم لولادة متعسرة تخرج من رحم البطولة دولته المستقلة ؟
كيف وصلنا إلى هذا الحد الذي أعادنا إلى ما قبل عصور النهضة الإسلامية والأوروبية؟ كيف تراجع بنا الزمن مئات السنين نحو الوراء؟ كيف عدنا زمن كان الملك يحكم باسم الرب في الأرض، وكانت صكوك الغفران تؤخذ من بين يديه، وشراء جنة الخلد تمر ببابه رغم خطاياه الكثيرة والكبيرة ؟ كيف عدنا إلى ذلك الزمن الأغبر وتلك العصور الظلامية ؟ كيف تدنست أحلامنا وتعطلت مسيرتنا ؟ كيف تقزمت أحلامنا وراء فتات لا يغني ولا يسمن من جوع ؟
فتح ومنذ بداياتها خرجت من صلب حركة الإخوان المسلمين لكنها منذ البداية تمايزت عنها بانها كانت حركة تحرر وطني لكل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وتياراته الفكرية والسياسية والدينية معتبرة نفسها حركة ثورية عربية؛ حركة فلسطينية تسعى من أجل تحرير الوطن وإعادة الأرض، لم يكن فيها أي تعصب فئوي أو جهوي أو ديني أو مذهبي، فضمت بين حناياها كل الأطياف والتيارات والحركات الفكرية والسياسية، فضمت الشيوعيين والقوميين والإسلاميين وكانت قادرة على هضمهم وصهرهم ودمجهم في بوتقه واحدة ومشروع واحد، مشروعها الوطني الفلسطيني الذي يعمل على استقلال القرار الفلسطيني وعدم ارتهانه لاي طرف آخر، وهكذا سار أبو عمار منذ البداية بخلق كيان وقرار فلسطيني مستقل عن كل المحاولات التي ما فتئت تهدف لهدم هذه الاستقلال وترهن القرار الفلسطيني لمصالحها الضيقة، فهل تراجعت فتح عن حمل هذا المشروع الوطني؟ لتأتي حركة حماس ترفع هذا المشروع ولكن بطريقة أخرى ؟
حركة حماس حركة إسلامية كانت قريبة من كل التنظيمات والتوجهات والتيارات على الساحة الفلسطينية ولم ترتبط بخطاب تكفيري على الرغم من أنها تعتبر جزء من حركة الإخوان المسلمين، إلا أنها كانت حركة معتدلة وسطية في فهمها للدين وبعيدة عن التعصب الأعمى له وعن الحكم بإسم الله في الأرض، فلماذا وضعت حماس نفسها في معسكر التطرف والتعصب الديني، فالحكم باسم الله يتنافى وشريعته السمحاء، كما أن ظروف الشعب الفلسطيني وظروف قضيته تتعارض وهذا التعصب، ولماذا قامت حماس برهن المشروع الفلسطيني الوطني بايدِ خارجية من شأنها أن تمسك بورقة القضية الفلسطينية وتتدخل في تفاصيلها، وهل برأي حركة حماس أن الشعب الفلسطيني غير قادر على إدارة أوراقه وغير مؤهل لاتخاذ قرارته بعقلانية حتى نضع أنفسنا تحت رحمة الآخرين، فماذا فعلت حماس بمشروعنا الوطني، وكيف جعلت منه مشروعاً أممياً ممتداً ؟ وكيف أعطت لنفسها الحق بتكفير مجتمعها والثورة ضده ؟ وكيف يمكن لها أن تلتقي مع المشروع الوطني الفلسطيني وتبتعد عن الارتهان نحو الخارج، وهل يمكن الاتفاق مع باقي التيارات حول ذلك المشروع وملامحه الأولية ؟ أظن بأن الإجابة لا تخلو من السذاجة بالإيجاب، فالمشروع الوطني يمكن للجميع أن يتفق عليه في ظل ظروف موضوعية قائمة ومدركة من قبل الجميع، فالهدف واحد وإن تعددت بنا السبل نحو تحقيقه، فلنقف أمام مشروعنا الوطني بصدق وأمانة، بإخلاص ونزاهة، ولنبتعد عن الفساد والتعصب والمصالح الضيقة، ولنعيد لقيضتنا رونقها ولنرفعها من جديد نحو العلا، ولنتذكر دوماً بأن الدين لله والوطن للجميع، ولنبتعد عن أسلوب التكفير فليس أشد على الله من أن يقوم العبد بتكفير أخاه.
بعيداً عن كل الخطابات السياسية والدينية والفلسفية منها، بعيداً عن كل ما يمت لفلسطين بصلة؛ نقف بصمت فريد وذهول شارد أمام تسييس للدين في أرض عبدها سكانها، باعتبارها أطهر وأقدس بقع العالم، في أرض عاش سكانها في لحمة فريدة يعبدون الله ويقدسون الوطن.
