العراق.. تاريخ حافل بقتل الزعماء
تميز تاريخ العراق منذ نشوء الدولة الحديثة عام 1921 وحتى الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين بعدم الاستقرار السياسي وكثرة الانقلابات العسكرية الدموية وقتل الزعماء.
حالة الاضطراب السياسي بدأت مبكرا مع تتويج فيصل ملكا على العراق في أغسطس/آب 1921 واستمرت طوال فترة حكمه وحتى وفاته بنوبة قلبية عام 1933. وشهدت تلك الفترة انتحار أحد رؤساء الوزارات هو عبد المحسن السعدون الذي قتل نفسه عام 1929 عندما أتعبته المحاولات لإرضاء الملك والبريطانيين والأحزاب السياسية العراقية، ونتيجة للضغط القومي الصارم.
فخلفه على العرش الملك غازي الذي دام حكمه ست سنوات، إذ توفي في حادث سيارة يوم 14 أبريل/نيسان 1939. وشهدت فترة الملك غازي الانقلاب العسكري الشهير عام 1936 بقيادة بكر صدقي والذي قتل فيه وزير الدفاع آنذاك جعفر العسكري. كما قتل بكر صدقي بعد تسعة أشهر من الانقلاب بعد أن أطلق أحد الجنود الرصاص عليه.
اختير فيصل الثاني بن غازي ملكا على العراق بعد وفاة والده وكان طفلا صغيرا، فاختير الأمير عبد الإله بن علي بن الحسين وصيا على العرش. لكن سرعان ما تمكن أربعة قادة عسكريين هم صلاح الدين الصباغ ومحمود سلمان وفهمي سعيد وكامل شبيب من السيطرة على الحكم عام 1941 ففر عبد الإله متخفيا من قصره ولجأ إلى السفارة الأميركية ثم إلى الأردن.
انقلابات متعاقبة
واستطاع عبد الإله إدارةَ قوةٍ سياسية من الخارج بدعم من بريطانيا أسقطت الحكومة الانقلابية التي كانت برئاسة رشيد عالي الكيلاني، وعاد عبد الإله إلى بغداد وأعدم قادة الانقلاب.
ولكن تواري الضباط عن المسرح السياسي لم يدم طويلا، إذ أخذوا يعملون في الخفاء حتى تمكنوا بقيادة عبد الكريم قاسم من الإطاحة بالنظام الملكي في انقلاب 14 يوليو/تموز 1958. وقتل قادة الانقلاب الملك فيصل الثاني والعديد من أفرد العائلة المالكة. وبعد يوم واحد قتل رئيس الوزراء نوري السعيد على أيدي جنود في ساحة النصر ببغداد بعد فشله في التواري عن الأنظار.
وشهدت فترة حكم عبد الكريم قاسم العديد من المحاولات الانقلابية قادها عدد من رفاقه في تنظيم الضباط الوطنيين ومن خصومه، حتى نجح انقلاب فبراير/شباط 1963 بقيادة عبد السلام عارف في الإطاحة به. وقد قتل الانقلابيون قاسم رميا بالرصاص في غرفة صغيرة في مبنى الإذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية ببغداد إثر محاكمة شكلية قصيرة.
لم يستمر عبد السلام عارف في الحكم طويلا إذ سرعان ما قتل في حادث طائرة غامض عام 1966 وتولى أخوه عبد الرحمن عارف الحكم في العراق.
ولم يمض عامان حتى استطاع حزب البعث وبعض ضباط الجيش الإطاحة بعبد الرحمن عارف، وإرغامه على التسليم ومغادرة البلاد في انقلاب 17 يوليو/تموز 1968. وفي مساء ذلك اليوم انتخب أحمد حسن البكر رئيسا للجمهورية.
ولم يسلم حكم البكر من قيام عدد من المحاولات الفاشلة للانقضاض عليه وإقصائه عن الحكم، فتمكن من إحباط محاولة انقلاب ضده بزعامة العميد عبد الغني الراوي وعدد من الضباط عام 1970، وانقلاب اللواء ناظم كزار مدير الأمن العام عام 1973.
غير أن نائبه صدام حسين الذي كان يتولى القيادة الفعلية لحزب البعث نجح في يوليو/تموز 1979 في التخلص من البكر، وإقصائه من جميع مناصب الدولة والحزب، ووضعه في منزله تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 1982.
وشهد حكم صدام حسين ثلاثة حروب كبرى، حرب إيران (1980-1988)، وغزو الكويت وحرب الخليج (يناير/كانون الثاني 1991)، والغزو الأميركي للعراق في مارس/آذار 2003 والذي أطاح بهذا الحكم.
وتمكن صدام من التواري عن الأنظار بعد هذا الغزو لعدة أشهر حتى أعلن مسؤولون أميركيون القبض عليه يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 2003.
ومثل صدام بعد اعتقاله أمام المحكمة الجنائية العراقية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية "لقتله 143 شخصا من بلدة الدجيل" عقب محاولة اغتيال فاشلة ضده عام 1982. وأصدرت المحكمة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2006 حكما بإعدامه شنقا حتى الموت بعد إدانته بهذه القضية. وقد ثبتت محكمة التمييز الحكم يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2006.
