كتب أحمد عبدالله مهنا
أحبكم في الله ، كيف لا وأنتم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأبغضكم في السياسة ، لم لا وقد اقترفت أيديكم من الأخطاء ما لا يقبله عقل ولا ترتضيه ملّة .
أحبكم في الله لأن منكم الأخ والأخت والقريب والصديق والزميل ، وأبغضكم في السياسة ، لأنكم تتعاملون وفق رؤية فجّة لا تزاوجون من خلالها بين الواقع والمأمول .
أحبكم في الله لأن فيكم الصادق والمخلص والشهم والأمين وأكرهكم في السياسة لأنكم أخضعتم الديمقراطية لفهم خاطئ تناسيتم بموجبه ما حولكم من ظروف داخلية وإقليمية ودولية ، فعملتم على مسح ما تقدم عنكم من صفات .
أحبتي في الله : أود أن أذكركم بأن خلاف علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لم يكن خلافاً في الدين بقدر ما كان اختلافاً سياسياً ، مع الفارق في المعطيات .
أرجوكم لا تعتذروا بالقول إنها الرغبة في تطبيق شرع الله !! إنه الحكم أيها السادة .
إن قطاع غزة الذي يشبّهه السياسيون بالكرة الملتهبة سيحرق أصابعكم بكلّ ما في الكلمة من معنى ، لأن هذا الكم الهائل من الفقر والجوع والبطالة على رقعة من الأرض أنتم أدرى الناس بمساحتها وعدد سكانها لا يمكن أن يحلم بالسيطرة عليها في ظلّ ظرفها الحاليّ عاقل .
كرة اللهب هذه رفض تلقفها المصريّون ، وراودت رابين أحلاماً بان يصحو وقد ابتلعها البحر ، قذفها شارون غير آسف بعد أن حرقت أصابعه لتتلقفها السلطة الفلسطينية والتي كادت أن تشتعل من شدّة توهجها وشديد ثقل عبئها لولا إصراركم على تلقفها ! كان الرئيس محمود عباس يريد أن يخفف من شدّة توهجها تدريجياً لكنكم أخطأتم في فهم مراده واستيعاب أهدافه فحصل ما حصل ، استبقتم الأحداث فقطعتم الطريق وفرضتم المواجهة مع من أوصلكم جهده السياسيّ إلى أغلبية في المجلس التشريعيّ فشكلتم وزارتكم التي لم تطيقوا حمل أعبائها فساندكم في تشكيل وزارة الوحدة الوطنية بموجب اتفاق مكة ، كلّ ذلك من أجل تخفيف العبء على كواهلكم ، فما كان جزاؤه إلاّ الانقلاب على سلطته الشرعية واتهامه من خلال أبواقكم الإعلامية ومراهقيكم السياسيين بالعمالة والخيانة ، لم يكن عميلاً عندما مهد الطريق لكم لدخول الانتخابات ، ولم يكن عميلاً عندما سلّمكم زمام السلطة ولم تكن عيونكم تراه وهو يقبل رايس أو عندما كان يسلم على أولمرت ولا حتى على شارون قبله !!فجأة أصبح عميلاً في زمرة المارقين .
ها أنتم تناصبونه وكلّ التيار الوطني العداء وتقتتلون على طبخة لم تنضج ، وأخشى ما أخشاه أن ينقلب قدرنا فيختلط ما فيه برمال بحر غزّة فنعود بسبب طيشنا وعدمية تفكيرنا كما عادت ' مصيّفة الغور ! '.
ألم يكن من الأجدر أيها القادة لو عالجتم ما حصل في ظلّ السلطة من تجاوزات كائنة ما كانت بالقيام بثورة تصحيح اجتماعيّ وفق أسس ومرتكزات وبدائل علمية وأنتم الأطول باعاً والأكثر خبرة في ذلك بدلاً من الانقلاب العسكري والانقضاض على السلطة وتقويض مشروعنا الوطنيّ ؟ لماذا عالجتم الخطأ بالخطيئة ؟ هل كان هذا هو الطريق الأقصر للمحاسبة وتصحيح الأوضاع ؟ لا أيها السادة لقد كانت وسيلتكم في التغيير والإصلاح هي الأكثر تدميراً وإضاعة للجهد وبعثرة للصفّ .
كلّ ذلك لعدم خضوعنا لتربية تستند على أساليب التفكير العلميّ وعدم تعلمنا لأسلوب الحوار وكيفية إدارة الأزمات و حلّ المشكلات .
