مقابلة مع الالماني يورغين كاين كولبيل
صحافي التحقيقات بمواجهة سيطرة المخابرات
سيلفيا كاتوري : شبكة فولتير
جورغين كاين كولبيل , محقق ألماني ومتعاون مع شبكة فولتير , يوضح في المقابلة مع سيلفيا كاتوري الصعوبات التي يمكن أن يصطدم بها صحافي التحقيقات. تعكس شهادته بعض الممارسات المستعملة من قبل مختلف السطات التي تزعجها التحقيقات المدنية التي تتعرض ل" حقائق" رسمية.
ليس من عادة شبكة فولتير أن تنشر في أعمدتها الصعوبات التي يواجهها المتعاونون معها . وإذا كانت قد قررت اليوم أن تنشر شهادة جورغين كاين كولبيل – والذي لا يمثل استثناءاً وإنما القاعدة - , فهذا بسبب اقترانه بوثائق لا تقبل الجدل حول الجاسوس سعيد دودين.
سيلفيا كاتوري: ماذا جرى للصحافي الفلسطيني سعيد دودين الذي كان من المفروض أن يقوم بالدعاية لكتابك؟
ج.ك.ك.: قبل أن أشرح دور سعيد دودين , اسمحي لي أن أعرض عليك بعض المقاطع من الوثائق التي تخصه والصادرة من وزارة أمن الدولة للجمهورية الديموقراطية الألمانية السابقة . في شباط 1983, يبدو أن موظفي الوزارة توصلوا إلى أن دودين يعمل لصالح ال KGB . ولكن وبعد شهرين فقط , في نيسان 1983, حذّروا بأن دودين هو عميل لألمانيا الغربية و\ أو لل CIA ولاحظوا أن " دودين يمكنه أن يكون جاسوساً ممتازاً داخل منظمة التحرير الفلسطينية . وبالإضافة إلى ذلك احتمال أن يكون عميلاً مزدوجاً بالتعاون مع مخابرات ألمانية الشرقية السابقة .
س.ك. : ماذا جرى للصحافي الفلسطيني سعيد دودين الذي كان من المفروض أن يقوم بالدعاية لكتابك؟
ج.ك.ك.: قبل أن أشرح دور سعيد دودين , اسمحي لي أن أعرض عليك بعض المقاطع من الوثائق التي تخصه والصادرة من وزارة أمن الدولة للجمهورية الديموقراطية الألمانية السابقة . في شباط 1983, يبدو أن موظفي الوزارة توصلوا إلى أن دودين يعمل لصالح ال KGB . ولكن وبعد شهرين فقط , في نيسان 1983, حذّروا بأن دودين هو عميل لألمانيا الغربية و\ أو لل CIA ولاحظوا أن " دودين يمكنه أن يكون جاسوساً ممتازاً داخل منظمة التحرير الفلسطينية . وبالإضافة إلى ذلك احتمال أن يكون عميلاً مزدوجاً بالتعاون مع مخابرات ألمانية الشرقية السابقة .
س.ك.: إذن لم يكن وجود السيد سعيد دودين في طريقك بالصدفة؟
ج.ك.ك. : إن تقرير قوات الأمن السابقة لدولة ألمانيا الشؤقية بتاريخ 13 آذار 1985تشكل بكل الأحوال معلومة هامة : " لقد أعلن للجمهور أن سعيد كتب , مقابل 30000 مارك ألماني, أطروحة الدكتوراة لعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير محمد عباس ( أبو مازن) . أبو مازن درس في الاتجاد السوفييتي السابق ."
