* المراسل دكتور فتحي، لقد فعل عرفات ما كان متوقعاً وأقدم على قتل المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة واليوم هنالك اتصالات مع عرفات من قبل حركة الجهاد الاسلامي ومن قبل حماس، علماً أن عرفات أقدم على قتل عدد كبير من الشعب الفلسطيني وجرح آخرين وأحداث دامية.
· هل أنتم موافقون على شرعية عرفات وإلى أين تسير الأمور بينكم وبين عرفات:
- د. الشقاقي بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً المجزرة التي ارتكبتها سلطة الحكم الذاتي ضد المصلين يوم الجمعة الماضية تعد تطوراً خطيراً في مسار الأحداث داخل قطاع غزة حيث لأول مرة يقدم طرف فلسطيني على اطلاق النار على طرف فلسطيني آخر بدون أي مبرر أخلاقي وسياسي واضح أو مقبول.
وهذا يضع عرفات وشرطته في مواجهة ليس مع حماس والجهاد الاسلامي كما يفعل أحياناً بالاعلام بل في مواجهة كل الشعب وكل الناس، فالذين استشهدوا على باب مسجد فلسطين لم يكونوا جميعهم أعضاء في حماس والجهاد بل أغلبهم هم من أبناء الشعب غير المنتمين لهذا التنظيم أو ذاك ولهذا فالمظاهرات الحاشدة التي خرجت يوم المذبحة وفي اليوم التالي لم تكن تضم أنصار حماس والجهاد فقط بل كانت تضم جماهير كافة فئات الشعب، المسيرة التي حاول عرفات بالأمس أن يحشد لها عبر تنظيم فتح كانت مسيرة هزيلة قاطعها الشعب مما يدل أيضاً على أن المواجهة بين عرفات والناس وبين عرفات وسلطته وبين الشعب الفلسطيني وليست المواجهة فقط بين حماس والجهاد وإن كانت حماس والجهاد هما العنوان الآن.
· هل صحيح ما ذكرته بعض وسائل الاعلام من أن عشرة آلاف مناصر لعرفات:
- الذين خرجوا بالأمس لا يتجاوز عددهم خمسة آلاف وهذا من بعد أن استنفرت حركة فتح كل قواها وعاد جميع محاسيب فتح حتى أولئك الذين كانوا على خلاف مع عرفات الذين أهملوا أو الذين اجبروا على الجلوس في بيوتهم وبعضهم كان قد اعتقل وعلى يد عرفات سابقاً كل هؤلاء اخرجوا من جحورهم ليلتفوا حول عرفات بعد أن شعروا أن عرفات ومشروعه كله ينهار، والآن وبالتالي يجب استخدام العصبية الفتحوية وحماية مشروعة عندما دخل إلى غزة استقبله حوالي 50 ألف وهذا عدد قليل بالنسبة إلى سكان غزة لكن الآن يستخدم كل قوته ولا يخرج خمسة آلاف شخص وهذا دليل على مدى انخفاض شعبيته فالناس اكتشفوا حقيقة عرفات وسلطته عبور الشهور الماضية وخاصة بعد المجزرة البشعة التي ارتكبت يوم الجمعة الماضية.
· نعود إلى سؤالنا الأساسي لأقول:
- بالنسبة لموضوع الوساطات لعقد حوار بين عرفات وحماس والجهاد الاسلامي فبعض الأطراف والقوى التي حضرت إلى قطاع غزة وأرادت تهدئة الأوضاع في القطاع اتصلت بحماس والجهاد الاسلامي من جهة وعرفات من جهة لأجل تهدئة الأوضاع وليس لأجل اقامة حوار سياسي لان هذا الحوار السياسي كما كررنا دائماً انه حوار مسقوف وليس بالامكان اقامته لان الطرفين يتحركون على أرضيتين مختلفتين وباتجاهين متناقضين ولكن هدف الوفود كان منع تفاقم الأزمة والمشكلة وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة.. والحركة الاسلامية أقرت في شروطها ادانة السلطة وتحميلها المسؤولية واعترافها بذلك واعتذارها ـ وتشكيل لجنة تحقيق كاملة الصلاحيات من جميع الأطراف لتحدد من هو الفاعل ومحاكمة هذا الفاعل، والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
· أنا اعتقد أن عرفات في هكذا لجنة سيحاول ان يناور وأن يستغل هذه اللقاءات:
- بدون شك نحن نعرف هذا مسبقاً ومتأكدين أن عرفات يحاول ذلك ولكن اذا اكتملت الاجابة على شروطنا والبند الأول وهذا سيعني اضعاف عرفات اكثر وكشفه أمام الشعب اكثر ولذلك عرفات وافق على بند تشكيل لجنة قضائية ولجنة تحقيق ووافق على الافراج عن المعتقلين ولكن لن يوافق على ادانة نفسه والاعتذار وأنه يتحمل هو المسؤولية فيما يخص الجريمة ولهذا وصلت الوساطات الى طريق مسدود كما تعلمون.
