الموقِف من صدام حُسين والحكم عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا ينبغي ولا يجوز التوقف عن القول بكفر حزب البعث العربي الإشتراكي، وكفر من يعتقده ويُنادي به وبمبادئه صراحة.
أما فيما يتعلق بشخص " صدام حسين "، وهل يُحمل عليه حكم الكفر أم لا .. أرى أن الرجل قد دخل ساحة المتشابهات التي تمنع من تكفيره بعينه، ومن ثم الحكم عليه بالنار، والشبهات المحيطة به تأتي من جهات عدة:
منها: أنه كان ولا يزال من المحرضين على جهاد الغزاة الصليبيين لأرض العراق .. وهذا الموقف له من جملة الأسباب التي قربته من حبل المشنقة .. وهذا الموقف ـ للتاريخ ـ يُذكر له، ويُشكر عليه.
ومنها: حرصه على أداء الصلاة المكتوبة .. حتى وهو في ساحة المحكمة الطاغوتية .. فيُقاطع المحكمة .. ويقوم لأداء الصلاة!
ومنها: ترديده لكثير من العبارات والشعارات الإيمانية الإسلامية التي تتنافى مع أدبيات ومبادئ حزب البعث العربي الإشتراكي وأخلاقياته.
ومنها: حرصه على أن يحمل معه القرآن الكريم كلما وجه به باتجاه المحكمة .. أو ظهر عبر وسائل الإعلام .. وكأنه يريد أن يقول للناس .. هاأنذا أعتقد بهذا الكتاب وبكل ما فيه .. وهاأنذا أموت على هذا الاعتقاد!
ومنها: أنه يُحاكَم من قبل أعداء الأمة من الغزاة الصليبيين، وعملائهم من الشيعة الروافض ـ وهم أولى بالمحاكمة منه على ما يرتكبونه من جرائم فاقت كل تصور وخيال ـ وهؤلاء لا ينبغي أن نتوقع منهم أن يُظهروا لنا كل حسنات الرجل التي تنم عن توبته الصريحة من كل ما كان يؤخذ عليه من أعمال ومواقف .. بل كنا نلاحظ انقطاع البث مراراً وتكراراً خلال محاكمة الرجل .. وذلك عندما كان يقول كلاماً لا يروق للغزاة وعملائهم!
ومنها: ربما للرجل اجتهاد في أن إعلان التوبة الصريحة على الملأ وعبر وسائل الإعلام مما قد قدَّم .. واعترافه بالخطأ صراحة وأنه كان على باطل وضلال .. قد يوهن من قوة المقاومة والمجاهدين ويفرق كلمتهم .. ويُعطي المبرر والشرعية للغزاة الصليبيين وعملائهم .. وما يرتكبونه من جرائم حرب بحق البلاد والعباد .. أو أنه يُبرر لهم بأن يحكموا عليه بما حكموا عليه مؤخراً؛ بحجة قد أدناك من لسانك .. وهذا جانب ينبغي اعتباره.
ومنها: تعرض الرجل لصنوف من البلاء والذل والعذاب .. التي تُخرجه من وصف الطاغوت إلى وصف العبد الضعيف المستضعف الذي يرجو رحمة ربه .. فالبلاء ـ وبخاصة منه الشديد ـ يُكفِّرُ ويُطهِّر المرء من ذنوبه، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية.
هذه الأوجه مجتمعةً هي التي حملتني على القول بأن الرجل قد دخل ساحة المتشابهات التي تمنع من الحكم عليه بالكفر بعينه .. وأقصى ما يُمكن أن يُقال في الرجل: أن وضعه ـ من خلال القرائن المحيطة به الآنفة الذكر ـ متشابه حمال أوجه .. يحتمل الكفر من وجه وخلافه من وجه أو أوجه أخرى .. والكفر المتشابه المحتمل لا يُقاوم الإسلام الصريح، وليس بمثله يُنقض الإسلام الصريح؛ فالإسلام الصريح لا ينقضه إلا الكفر البواح الصريح .. كما دلت على ذلك نصوص وقواعد الشريعة .. وقد كان من علماء الأمة وسلفها من يتوقف عن تكفير من يُحتمل كفره من تسع تسعين وجه .. ويُحتمَل إسلامه من وجه واحد فقط، لما يترتب على التسرع في التكفير والخطأ فيه من مزالق لا تُحمد عُقباها!