تميز تاريخ العراق منذ نشوء الدولة الحديثة عام 1921 وحتى الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين بعدم الاستقرار السياسي وكثرة الانقلابات العسكرية الدموية وقتل الزعماء.
حالة الاضطراب السياسي بدأت مبكرا مع تتويج فيصل ملكا على العراق في أغسطس/آب 1921 واستمرت طوال فترة حكمه وحتى وفاته بنوبة قلبية عام 1933. وشهدت تلك الفترة انتحار أحد رؤساء الوزارات هو عبد المحسن السعدون الذي قتل نفسه عام 1929 عندما أتعبته المحاولات لإرضاء الملك والبريطانيين والأحزاب السياسية العراقية، ونتيجة للضغط القومي الصارم.
فخلفه على العرش الملك غازي الذي دام حكمه ست سنوات، إذ توفي في حادث سيارة يوم 14 أبريل/نيسان 1939. وشهدت فترة الملك غازي الانقلاب العسكري الشهير عام 1936 بقيادة بكر صدقي والذي قتل فيه وزير الدفاع آنذاك جعفر العسكري. كما قتل بكر صدقي بعد تسعة أشهر من الانقلاب بعد أن أطلق أحد الجنود الرصاص عليه.
اختير فيصل الثاني بن غازي ملكا على العراق بعد وفاة والده وكان طفلا صغيرا، فاختير الأمير عبد الإله بن علي بن الحسين وصيا على العرش. لكن سرعان ما تمكن أربعة قادة عسكريين هم صلاح الدين الصباغ ومحمود سلمان وفهمي سعيد وكامل شبيب من السيطرة على الحكم عام 1941 ففر عبد الإله متخفيا من قصره ولجأ إلى السفارة الأميركية ثم إلى الأردن.
انقلابات متعاقبة
واستطاع عبد الإله إدارةَ قوةٍ سياسية من الخارج بدعم من بريطانيا أسقطت الحكومة الانقلابية التي كانت برئاسة رشيد عالي الكيلاني، وعاد عبد الإله إلى بغداد وأعدم قادة الانقلاب.
ولكن تواري الضباط عن المسرح السياسي لم يدم طويلا، إذ أخذوا يعملون في الخفاء حتى تمكنوا بقيادة عبد الكريم قاسم من الإطاحة بالنظام الملكي في انقلاب 14 يوليو/تموز 1958. وقتل قادة الانقلاب الملك فيصل الثاني والعديد من أفرد العائلة المالكة. وبعد يوم واحد قتل رئيس الوزراء نوري السعيد على أيدي جنود في ساحة النصر ببغداد بعد فشله في التواري عن الأنظار.
وشهدت فترة حكم عبد الكريم قاسم العديد من المحاولات الانقلابية قادها عدد من رفاقه في تنظيم الضباط الوطنيين ومن خصومه، حتى نجح انقلاب فبراير/شباط 1963 بقيادة عبد السلام عارف في الإطاحة به. وقد قتل الانقلابيون قاسم رميا بالرصاص في غرفة صغيرة في مبنى الإذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية ببغداد إثر محاكمة شكلية قصيرة.
لم يستمر عبد السلام عارف في الحكم طويلا إذ سرعان ما قتل في حادث طائرة غامض عام 1966 وتولى أخوه عبد الرحمن عارف الحكم في العراق.
ولم يمض عامان حتى استطاع حزب البعث وبعض ضباط الجيش الإطاحة بعبد الرحمن عارف، وإرغامه على التسليم ومغادرة البلاد في انقلاب 17 يوليو/تموز 1968. وفي مساء ذلك اليوم انتخب أحمد حسن البكر رئيسا للجمهورية.
ولم يسلم حكم البكر من قيام عدد من المحاولات الفاشلة للانقضاض عليه وإقصائه عن الحكم، فتمكن من إحباط محاولة انقلاب ضده بزعامة العميد عبد الغني الراوي وعدد من الضباط عام 1970، وانقلاب اللواء ناظم كزار مدير الأمن العام عام 1973.
غير أن نائبه صدام حسين الذي كان يتولى القيادة الفعلية لحزب البعث نجح في يوليو/تموز 1979 في التخلص من البكر، وإقصائه من جميع مناصب الدولة والحزب، ووضعه في منزله تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 1982.
وشهد حكم صدام حسين ثلاثة حروب كبرى، حرب إيران (1980-1988)، وغزو الكويت وحرب الخليج (يناير/كانون الثاني 1991)، والغزو الأميركي للعراق في مارس/آذار 2003 والذي أطاح بهذا الحكم.
وتمكن صدام من التواري عن الأنظار بعد هذا الغزو لعدة أشهر حتى أعلن مسؤولون أميركيون القبض عليه يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 2003.
ومثل صدام بعد اعتقاله أمام المحكمة الجنائية العراقية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية "لقتله 143 شخصا من بلدة الدجيل" عقب محاولة اغتيال فاشلة ضده عام 1982. وأصدرت المحكمة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2006 حكما بإعدامه شنقا حتى الموت بعد إدانته بهذه القضية. وقد ثبتت محكمة التمييز الحكم يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2006.