· من فعل المجزرة طرف ثالث كما قيل أم عرفات وسلطته.
- أولاً: المعلومات التي لدينا والتحليلات والقناعات كلها تؤكد أن ياسر عرفات هو المسؤول الأول عما حدث يوم الجمعة الماضي الشرطة الفلسطينية تواجدت بالمئات حول المسجد قبل خروج المصلين بوقت كافي واتخذت مواقع انتشار هجومية وفور خروج المصلين بدأ الاستفزاز والاحتكاك وحاولت منع المسيرة بالقوة ثم اطلاق النار بدون أي سبب وهذا يعني وجود قرار سياسي مع سبق الاصرار كما أنه لدينا معلومات بأنه حدث اجتماع قبل يوم الخميس وفي هذا الاجتماع كان اتخذ قرار سياسي على أعلى مستوى في السلطة وأنه لا بد من تأكيد هيبة السلطة، الهيبة الموهومة عبر مواجهة الحركة الاسلامية وضربها ومنعها من أن تؤكد دورها في الشارع الفلسطيني.
· اذا سارت الامور عكس مما تتمنى حركة حماس او الجهاد بالنسبة للشروط التي وضعت لعرفات هل أنتم مع خوض حرب ضد عرفات عسكرية، مباشرة وعلنية أم كيف ترون السبيل وما هو البديل لعرفات؟:
- أولاً نحن سنبذل كل الجهد كي لا تتحول الاحداث في غزة إلى حرب أهلية وإلى إقتتال داخلي ومواجهة بين الشرطة الفلسطينية وبين الحركة الإسلامية وما نسعى اليه هو تعبئة الجماهير لتحريك حركة شعبية فاعلة لاسقاط عرفات واسقاط هذه السلطة غير الشرعية التي جاءت عبر اتفاق باطل واتفاق فاسد لتنفيذ الاوامر الامريكية والاوامر الصهيونية لحفظ امن الكيان الصهيوني وقمع الحركة الإسلامية والقوات الوطنية المناضلة وتصفية الانتفاضة اذاً نحن سنعمل على تجنب الاقتتال الداخلي ومواجهة الشرطة بالرصاص سنعمل عبر الجماهير لاسقاط هذه السلطة.
· اذا ما فرض عرفات هذه المعركة هذا يعني بداية الحرب الاهلية هل انتم ستتصدون لعرفات وهل يمكن أن تكون القوة الفلسطينية الحية المجاهدة هي السبيل.
- أولاً الشعب الذي يلتف حول الحركة الاسلامية ويزداد التفافه يوماً بعد يوم هو سيحمي الحركة الاسلامية من رصاص شرطة عرفات وخاصة أجهزة أمن عرفات بتحركه الواسع على إمتداد قطاع غزة وأخبركم أنه ليلة المذبحة الجماهير احتلت مدينة رفح بالكامل ورجال الشرطة تركوا مواقعهم واحتموا من أمام الجماهير التي احتلت المدينة أكثر من ست ساعات متواصلة بدون طلقة واحدة وحركة الجماهير الثائرة كفيلة بحماية الحركة الاسلامية واسقاط هذه السلطة عندما تقرر ذلك وهذا سيكون سبيلنا لتجنب المواجهة العسكرية المباشرة يعني نحن لا نريد أن نقتل رجال شرطة أبرياء.
هدفنا عدم اراقة دم رجال الشرطة حتى لا يستغل هذا الدم في تعبئة الشرطة ضد الحركة الاسلامية سنستخدم التكتيك الخميني في هذا الجانب عندما كان يمنع المتظاهرين ويمنع الجماهير الايرانية من اطلاق الرصاص على رجال الجيش لانه كان يعتبر رجال الجيش ذخيرة الاسلام وذخيرة الشعب الايراني.
