الجهاد الإسلامي والصمت الغريب
ما يحدث في الساحة الفلسطينية من مناكفات وسجالات بين فتح وحماس، يجعل الفرد حيرانا، وتختلط عليه الأمور، خصوصا إذا تحرر من انتمائه الحزبي، وهذا يمكن إيجاد المبرر له، فلربما حيرة هذا الفرد سببها العاطفة، أو الاستغراب، أو عدم الخبرة وما شابه .. !!
لكن الغريب هو صمت الجهاد الإسلامي الغريب .. فحركة كحركة الجهاد الإسلامي صاحبة المشروع الطليعي والنهضوي تعجز عن اتخاذ موقف فيما يحدث في الوطن من اقتتال وتعدّ على الحقوق، واختزال للوطن، وطمس للحقيقة، وهدر للطاقات ..
نحن لا ننكر على حركة الجهاد مواقفها المحترمة من عدم الانخراط في أوسلو، وتمسكها بخيار المقاومة، والمساهمة في بداية الاقتتال بالحل بين الأخوة المتقاتلين، وإنهاء هذه المأساة، لكننا ننكر عليها موقفها بعد عملية الحسم في غزة، وكأن الذي حدث لا يعني قادة هذه الحركة، فالقتل البشع والدم الذي غطى أرض غزة، وحالة الشرذمة والتيه الذي يعيشه المواطن الفلسطيني كان من المفروض أن يكون دافعا لهؤلاء المسئولين من أجل اتخاذ موقف مشرف، يساهم بشكل فاعل وحقيقي في إنهاء هذا التشتت الذي لا يخدم لا الوطن ولا المواطن الفلسطيني.
الظاهر أن الجهاد الإسلامي غير راض عن أداء السلطة الفلسطينية التي يترأسها عباس، ولا يؤيد إسراف حماس وهيمنتها البغيضة على قطاع غزة.
لكن يتوجب على هذه الحركة أن يكون لها موقف أكثر صراحة، وخصوصا أنها تحمل ما يجمع عليه الجميع ألا وهو المقاومة، بالإضافة إلى أن تاريخ هذه الحركة نظيف، فهي لم تصارع أحدا على سلطة أو حكومة أو كرسي..
بل تضررت هذه الحركة وعناصرها بشكل مباشر جراء الاعتقالات التي قامت بها أجهزة السلطة السابقة، وهي بحسبة صغيرة تتربع على عرش التنظيمات التي قدمت الشهداء والجرحى والأسرى مقارنة بحجمها وعددها وإمكاناتها...
كثيرة هي الأمور التي تحدث في هذا البلد بحاجة إلى الوصف والتحليل وإبداء الموقف، ولا يجب أن نردد كما يردد بعض المدافعين عن هذه الحركة ويبررون عجز الموقف أن الصمت أحيانا أبلغ من الكلام ..!!!!
وهل يجوز لحركة إسلامية مقاومة أن تصمت عن معاناة الناس والشعب وآلامه، فالمعاناة تكبر يوما بعد يوم، فمن انقطاع التيار الكهربائي ومعاقبة مليون ونصف هم ساكني قطاع غزة، مرورا بملاحقة الناس في رواتبهم وأرزاقهم ولقمة عيشهم، إلى النفايات المنتشرة في شوارع غزة تنقل الأمراض والأوبئة .. والحديث هنا يطول عن كل شيء .. عن الفقر والبطالة والرسوم الجامعية المهولة، وعن فاتورة الكهرباء الأكثر غلاء في العالم، وفاتورة الهاتف التي لا تنتظر، وعن الجوع واللا أمن وعن كل ما يهدد حياة الإنسان الفلسطيني في غزة ...
فموقف حركة الجهاد حقيقة في هذه المرحلة لا يرضي محبيه .. ولا مبرر لهذا العجز والتراجع والغياب وتغييب الحقيقة والهروب عنها .. وإلا ما الذي يمنع أن يقوم قادة هذه الحركة ويعبّروا أمام الملأ عن موقف حركتهم مما قامت به حماس في غزة من استيلاء على السلطة ومقرات الأمن وكل مقومات الحياة فيها، واعتداء القوة التنفيذية غير المبرر على الناس والشعب، وانتهاك الحرمات، والاعتداء على الحريات والقهر المتواصل، ويبينوا للناس معنى ما تقوم به سلطة رام الله من ملاحقة لأرزاق العباد، والسقوط مدوي أمام إسرائيل، والانصياع لأوامر أمريكا التي لا تنتهي ..
يا حركة الجهاد .. يا قادة ومسئولي الجهاد .. المقاومة لا تعني حمل السلاح فقط .. لا تعني إطلاق صاروخ والتهديد باجتياح إسرائيل لنا .. المقاومة تعني الوعي وإظهار الحقيقة وتبيان الموقف .. المقاومة تعني التخفيف من معاناة الناس .. المقاومة تعني نصرة الأخ الظالم والمظلوم .. المقاومة لا تعني تهيئة الظروف للمارقين والكذابين .. ولا تعني السكوت عن الحقيقة فالساكت عن الحق شيطان أخرس..
يا حركة الجهاد ما عهدنا مواقفك إلا جريئة .. نحن لا نحب لك السقوط .. ولا نرغب في أن نراك تابعا لحماس مرة، ولا محتارة أمام فتح مرة أخرى .. لن ينفعك إلا صدقك .. لن يبرئك إلا موقفك الجريء .. لا تكوني كما الآخرين .. فأنت الأقوى بالموقف المشرف .. لم يتلطخ دم أبناءك بدم أبناء شعبهم .. لم تنخرطي في أوسلو المجرمة .. فلا تكوني خوارة ضعيفة فما كان لمن يمتلك السلاح والحقيقة أن يتراجع!!!
