إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صحيفة التقت السعايدة في سجنه واستمعت منه إلى تفاصيل عملية "عين عريك" الفدائية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صحيفة التقت السعايدة في سجنه واستمعت منه إلى تفاصيل عملية "عين عريك" الفدائية

    2007-08-05




    قلقيلية – فلسطين الآن – وكالات – نشرت صحيفة "فلسطين" اليومية تفاصيل عملية "عين عريك" الفدائية والتي استمعت إليها من لسان منفذها الشهيد شادي السعايدة، الذي استشهد نهاية الشهر الماضي في سجنه حيث كان يمضي حكما بالسجن المؤبد ثمان مرات.



    وكان أحد مراسلي صحيفة "فلسطين" اليومية في الضفة الغربية قد التقى الشهيد السعايدة في إحدى زنازين سجن هداريم في شهر شباط (فبراير) من عام 2006 أثناء اعتقاله معه، وسرد له من داخل الزنزانة قصة عملية عين عريك منذ بدايتها وتفاصيلها إلى نهايتها، وكيف قام هو وزميله بقتل كل الجنود على الحاجز.



    وأوضح السعايدة أن أول جندي قد سقط قتيلا كان يصرخ ويسب الذات الإلهية على الفلسطينيين الذين ينتظرون السماح لهم بالمرور عبر الحاجز، مشيرا إلى أن بقية الجنود استسلموا للموت ولطلقاته، وقام وزميله بالاستيلاء على أسلحتهم والنجاح بالانسحاب إلى مدينة رام الله بعد إصابة زميله برصاصة في خاصرته، مشيرا إلى أن احد الجنود استطاع أن يهرب باتجاه الوادي القريب، والاتصال بقيادته كي ينقذوهم من نيران أسلحتهم.



    صدمة للاحتلال

    وروى الشهيد السعايدة تفاصيل العملية الفدائية التي أحدثت صدمة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بعد ان استطاع هو وزميله الذي لا يزال مطاردا لقوات الاحتلال القضاء بشكل كامل على كامل الوحدة الموجودة بسلاح خفيف بالرغم من وجود الحراسات في المكان.



    السعايدة هو من مواليد الأردن، وقدم إلى قطاع غزة بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وكانت فلسطين في ذاكرته حية، ومشهد جنود الاحتلال الذين كانوا يحطمون عظام احد الفتية الفلسطينيين بالحجارة في الانتفاضة الأولى عالقا في مخيلته ولا يكاد ينساه .



    ويقول السعايدة وهو يرتدي زي مصلحة السجون (شاباص) بني اللون: اعتقلت في عملية خاصة في شهر تموز من العام الماضي بعد ان طاردني جيش الاحتلال، لأنني نفذت عملية عين عريك مع احد زملائي قرب رام الله آذار (مارس) من عام 2002 .



    ظلم الاحتلال

    وأضاف: كنت أعمل في جهاز الأمن والحماية التابع لقوات الأمن الوطني، وفي أحد الأيام جال في خاطري تنفيذ عملية استشهادية، بعد ان شاهدت ظلم جيش الاحتلال في انتفاضة الأقصى المباركة، لذا توجهت من غزة الى الضفة الغربية للعمل هناك في جهاز الأمن والحماية، وخلال مكوثي في المقر تعرفت على احد الشباب، وطلبت منه ان يرشدني الى شخص يقدم لي المساعدة من اجل تنفيذ عملية استشهادية، وقلت له بالحرف الواحد (أريد ان اصفق) وهذا المصطلح يستخدم للإنسان الذي يريد ان ينفذ عملية استشهادية .



    خلال حديث الأسير شادي طرق السجان في سجن هداريم الباب للتأكد من معلومات عن شادي الذي كان منقولا من سجن عسقلان الى هداريم ،وبعدها واصل الأسير شادي حديثه مع شحوب ظاهر على الوجه، من اثر عملية النقل وأضاف: "التقيت في اليوم التالي مع أحد أعضاء جهاز الأمن والحماية، وقال لي إذا أردت العمل عليك ان تجهز نفسك، وفي الوقت المناسب عليك ان تكون مستعدا".



    سعادة لا توصف

    وفي تلك اللحظة يقول شادي: "غمرتني سعادة لا توصف، وجاء اليوم التالي وقمت بالاستيلاء على سلاح من عيار 250 من جهاز الأمن الوطني مع مخزنين، الأولى كاملة والأخرى فيها قرابة العشرين رصاصة، وزميلي بكر داود أيضا جهز السلاح، ولم أكن اعرف ماذا سنفعل سوى أننا سنقوم بتنفيذ عملية ضد أهداف لجيش الاحتلال".



