تويت
ابو الامين ياسر نزال ابن مخيم قباطيه جنين
الزلزال
الأسرار الحقيقية لحتمية السقوط
لم يكن مفاجئاً ما حصل في انتخابات التشريعي الأخيرة إلا لمن لا يملك ذاكرة أو من كانت ذاكرته قصيرة المدى.... غير أن حجم السقوط كان مدوياً وبدا الرفض لكل ما هو فتح واضحا وجلياً من قبل الناخب الفلسطيني ....وقبل أكثر من سنة كتبنا عدة مقالات حول ظاهرة سقوط وتشظي حركة فتح وهوجمنا من عدة مستويات قيادية في الحركة وكنت واحد من الآلف من أبناء الحركة الذين حاولوا تصويب الأداء غير أنهم واجهوا الموقف المتصلب للفاسدين في المستويين... والدوائر الأولى في الحركة.... فما تراكم في ذاكرة أبناء الحركة عبر عشر سنوات من أشكال وإبداعات وفنون الفساد.... لم يكن له مثيل إلا في جمهوريات الموز.....وقد اكتملت الحجة عندما تآمر بعض هؤلاء على المرحوم الرئيس عرفات ....من لا يذكر !!
وبرزت ردود فعل من خلال ترشيح الأخ مروان البرغوثي للرئاسة...ولم يكن هذا حقيقياً ...إنما نوع من أنواع الاحتجاج على كل ما جرى .....فوراً خرجت علينا المستويات القيادية الأولى في الحركة....واتهمت الأخ مروان البرغوثي المحكوم بخمسة مؤبدات لدى العدو بالخيانة....دون مراعاة أي نوع من الحرمة لهذا المناضل الفذ ....والذي تم نسيانه نسيان كاملا لولا الحاجة لشعبية الرجل الذي يحظى باحترام كافة شرائح الشعب...وعندما ثارت ثائرتنا على الافتراء المقصود والمتعمد على المناضل البرغوثي...كان الجواب بأنه مدفوع من الإسرائيليين .....وما قصة اعتقاله إلا نوع من التلميع وكأنه رجل بحاجة للتلميع وهو أشهر من نار على علم ....على ظهر جبل ....ومرة أخرى في الانتخابات الأخيرة حاولوا استغلال المناضل مروان ...ولكن لم تنطلي الخدعة على القطاعات العريضة للحركة وقررت معاقبة القيادة الفتحاوية هذا العقاب القاسي والمر....والمؤلم ....وما تم في المرحلة الأخيرة تحت حجة حماية الفلتان الأمني فلم يكن سوى الهجوم على المقاومة وترك البدائل الهزيلة والفاسدة ....سيدة الموقف في الشارع.....فمن حمل العصي في الشارع ولوح بها هو من أهان هذا الشعب الذي لا يستحق المهانة بهذه الطريقة....فهؤلاء الذين يطبقون القانون.....هم أول من يخترق القانون .....ناهيك عن الموقف السياسي الخانع والذي لا يعبر عن روح هذا الشعب المقاوم....والذي أصيب في سنامة كبريائه وهو يرى قيادته السياسية تحت رحمة حواجز الجيش الإسرائيلي....تستجدي المرور أمام آلاف المواطنين المكدسين على الحواجز ....ومن ثم تأتي في اليوم التالي لتفرض نفسها بتعالي على الجماهير ....أما سياسياً حدث ولا حرج ....إذ فرض الإسرائيليين مفهوم غياب الشريك وبقيت القيادة السياسية تلهف خلف الموقف الإسرائيلي الذي عمل بوتيرة متسارعة على نشر الاستيطان وبناء الجدار .....ولم يلتزم بأي هدنة فتوسع في القتل ....والاعتقال....وتجريف الأراضي بصورة غير مسبوقة ....وبدت القيادة الفلسطينية بأضعف حالاتها ....عاجزة ....مشلولة ...فاقدة الإرادة عن أي مبادرة.
وكانت الطامة الكبرى عندما تم تشكيل قائمة فتح لخوض الانتخابات....والمقدمات المخزية والمشينة لما يسمى "بالبرايمرز" وهو القشة التي قصمت ظهر البعير ....حيث فاز فيها مجموعة من المرفوضين بشكل مطلق في الحركة ....وذلك بالتزوير ....وأود هنا أن أذكر حادثة حيث توجه لي أحد الأشخاص ويعمل في مجال استطلاعات الرأي ....وأخبرني بأنه يجبر على ذكر أحد الأسماء بأنه يأخذ رقم واحد باستطلاعات الرأي في محافظته .....وعندما بدأ تشكيل قائمة تم اعتماد كل النتائج المزورة دون مراعاة كل ما تم ........وكان الخطأ الفادح الذي وقعنا في شراكه هو توحيد القائمة ....بعد أن تنازل أبناء غزة عن مواقعهم المتقدمة لصالح أبناء الحركة في الضفة ....وحصدنا ما زرعته أيدينا.