ما يحدث في الساحة الفلسطينية من مناكفات وسجالات بين فتح وحماس، يجعل الفرد حيرانا، وتختلط عليه الأمور، خصوصا إذا تحرر من انتمائه الحزبي، وهذا يمكن إيجاد المبرر له، فلربما حيرة هذا الفرد سببها العاطفة، أو الاستغراب، أو عدم الخبرة وما شابه .. !!
لكن الغريب هو صمت الجهاد الإسلامي الغريب .. فحركة كحركة الجهاد الإسلامي صاحبة المشروع الطليعي والنهضوي تعجز عن اتخاذ موقف فيما يحدث في الوطن من اقتتال وتعدّ على الحقوق، واختزال للوطن، وطمس للحقيقة، وهدر للطاقات ..
نحن لا ننكر على حركة الجهاد مواقفها المحترمة من عدم الانخراط في أوسلو، وتمسكها بخيار المقاومة، والمساهمة في بداية الاقتتال بالحل بين الأخوة المتقاتلين، وإنهاء هذه المأساة، لكننا ننكر عليها موقفها بعد عملية الحسم في غزة، وكأن الذي حدث لا يعني قادة هذه الحركة، فالقتل البشع والدم الذي غطى أرض غزة، وحالة الشرذمة والتيه الذي يعيشه المواطن الفلسطيني كان من المفروض أن يكون دافعا لهؤلاء المسئولين من أجل اتخاذ موقف مشرف، يساهم بشكل فاعل وحقيقي في إنهاء هذا التشتت الذي لا يخدم لا الوطن ولا المواطن الفلسطيني.
الظاهر أن الجهاد الإسلامي غير راض عن أداء السلطة الفلسطينية التي يترأسها عباس، ولا يؤيد إسراف حماس وهيمنتها البغيضة على قطاع غزة.
لكن يتوجب على هذه الحركة أن يكون لها موقف أكثر صراحة، وخصوصا أنها تحمل ما يجمع عليه الجميع ألا وهو المقاومة، بالإضافة إلى أن تاريخ هذه الحركة نظيف، فهي لم تصارع أحدا على سلطة أو حكومة أو كرسي..
بل تضررت هذه الحركة وعناصرها بشكل مباشر جراء الاعتقالات التي قامت بها أجهزة السلطة السابقة، وهي بحسبة صغيرة تتربع على عرش التنظيمات التي قدمت الشهداء والجرحى والأسرى مقارنة بحجمها وعددها وإمكاناتها...
كثيرة هي الأمور التي تحدث في هذا البلد بحاجة إلى الوصف والتحليل وإبداء الموقف، ولا يجب أن نردد كما يردد بعض المدافعين عن هذه الحركة ويبررون عجز الموقف أن الصمت أحيانا أبلغ من الكلام ..!!!!
وهل يجوز لحركة إسلامية مقاومة أن تصمت عن معاناة الناس والشعب وآلامه، فالمعاناة تكبر يوما بعد يوم، فمن انقطاع التيار الكهربائي ومعاقبة مليون ونصف هم ساكني قطاع غزة، مرورا بملاحقة الناس في رواتبهم وأرزاقهم ولقمة عيشهم، إلى النفايات المنتشرة في شوارع غزة تنقل الأمراض والأوبئة .. والحديث هنا يطول عن كل شيء .. عن الفقر والبطالة والرسوم الجامعية المهولة، وعن فاتورة الكهرباء الأكثر غلاء في العالم، وفاتورة الهاتف التي لا تنتظر، وعن الجوع واللا أمن وعن كل ما يهدد حياة الإنسان الفلسطيني في غزة ...
فموقف حركة الجهاد حقيقة في هذه المرحلة لا يرضي محبيه .. ولا مبرر لهذا العجز والتراجع والغياب وتغييب الحقيقة والهروب عنها .. وإلا ما الذي يمنع أن يقوم قادة هذه الحركة ويعبّروا أمام الملأ عن موقف حركتهم مما قامت به حماس في غزة من استيلاء على السلطة ومقرات الأمن وكل مقومات الحياة فيها، واعتداء القوة التنفيذية غير المبرر على الناس والشعب، وانتهاك الحرمات، والاعتداء على الحريات والقهر المتواصل، ويبينوا للناس معنى ما تقوم به سلطة رام الله من ملاحقة لأرزاق العباد، والسقوط مدوي أمام إسرائيل، والانصياع لأوامر أمريكا التي لا تنتهي ..
يا حركة الجهاد .. يا قادة ومسئولي الجهاد .. المقاومة لا تعني حمل السلاح فقط .. لا تعني إطلاق صاروخ والتهديد باجتياح إسرائيل لنا .. المقاومة تعني الوعي وإظهار الحقيقة وتبيان الموقف .. المقاومة تعني التخفيف من معاناة الناس .. المقاومة تعني نصرة الأخ الظالم والمظلوم .. المقاومة لا تعني تهيئة الظروف للمارقين والكذابين .. ولا تعني السكوت عن الحقيقة فالساكت عن الحق شيطان أخرس..
يا حركة الجهاد ما عهدنا مواقفك إلا جريئة .. نحن لا نحب لك السقوط .. ولا نرغب في أن نراك تابعا لحماس مرة، ولا محتارة أمام فتح مرة أخرى .. لن ينفعك إلا صدقك .. لن يبرئك إلا موقفك الجريء .. لا تكوني كما الآخرين .. فأنت الأقوى بالموقف المشرف .. لم يتلطخ دم أبناءك بدم أبناء شعبهم .. لم تنخرطي في أوسلو المجرمة .. فلا تكوني خوارة ضعيفة فما كان لمن يمتلك السلاح والحقيقة أن يتراجع!!!
تعليق