وقد يكون هذا هو السبب الذي قاد الروس إلى طلب ملف المخابرات الألمانية حول سعيد دودين عام 1983. فهل يكون السيد عباس متورطاً منذ تلك الحقبة في دائرة السي آي إية\ موساد , كما كانت تشك أو تعلم الكي جي بي؟ وهكذا كان من المنطقي أن تهتم المخابرات بدودين , الرجل الذي حرّرأطروحة عباس.صدفة ؟
ما إن وقعت العقد مع الناشر البرليني كاي هوميلوس في أيلول 2005, حتى ربطني مع سعيد دودين , الذي لم أكن أعرفه. وبحسب الناشر فإن دودين كان لديه العلاقات وتتوفر لديه المعلومات وعلي التعاون معه ! ولا أتمنى في الواقع أن أطيل الحديث عن العلاقة بين دودين وهوميلوس.
ولنعد إلى علاقاتي في تلك الفترة مع سعيد دودين. بعد عدة لقاءات, اكتشفت أن دودين كان يستخدم للحوار الطريقة التي تسمى في السيكولوجية القضائية , " الكذبة غير المكتملة" , حيث تخلط المعلومات المغلوطة مع تصريحات تعكس الحقيقة. لأنه في ضمير الكاذب يجتمع عنصران متوازيان – خيال وحقيقة- ويغامر الكاذب دائماً بإظهار شيء ما. باختصار , بهذه الطريقة السلبية ذهنياً , أصر بعناد على إرادة معرفة المعلومات التي لدي حول التحقيق في ملف الحريري.
سعيد دودين كان يغريني بالسفر وبالظهور على التيليفزيون وبكل الآلية التي تؤدي إلى الشهرة . وبما أن كل ذلك لم يفلح معي وكنت أزداد ابتعاداً عنه , فقد عرض علي أن أعمل معه في كانون الأول 2005, كنوع من السكرتير الخاص وذلك في شقته. وكان المفترض أن أراجع بعض الوثائق التي " ستباع " فيما بعد " بمبلغ لا بأس به. وعندما طالبني بأخذ عرضه بالاعتبار لتحسين " وضعي الاقتصادي" شعرت بالنفور. ولهذا السبب قطعت كل علاقة لي مع دودين , في 12 كانون الأول 2005, بالبريد. والله أعلم
المقابلة منشورة في لائحة القومي العربي
صحافي التحقيقات بمواجهة سيطرة المخابرات
سيلفيا كاتوري : شبكة فولتير
جورغين كاين كولبيل , محقق ألماني ومتعاون مع شبكة فولتير , يوضح في المقابلة مع سيلفيا كاتوري الصعوبات التي يمكن أن يصطدم بها صحافي التحقيقات. تعكس شهادته بعض الممارسات المستعملة من قبل مختلف السطات التي تزعجها التحقيقات المدنية التي تتعرض ل" حقائق" رسمية.
ليس من عادة شبكة فولتير أن تنشر في أعمدتها الصعوبات التي يواجهها المتعاونون معها . وإذا كانت قد قررت اليوم أن تنشر شهادة جورغين كاين كولبيل – والذي لا يمثل استثناءاً وإنما القاعدة - , فهذا بسبب اقترانه بوثائق لا تقبل الجدل حول الجاسوس سعيد دودين.
سيلفيا كاتوري: ماذا جرى للصحافي الفلسطيني سعيد دودين الذي كان من المفروض أن يقوم بالدعاية لكتابك؟
ج.ك.ك.: قبل أن أشرح دور سعيد دودين , اسمحي لي أن أعرض عليك بعض المقاطع من الوثائق التي تخصه والصادرة من وزارة أمن الدولة للجمهورية الديموقراطية الألمانية السابقة . في شباط 1983, يبدو أن موظفي الوزارة توصلوا إلى أن دودين يعمل لصالح ال KGB . ولكن وبعد شهرين فقط , في نيسان 1983, حذّروا بأن دودين هو عميل لألمانيا الغربية و\ أو لل CIA ولاحظوا أن " دودين يمكنه أن يكون جاسوساً ممتازاً داخل منظمة التحرير الفلسطينية . وبالإضافة إلى ذلك احتمال أن يكون عميلاً مزدوجاً بالتعاون مع مخابرات ألمانية الشرقية السابقة .