لست أدري أين سنذهب بوجوهنا أمام من فرضنا احترامنا عليهم طوال عقود مضت فوقفوا لجانبنا وساندوا قضايانا بعد أن شاهدوا ما شاهدناه على فضائيات الكون من تخبط وعدميّة في التفكير باسم النظام وحفظ الأمن ؟ وهل كانت كراسيّ الفرح في بيت حانون التي داستها سيارات القوّة التنفيذية تحاصر قوى الأمن وتلقي بالحجارة عليها .
أليس من المعيب أن نضرب الصحفيين وأن نصادر أجهزة تصويرهم ونصادر أشرطتهم باسم المحافظة على الأمن ؟ أليس من العار منع الناس من التظاهر للتعبير عن رغبتهم في الوحدة ونبذ الخلاف والفرقة ؟ أليس من الإجرام إطلاق العيارات النارية عل أرجل أبنائنا كونهم موظفين في الأمن الوطنيّ أو في الأمن الوقائي لنزيد من عدد معاقينا الذين تسبب في إعاقتهم الجيش الإسرائيلي ؟! إنها العبثية والنزق في التفكير المؤديان لخلق الكراهية وتعميق الهوّة وإثخان الجراح ومجافاة الصواب .
سيسجل التاريخ بأنكم ارتكبتم أخطاء أفظع وأبشع من أخطاء من ثرتم للتخلص منهم ، وهنا أود أن أذكركم بتجارب ذهبت بريح غيركم ولكم فيها عبرة : فتجربة أفغانستان ماثلة أمام عيونكم وما حصل في الجزائر والسودان والصومال أمثلة تستحق الدراسة والوقوف أمام أسباب هزيمتها ، إنها تجارب الطفوّ على السطح والتي سقطتم في مستنقعها بنرجسية لم نكن نتوقعها منكم .
لن يسامحكم التاريخ الذي مهما حاولتم أن تحرفوه عن مساره فلن تجدوا إلى ذلك سبيلا ، لأن ذاكرة الشعوب أقوى وأصلب من أن تقتلع في لحظة طيش ترتكز على حقد شخصيّ أو عداء فئويّ .
لن تسامحكم الأجيال التي توارثت السير مجتمعة في ظلال راية فلسطين على أمل التحرير والعودة وقد عملتم على تمزيق صفها علماً بأن تجربتكم لا تمثل عبر مسيرتها إلا سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع .أما حسابكم عند الله فهو أولى به .
ألم تعلموا قبل دخولكم لعبة الديمقراطية تحت راية السلطة العائدة وفق اتفاقية أوسلو أن هناك اتفاقية أمنية سيقوم بموجبها رجال أمن فلسطينيون بالتنسيق مع رجال الأمن الاسرائيلي للمحافظة على الهدوء وعدم الاعتداء ؟ - هؤلاء الذين اتهمتموهم بالعمالة والخيانة العظمى - .
ألم تعملوا على تقويض الاتفاقات الأمنية باسم المقاومة تارة وباسم التخوين والتعهير بتارات أخرى ؟ ألم تتقاطعوا مصلحياً مع جيش الاحتلال حينما هاجم مقرات الأمن الفلسطيني وقام بتدميرها في كل المدن الفلسطينية وبالتالي أعاد الجيش الإسرائيلي احتلال مناطق ( أ ، ب ) تحت ذريعة عدم قدرة السلطة الفلسطينية بسط سيطرتها عليها ؟ هل كان ذلك باسم المقاومة أم باسم تدمير السلطة التي لم تؤمنوا بمشروعها ولا شرعيتها كما تقولون الآن ؟ عجيب أمركم !
ها أنتم تقبلون بما قبلت به السلطة من إقامة دولة على حدود الرابع من حزيران ـ بعد ما خربت مالطه – وها أنتم تعرضون الهدنة على اسرائيل وتحاربون الآن من يطلق الصواريخ عليها !! لقد اتضحت نواياكم كما اتضح مدى ثقتكم بالسلطة والقائمين عليها ، فكل ما تقوم به السلطة عمالة وخيانة ، أما إن كان الأمر عن طريقكم فهو حقّ وعدالة بصفتكم الأكثر حرصاً على القضية وأهلها بموجب التفويض الإلهي لكم !