اذا لاسمح الله احتدت الازمة وقُررت تصفيات حقيقية في صفوف الحركة الاسلامية فنحن سنعرف كيف نرد على الطواغيث الكبار اما مواجهة الشرطة بشكل عام نعتقد حتى الأن انه لا داعي لذلك.
حول البديل ليس من شك ان هذه الطغمة الفاسدة التي فرطت بالثورة الفلسطينية وفرطت بالحقوق الفلسطينية وفرطت بالشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارج فلسطين واعترفت بالكيان الصهيوني علناً وكامل الوطن لا تمثل هذا الشعب والحركة الاسلامية والقوى المناضلة والمجهادة ومن معها هم الذين يمثلون هذا الشعب تمثيل حقيقي وسيكون بمقدورهم أن يعبئوا الفراغ في حال زوال هذه السلطة وإنهيارها.
· ذكرت أن في السجون لدى عرفات معتقلين من حركة الجهاد الاسلامي حتى الأن كم عدد هؤلاء وأين أصبح الأخ المجاهد عبدالله الشامي.
- أولاً على اثر العملية البطولية التي نفذها الشهيد هشام حمد انتقاماً لاغتيال الشهيد هاني عابد قامت سلطة الحكم الذاتي باعتقال اكثر من 200 من اعضاء وانصار حركة الجهاد الاسلامي في حملة واسعة جداً المقصود منها اعتقال اكثر من 500 عضو من الجهاد الاسلامي ولكنهم فشلوا عندما توارى في تلك الليلة الكثير من ابناء الجهاد الاسلامي عن الانظار وفشلوا في اعتقال العدد الذي يريدونه والقيادات التي كان ينون اعتقالها، وفشلوا في اعتقال الشيخ عبدالله الشامي اذ لم يعتقل في تلك الفترة ومحاولاتهم الحثيثة للبحث عنه واعتقاله.
وقد افرجت سلطة عرفات حتى الآن عن عدد كبير من الذين اعتقلوا على اثر العملية ولم يبق حتى الآن إلا حوالي 90 او مائة من الجهاد الاسلامي في السجون العرفاتية.
· اذا ما دعاك ياسر عرفات للحوار مباشرة من أجل الانتخابات ومن أجل تحرير غزة من المستوطنين ومن الاسرائيليين؟
- أولاً: نحن لم نحاور ياسر عرفات قبل أوسلو فكيف سنحاوره بعد أن تأكدت جرائمه سواء بتوقيع اتفاق اوسلو أو بما يفعله منذ الاتفاق حتى الآن من جرائم متواصلة ولذلك نحن نرفض الحوار السياسي مع عرفات بأي حال من الأحوال، سبيلنا الوحيد هو القتال ضد العدو الصهيوني حتى تحرير وطننا عملنا سوف يستمر داخل قطاع غزة رغم انف الاحتلال ورغم انف ياسر عرفات حتى يخرج المستوطنون من قطاع غزة حتى يخرج الجنود الاسرائيليون من قطاع غزة عندها لا نجد مستوطناً ولانجد جندياً بالتالي ننتقل للمواجهة في ساحات أخرى من ساحات الوطن المحتل.
· ما حقيقة المقابلة التي أجريتموها مع التلفزيون الاسرائيلي كما قيل في الاعلام.
- أولاً انا لم أُجر أي مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي أو وسيلة اعلامية صهيونية في أي يوم من الأيام.
لكن اتصلت صحفية من بريطانيا كانت قد حضرت إلى دمشق قبل عدة شهور أجرت مقابلات صحفية عديدة مع مسؤولين سوريين وفلسطينيين وكانت قد قابلتني هنا في دمشق اتصلت قبل عشرة أيام تقريباً وقالت انها مراسلة التلفزيون البريطاني في القناة الرابعة وتريد أن تسألني عدة أسئلة فأجبتها على اساس انها مراسلة التلفزيون البريطاني من القناة الرابعة ولكن تبين لنا بعد ذلك أنها باعت هذا الحديث للتلفزيون الاسرائيلي عبر أوروبا هذا درس نتعلمه لكي نعرف هؤلاء المزورين الذين يقترحون الاحاديث ويزورونها.
