إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحصار يجبر أطفال غزة على استقبال عيد الأضحى بلا ألعاب ولا "عيدية"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحصار يجبر أطفال غزة على استقبال عيد الأضحى بلا ألعاب ولا "عيدية"

    إذا أردت أن تزور الأسواق في قطاع غزة لتراقب تجهيزات المواطنين الغزيين لاستقبال عيد الأضحى،فبالتأكيد يمكنك ذلك، ولكن قد لا تجد مكانا لقدمك وسط زحمة السوق وكثرة المواطنين الذين قرروا قضاء بعض الوقت في السوق للنظر في جديد المعروضات.. أما المبيعات فتكاد تكون معدومة، حيث أن الضروريات هي التي تباع وليس كالسابق، فبعض الضروريات استغنى عنها المواطنون الفلسطينيون بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمرون بها منذ أن صعدت حركة حماس على سدة الحكم بداية العام الجاري.

    الآباء يصحبون أطفالهم إلى الأسواق التي عادة ما تعج بالناس في أوقات المساء قبيل العيد، فينظر الجميع بحسرة إلى الملابس والأحذية و حلوى العيد والأضاحي، دون القدرة إلا على السؤال :بكم هذا؟.وبرغم تزيين التجار لأبواب محالهم ، إلا أن الحركة كما هي ضعيفة ولا شراء إلا للضرورة.

    وسط مدينة غزة وفي منطقة تعرف بـ"الساحة" يتجمع المواطنون حول محلات وبسطات لبيع كل شيء، فمن الإبرة حتى الطعام تجدها إما على الأرض أو على بسطات أكلها الزمن.. التجار يعرضون بضائعهم على المواطنين ولا يجدون منهم إلا السؤال عن الثمن بدون شراء!.

    وخلال سيرنا في السوق، شاهدنا المواطن ناهض أبو قويدر، الأب لستة أولاد، وبصحبته طفله خالد، حيث كان الطفل يشد والده إلى لعبة لا يتعدى ثمنها (5 شيكل) دولار واحد، وكان من الأب الجواب القاسى على الطفل الذي لا يعرف الحصار ولا يقدر أن الظروف صعبة فيريد أن يفرح بالعيد كما الأطفال جميعاً..(بنشتري طبخة أفضل من اللعبة).

    الطفل بكى ومع بكائه بدأ الأب يقنعه أنه سيشتري له اللعبة بعد العيد لأن ما لديه من نقود قد لا تكفي لأن يعيد بها.

    ويقول الأب لمراسلنا إنه يعمل مدرساً حكومياً وأن انقطاع الراتب عنه وعن الموظفين بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ انتخاب حركة حماس لرئاسة التشريعي والحكومة، أثر سلباً على حياتهم.

    ويضيف: كنت أشتري لأبنائي ثلاثة ألعاب لكل واحد أما الآن فأعجز عن شراء لعبة واحدة".

    ويقول صاحب محلات سكيك للأحذية لمراسلنا : "إن الإقبال على الشراء هذا العيد ضعيف جداً ويكاد يكون معدوما مقارنة مع الأعوام السابقة، رغم التحضيرات الجيدة والاستعداد من قبل التجار في عرض بضائع منافسة في الجودة والسعر بما يتناسب ودخل الفرد، إلا أن الطلب كان قليلاً وغير مسبوق".

    وأضاف أن هذا الكساد واستمرار الوضع الاقتصادي على ما هو، أصاب التجار بصدمة كبيرة، خصوصاً وأن مثل هذه المواسم هي التي يرتكزون عليها ويعوضون خسائرهم طول العام، نتيجة ضعف الأسواق مما يساعدهم على تسديد التزاماتهم ومصروفاتهم.

    الشاب محمد عبد العال "32 عاما" من سكان غزة، ويعمل شرطيا، كان يتجول في سوق البضائع بحي الشيخ رضوان بغزة، يضع سيجارة في فمه ويقلب أحد القمصان المعلقة على باب أحد محال بيع الملابس، سألناه: لماذا تقلب القميص ولا تشتريه، فأجاب بلغته العامية: من يوم ما انتخبنا حماس وانفرض علينا الحصار ما إحنا قادرين نشتري ملابس من سوق "البالي"، مش نشتري قمصان جديدة".

