الصومال ( شعب مسلم بلا نصير وحكومة خائنة بلا ضمير )
بقلم / أحمد بوادي
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، محمدا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
فمهما تكلم المرء وكتب فلا بد وأن يعجز اللسان عن الكلام ، والكتابة عن التعبير، والبيان . فعمق المأساة وآلامها تجعل المرء عاجزا عن الفيض عما يدور في خلده من أحاديث، ليعبر عن أحاسيسه، وما تفيض به مشاعره .
فعمق المأساة ، وشدة آلامها ، لا تتوقف فقط على ما يعانيه هذا الشعب المقهور ، بل ما يكاد إليه من الجبناء ، والمتخاذلين .
فمأساة الصومال ليس وليدة يوم أو حديثة عهد ، بل أيام وسنون ودهور
الهدف منها تغيير كامل وشامل في كل الميادين
فمن أفغانستان إلى العراق وكشمير والصومال والشيشان وفلسطين ولبنان وغيرهم كثير
إن الحملة الصليبية الماكرة والخبيثة التي تتداعى على الصومال اليوم مأوى المهاجرين الأُوَل من خيرة أبناء الإسلام تتعرض اليوم لحملة صليبية خبيثة ماكرة هدفها القضاء على الإسلام ومحاربة أهل الإيمان .
كما تعرضت لها من قبل من قِبَل الغزاة الإيطاليين والبريطانيين والفرنسيين بالتعاون مع النصارى الإثيوبيين الذين مارسوا ضد شعب الصومال أشد ألوان وأنواع القتال فعملوا على تقتيل أبنائها وتقسيم أراضيها إلى أجزاء وفتات من أجل إضعافها في مقابل تقوية النفوذ الصليبي ورفع راية التبشير، لاستئصال شأفة الإسلام وجعل أهلها من عباد الصلبان ، حتى ادعى منبلك جد الإمبراطور الإثيوبي هيلا سلاسي في نهاية القرن التاسع عشر بأن الأراضي التي تسكنها القبائل الصومالية ملك لأثيوبيا ،
لم تتوقف محاولات أثيوبيا لمحاربة هذا الشعب المسلم حتى بعد استقلاله فلم يمض على ذلك أكثر من أربع سنوات حتى خاضت ضد الصومال حرب شاملة ، عقدت معها صفقات مع أمريكا بينما يرفض الغرب مساعدة الصومال أو الوقوف معه ضد أثيوبيا والمسلمون واقفون لا يبالون ، بل قام بعضهم كليبيا واليمن آنذاك بمساندة الإثيوبيين ضد إخوانهم الصوماليون المسلمون .
وما زالت حتى اليوم تحاول النيل والمكر بهذا الشعب المسلم .
استقلت الصومال !!! عام 1960 عن الاستعمار الإيطالي والبريطاني ، ومن ثم حكمت بنظام ديمقراطي !!! تبعي لمخلفات الاستعمار ، وكانت تحت حكم آدم عبد الله عثمان حتى عام 1967 ، ومن ثم تم انتخاب عبد الرشيد على شرماركي حتى قتل في عام 1969، ثم حكمت بالنظام العسكري بقيادة سياد بري ما بين 1969 _ 1991
فأذاقهم لباس الجوع والفقر والذل والألم فكواهم بالنار والحديد وحل بهم البندقية بدلا من زرع الزيتون ، لم يتورع وزبانيته ولو للحظة في التردد من استخدام أساليب القمع والتدمير حتى عملوا على تغيير كل مجالات الحياة في الصومال فلم يتوقف الأمر على محاربة الإسلام ، والاستهزاء والسخرية بنبي الإسلام بل اعتدى على القيم والمثل العليا ، والفضائل والأخلاق الإنسانية ، حتى أصبحت الخمر من أكثر البضائع رواجا وانتشارا .
ألغيت كافة المؤسسات التعليمية بالعربية واستبدلت اللغة العربية بالحروف اللاتينية ، وجعلها لغة رسمية بدلا من العربية طمسا وقضاء لمبادئ الإسلام وإحياء وتنفيذا لمخططات الاستعمار ،
ومنذ ذلك الوقت والصوماليون يعيشون حروبا أهلية تحت سلطة أمراء الحرب ، حتى جاءت المحاكم الإسلامية في هذا العام لتطبق شرع الله ، فعملت على نشر الأمن والأمان في البلاد وللعباد .