لم تكن هذه الأرض يوماً لمناكفات دينية، ولم يكن من سمات الشعب الفلسطيني البطل أن يحمل في قلبه حقد أسود سوى حقده على الظلم والهوان، سوى حقده على من سلبه أرضه وعزته. لم يكن من سماته أن يحمل عقلية تكفيرية ليتفتت سبلاً شتى وزمراً وشلل تحيا بعقول بدائية تسكنها الهمجية الظلامية.
امتاز الشعب الفلسطيني دوماً بالتسامح والتعالي عن الانتماءات الضيقة المنحسرة في تيار أو فكرة معينة؛ فماذا حدث اليوم للشعب الفلسطيني، وأي واقع أسود يعيش به؟ ما الذي حصل لهذا الشعب المغوار وهو على أبواب مخاض مؤلم لولادة متعسرة تخرج من رحم البطولة دولته المستقلة ؟
كيف وصلنا إلى هذا الحد الذي أعادنا إلى ما قبل عصور النهضة الإسلامية والأوروبية؟ كيف تراجع بنا الزمن مئات السنين نحو الوراء؟ كيف عدنا زمن كان الملك يحكم باسم الرب في الأرض، وكانت صكوك الغفران تؤخذ من بين يديه، وشراء جنة الخلد تمر ببابه رغم خطاياه الكثيرة والكبيرة ؟ كيف عدنا إلى ذلك الزمن الأغبر وتلك العصور الظلامية ؟ كيف تدنست أحلامنا وتعطلت مسيرتنا ؟ كيف تقزمت أحلامنا وراء فتات لا يغني ولا يسمن من جوع ؟
فتح ومنذ بداياتها خرجت من صلب حركة الإخوان المسلمين لكنها منذ البداية تمايزت عنها بانها كانت حركة تحرر وطني لكل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وتياراته الفكرية والسياسية والدينية معتبرة نفسها حركة ثورية عربية؛ حركة فلسطينية تسعى من أجل تحرير الوطن وإعادة الأرض، لم يكن فيها أي تعصب فئوي أو جهوي أو ديني أو مذهبي، فضمت بين حناياها كل الأطياف والتيارات والحركات الفكرية والسياسية، فضمت الشيوعيين والقوميين والإسلاميين وكانت قادرة على هضمهم وصهرهم ودمجهم في بوتقه واحدة ومشروع واحد، مشروعها الوطني الفلسطيني الذي يعمل على استقلال القرار الفلسطيني وعدم ارتهانه لاي طرف آخر، وهكذا سار أبو عمار منذ البداية بخلق كيان وقرار فلسطيني مستقل عن كل المحاولات التي ما فتئت تهدف لهدم هذه الاستقلال وترهن القرار الفلسطيني لمصالحها الضيقة، فهل تراجعت فتح عن حمل هذا المشروع الوطني؟ لتأتي حركة حماس ترفع هذا المشروع ولكن بطريقة أخرى ؟
حركة حماس حركة إسلامية كانت قريبة من كل التنظيمات والتوجهات والتيارات على الساحة الفلسطينية ولم ترتبط بخطاب تكفيري على الرغم من أنها تعتبر جزء من حركة الإخوان المسلمين، إلا أنها كانت حركة معتدلة وسطية في فهمها للدين وبعيدة عن التعصب الأعمى له وعن الحكم بإسم الله في الأرض، فلماذا وضعت حماس نفسها في معسكر التطرف والتعصب الديني، فالحكم باسم الله يتنافى وشريعته السمحاء، كما أن ظروف الشعب الفلسطيني وظروف قضيته تتعارض وهذا التعصب، ولماذا قامت حماس برهن المشروع الفلسطيني الوطني بايدِ خارجية من شأنها أن تمسك بورقة القضية الفلسطينية وتتدخل في تفاصيلها، وهل برأي حركة حماس أن الشعب الفلسطيني غير قادر على إدارة أوراقه وغير مؤهل لاتخاذ قرارته بعقلانية حتى نضع أنفسنا تحت رحمة الآخرين، فماذا فعلت حماس بمشروعنا الوطني، وكيف جعلت منه مشروعاً أممياً ممتداً ؟ وكيف أعطت لنفسها الحق بتكفير مجتمعها والثورة ضده ؟ وكيف يمكن لها أن تلتقي مع المشروع الوطني الفلسطيني وتبتعد عن الارتهان نحو الخارج، وهل يمكن الاتفاق مع باقي التيارات حول ذلك المشروع وملامحه الأولية ؟ أظن بأن الإجابة لا تخلو من السذاجة بالإيجاب، فالمشروع الوطني يمكن للجميع أن يتفق عليه في ظل ظروف موضوعية قائمة ومدركة من قبل الجميع، فالهدف واحد وإن تعددت بنا السبل نحو تحقيقه، فلنقف أمام مشروعنا الوطني بصدق وأمانة، بإخلاص ونزاهة، ولنبتعد عن الفساد والتعصب والمصالح الضيقة، ولنعيد لقيضتنا رونقها ولنرفعها من جديد نحو العلا، ولنتذكر دوماً بأن الدين لله والوطن للجميع، ولنبتعد عن أسلوب التكفير فليس أشد على الله من أن يقوم العبد بتكفير أخاه.
تعليق