    ويستطرد شادي بحرقة توازي الجمر المنبعث من سيجارة كانت في يده أثناء الحديث ويقول: "قمنا بوضع السلاح في حقيبة بعد تفكيكه ووضعنا فوقه ملابس حتى لا يلاحظ علينا احد أننا متجهين إلى تنفيذ عملية، وكان صديقي بكر قد حدد الموقع لوحده، وأنا لا اعرف شيئاً عن الموقع البتة".



    شادي يصف شعوره أثناء توجهه لتنفيذ العملية بأنه كان لا يشعر انه يسير على الأرض من شدة الفرح، ويقول: "قبل وصولنا لإحدى الحواجز العسكرية بالقرب من بيرزيت، طلبنا من سائق السيارة العمومي أنزالنا، بحجة أننا من قطاع غزة وليس لدينا هوية، حتى لا يشعر أي احد بنيتنا بأننا نريد تنفيذ عملية".



    بداية العملية

    اتجهنا الى إحدى الوديان-يقول شادي: "ومعي صديقي بكر، وفي قاع الوادي أخرجنا السلاح وقمنا بتركيبه وأنا لا اعلم عن الموقع شيئا وصعدنا الى الأعلى، فإذا بكلب الحراسة الذي يحرس الحاجز يأتي إلينا ويسير بين أقدامنا بدون مهاجمة، أو نباح وكأنه يعرفنا ويألفنا منذ زمن بعيد، وكانت هذه أول خطوات النجاح، وعندما اقتربنا من الموقع كان هناك ثلاثة جنود على الحاجز والعديد من المواطنين المحتجزين حتى يسمح لهم الجنود بالمرور، فقال لي صديقي بكر أنت تبقى خلفي وأنا أطلق النار، فقلت له هذا خطأ لأنني إذا كنت خلفك فقد تصاب من الرصاصات التي سأطلقها أنا أيضا، واقترحت عليه الانتقال الى الجهة المقابلة حيث يوجد كونتينر للحاجز".



    أول رصاصة

    "وبالفعل اتفقنا على ذلك، وكانت أول رصاصة تطلق على أول جندي كان يسب الذات الإلهية ويشتم المواطنين، فوقع على الأرض صريعا، والثاني لاقى ذات المصير، أما الثالث فقد هرب باتجاه الوادي وترك سلاحه".



    يقول شادي: "بعد عدة ثوان من إطلاق النار على الجنود الثلاثة، اتجهت الى الكونتينر وكان فيه خمسة جنود، عندها انتابني شعور بالفرحة العارمة وتلفظت قائلا: يا هلا، يا هلا، يا هلا، لأنني شاهدت صيدا ثمينا كنت انتظره منذ زمن طويل، ولم يكن الجنود يتحركون من مكانهم بالرغم من وجود اطلاق نار في الخارج، وضعت بندقيتي على طرف النافذة وأطلقت الرصاص على جزء منهم من زاوية معينة، وبعدها انتقلت الى زاوية أخرى من النافذة وأطلقت الرصاص وبقي احدهم عند الباب جالسا خائفا، فتوجهت الى ناحية الباب فألقى الضابط السلاح، ووضع كلتا يديه على رأسه وأغمض عينيه فأطلقت عليه رصاصتين".



    إصابة زميله

    "عندها حضر زميلي وكان مصابا بجرح في خاصرته، وقال: علينا أن نجهز عليهم مرة ثانية، فقلت له: لا، حرام لا يحق لنا التمثيل في الجثث وكان أحد الجنود يتظاهر بأنه ميت مع ان إصابته كانت بالغة، عندها غادرنا المكان الى الحاجز فوجدت سائق مركبة عمومية يقف مذهولا لا يستطيع الحراك أو التكلم من هول المعركة الخاطفة، فطلبت منه على الفور تشغيل المركبة لنقل صديقي المصاب الى المستشفى، فلم يستجب وكان يعيش في أجواء الصدمة.



    وأخيرا استجاب وأخبرت مسؤول وحدتي عن الحادث، وسلمته السلاح الذي قمنا بالاستيلاء عليه كغنائم، وعندها علم الاحتلال بأننا قمنا بتنفيذ العملية النوعية، وتمت مطاردتنا الى ان اعتقلت في شهر تموز من العام الماضي وزميلي مازال مطاردا .



    نشوة النصر

    يقول شادي وهو يشعر بنشوة النصر: "كانت العناية الإلهية ترافقنا منذ ان نزلنا الى قاع الوادي، ومرافقة كلبهم المخصص للحراسة وعدم مهاجمتنا وعدم خروج الجنود الجالسين في الحاوية الحديدية (الكونتير) إلى الخارج عند سماعهم الطلقات النارية، وكان عندنا شرف وطهارة السلاح، ولم نقم بإطلاق الرصاص بكثافة على الجنود القتلى، وهذا كلفنا قيام الجندي المتظاهر بالموت بالاتصال فورا بقيادته لإنقاذ الموقف".

  • #2
    رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جناته .
    هم رجال صدقوا الله فصدقهم الله .
    15:15

    تعليق

    يعمل...
    X