ثم أنني لا أرى من السياسة الشرعية ـ في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة بعامة، والعراق بخاصة ـ أن نخوض في الرجل .. ونشهِّر به على الملأ .. ونحكم عليه بالكفر والردة ـ وبخاصة بعد أن وصل إلى ما وصل إليه من استضعاف، وجُرِّد من جميع صلاحياته وصفاته القديمة ـ حتى لا نعطي الغزاة الصليبيين وعملاءهم الخونة المزيد من المبررات والذرائع على ارتكاب ما
يرتكبونه من جرائم ولا يزالون!
لا يُمكن أن نشارك الغزاة الصليبيين ـ وعلى رأسهم طاغيتهم جورج بوش ـ وعملاءهم الخونة من الشيعة الروافض الفرحة والشَّماتة فيما قد آل إليه حال الرجل!
حتى هؤلاء الأخوة ـ الذين يُخالفوننا القول فيما ذهبنا إليه بحق هذا الرجل ـ نرى لهم بأن يُمسكوا .. ويجعلوا اعتقادهم لأنفسهم وفي أنفسهم .. حتى لا يكونوا عوناً ـ وهم لا يدرون ـ للغزاة المجرمين وعملائهم الخونة على ما يقترفونه من جرائم بحق الآمنين من عباد الله المسلمين على أرض العراق الجريح .. متذرعين بشمَّاعة صدام حسين!
الحديث عن كفر الرجل أو عدمه ـ بعد أن وصل إلى ما وصل إليه ـ لم يعد نافعاً .. بل ضرره أكبر من نفعه .. وهناك طواغيت ومجرمين لا تزال نياشينهم معلقة عليهم .. يمارسون الكفر والطغيان والظلم من جميع أبوابه .. فلتوجه الجهود والسهام عليهم .. إذ ليس من الرجولة قتال الأموات ومن هم في حكم الأموات .. وترك الأحياء من طواغيت الكفر والظلم الذين يعيثون في الأرض فساداً!
بهذا أجيب عما ورد في السؤال أعلاه .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا ينبغي ولا يجوز التوقف عن القول بكفر حزب البعث العربي الإشتراكي، وكفر من يعتقده ويُنادي به وبمبادئه صراحة.
أما فيما يتعلق بشخص " صدام حسين "، وهل يُحمل عليه حكم الكفر أم لا .. أرى أن الرجل قد دخل ساحة المتشابهات التي تمنع من تكفيره بعينه، ومن ثم الحكم عليه بالنار، والشبهات المحيطة به تأتي من جهات عدة:
منها: أنه كان ولا يزال من المحرضين على جهاد الغزاة الصليبيين لأرض العراق .. وهذا الموقف له من جملة الأسباب التي قربته من حبل المشنقة .. وهذا الموقف ـ للتاريخ ـ يُذكر له، ويُشكر عليه.
ومنها: حرصه على أداء الصلاة المكتوبة .. حتى وهو في ساحة المحكمة الطاغوتية .. فيُقاطع المحكمة .. ويقوم لأداء الصلاة!
ومنها: ترديده لكثير من العبارات والشعارات الإيمانية الإسلامية التي تتنافى مع أدبيات ومبادئ حزب البعث العربي الإشتراكي وأخلاقياته.
ومنها: حرصه على أن يحمل معه القرآن الكريم كلما وجه به باتجاه المحكمة .. أو ظهر عبر وسائل الإعلام .. وكأنه يريد أن يقول للناس .. هاأنذا أعتقد بهذا الكتاب وبكل ما فيه .. وهاأنذا أموت على هذا الاعتقاد!
ومنها: أنه يُحاكَم من قبل أعداء الأمة من الغزاة الصليبيين، وعملائهم من الشيعة الروافض ـ وهم أولى بالمحاكمة منه على ما يرتكبونه من جرائم فاقت كل تصور وخيال ـ وهؤلاء لا ينبغي أن نتوقع منهم أن يُظهروا لنا كل حسنات الرجل التي تنم عن توبته الصريحة من كل ما كان يؤخذ عليه من أعمال ومواقف .. بل كنا نلاحظ انقطاع البث مراراً وتكراراً خلال محاكمة الرجل .. وذلك عندما كان يقول كلاماً لا يروق للغزاة وعملائهم!
