وا إسلاماه!!
صرخة جديدة يطلقها المسجد الأقصى لتتيه مع صرخاته التي سبقتها دون أن تجد من يتصدى لسماعها، صرخة ولكن من نوع آخر، فالجرح الذي سببها مختلف عن غيره. فلم يكف إعتداءات الصهاينة المستمرة على المسجد الأقصى المبارك و لا إجراءاتهم التعسفية التي تحول دون وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه بل ولا منع الترميمات التي يحتاجها بنيان المسجد المبارك. ولكن المرحلة الجديدة من الحرب هي القضاء على المسجد بالتخلص من العيون الساهرة لحمايته ومن القلوب المخلصة لترابه فبدأوا بمنع المصلين من خارج القدس من الصلاة فيه ومن ثم حرمان بعض المواطنين المقدسيين من دخول المسجد وبعد ذلك منع من هم دون الأربعين من العمر من الصلاة فيه ثم منع الشيخ رائد صلاح شيخ الأقصى والليث الصهور الذي يجدونه دومًا في وجوههم متصديًا لاعتداءاتهم بلا كللٍ ولا ملل فلم يحتمل الصهاينة نغص العيش الذي سببه لهم فحرموه من الصلاة فيه ومن الاقتراب منه وحالوا بينه وبين مسجده الحبيب حتى بات المسجد كاليتيم الذي فقد أباه فصار عرضةً لكل الأخطار دون أن يقدر على ردّها.
وجاءت المرحلة الثانية بطرد حراس المسجد الذين قضوا معظم عمرهم ساهرين لحماية المسجد الأقصى واستبدالهم بآخرين لا يعرفون لذة الوقوف بين يدي الله للصلاة ولا يحسون ببركة المسجد التي ملأت البقاع التي تحيطه!! بل إن فيهم من عرف بالسكر والأخلاق السيئة فصاروا يمثلون خطرًا جديدًا على المسجد بدل أن يكونوا الحصن الذي يصد عنه المخاطر.
فهذه المؤامرة الجديدة التي تنفذ ضد المسجد الأقصى المبارك، لا تقوم بها السلطات الإسرائيلية بل الحكومة التي حمّلت أمانة رعايته، فالحكومة الأردنية هي المسؤولة عن شؤون المسجد الأقصى وما يتعلق به من إجراءات إدارية وشؤون الموظفين وبدلا من أن تقوم بمسؤولياتها تجاه المسجد أخذت تساهم في المؤامرة المحبوكة حول المسجد الأقصى المبارك فمنعت تجديد عقود الموظفين الذين يقومون على حراسة المسجد الأقصى المبارك، ولكن القائمة تضمنت أسماء الحراس المشهود لهم بالصلاح وحسن الخلق وممن قضوا زهرة شبابهم في حراسة المسجد والإحاطة به بعين الرعاية ومنهم من أمضى فترة تزيد عن الثلاثين سنة في هذه الوظيفة.
فماذا جنى أولئك الجنود المؤمنين المحتسبين كي يتم إقصاؤهم عن المسجد الأقصى بتوقيعٍ ماكر من السلطات الأردنية. فبالله عليكم لمن توجه أصابع الاتهام وعلى من سيلقى اللوم هذه المرة أهم اليهود الصهاينة أم السلطات الأردنية أم الحراس الجدد أم أنها أمة الإسلام التي غفلت عن أقصاها حتى صار منصة تشنق أمامها مشاعر الأمة وغيرتها على مساجدها ومقدساتها. أوهكذا يكون جزاء من قضوا عمرهم في حفظ المسجد الذي ولّى له الكثيرون ظهورهم فنسوه وغفلوا عن المؤامرات التي لم تتوانى الجهات الصهيونية عن تنفيذها الواحدة تلو الأخرى بينما المسلمون غارقون في سبات لا يعلم متى يتيقظون منه إلا الله سبحانه وتعالى.
لله درّك يا أقصى فمنذ وقوعك في أيدي الصهاينة وأنت تُتَلَقّف مجازر دموية واعتداءات بالحرق والهدم والحفر ومنع المصلين وإقصاء المحبين وغفلة المسلمين والآن إبدال حراسك بآخرين لا يعرفوك ولا يقدرنوك حق قدرك. فماذا بعد ذلك يا أمة الإسلام؟؟؟
رسالة من أحد الحراس المفصولين عن العمل
http://www.alaqsa-online.com/articles/26407_2.htm
بقلم و ريشة:
هداية
هداية
تعليق