هو كذلك لو أنكم جئتم ببدائل لما طرحته السلطة ، أو لو أنكم جئتم بجديد ، جديدكم هو إفشال السلطة وإفشال المشروع الوطني باستيلائكم على مقاليد الأمور لتبدؤوا التفاوض من جديد ! وبذلك نكون قد تساوقنا مع من يريد إبقاء القضية الفلسطينية شماعة يعلقون عليها كلّ إخفاقاتهم وحبهم لفرض أجنداتهم على شعوبهم وبالتالي أضعنا خمسين سنة من النضال وما تخللها من تضحيات وآلام هدراً دون نتيجة إضافة إلى ضياع قرارنا المستقل الذي بذلنا الغالي والنفيس من أجل حصولنا عليه ، ناهيك عن الراحة التي منحناها لإسرائيل نتيجة ما أصابنا من تشرذم .
ماذا لو صبرتم ومنحكم الله التعقل وطول البال إلى أن تمّ انسحاب اسرائيل وفق الاتفاقيات وتركتم السلطة تخوض معركتها حتى النهاية وبعدها قمتم بانقلابكم الأبيض وفق الديمقراطية ؟ ألم يكن ذلك أجدى وأجدر ؟ أعلم بأن ردكم سيكون أننا صبرنا ولم تحقق السلطة شيئاً لا بل عمّت الفوضى واستفحل الاستيطان وهوّدت القدس وبني الجدار فإلى متى سننتظر؟ وللرد على ذلك نقول : ألم تكونوا السبب في إعاقة أيّ تقدم نحو التسوية منذ عودة المنظمة حتى الآن ؟ ألم تخوّنوا وتعهّروا أوسلو والقائمين عليها وأطلقتم النار على أبو عمّار في غزة لأنه باع يافا وحيفا وبقية فلسطين ؟ إذن أنتم كما أنتم و كما عرفناكم .
إن فلسطين ليست لبنان أيها السادة كما أن غزة ليست البقاع . أرجوا أن تعودوا لرشدكم وتراجعوا القضايا حسب أولوياتها فصراعنا أطول مما تتصورون وثمرته لم تنضج بعد ، في وحدتنا تكمن ديمومة وجودنا وفي وحدة توجهنا تكمن قوّتنا ، راجياً إعادة القراءة للقاعدة الفقهية القائلة بأن الإخلاص لا يعني الصواب .
22:2 66:6 22:2
أحبكم في الله ، كيف لا وأنتم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأبغضكم في السياسة ، لم لا وقد اقترفت أيديكم من الأخطاء ما لا يقبله عقل ولا ترتضيه ملّة .
أحبكم في الله لأن منكم الأخ والأخت والقريب والصديق والزميل ، وأبغضكم في السياسة ، لأنكم تتعاملون وفق رؤية فجّة لا تزاوجون من خلالها بين الواقع والمأمول .
أحبكم في الله لأن فيكم الصادق والمخلص والشهم والأمين وأكرهكم في السياسة لأنكم أخضعتم الديمقراطية لفهم خاطئ تناسيتم بموجبه ما حولكم من ظروف داخلية وإقليمية ودولية ، فعملتم على مسح ما تقدم عنكم من صفات .
أحبتي في الله : أود أن أذكركم بأن خلاف علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لم يكن خلافاً في الدين بقدر ما كان اختلافاً سياسياً ، مع الفارق في المعطيات .
أرجوكم لا تعتذروا بالقول إنها الرغبة في تطبيق شرع الله !! إنه الحكم أيها السادة .
إن قطاع غزة الذي يشبّهه السياسيون بالكرة الملتهبة سيحرق أصابعكم بكلّ ما في الكلمة من معنى ، لأن هذا الكم الهائل من الفقر والجوع والبطالة على رقعة من الأرض أنتم أدرى الناس بمساحتها وعدد سكانها لا يمكن أن يحلم بالسيطرة عليها في ظلّ ظرفها الحاليّ عاقل .