· في حال سقوط عرفات ونهج عرفات وهذا قريب إن شاء الله هل لدى حركة الجهاد الاسلامي مشروع ليكون بديلاً لعرفات ونظامه وما هو المشروع.
- أولاً الحركة الاسلامية والحركة الوطنية المقاتلة والمناضلة تملك البديل دون شك واذا سقط عرفات فهي ستعمل بكل القوى لبناء مجتمع مدني مستقل في قطاع غزة وستستمر في نفس الوقت في الجهاد في المناطق الأخرى واذا ما حاول العدو العودة إلى قطاع غزة فسيعني ذلك انهم سيقابلوا مقاتلين ومجاهدين اشد مما قابلوا في السابق ونحن نشك في انهم سيعودون لأنهم لم يخرجوا بسبب الاتفاق مع ياسر عرفات وإنما خرجوا بسبب ضربات المجاهدين والمقاتلين على مدى السنوات الماضية.
· كريستوفر قادم إلى المنطقة هل تعتقد أن المجزرة التي ارتكبها عرفات وسلطته سيستفيد منها المفاوض السوري واللبناني أو كريستوفر سيجر، هذا الموضوع لعرفات والصهاينة.
- الامريكيون بشكل خاص يبذلون كل الجهد لدعم عرفات على مدار الساعة وحفظ عرفات لأنه ليس لديهم البديل حتى هذه اللحظة عن هذا النهج وعن هذا الشخص ولذلك هم يضغطون في كل اتجاه لاجل تقديم مساعدة له ولاجل حمايته ولأجل عدم احراجه في مواجهة ما يسمونه بالإرهاب الاسلامي، ولكن يجب أن يفهم الأمريكيون سواء منا أو من أي طرف آخر سوري أو لبناني أو من أي طرف عربي أن ضعف عرفات وعزلة عرفات وجرائمه ما هي إلاّ نتيجة للخلل الفظيع الموجود داخل الاتفاق الذي فرضه الامريكيون والاسرائيليون على الفلسطينيين في أوسلو.
اذاعة الاسلام صوت المستضعفين تشكر أمين عام حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الدكتور فتحي الشقاقي والسلام عليكم ورحمة الله.
المصدر : إذاعة المستضعفين ـ بيروت ـ 1994 ـ غير محدد تاريخ إذاعتها نقلاً عن أرشيف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
· هل أنتم موافقون على شرعية عرفات وإلى أين تسير الأمور بينكم وبين عرفات:
- د. الشقاقي بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً المجزرة التي ارتكبتها سلطة الحكم الذاتي ضد المصلين يوم الجمعة الماضية تعد تطوراً خطيراً في مسار الأحداث داخل قطاع غزة حيث لأول مرة يقدم طرف فلسطيني على اطلاق النار على طرف فلسطيني آخر بدون أي مبرر أخلاقي وسياسي واضح أو مقبول.
وهذا يضع عرفات وشرطته في مواجهة ليس مع حماس والجهاد الاسلامي كما يفعل أحياناً بالاعلام بل في مواجهة كل الشعب وكل الناس، فالذين استشهدوا على باب مسجد فلسطين لم يكونوا جميعهم أعضاء في حماس والجهاد بل أغلبهم هم من أبناء الشعب غير المنتمين لهذا التنظيم أو ذاك ولهذا فالمظاهرات الحاشدة التي خرجت يوم المذبحة وفي اليوم التالي لم تكن تضم أنصار حماس والجهاد فقط بل كانت تضم جماهير كافة فئات الشعب، المسيرة التي حاول عرفات بالأمس أن يحشد لها عبر تنظيم فتح كانت مسيرة هزيلة قاطعها الشعب مما يدل أيضاً على أن المواجهة بين عرفات والناس وبين عرفات وسلطته وبين الشعب الفلسطيني وليست المواجهة فقط بين حماس والجهاد وإن كانت حماس والجهاد هما العنوان الآن.