فهذه نبذة مختصرة عن حال الصومال منذ ما يسمى الاستقلال إلى يومنا هذا
إلا أن أعداء الدين كانوا ومازالوا لهذا الدين من المتربصين والمعادين فما أن يروا بصيص نور يشع لقيام دولة الإسلام والمسلمين إلا وأجلبوا عليه بخليهم ورجلهم ، للقضاء عليه في مهده ، فيتجمعون عليهم كما تتجمع الأكلة على قصعتها ، فلم يكن الأمر مقصورا في يوم من الأيام على الصومال بدون باقي دول أهل الإيمان فمواجهة الأعداء قائمة على الدين وأهله منذ بزوغ فجر النبوة .
لكن الله يهيأ لهذا الدين من يقوم على رفع رايته ، فالحق لا بد وأن ينتصر مهما علا وارتفع الظلم وأهله
وهذا التاريخ يشهد على معارك الإسلام والمسلمين ووقوفهم ضد كل من يتربص لهم أو يكيد بهم
ولكن هل يكفي أن نفتخر _ وحق لنا ذلك _ بالتاريخ لنقف متفرجين على ما يصاب الأمة في هذه السنين .
فمتى تستفيد الأمة من تاريخها ، أم أنها ستبقى قابعة راضية بالذل والهوان ، مفتخرة بقصص أيام زمان
أم حالنا سيكون كقول الشاعر :
إذا افتخرت بآباء لهم شرف ........ قلنا صدقت ولكن بأس ما ولدوا
لا بد من العمل الجاد والتشمير عن السواعد لرفع الظلم عن أهل الإيمان ،
وما يقع للشعب الصومالي اليوم استمرارية للصراع بين أهل الكفر والإيمان
فبعد أن هيأ الله لهذا البلد من يقوده لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا قاموا عليه ورموه من قوس واحدة ، للقضاء عليه وبقي العالم الإسلامي ينظر ويتفرج وكأن الأمر لا يعنيه
إن مسؤولية إنقاذ الصومال مسؤولية إسلامية ، لا يتوقف أمرها على أناس دون آخرين ، فهم جزء من أمة الإسلام الذي شبه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حالهم كالجسد الواحد .
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
" مثل المسلمين في توادهم ، وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
والشعب الصومالي شعب يقتل ويجوع منذ سنوات طويلة والمسلمون في علم من ذلك وعلى مرأى ومسمع منهم ، وعدوهم الإثيوبي في كل يوم بقوة وازدياد وأهل الصومال في ضعف وازدراء .
فلماذا يقف العالم الإسلامي مكتوف الأيدي مشلول الأطراف عما يحدث هناك ، وقد صرخوا وهتفوا قائلين انصرونا يا أهل الإسلام ، وقد فرض الله علينا نصرتهم والوقوف بجانبهم
{ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْر} (72) سورة الأنفال
لماذا يقف العالم على قدم وساق ويستجلب المسلمون قوى الغدر والاستعمار لبلاد الإيمان من أجل اعتداء بلد مسلم على بلد مسلم ، وتشن عليه أقذر الحروب وأشدها ظلما وفتكا
بينما نجد الأمر مع الصومال أذن من طين وأخرى من عجين
فبينما يموت أهل الصومال جوعا تبنى في بلاد الإسلام ناطحات سحاب تقدر الواحدة منها بمئات ملايين الدولارات ، وينفق على شرب الخمور ، ونوادي المجون والقمار المليارات ، وما يرمى من بقايا الطعام في الحاويات في الأعياد والمناسبات ، يكفي لسد جوع أهل الصومال . كيف وإن عرفنا أن جيران الصومال من المسلمين من أغنى دول العالم ، فلماذا إذن يجوعون ؟؟!!! .
هل هناك مؤامرة علينا أم أننا متوهمون أو سذج ومتغابون !!!
ومن عجب العجاب أن هناك في الأمة بعض ما يسمى بدعاة دين اصلاحيون وعلماء مسلمين ، تذبح الأمة من الوريد حتى الوريد وهم غاطون في سبات عميق ، إذا تكلم الواحد منهم قلنا ليته سكت فبدلا من نصرة المستضعفين وإذا به يغدر بالمسلمين ويطعنهم بخنجر مسموم ، يناصر به أعداء الدين .
فمرة راية عمياء ، وثانيها خوارج ومارقون ، وبعدها محاربون ، ومن ثم تسميتهم إرهابيون ؟؟!!! .
فإن كانت هذه تسميتكم لأهل الدين فماذا أبقيتم لأعدائكم أعداء الدين .
