كان يتوقع يوما أن يصل الأمر بحركة فتح صاحبة التاريخ النضالي إلى هذا الحضيض السياسي الموغل في تكريس الأجندة الصهيونية والأمريكية على السواء... من كان يتوقع أن الحركة التي استفتحت أول بيان لها في الستينيات (اتكالا منا على الله، وإيماناً منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب وإيمانا منا بواجب الجهاد المقدس..)، انسلخت اليوم من مبادئها بشكل مفضوح، لم يسبق له مثيل في تاريخ
وقد علق أولمرت نفسه على مسألة السماح بمرور شحنات الى غزة سابقا واليوم الى الضفة والتعاون بينهما في مناطق (ب) ، بقوله: ''فعلت ذلك، لأن الوقت ينفد ونحتاج لمساعدة أبو مازن''..هكذا صريحة: مساعدة أبو مازن!!
وهنا سؤال مهم: هل حان الوقت لتوظف أمريكا عصابات من فتح كما جندت عصابات الكونترا في نيغارغوا من قبل، وكما جندت منظمات شيعية في العراق؟! هل نحن الآن أمام مشهد يجسد الإستراتيجية الأمريكية (الفوضى الخلاقة) على أيدي فتح ؟؟
فالتاريخ يذكر أن أمريكا بعدما عجزت عن التأثير على الرأي العام النيغارغوي، أسست عصابات (الكونترا) على يد سفيرها هناك نيغروبونتي في سنة ,,1958وبدأت هذه العصابات في افتعال الفوضى في البلاد..وأدخلت نيغارغوا في فتنة عارمة فامتلأت الشوارع بالرعب وانعدام الأمن والاختطافات والاغتيالات ....حتى اضطر الشعب النيغارغوي المغلوب على أمره إلى إسقاط الحكومة وتحميلها مسؤولية انعدام الأمن..وهكذا جاءت أمريكا بحكومة جديد عميلة لها..وانتهى دور عصابات الكونترا.
وفي العراق، عين بوش (نيغرو بوتي) نفسه بعد بريمر...في إطار مشروع تأسيس (عصابات كونترا شيعية هذه المرة) تخلق حالة من الفوضى والذعر والحرب الأهلية في البلاد فترضخ قوى المعارضة للشروط الأمريكية طلبا للأمن..وهو ما وقع فقد عاثت الميلشيات الشيعية (منظمة بدر وغيرها) الفساد في ديار أهل السنة..واستغلت تقاطع أهدافها مع أهداف أمريكا...وخاضت تصفيات طائفية في مدن العراق حتى اضطر السنة لدخول الانتخابات والاستفتاء على الدستور طلبا للأمن..ولا تزال تلك العصابات الشيعية تمارس إرهابها على السنة إلى اليوم!!
وفي لبنان حاولت إسرائيل أن تخلق الجو نفسه ..لكنها لم تجد عصابات مناسبة تلعب دور عصابات الكونترا..فلبنان أخذ دروسا كافية من تبعات الحرب الأهلية ووعاها جيدا .فكانت الوحدة اللبنانية (النسبية) عقبة كئودا في وجه المخطط الأمريكي- الصهيوني..ولم تفلح الآلام التي أفرزتها وحشية إسرائيل في النيل من وحدة لبنان بعكس ما توقعت وزيرة الخارجية كوندي وقتها!!
أما في فلسطين..فقد لبت فتح (الفاسدين المسيطرين عليها) النداء الأمريكي على الفور، فبعدما اتضح لها أن زمانها ولى ..وبعد أن أفاقت من هول الصدمة الموجعة جراء هزيمتها في الانتخابات..حاولت في خطوة بائسة لملمة الصفوف من جديد ..لكنها لم تفلح، فجماهيرها المحدودة ببساطة، لم تعد تثق بها، خاصة بعد وفاة عرفات والطريقة المكشوفة المريبة التي ووري بها التراب!
وفي الحقيقة، تعيش حركة فتح حالة احتضار حقيقي...فالشعب الذي كانت تراهن عليه لم يعد يؤمن بها ولا بنضالها!!..والرموز (المتبقية) التي كانت تعطيها الهيبة النضالية، غرقت في أوحال الفساد المالي والسياسي والإداري ..ومعظمهم يحظى بحماية أمريكية صهيونية ومباركة منهما، أما الشرفاء فإما قتلوا أو في الأسر أو انسحبوا.