· هل صحيح ما ذكرته بعض وسائل الاعلام من أن عشرة آلاف مناصر لعرفات:
- الذين خرجوا بالأمس لا يتجاوز عددهم خمسة آلاف وهذا من بعد أن استنفرت حركة فتح كل قواها وعاد جميع محاسيب فتح حتى أولئك الذين كانوا على خلاف مع عرفات الذين أهملوا أو الذين اجبروا على الجلوس في بيوتهم وبعضهم كان قد اعتقل وعلى يد عرفات سابقاً كل هؤلاء اخرجوا من جحورهم ليلتفوا حول عرفات بعد أن شعروا أن عرفات ومشروعه كله ينهار، والآن وبالتالي يجب استخدام العصبية الفتحوية وحماية مشروعة عندما دخل إلى غزة استقبله حوالي 50 ألف وهذا عدد قليل بالنسبة إلى سكان غزة لكن الآن يستخدم كل قوته ولا يخرج خمسة آلاف شخص وهذا دليل على مدى انخفاض شعبيته فالناس اكتشفوا حقيقة عرفات وسلطته عبور الشهور الماضية وخاصة بعد المجزرة البشعة التي ارتكبت يوم الجمعة الماضية.
· نعود إلى سؤالنا الأساسي لأقول:
- بالنسبة لموضوع الوساطات لعقد حوار بين عرفات وحماس والجهاد الاسلامي فبعض الأطراف والقوى التي حضرت إلى قطاع غزة وأرادت تهدئة الأوضاع في القطاع اتصلت بحماس والجهاد الاسلامي من جهة وعرفات من جهة لأجل تهدئة الأوضاع وليس لأجل اقامة حوار سياسي لان هذا الحوار السياسي كما كررنا دائماً انه حوار مسقوف وليس بالامكان اقامته لان الطرفين يتحركون على أرضيتين مختلفتين وباتجاهين متناقضين ولكن هدف الوفود كان منع تفاقم الأزمة والمشكلة وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة.. والحركة الاسلامية أقرت في شروطها ادانة السلطة وتحميلها المسؤولية واعترافها بذلك واعتذارها ـ وتشكيل لجنة تحقيق كاملة الصلاحيات من جميع الأطراف لتحدد من هو الفاعل ومحاكمة هذا الفاعل، والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
· أنا اعتقد أن عرفات في هكذا لجنة سيحاول ان يناور وأن يستغل هذه اللقاءات:
- بدون شك نحن نعرف هذا مسبقاً ومتأكدين أن عرفات يحاول ذلك ولكن اذا اكتملت الاجابة على شروطنا والبند الأول وهذا سيعني اضعاف عرفات اكثر وكشفه أمام الشعب اكثر ولذلك عرفات وافق على بند تشكيل لجنة قضائية ولجنة تحقيق ووافق على الافراج عن المعتقلين ولكن لن يوافق على ادانة نفسه والاعتذار وأنه يتحمل هو المسؤولية فيما يخص الجريمة ولهذا وصلت الوساطات الى طريق مسدود كما تعلمون.
· من فعل المجزرة طرف ثالث كما قيل أم عرفات وسلطته.
- أولاً: المعلومات التي لدينا والتحليلات والقناعات كلها تؤكد أن ياسر عرفات هو المسؤول الأول عما حدث يوم الجمعة الماضي الشرطة الفلسطينية تواجدت بالمئات حول المسجد قبل خروج المصلين بوقت كافي واتخذت مواقع انتشار هجومية وفور خروج المصلين بدأ الاستفزاز والاحتكاك وحاولت منع المسيرة بالقوة ثم اطلاق النار بدون أي سبب وهذا يعني وجود قرار سياسي مع سبق الاصرار كما أنه لدينا معلومات بأنه حدث اجتماع قبل يوم الخميس وفي هذا الاجتماع كان اتخذ قرار سياسي على أعلى مستوى في السلطة وأنه لا بد من تأكيد هيبة السلطة، الهيبة الموهومة عبر مواجهة الحركة الاسلامية وضربها ومنعها من أن تؤكد دورها في الشارع الفلسطيني.
· اذا سارت الامور عكس مما تتمنى حركة حماس او الجهاد بالنسبة للشروط التي وضعت لعرفات هل أنتم مع خوض حرب ضد عرفات عسكرية، مباشرة وعلنية أم كيف ترون السبيل وما هو البديل لعرفات؟:
- أولاً نحن سنبذل كل الجهد كي لا تتحول الاحداث في غزة إلى حرب أهلية وإلى إقتتال داخلي ومواجهة بين الشرطة الفلسطينية وبين الحركة الإسلامية وما نسعى اليه هو تعبئة الجماهير لتحريك حركة شعبية فاعلة لاسقاط عرفات واسقاط هذه السلطة غير الشرعية التي جاءت عبر اتفاق باطل واتفاق فاسد لتنفيذ الاوامر الامريكية والاوامر الصهيونية لحفظ امن الكيان الصهيوني وقمع الحركة الإسلامية والقوات الوطنية المناضلة وتصفية الانتفاضة اذاً نحن سنعمل على تجنب الاقتتال الداخلي ومواجهة الشرطة بالرصاص سنعمل عبر الجماهير لاسقاط هذه السلطة.