ومنها: ربما للرجل اجتهاد في أن إعلان التوبة الصريحة على الملأ وعبر وسائل الإعلام مما قد قدَّم .. واعترافه بالخطأ صراحة وأنه كان على باطل وضلال .. قد يوهن من قوة المقاومة والمجاهدين ويفرق كلمتهم .. ويُعطي المبرر والشرعية للغزاة الصليبيين وعملائهم .. وما يرتكبونه من جرائم حرب بحق البلاد والعباد .. أو أنه يُبرر لهم بأن يحكموا عليه بما حكموا عليه مؤخراً؛ بحجة قد أدناك من لسانك .. وهذا جانب ينبغي اعتباره.
ومنها: تعرض الرجل لصنوف من البلاء والذل والعذاب .. التي تُخرجه من وصف الطاغوت إلى وصف العبد الضعيف المستضعف الذي يرجو رحمة ربه .. فالبلاء ـ وبخاصة منه الشديد ـ يُكفِّرُ ويُطهِّر المرء من ذنوبه، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية.
هذه الأوجه مجتمعةً هي التي حملتني على القول بأن الرجل قد دخل ساحة المتشابهات التي تمنع من الحكم عليه بالكفر بعينه .. وأقصى ما يُمكن أن يُقال في الرجل: أن وضعه ـ من خلال القرائن المحيطة به الآنفة الذكر ـ متشابه حمال أوجه .. يحتمل الكفر من وجه وخلافه من وجه أو أوجه أخرى .. والكفر المتشابه المحتمل لا يُقاوم الإسلام الصريح، وليس بمثله يُنقض الإسلام الصريح؛ فالإسلام الصريح لا ينقضه إلا الكفر البواح الصريح .. كما دلت على ذلك نصوص وقواعد الشريعة .. وقد كان من علماء الأمة وسلفها من يتوقف عن تكفير من يُحتمل كفره من تسع تسعين وجه .. ويُحتمَل إسلامه من وجه واحد فقط، لما يترتب على التسرع في التكفير والخطأ فيه من مزالق لا تُحمد عُقباها!
ثم أنني لا أرى من السياسة الشرعية ـ في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة بعامة، والعراق بخاصة ـ أن نخوض في الرجل .. ونشهِّر به على الملأ .. ونحكم عليه بالكفر والردة ـ وبخاصة بعد أن وصل إلى ما وصل إليه من استضعاف، وجُرِّد من جميع صلاحياته وصفاته القديمة ـ حتى لا نعطي الغزاة الصليبيين وعملاءهم الخونة المزيد من المبررات والذرائع على ارتكاب ما
يرتكبونه من جرائم ولا يزالون!
لا يُمكن أن نشارك الغزاة الصليبيين ـ وعلى رأسهم طاغيتهم جورج بوش ـ وعملاءهم الخونة من الشيعة الروافض الفرحة والشَّماتة فيما قد آل إليه حال الرجل!
حتى هؤلاء الأخوة ـ الذين يُخالفوننا القول فيما ذهبنا إليه بحق هذا الرجل ـ نرى لهم بأن يُمسكوا .. ويجعلوا اعتقادهم لأنفسهم وفي أنفسهم .. حتى لا يكونوا عوناً ـ وهم لا يدرون ـ للغزاة المجرمين وعملائهم الخونة على ما يقترفونه من جرائم بحق الآمنين من عباد الله المسلمين على أرض العراق الجريح .. متذرعين بشمَّاعة صدام حسين!
الحديث عن كفر الرجل أو عدمه ـ بعد أن وصل إلى ما وصل إليه ـ لم يعد نافعاً .. بل ضرره أكبر من نفعه .. وهناك طواغيت ومجرمين لا تزال نياشينهم معلقة عليهم .. يمارسون الكفر والطغيان والظلم من جميع أبوابه .. فلتوجه الجهود والسهام عليهم .. إذ ليس من الرجولة قتال الأموات ومن هم في حكم الأموات .. وترك الأحياء من طواغيت الكفر والظلم الذين يعيثون في الأرض فساداً!
بهذا أجيب عما ورد في السؤال أعلاه .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تعليق