س.ك. : ماذا جرى للصحافي الفلسطيني سعيد دودين الذي كان من المفروض أن يقوم بالدعاية لكتابك؟
ج.ك.ك.: قبل أن أشرح دور سعيد دودين , اسمحي لي أن أعرض عليك بعض المقاطع من الوثائق التي تخصه والصادرة من وزارة أمن الدولة للجمهورية الديموقراطية الألمانية السابقة . في شباط 1983, يبدو أن موظفي الوزارة توصلوا إلى أن دودين يعمل لصالح ال KGB . ولكن وبعد شهرين فقط , في نيسان 1983, حذّروا بأن دودين هو عميل لألمانيا الغربية و\ أو لل CIA ولاحظوا أن " دودين يمكنه أن يكون جاسوساً ممتازاً داخل منظمة التحرير الفلسطينية . وبالإضافة إلى ذلك احتمال أن يكون عميلاً مزدوجاً بالتعاون مع مخابرات ألمانية الشرقية السابقة .
س.ك.: إذن لم يكن وجود السيد سعيد دودين في طريقك بالصدفة؟
ج.ك.ك. : إن تقرير قوات الأمن السابقة لدولة ألمانيا الشؤقية بتاريخ 13 آذار 1985تشكل بكل الأحوال معلومة هامة : " لقد أعلن للجمهور أن سعيد كتب , مقابل 30000 مارك ألماني, أطروحة الدكتوراة لعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير محمد عباس ( أبو مازن) . أبو مازن درس في الاتجاد السوفييتي السابق ."
وقد يكون هذا هو السبب الذي قاد الروس إلى طلب ملف المخابرات الألمانية حول سعيد دودين عام 1983. فهل يكون السيد عباس متورطاً منذ تلك الحقبة في دائرة السي آي إية\ موساد , كما كانت تشك أو تعلم الكي جي بي؟ وهكذا كان من المنطقي أن تهتم المخابرات بدودين , الرجل الذي حرّرأطروحة عباس.صدفة ؟
ما إن وقعت العقد مع الناشر البرليني كاي هوميلوس في أيلول 2005, حتى ربطني مع سعيد دودين , الذي لم أكن أعرفه. وبحسب الناشر فإن دودين كان لديه العلاقات وتتوفر لديه المعلومات وعلي التعاون معه ! ولا أتمنى في الواقع أن أطيل الحديث عن العلاقة بين دودين وهوميلوس.
ولنعد إلى علاقاتي في تلك الفترة مع سعيد دودين. بعد عدة لقاءات, اكتشفت أن دودين كان يستخدم للحوار الطريقة التي تسمى في السيكولوجية القضائية , " الكذبة غير المكتملة" , حيث تخلط المعلومات المغلوطة مع تصريحات تعكس الحقيقة. لأنه في ضمير الكاذب يجتمع عنصران متوازيان – خيال وحقيقة- ويغامر الكاذب دائماً بإظهار شيء ما. باختصار , بهذه الطريقة السلبية ذهنياً , أصر بعناد على إرادة معرفة المعلومات التي لدي حول التحقيق في ملف الحريري.
سعيد دودين كان يغريني بالسفر وبالظهور على التيليفزيون وبكل الآلية التي تؤدي إلى الشهرة . وبما أن كل ذلك لم يفلح معي وكنت أزداد ابتعاداً عنه , فقد عرض علي أن أعمل معه في كانون الأول 2005, كنوع من السكرتير الخاص وذلك في شقته. وكان المفترض أن أراجع بعض الوثائق التي " ستباع " فيما بعد " بمبلغ لا بأس به. وعندما طالبني بأخذ عرضه بالاعتبار لتحسين " وضعي الاقتصادي" شعرت بالنفور. ولهذا السبب قطعت كل علاقة لي مع دودين , في 12 كانون الأول 2005, بالبريد. والله أعلم
المقابلة منشورة في لائحة القومي العربي
تعليق