هنا لا بد من تعلم الدرس .....واستخلاص العبر...وهذا ما يبدو للعيان ....من خلال بعض الممارسات وهي حالة تدمر الذات وتهدم ما تبقى من تاريخ الحركة....وعلى القيادة الفتحاوية الأصيلة أن تأخذ زمام المبادرة ....وعلى الأخوة في اللجنة المركزية وبكل شجاعة أن يقفوا موقف مشرف ..... ويعلنوا عن استقالتهم الجماعية.......وحل المجلس الثوري وتحديد موعد....معلوم عن انعقاد المؤتمر الحركي وذلك بأقرب فرصة مع تحديد لجنة العضوية حتى لا يتسلل الانتهازيين مرة أخرى إلى صفوف الحركة....مع الأخذ بكل المعايير ...الأدبية والأخلاقية ....التي تعيدنا إلى الجذور ....وإلى أدبيات فتح الساحرة التي كانت أغنية الأطفال في كل أماكن التواجد الفلسطيني. والمنطق الآخر وجب علينا أن نحترم اختيارات شعبنا وندعم هذا الاختيار ....بكل قوة وبثقة عالية بالنفس فهذا هو نصفنا الآخر فلا يمكن للجسد أن يقاطع نصفه الآخر وعلى النصف الآخر أن يكون بنفس المستوى الذي أولاه إياه شعبنا وأن لا يخضع للتهديدات الأمريكية والغربية ....فما قاله ذلك العجوز في مدينة رام الله من أن السلام لا يأتي من الاستسلام لهو تعبير عن الحالة ....الحاضرة للشعب الفلسطيني .....فدعم المقاومة وترسيخ مفهومها .....هو ما أعاد قطاع غزة وهذا ما يجب أن يتم في الضفة الغربية دون النظر إلى الوراء وهذا البرنامج الذي اختار على أساسه شعب فلسطين حماس في الانتخابات وعلى فتح أن تأخذ هذا بعين الاعتبار ......على مبدأ الشراكة وليس من مصلحة أحد أن تضعف فتح .....ولكن من مصلحة فتح والشعب الفلسطيني أن تتخلص فتح من أدرانها ....وتسقط ....الذين تغذوا على ارثها وتاريخها المشرف.
الزلزال
الأسرار الحقيقية لحتمية السقوط
لم يكن مفاجئاً ما حصل في انتخابات التشريعي الأخيرة إلا لمن لا يملك ذاكرة أو من كانت ذاكرته قصيرة المدى.... غير أن حجم السقوط كان مدوياً وبدا الرفض لكل ما هو فتح واضحا وجلياً من قبل الناخب الفلسطيني ....وقبل أكثر من سنة كتبنا عدة مقالات حول ظاهرة سقوط وتشظي حركة فتح وهوجمنا من عدة مستويات قيادية في الحركة وكنت واحد من الآلف من أبناء الحركة الذين حاولوا تصويب الأداء غير أنهم واجهوا الموقف المتصلب للفاسدين في المستويين... والدوائر الأولى في الحركة.... فما تراكم في ذاكرة أبناء الحركة عبر عشر سنوات من أشكال وإبداعات وفنون الفساد.... لم يكن له مثيل إلا في جمهوريات الموز.....وقد اكتملت الحجة عندما تآمر بعض هؤلاء على المرحوم الرئيس عرفات ....من لا يذكر !!