كرة اللهب هذه رفض تلقفها المصريّون ، وراودت رابين أحلاماً بان يصحو وقد ابتلعها البحر ، قذفها شارون غير آسف بعد أن حرقت أصابعه لتتلقفها السلطة الفلسطينية والتي كادت أن تشتعل من شدّة توهجها وشديد ثقل عبئها لولا إصراركم على تلقفها ! كان الرئيس محمود عباس يريد أن يخفف من شدّة توهجها تدريجياً لكنكم أخطأتم في فهم مراده واستيعاب أهدافه فحصل ما حصل ، استبقتم الأحداث فقطعتم الطريق وفرضتم المواجهة مع من أوصلكم جهده السياسيّ إلى أغلبية في المجلس التشريعيّ فشكلتم وزارتكم التي لم تطيقوا حمل أعبائها فساندكم في تشكيل وزارة الوحدة الوطنية بموجب اتفاق مكة ، كلّ ذلك من أجل تخفيف العبء على كواهلكم ، فما كان جزاؤه إلاّ الانقلاب على سلطته الشرعية واتهامه من خلال أبواقكم الإعلامية ومراهقيكم السياسيين بالعمالة والخيانة ، لم يكن عميلاً عندما مهد الطريق لكم لدخول الانتخابات ، ولم يكن عميلاً عندما سلّمكم زمام السلطة ولم تكن عيونكم تراه وهو يقبل رايس أو عندما كان يسلم على أولمرت ولا حتى على شارون قبله !!فجأة أصبح عميلاً في زمرة المارقين .
ها أنتم تناصبونه وكلّ التيار الوطني العداء وتقتتلون على طبخة لم تنضج ، وأخشى ما أخشاه أن ينقلب قدرنا فيختلط ما فيه برمال بحر غزّة فنعود بسبب طيشنا وعدمية تفكيرنا كما عادت ' مصيّفة الغور ! '.
ألم يكن من الأجدر أيها القادة لو عالجتم ما حصل في ظلّ السلطة من تجاوزات كائنة ما كانت بالقيام بثورة تصحيح اجتماعيّ وفق أسس ومرتكزات وبدائل علمية وأنتم الأطول باعاً والأكثر خبرة في ذلك بدلاً من الانقلاب العسكري والانقضاض على السلطة وتقويض مشروعنا الوطنيّ ؟ لماذا عالجتم الخطأ بالخطيئة ؟ هل كان هذا هو الطريق الأقصر للمحاسبة وتصحيح الأوضاع ؟ لا أيها السادة لقد كانت وسيلتكم في التغيير والإصلاح هي الأكثر تدميراً وإضاعة للجهد وبعثرة للصفّ .
كلّ ذلك لعدم خضوعنا لتربية تستند على أساليب التفكير العلميّ وعدم تعلمنا لأسلوب الحوار وكيفية إدارة الأزمات و حلّ المشكلات .
لست أدري أين سنذهب بوجوهنا أمام من فرضنا احترامنا عليهم طوال عقود مضت فوقفوا لجانبنا وساندوا قضايانا بعد أن شاهدوا ما شاهدناه على فضائيات الكون من تخبط وعدميّة في التفكير باسم النظام وحفظ الأمن ؟ وهل كانت كراسيّ الفرح في بيت حانون التي داستها سيارات القوّة التنفيذية تحاصر قوى الأمن وتلقي بالحجارة عليها .
أليس من المعيب أن نضرب الصحفيين وأن نصادر أجهزة تصويرهم ونصادر أشرطتهم باسم المحافظة على الأمن ؟ أليس من العار منع الناس من التظاهر للتعبير عن رغبتهم في الوحدة ونبذ الخلاف والفرقة ؟ أليس من الإجرام إطلاق العيارات النارية عل أرجل أبنائنا كونهم موظفين في الأمن الوطنيّ أو في الأمن الوقائي لنزيد من عدد معاقينا الذين تسبب في إعاقتهم الجيش الإسرائيلي ؟! إنها العبثية والنزق في التفكير المؤديان لخلق الكراهية وتعميق الهوّة وإثخان الجراح ومجافاة الصواب .
سيسجل التاريخ بأنكم ارتكبتم أخطاء أفظع وأبشع من أخطاء من ثرتم للتخلص منهم ، وهنا أود أن أذكركم بتجارب ذهبت بريح غيركم ولكم فيها عبرة : فتجربة أفغانستان ماثلة أمام عيونكم وما حصل في الجزائر والسودان والصومال أمثلة تستحق الدراسة والوقوف أمام أسباب هزيمتها ، إنها تجارب الطفوّ على السطح والتي سقطتم في مستنقعها بنرجسية لم نكن نتوقعها منكم .
لن يسامحكم التاريخ الذي مهما حاولتم أن تحرفوه عن مساره فلن تجدوا إلى ذلك سبيلا ، لأن ذاكرة الشعوب أقوى وأصلب من أن تقتلع في لحظة طيش ترتكز على حقد شخصيّ أو عداء فئويّ .