اتركوا أهل الإيمان وشأنهم فليسوا بحاجة إلى فتاويكم أو بيان تبرزون فيه تواقيعكم فأصغر مسلم له من القدر على كتابة تنديد أشد لهجة من بياناتكم ، فلا يوجد لدينا أي شك في أن دماء هؤلاء القتلى وصراخ الثكلى قد أصابكم ما آل إليه حالهم ، فهناك مؤامرة تدور على أهل الإيمان استخدمتم لتكونوا جندا لها .
فمسلمو الصومال وغيرهم يحتاجون من المسلمين وقفة صادقة كالتي وقفها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته في بيعة الرضوان ، وكنصرة المسلمين بعضهم لبعض ، أو كمواقف علماء الأمة عندما يصاب ثياب أحد من المسلمين بغبار المشركين ، وإذا بهم يهبون دفاعا عنهم . لم نعلم أنهم أصدروا بيانات ساذجة باردة لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل وقفوا معهم وقالوا كلمة الحق في وجه من تخاذل في نصرتهم ، فلا يتركوهم حتى يقوموا بأمر الله ، بل لو جمعت تواقيع الصف الابتدائي في مدرسة ما لكانت أكثر من تواقيع هؤلاء ، فما قيمة تلك التواقيع إن لم تكن لها نتائج حقيقية ، وما قيمة تلك الفتاوى إن كانت مسيسة . فهل الدور المطلوب من دعاة الأمة وعلمائها هو الدور نفسه الذي يقدر أن يقوم به غيرها ممن هم ليسوا من طبقتهم أو في مكانتهم .
نريد من علماء المسلمين أن يقفوا مع الصوماليين موقف بطولي وجدي كمثل وقوفهم على الأقل لمن اعتدى من المسلمين على بلد من بلاد الكفار والمشركين فقط لا أكثر من ذلك ولا أقل . أو يكفوا آذاهم عن المسلمين ، أم تريدون منا أن نقول لكم إن الصومال تقع في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن شعبها من الكفار لتهبوا لنصرتهم ؟؟!!! .
هناك دور على الحكام والرؤساء ، وهناك دور على العلماء والدعاة وهناك دور على عوام الناس فليعط كل ذي حق حقه .
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
"ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخلهالله هذا الدين بعز عزيزأو بذل ذليل عزا يعزالله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"
وسينصر الله من نصر هذا الدين .
{ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحـج
كتبه / أحمد بوادي
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6937
__________________
بقلم / أحمد بوادي
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، محمدا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
فمهما تكلم المرء وكتب فلا بد وأن يعجز اللسان عن الكلام ، والكتابة عن التعبير، والبيان . فعمق المأساة وآلامها تجعل المرء عاجزا عن الفيض عما يدور في خلده من أحاديث، ليعبر عن أحاسيسه، وما تفيض به مشاعره .
فعمق المأساة ، وشدة آلامها ، لا تتوقف فقط على ما يعانيه هذا الشعب المقهور ، بل ما يكاد إليه من الجبناء ، والمتخاذلين .
فمأساة الصومال ليس وليدة يوم أو حديثة عهد ، بل أيام وسنون ودهور
الهدف منها تغيير كامل وشامل في كل الميادين
فمن أفغانستان إلى العراق وكشمير والصومال والشيشان وفلسطين ولبنان وغيرهم كثير
إن الحملة الصليبية الماكرة والخبيثة التي تتداعى على الصومال اليوم مأوى المهاجرين الأُوَل من خيرة أبناء الإسلام تتعرض اليوم لحملة صليبية خبيثة ماكرة هدفها القضاء على الإسلام ومحاربة أهل الإيمان .
كما تعرضت لها من قبل من قِبَل الغزاة الإيطاليين والبريطانيين والفرنسيين بالتعاون مع النصارى الإثيوبيين الذين مارسوا ضد شعب الصومال أشد ألوان وأنواع القتال فعملوا على تقتيل أبنائها وتقسيم أراضيها إلى أجزاء وفتات من أجل إضعافها في مقابل تقوية النفوذ الصليبي ورفع راية التبشير، لاستئصال شأفة الإسلام وجعل أهلها من عباد الصلبان ، حتى ادعى منبلك جد الإمبراطور الإثيوبي هيلا سلاسي في نهاية القرن التاسع عشر بأن الأراضي التي تسكنها القبائل الصومالية ملك لأثيوبيا ،
لم تتوقف محاولات أثيوبيا لمحاربة هذا الشعب المسلم حتى بعد استقلاله فلم يمض على ذلك أكثر من أربع سنوات حتى خاضت ضد الصومال حرب شاملة ، عقدت معها صفقات مع أمريكا بينما يرفض الغرب مساعدة الصومال أو الوقوف معه ضد أثيوبيا والمسلمون واقفون لا يبالون ، بل قام بعضهم كليبيا واليمن آنذاك بمساندة الإثيوبيين ضد إخوانهم الصوماليون المسلمون .