وبرزت ردود فعل من خلال ترشيح الأخ مروان البرغوثي للرئاسة...ولم يكن هذا حقيقياً ...إنما نوع من أنواع الاحتجاج على كل ما جرى .....فوراً خرجت علينا المستويات القيادية الأولى في الحركة....واتهمت الأخ مروان البرغوثي المحكوم بخمسة مؤبدات لدى العدو بالخيانة....دون مراعاة أي نوع من الحرمة لهذا المناضل الفذ ....والذي تم نسيانه نسيان كاملا لولا الحاجة لشعبية الرجل الذي يحظى باحترام كافة شرائح الشعب...وعندما ثارت ثائرتنا على الافتراء المقصود والمتعمد على المناضل البرغوثي...كان الجواب بأنه مدفوع من الإسرائيليين .....وما قصة اعتقاله إلا نوع من التلميع وكأنه رجل بحاجة للتلميع وهو أشهر من نار على علم ....على ظهر جبل ....ومرة أخرى في الانتخابات الأخيرة حاولوا استغلال المناضل مروان ...ولكن لم تنطلي الخدعة على القطاعات العريضة للحركة وقررت معاقبة القيادة الفتحاوية هذا العقاب القاسي والمر....والمؤلم ....وما تم في المرحلة الأخيرة تحت حجة حماية الفلتان الأمني فلم يكن سوى الهجوم على المقاومة وترك البدائل الهزيلة والفاسدة ....سيدة الموقف في الشارع.....فمن حمل العصي في الشارع ولوح بها هو من أهان هذا الشعب الذي لا يستحق المهانة بهذه الطريقة....فهؤلاء الذين يطبقون القانون.....هم أول من يخترق القانون .....ناهيك عن الموقف السياسي الخانع والذي لا يعبر عن روح هذا الشعب المقاوم....والذي أصيب في سنامة كبريائه وهو يرى قيادته السياسية تحت رحمة حواجز الجيش الإسرائيلي....تستجدي المرور أمام آلاف المواطنين المكدسين على الحواجز ....ومن ثم تأتي في اليوم التالي لتفرض نفسها بتعالي على الجماهير ....أما سياسياً حدث ولا حرج ....إذ فرض الإسرائيليين مفهوم غياب الشريك وبقيت القيادة السياسية تلهف خلف الموقف الإسرائيلي الذي عمل بوتيرة متسارعة على نشر الاستيطان وبناء الجدار .....ولم يلتزم بأي هدنة فتوسع في القتل ....والاعتقال....وتجريف الأراضي بصورة غير مسبوقة ....وبدت القيادة الفلسطينية بأضعف حالاتها ....عاجزة ....مشلولة ...فاقدة الإرادة عن أي مبادرة.
وكانت الطامة الكبرى عندما تم تشكيل قائمة فتح لخوض الانتخابات....والمقدمات المخزية والمشينة لما يسمى "بالبرايمرز" وهو القشة التي قصمت ظهر البعير ....حيث فاز فيها مجموعة من المرفوضين بشكل مطلق في الحركة ....وذلك بالتزوير ....وأود هنا أن أذكر حادثة حيث توجه لي أحد الأشخاص ويعمل في مجال استطلاعات الرأي ....وأخبرني بأنه يجبر على ذكر أحد الأسماء بأنه يأخذ رقم واحد باستطلاعات الرأي في محافظته .....وعندما بدأ تشكيل قائمة تم اعتماد كل النتائج المزورة دون مراعاة كل ما تم ........وكان الخطأ الفادح الذي وقعنا في شراكه هو توحيد القائمة ....بعد أن تنازل أبناء غزة عن مواقعهم المتقدمة لصالح أبناء الحركة في الضفة ....وحصدنا ما زرعته أيدينا.
هنا لا بد من تعلم الدرس .....واستخلاص العبر...وهذا ما يبدو للعيان ....من خلال بعض الممارسات وهي حالة تدمر الذات وتهدم ما تبقى من تاريخ الحركة....وعلى القيادة الفتحاوية الأصيلة أن تأخذ زمام المبادرة ....وعلى الأخوة في اللجنة المركزية وبكل شجاعة أن يقفوا موقف مشرف ..... ويعلنوا عن استقالتهم الجماعية.......وحل المجلس الثوري وتحديد موعد....معلوم عن انعقاد المؤتمر الحركي وذلك بأقرب فرصة مع تحديد لجنة العضوية حتى لا يتسلل الانتهازيين مرة أخرى إلى صفوف الحركة....مع الأخذ بكل المعايير ...الأدبية والأخلاقية ....التي تعيدنا إلى الجذور ....وإلى أدبيات فتح الساحرة التي كانت أغنية الأطفال في كل أماكن التواجد الفلسطيني. والمنطق الآخر وجب علينا أن نحترم اختيارات شعبنا وندعم هذا الاختيار ....بكل قوة وبثقة عالية بالنفس فهذا هو نصفنا الآخر فلا يمكن للجسد أن يقاطع نصفه الآخر وعلى النصف الآخر أن يكون بنفس المستوى الذي أولاه إياه شعبنا وأن لا يخضع للتهديدات الأمريكية والغربية ....فما قاله ذلك العجوز في مدينة رام الله من أن السلام لا يأتي من الاستسلام لهو تعبير عن الحالة ....الحاضرة للشعب الفلسطيني .....فدعم المقاومة وترسيخ مفهومها .....هو ما أعاد قطاع غزة وهذا ما يجب أن يتم في الضفة الغربية دون النظر إلى الوراء وهذا البرنامج الذي اختار على أساسه شعب فلسطين حماس في الانتخابات وعلى فتح أن تأخذ هذا بعين الاعتبار ......على مبدأ الشراكة وليس من مصلحة أحد أن تضعف فتح .....ولكن من مصلحة فتح والشعب الفلسطيني أن تتخلص فتح من أدرانها ....وتسقط ....الذين تغذوا على ارثها وتاريخها المشرف.
تعليق