لن تسامحكم الأجيال التي توارثت السير مجتمعة في ظلال راية فلسطين على أمل التحرير والعودة وقد عملتم على تمزيق صفها علماً بأن تجربتكم لا تمثل عبر مسيرتها إلا سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع .أما حسابكم عند الله فهو أولى به .
ألم تعلموا قبل دخولكم لعبة الديمقراطية تحت راية السلطة العائدة وفق اتفاقية أوسلو أن هناك اتفاقية أمنية سيقوم بموجبها رجال أمن فلسطينيون بالتنسيق مع رجال الأمن الاسرائيلي للمحافظة على الهدوء وعدم الاعتداء ؟ - هؤلاء الذين اتهمتموهم بالعمالة والخيانة العظمى - .
ألم تعملوا على تقويض الاتفاقات الأمنية باسم المقاومة تارة وباسم التخوين والتعهير بتارات أخرى ؟ ألم تتقاطعوا مصلحياً مع جيش الاحتلال حينما هاجم مقرات الأمن الفلسطيني وقام بتدميرها في كل المدن الفلسطينية وبالتالي أعاد الجيش الإسرائيلي احتلال مناطق ( أ ، ب ) تحت ذريعة عدم قدرة السلطة الفلسطينية بسط سيطرتها عليها ؟ هل كان ذلك باسم المقاومة أم باسم تدمير السلطة التي لم تؤمنوا بمشروعها ولا شرعيتها كما تقولون الآن ؟ عجيب أمركم !
ها أنتم تقبلون بما قبلت به السلطة من إقامة دولة على حدود الرابع من حزيران ـ بعد ما خربت مالطه – وها أنتم تعرضون الهدنة على اسرائيل وتحاربون الآن من يطلق الصواريخ عليها !! لقد اتضحت نواياكم كما اتضح مدى ثقتكم بالسلطة والقائمين عليها ، فكل ما تقوم به السلطة عمالة وخيانة ، أما إن كان الأمر عن طريقكم فهو حقّ وعدالة بصفتكم الأكثر حرصاً على القضية وأهلها بموجب التفويض الإلهي لكم !
هو كذلك لو أنكم جئتم ببدائل لما طرحته السلطة ، أو لو أنكم جئتم بجديد ، جديدكم هو إفشال السلطة وإفشال المشروع الوطني باستيلائكم على مقاليد الأمور لتبدؤوا التفاوض من جديد ! وبذلك نكون قد تساوقنا مع من يريد إبقاء القضية الفلسطينية شماعة يعلقون عليها كلّ إخفاقاتهم وحبهم لفرض أجنداتهم على شعوبهم وبالتالي أضعنا خمسين سنة من النضال وما تخللها من تضحيات وآلام هدراً دون نتيجة إضافة إلى ضياع قرارنا المستقل الذي بذلنا الغالي والنفيس من أجل حصولنا عليه ، ناهيك عن الراحة التي منحناها لإسرائيل نتيجة ما أصابنا من تشرذم .
ماذا لو صبرتم ومنحكم الله التعقل وطول البال إلى أن تمّ انسحاب اسرائيل وفق الاتفاقيات وتركتم السلطة تخوض معركتها حتى النهاية وبعدها قمتم بانقلابكم الأبيض وفق الديمقراطية ؟ ألم يكن ذلك أجدى وأجدر ؟ أعلم بأن ردكم سيكون أننا صبرنا ولم تحقق السلطة شيئاً لا بل عمّت الفوضى واستفحل الاستيطان وهوّدت القدس وبني الجدار فإلى متى سننتظر؟ وللرد على ذلك نقول : ألم تكونوا السبب في إعاقة أيّ تقدم نحو التسوية منذ عودة المنظمة حتى الآن ؟ ألم تخوّنوا وتعهّروا أوسلو والقائمين عليها وأطلقتم النار على أبو عمّار في غزة لأنه باع يافا وحيفا وبقية فلسطين ؟ إذن أنتم كما أنتم و كما عرفناكم .
إن فلسطين ليست لبنان أيها السادة كما أن غزة ليست البقاع . أرجوا أن تعودوا لرشدكم وتراجعوا القضايا حسب أولوياتها فصراعنا أطول مما تتصورون وثمرته لم تنضج بعد ، في وحدتنا تكمن ديمومة وجودنا وفي وحدة توجهنا تكمن قوّتنا ، راجياً إعادة القراءة للقاعدة الفقهية القائلة بأن الإخلاص لا يعني الصواب .
22:2 66:6 22:2
تعليق