لنسمع تعليقات الجميع..... بموضوعية وشفافية وعقلانية
بدون توجيه السباب والشتائم التي لا لازم لها لاي طرف
وقد علق أولمرت نفسه على مسألة السماح بمرور شحنات الى غزة سابقا واليوم الى الضفة والتعاون بينهما في مناطق (ب) ، بقوله: ''فعلت ذلك، لأن الوقت ينفد ونحتاج لمساعدة أبو مازن''..هكذا صريحة: مساعدة أبو مازن!!
وهنا سؤال مهم: هل حان الوقت لتوظف أمريكا عصابات من فتح كما جندت عصابات الكونترا في نيغارغوا من قبل، وكما جندت منظمات شيعية في العراق؟! هل نحن الآن أمام مشهد يجسد الإستراتيجية الأمريكية (الفوضى الخلاقة) على أيدي فتح ؟؟
فالتاريخ يذكر أن أمريكا بعدما عجزت عن التأثير على الرأي العام النيغارغوي، أسست عصابات (الكونترا) على يد سفيرها هناك نيغروبونتي في سنة ,,1958وبدأت هذه العصابات في افتعال الفوضى في البلاد..وأدخلت نيغارغوا في فتنة عارمة فامتلأت الشوارع بالرعب وانعدام الأمن والاختطافات والاغتيالات ....حتى اضطر الشعب النيغارغوي المغلوب على أمره إلى إسقاط الحكومة وتحميلها مسؤولية انعدام الأمن..وهكذا جاءت أمريكا بحكومة جديد عميلة لها..وانتهى دور عصابات الكونترا.
وفي العراق، عين بوش (نيغرو بوتي) نفسه بعد بريمر...في إطار مشروع تأسيس (عصابات كونترا شيعية هذه المرة) تخلق حالة من الفوضى والذعر والحرب الأهلية في البلاد فترضخ قوى المعارضة للشروط الأمريكية طلبا للأمن..وهو ما وقع فقد عاثت الميلشيات الشيعية (منظمة بدر وغيرها) الفساد في ديار أهل السنة..واستغلت تقاطع أهدافها مع أهداف أمريكا...وخاضت تصفيات طائفية في مدن العراق حتى اضطر السنة لدخول الانتخابات والاستفتاء على الدستور طلبا للأمن..ولا تزال تلك العصابات الشيعية تمارس إرهابها على السنة إلى اليوم!!
وفي لبنان حاولت إسرائيل أن تخلق الجو نفسه ..لكنها لم تجد عصابات مناسبة تلعب دور عصابات الكونترا..فلبنان أخذ دروسا كافية من تبعات الحرب الأهلية ووعاها جيدا .فكانت الوحدة اللبنانية (النسبية) عقبة كئودا في وجه المخطط الأمريكي- الصهيوني..ولم تفلح الآلام التي أفرزتها وحشية إسرائيل في النيل من وحدة لبنان بعكس ما توقعت وزيرة الخارجية كوندي وقتها!!
أما في فلسطين..فقد لبت فتح (الفاسدين المسيطرين عليها) النداء الأمريكي على الفور، فبعدما اتضح لها أن زمانها ولى ..وبعد أن أفاقت من هول الصدمة الموجعة جراء هزيمتها في الانتخابات..حاولت في خطوة بائسة لملمة الصفوف من جديد ..لكنها لم تفلح، فجماهيرها المحدودة ببساطة، لم تعد تثق بها، خاصة بعد وفاة عرفات والطريقة المكشوفة المريبة التي ووري بها التراب!
وفي الحقيقة، تعيش حركة فتح حالة احتضار حقيقي...فالشعب الذي كانت تراهن عليه لم يعد يؤمن بها ولا بنضالها!!..والرموز (المتبقية) التي كانت تعطيها الهيبة النضالية، غرقت في أوحال الفساد المالي والسياسي والإداري ..ومعظمهم يحظى بحماية أمريكية صهيونية ومباركة منهما، أما الشرفاء فإما قتلوا أو في الأسر أو انسحبوا.
لنسمع تعليقات الجميع..... بموضوعية وشفافية وعقلانية
بدون توجيه السباب والشتائم التي لا لازم لها لاي طرف
تعليق