وما زالت حتى اليوم تحاول النيل والمكر بهذا الشعب المسلم .
استقلت الصومال !!! عام 1960 عن الاستعمار الإيطالي والبريطاني ، ومن ثم حكمت بنظام ديمقراطي !!! تبعي لمخلفات الاستعمار ، وكانت تحت حكم آدم عبد الله عثمان حتى عام 1967 ، ومن ثم تم انتخاب عبد الرشيد على شرماركي حتى قتل في عام 1969، ثم حكمت بالنظام العسكري بقيادة سياد بري ما بين 1969 _ 1991
فأذاقهم لباس الجوع والفقر والذل والألم فكواهم بالنار والحديد وحل بهم البندقية بدلا من زرع الزيتون ، لم يتورع وزبانيته ولو للحظة في التردد من استخدام أساليب القمع والتدمير حتى عملوا على تغيير كل مجالات الحياة في الصومال فلم يتوقف الأمر على محاربة الإسلام ، والاستهزاء والسخرية بنبي الإسلام بل اعتدى على القيم والمثل العليا ، والفضائل والأخلاق الإنسانية ، حتى أصبحت الخمر من أكثر البضائع رواجا وانتشارا .
ألغيت كافة المؤسسات التعليمية بالعربية واستبدلت اللغة العربية بالحروف اللاتينية ، وجعلها لغة رسمية بدلا من العربية طمسا وقضاء لمبادئ الإسلام وإحياء وتنفيذا لمخططات الاستعمار ،
ومنذ ذلك الوقت والصوماليون يعيشون حروبا أهلية تحت سلطة أمراء الحرب ، حتى جاءت المحاكم الإسلامية في هذا العام لتطبق شرع الله ، فعملت على نشر الأمن والأمان في البلاد وللعباد .
فهذه نبذة مختصرة عن حال الصومال منذ ما يسمى الاستقلال إلى يومنا هذا
إلا أن أعداء الدين كانوا ومازالوا لهذا الدين من المتربصين والمعادين فما أن يروا بصيص نور يشع لقيام دولة الإسلام والمسلمين إلا وأجلبوا عليه بخليهم ورجلهم ، للقضاء عليه في مهده ، فيتجمعون عليهم كما تتجمع الأكلة على قصعتها ، فلم يكن الأمر مقصورا في يوم من الأيام على الصومال بدون باقي دول أهل الإيمان فمواجهة الأعداء قائمة على الدين وأهله منذ بزوغ فجر النبوة .
لكن الله يهيأ لهذا الدين من يقوم على رفع رايته ، فالحق لا بد وأن ينتصر مهما علا وارتفع الظلم وأهله
وهذا التاريخ يشهد على معارك الإسلام والمسلمين ووقوفهم ضد كل من يتربص لهم أو يكيد بهم
ولكن هل يكفي أن نفتخر _ وحق لنا ذلك _ بالتاريخ لنقف متفرجين على ما يصاب الأمة في هذه السنين .
فمتى تستفيد الأمة من تاريخها ، أم أنها ستبقى قابعة راضية بالذل والهوان ، مفتخرة بقصص أيام زمان
أم حالنا سيكون كقول الشاعر :
إذا افتخرت بآباء لهم شرف ........ قلنا صدقت ولكن بأس ما ولدوا
لا بد من العمل الجاد والتشمير عن السواعد لرفع الظلم عن أهل الإيمان ،
وما يقع للشعب الصومالي اليوم استمرارية للصراع بين أهل الكفر والإيمان
فبعد أن هيأ الله لهذا البلد من يقوده لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا قاموا عليه ورموه من قوس واحدة ، للقضاء عليه وبقي العالم الإسلامي ينظر ويتفرج وكأن الأمر لا يعنيه
إن مسؤولية إنقاذ الصومال مسؤولية إسلامية ، لا يتوقف أمرها على أناس دون آخرين ، فهم جزء من أمة الإسلام الذي شبه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حالهم كالجسد الواحد .
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
" مثل المسلمين في توادهم ، وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
والشعب الصومالي شعب يقتل ويجوع منذ سنوات طويلة والمسلمون في علم من ذلك وعلى مرأى ومسمع منهم ، وعدوهم الإثيوبي في كل يوم بقوة وازدياد وأهل الصومال في ضعف وازدراء .