· اذا ما فرض عرفات هذه المعركة هذا يعني بداية الحرب الاهلية هل انتم ستتصدون لعرفات وهل يمكن أن تكون القوة الفلسطينية الحية المجاهدة هي السبيل.
- أولاً الشعب الذي يلتف حول الحركة الاسلامية ويزداد التفافه يوماً بعد يوم هو سيحمي الحركة الاسلامية من رصاص شرطة عرفات وخاصة أجهزة أمن عرفات بتحركه الواسع على إمتداد قطاع غزة وأخبركم أنه ليلة المذبحة الجماهير احتلت مدينة رفح بالكامل ورجال الشرطة تركوا مواقعهم واحتموا من أمام الجماهير التي احتلت المدينة أكثر من ست ساعات متواصلة بدون طلقة واحدة وحركة الجماهير الثائرة كفيلة بحماية الحركة الاسلامية واسقاط هذه السلطة عندما تقرر ذلك وهذا سيكون سبيلنا لتجنب المواجهة العسكرية المباشرة يعني نحن لا نريد أن نقتل رجال شرطة أبرياء.
هدفنا عدم اراقة دم رجال الشرطة حتى لا يستغل هذا الدم في تعبئة الشرطة ضد الحركة الاسلامية سنستخدم التكتيك الخميني في هذا الجانب عندما كان يمنع المتظاهرين ويمنع الجماهير الايرانية من اطلاق الرصاص على رجال الجيش لانه كان يعتبر رجال الجيش ذخيرة الاسلام وذخيرة الشعب الايراني.
اذا لاسمح الله احتدت الازمة وقُررت تصفيات حقيقية في صفوف الحركة الاسلامية فنحن سنعرف كيف نرد على الطواغيث الكبار اما مواجهة الشرطة بشكل عام نعتقد حتى الأن انه لا داعي لذلك.
حول البديل ليس من شك ان هذه الطغمة الفاسدة التي فرطت بالثورة الفلسطينية وفرطت بالحقوق الفلسطينية وفرطت بالشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارج فلسطين واعترفت بالكيان الصهيوني علناً وكامل الوطن لا تمثل هذا الشعب والحركة الاسلامية والقوى المناضلة والمجهادة ومن معها هم الذين يمثلون هذا الشعب تمثيل حقيقي وسيكون بمقدورهم أن يعبئوا الفراغ في حال زوال هذه السلطة وإنهيارها.
· ذكرت أن في السجون لدى عرفات معتقلين من حركة الجهاد الاسلامي حتى الأن كم عدد هؤلاء وأين أصبح الأخ المجاهد عبدالله الشامي.
- أولاً على اثر العملية البطولية التي نفذها الشهيد هشام حمد انتقاماً لاغتيال الشهيد هاني عابد قامت سلطة الحكم الذاتي باعتقال اكثر من 200 من اعضاء وانصار حركة الجهاد الاسلامي في حملة واسعة جداً المقصود منها اعتقال اكثر من 500 عضو من الجهاد الاسلامي ولكنهم فشلوا عندما توارى في تلك الليلة الكثير من ابناء الجهاد الاسلامي عن الانظار وفشلوا في اعتقال العدد الذي يريدونه والقيادات التي كان ينون اعتقالها، وفشلوا في اعتقال الشيخ عبدالله الشامي اذ لم يعتقل في تلك الفترة ومحاولاتهم الحثيثة للبحث عنه واعتقاله.
وقد افرجت سلطة عرفات حتى الآن عن عدد كبير من الذين اعتقلوا على اثر العملية ولم يبق حتى الآن إلا حوالي 90 او مائة من الجهاد الاسلامي في السجون العرفاتية.
