بقلم: حمدي فرّاج
تعالوا نضبط ساعاتنا على ما حدث في غزة قبل حوال خمسين يوما والذي يختلف المحللون على تسمية بعينها إزاءه، فالموالون لـ"فتح" يعتبرونه في حدّّه الأدنى انقلابا على الشرعية، والموالون لـ"حماس" يعتبرونه في حدّه الأعلى ليس أكثر من تصويب لأوضاع الأجهزة الأمنية ومقراتها، لكن المراقبون المحايدون يعتبرونه أقل مما تقوله "فتح"، وأكثر مما تقوله "حماس".
وبعيدا عن هذه التحاليل الآنية الغاضبة والحانقة من جهة، او تلك الفرحة المتشفية، من جهة أخرى، فإن السياقات والتداعيات والتجارب المريرة لهذه الأمة بشكل عام ولهذا الشعب بشكل خاص، تفيد بشيء آخر، مفاده أننا أمام حالة نوعية جديدة سيطول أمدها الى سنوات عديدة إن لم يكن عقودا بأكملها، وهي حالة إنفصال كلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، واحدة تحكمها "فتح"، وحين تأتي الانتخابات، أي انتخابات، فإنها لن تكون الا تكريسا لترسيخ الحكومتين، حتى لو قادها شخص من خارج الحركتين كما هو الآن مع سلام فياض الذي لا ينتمي لـ"فتح" ولا لـ"حماس".
البعض هنا في "دولة الضفة"، او هناك في "دولة غزة"، لا يتردد في إبداء فرحته بهذا التقسيم "الواقعي" الذي لا يقتصر فقط على انعدام الرابط الجغرافي بين الدولتين، ولا فقط من باب كف شر الحركتين بعضهما عن بعض طوال السنتين الأخيرتين قتلا وسحلا وخطفا وتدميرا، الأمر الذي أساءا فيه لنا ولقضيتنا أكثر بكثير مما حققاه لها، بل أيضا من باب أن قطاعات من الضفيين ينظرون بإستعلاء الى الغزيين، والغزييون ينظرون الى الضفيين أنهم مستأثرون بكل شيء على حسابهم حتى بعد مجيء السلطة.
إن تاريخ الفصل بين المكانين والتحاق كل منهما بدولتين لهما نظامان مختلفان (الأردن ومصر) عمّق حالة الانفصال بين أبناء الشعب الواحد، وبدى وكأنهما شعبان مختلفان في الكثير من الأشياء، بما في ذلك اللباس، والتوجيهي الاردني والمصري، ومن مفارقات الحياة، أنهما لم يتوحدا الا بعد أن إحتلتهما إسرائيل في يوم واحد عام 1967.
اليوم، وبالتحديد قبل خمسين يوما، يعاد فصلهما من جديد، وتشاء الظروف أن يكون أحد تجليات الانفصال هو التوجيهي نفسه، الذي أعلنت نتائجه "حماس" قبل بضعة أيام، فعدّته تربية الضفة "غير شرعي"، في حين ان نتائج الضفة لم تعلن بعد. الانفصال هذه المرة له قياداته الفلسطينية، ولكن وفق الارتباطات القديمة، على الأقل من الوجهة الجغرافية، فهناك لهم منفذ واحد الى مصر هو معبر رفح، وهنا لنا منفذ واحد ايضا هو جسر اللنبي الى الأردن.
فلنضبط ساعاتنا إزاء هذا الانفصال الذي تفيد كل المعطيات أنه ليس عابرا، أما الذين ينتظرون عودة غزة الى الضفة والضفة الى غزة، فإن إنتظارهم سيكون طويلا طويلا.
تعالوا نضبط ساعاتنا على ما حدث في غزة قبل حوال خمسين يوما والذي يختلف المحللون على تسمية بعينها إزاءه، فالموالون لـ"فتح" يعتبرونه في حدّّه الأدنى انقلابا على الشرعية، والموالون لـ"حماس" يعتبرونه في حدّه الأعلى ليس أكثر من تصويب لأوضاع الأجهزة الأمنية ومقراتها، لكن المراقبون المحايدون يعتبرونه أقل مما تقوله "فتح"، وأكثر مما تقوله "حماس".
وبعيدا عن هذه التحاليل الآنية الغاضبة والحانقة من جهة، او تلك الفرحة المتشفية، من جهة أخرى، فإن السياقات والتداعيات والتجارب المريرة لهذه الأمة بشكل عام ولهذا الشعب بشكل خاص، تفيد بشيء آخر، مفاده أننا أمام حالة نوعية جديدة سيطول أمدها الى سنوات عديدة إن لم يكن عقودا بأكملها، وهي حالة إنفصال كلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، واحدة تحكمها "فتح"، وحين تأتي الانتخابات، أي انتخابات، فإنها لن تكون الا تكريسا لترسيخ الحكومتين، حتى لو قادها شخص من خارج الحركتين كما هو الآن مع سلام فياض الذي لا ينتمي لـ"فتح" ولا لـ"حماس".
البعض هنا في "دولة الضفة"، او هناك في "دولة غزة"، لا يتردد في إبداء فرحته بهذا التقسيم "الواقعي" الذي لا يقتصر فقط على انعدام الرابط الجغرافي بين الدولتين، ولا فقط من باب كف شر الحركتين بعضهما عن بعض طوال السنتين الأخيرتين قتلا وسحلا وخطفا وتدميرا، الأمر الذي أساءا فيه لنا ولقضيتنا أكثر بكثير مما حققاه لها، بل أيضا من باب أن قطاعات من الضفيين ينظرون بإستعلاء الى الغزيين، والغزييون ينظرون الى الضفيين أنهم مستأثرون بكل شيء على حسابهم حتى بعد مجيء السلطة.
إن تاريخ الفصل بين المكانين والتحاق كل منهما بدولتين لهما نظامان مختلفان (الأردن ومصر) عمّق حالة الانفصال بين أبناء الشعب الواحد، وبدى وكأنهما شعبان مختلفان في الكثير من الأشياء، بما في ذلك اللباس، والتوجيهي الاردني والمصري، ومن مفارقات الحياة، أنهما لم يتوحدا الا بعد أن إحتلتهما إسرائيل في يوم واحد عام 1967.
اليوم، وبالتحديد قبل خمسين يوما، يعاد فصلهما من جديد، وتشاء الظروف أن يكون أحد تجليات الانفصال هو التوجيهي نفسه، الذي أعلنت نتائجه "حماس" قبل بضعة أيام، فعدّته تربية الضفة "غير شرعي"، في حين ان نتائج الضفة لم تعلن بعد. الانفصال هذه المرة له قياداته الفلسطينية، ولكن وفق الارتباطات القديمة، على الأقل من الوجهة الجغرافية، فهناك لهم منفذ واحد الى مصر هو معبر رفح، وهنا لنا منفذ واحد ايضا هو جسر اللنبي الى الأردن.
فلنضبط ساعاتنا إزاء هذا الانفصال الذي تفيد كل المعطيات أنه ليس عابرا، أما الذين ينتظرون عودة غزة الى الضفة والضفة الى غزة، فإن إنتظارهم سيكون طويلا طويلا.
تعليق