فلماذا يقف العالم الإسلامي مكتوف الأيدي مشلول الأطراف عما يحدث هناك ، وقد صرخوا وهتفوا قائلين انصرونا يا أهل الإسلام ، وقد فرض الله علينا نصرتهم والوقوف بجانبهم
{ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْر} (72) سورة الأنفال
لماذا يقف العالم على قدم وساق ويستجلب المسلمون قوى الغدر والاستعمار لبلاد الإيمان من أجل اعتداء بلد مسلم على بلد مسلم ، وتشن عليه أقذر الحروب وأشدها ظلما وفتكا
بينما نجد الأمر مع الصومال أذن من طين وأخرى من عجين
فبينما يموت أهل الصومال جوعا تبنى في بلاد الإسلام ناطحات سحاب تقدر الواحدة منها بمئات ملايين الدولارات ، وينفق على شرب الخمور ، ونوادي المجون والقمار المليارات ، وما يرمى من بقايا الطعام في الحاويات في الأعياد والمناسبات ، يكفي لسد جوع أهل الصومال . كيف وإن عرفنا أن جيران الصومال من المسلمين من أغنى دول العالم ، فلماذا إذن يجوعون ؟؟!!! .
هل هناك مؤامرة علينا أم أننا متوهمون أو سذج ومتغابون !!!
ومن عجب العجاب أن هناك في الأمة بعض ما يسمى بدعاة دين اصلاحيون وعلماء مسلمين ، تذبح الأمة من الوريد حتى الوريد وهم غاطون في سبات عميق ، إذا تكلم الواحد منهم قلنا ليته سكت فبدلا من نصرة المستضعفين وإذا به يغدر بالمسلمين ويطعنهم بخنجر مسموم ، يناصر به أعداء الدين .
فمرة راية عمياء ، وثانيها خوارج ومارقون ، وبعدها محاربون ، ومن ثم تسميتهم إرهابيون ؟؟!!! .
فإن كانت هذه تسميتكم لأهل الدين فماذا أبقيتم لأعدائكم أعداء الدين .
اتركوا أهل الإيمان وشأنهم فليسوا بحاجة إلى فتاويكم أو بيان تبرزون فيه تواقيعكم فأصغر مسلم له من القدر على كتابة تنديد أشد لهجة من بياناتكم ، فلا يوجد لدينا أي شك في أن دماء هؤلاء القتلى وصراخ الثكلى قد أصابكم ما آل إليه حالهم ، فهناك مؤامرة تدور على أهل الإيمان استخدمتم لتكونوا جندا لها .
فمسلمو الصومال وغيرهم يحتاجون من المسلمين وقفة صادقة كالتي وقفها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته في بيعة الرضوان ، وكنصرة المسلمين بعضهم لبعض ، أو كمواقف علماء الأمة عندما يصاب ثياب أحد من المسلمين بغبار المشركين ، وإذا بهم يهبون دفاعا عنهم . لم نعلم أنهم أصدروا بيانات ساذجة باردة لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل وقفوا معهم وقالوا كلمة الحق في وجه من تخاذل في نصرتهم ، فلا يتركوهم حتى يقوموا بأمر الله ، بل لو جمعت تواقيع الصف الابتدائي في مدرسة ما لكانت أكثر من تواقيع هؤلاء ، فما قيمة تلك التواقيع إن لم تكن لها نتائج حقيقية ، وما قيمة تلك الفتاوى إن كانت مسيسة . فهل الدور المطلوب من دعاة الأمة وعلمائها هو الدور نفسه الذي يقدر أن يقوم به غيرها ممن هم ليسوا من طبقتهم أو في مكانتهم .
نريد من علماء المسلمين أن يقفوا مع الصوماليين موقف بطولي وجدي كمثل وقوفهم على الأقل لمن اعتدى من المسلمين على بلد من بلاد الكفار والمشركين فقط لا أكثر من ذلك ولا أقل . أو يكفوا آذاهم عن المسلمين ، أم تريدون منا أن نقول لكم إن الصومال تقع في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن شعبها من الكفار لتهبوا لنصرتهم ؟؟!!! .
هناك دور على الحكام والرؤساء ، وهناك دور على العلماء والدعاة وهناك دور على عوام الناس فليعط كل ذي حق حقه .
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
"ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخلهالله هذا الدين بعز عزيزأو بذل ذليل عزا يعزالله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"
وسينصر الله من نصر هذا الدين .
{ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحـج
كتبه / أحمد بوادي
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6937
__________________
تعليق