    وتابع عبد العال-متزوج وله ثلاثة أطفال- لمراسلنا: والله ما أحببت أن أحضر زوجتي وأبنائي معي إلى السوق كي لا أحرج ويطلب مني أحد أن أشتري له شيئا، الوضع لا يسمح، لنا تسعة أشهر لم نتلق رواتبنا، والأمور من سيئ إلى أسوأ، أصبر الأولاد كل يوم، والعيد يقترب".

    وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث السوق التجاري، وجدنا حركة مواطنين كثيرة، وعند سؤالنا لأصحاب المحلات: هل الحركة الشرائية أفضل من مدينة غزة أجابوا: هذا العام يأتي المواطنون لمحلاتنا من أجل "الفرجة" فقط" .

    "أبو عبد الله" صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة في المدينة يقول: توقعت أن تزداد القوة الشرائية لدى المواطنين في هذا العيد.. ولكن إللي معو فلوس بيخبيهم عشان يعيش أولاده".

    ويضيف:" خسائرنا كبيرة، ولا أحد ينظر إلينا، وكنا نظن أن العيد موسم لنفاذ البضائع المكدسة ولكن لا حياة لمن تنادي لا عيد ولا بيع".

    وفي مخيم جباليا شمال القطاع حيث السوق المركزي يكتظ بالمواطنين، وحركة البيع والشراء كما هي ولكن أفضل من غيرها.

    تقول المواطنة أم زياد أبو القمبز إنها جاءت للسوق لتشتري لأبنائها ملابس جديدة فهم أخذوا قبل أيام 100 شيكل من مدارسهم بالوكالة ولهم الحق في صرفها".

    وتضيف أم زياد، وهي أم لخمسة أبناء،: الحمد لله أحضر الأولاد رزقهم معهم وكل واحد سيشتري ما أراد".

    بائعو الأضاحي يشتكون أيضا من قلة الإقبال على شراء الخراف والعجول من قبل المواطنين في غزة، حيث يقول الجزار رائد حرب لمراسلنا:في السابق كنت أبيع في مثل هذه الأيام أكثر من 200 رأس من الخراف، لكن حركة الشراء الآن تكاد تكون معدومة، حيث لم أبع إلا سبعة خراف فقط".

    وتابع:المشترون كانوا يطلبون الخراف ثقيلة الوزن، نظرا لأن السعر يكون حسب الوزن، والآن الطلب على الخراف الأقل وزنا".

    المواطن أبو إياد الساعي كان واقفا قرب قفص كبير لبيع الأضاحي يفقد الخراف وينظر إليها، حيث يسأل عن الوزن قبل السؤال عن الثمن.

    يقول الساعي لمراسلنا:ربنا يعين الناس على الأوضاع الصعبة، لو يجوز أن يشترك اثنان في ثمن خروف لاشتركت مع شخص آخر واشترينا خروفا للتضحية فيه، الحالة المادية لا تسمح".

    واستطرد بالقول: هذا أول عيد أضحى يمر علينا في ظل حصار خانق، في الأعياد السابقة كنت أشتري الأضاحي ولا أبالي، الآن أفكر، كيف سأشتري أضحية، وكيف سأشتري ملابس لأبنائي، ومن أين سأوفر العيدية".

    الحال في غزة عشية عيد الأضحى صعب في ظل أوضاع لم تعد خافية على أحد في العالم،عيد بلا فرحة، وحصار خانق يمنع المواطنين من وضع أيديهم في جيوبهم ليدخلوا السرور على قلوب أطفالهم، فأطفال غزة دون أطفال العالم المسلم، يستقبلون العيد بلا ألعاب، ولا "عيدية"!!

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي
    مش بس أطفال غزة
    بل اطفال الشعب الفلسطيني كله
    والله بعرف ناس انهم مش لاقيين يشترو لولادهم كنادر بعيد عنك
    الله يفرجها
    مشكور أخي عز الدين الفارس
    بارك الله فيك
    وجعلها الله في ميزان حسناتك
    اللهم نسألك صدق النية وأن لا يكون جهادنا إلا لإعلاء كلمتك

    تعليق

    يعمل...
    X