· اذا ما دعاك ياسر عرفات للحوار مباشرة من أجل الانتخابات ومن أجل تحرير غزة من المستوطنين ومن الاسرائيليين؟
- أولاً: نحن لم نحاور ياسر عرفات قبل أوسلو فكيف سنحاوره بعد أن تأكدت جرائمه سواء بتوقيع اتفاق اوسلو أو بما يفعله منذ الاتفاق حتى الآن من جرائم متواصلة ولذلك نحن نرفض الحوار السياسي مع عرفات بأي حال من الأحوال، سبيلنا الوحيد هو القتال ضد العدو الصهيوني حتى تحرير وطننا عملنا سوف يستمر داخل قطاع غزة رغم انف الاحتلال ورغم انف ياسر عرفات حتى يخرج المستوطنون من قطاع غزة حتى يخرج الجنود الاسرائيليون من قطاع غزة عندها لا نجد مستوطناً ولانجد جندياً بالتالي ننتقل للمواجهة في ساحات أخرى من ساحات الوطن المحتل.
· ما حقيقة المقابلة التي أجريتموها مع التلفزيون الاسرائيلي كما قيل في الاعلام.
- أولاً انا لم أُجر أي مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي أو وسيلة اعلامية صهيونية في أي يوم من الأيام.
لكن اتصلت صحفية من بريطانيا كانت قد حضرت إلى دمشق قبل عدة شهور أجرت مقابلات صحفية عديدة مع مسؤولين سوريين وفلسطينيين وكانت قد قابلتني هنا في دمشق اتصلت قبل عشرة أيام تقريباً وقالت انها مراسلة التلفزيون البريطاني في القناة الرابعة وتريد أن تسألني عدة أسئلة فأجبتها على اساس انها مراسلة التلفزيون البريطاني من القناة الرابعة ولكن تبين لنا بعد ذلك أنها باعت هذا الحديث للتلفزيون الاسرائيلي عبر أوروبا هذا درس نتعلمه لكي نعرف هؤلاء المزورين الذين يقترحون الاحاديث ويزورونها.
· في حال سقوط عرفات ونهج عرفات وهذا قريب إن شاء الله هل لدى حركة الجهاد الاسلامي مشروع ليكون بديلاً لعرفات ونظامه وما هو المشروع.
- أولاً الحركة الاسلامية والحركة الوطنية المقاتلة والمناضلة تملك البديل دون شك واذا سقط عرفات فهي ستعمل بكل القوى لبناء مجتمع مدني مستقل في قطاع غزة وستستمر في نفس الوقت في الجهاد في المناطق الأخرى واذا ما حاول العدو العودة إلى قطاع غزة فسيعني ذلك انهم سيقابلوا مقاتلين ومجاهدين اشد مما قابلوا في السابق ونحن نشك في انهم سيعودون لأنهم لم يخرجوا بسبب الاتفاق مع ياسر عرفات وإنما خرجوا بسبب ضربات المجاهدين والمقاتلين على مدى السنوات الماضية.
· كريستوفر قادم إلى المنطقة هل تعتقد أن المجزرة التي ارتكبها عرفات وسلطته سيستفيد منها المفاوض السوري واللبناني أو كريستوفر سيجر، هذا الموضوع لعرفات والصهاينة.
- الامريكيون بشكل خاص يبذلون كل الجهد لدعم عرفات على مدار الساعة وحفظ عرفات لأنه ليس لديهم البديل حتى هذه اللحظة عن هذا النهج وعن هذا الشخص ولذلك هم يضغطون في كل اتجاه لاجل تقديم مساعدة له ولاجل حمايته ولأجل عدم احراجه في مواجهة ما يسمونه بالإرهاب الاسلامي، ولكن يجب أن يفهم الأمريكيون سواء منا أو من أي طرف آخر سوري أو لبناني أو من أي طرف عربي أن ضعف عرفات وعزلة عرفات وجرائمه ما هي إلاّ نتيجة للخلل الفظيع الموجود داخل الاتفاق الذي فرضه الامريكيون والاسرائيليون على الفلسطينيين في أوسلو.
اذاعة الاسلام صوت المستضعفين تشكر أمين عام حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الدكتور فتحي الشقاقي والسلام عليكم ورحمة الله.
المصدر : إذاعة المستضعفين ـ بيروت ـ 1994 ـ غير محدد تاريخ إذاعتها نقلاً عن أرشيف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
تعليق