فضاءٌ يُوقِد التربة مطبخاً لشهواتِ السماء،
ويَسُوق النهاراتِ جراً إلى حظائر الليل.
هواءٌ يَنْحَتُ الأشياء سنابلَ لمناجلِ الموت،
ويمزِّقُ المعاني مد وجزر فوق صخورِ السُكوت .
ترابٌ يَعبُّ دماءَ الواقع سَماداً لِبُذورِ الأمس،
ويَرْصفُ الخطى أدراجاً نحو شفى الهاوية .
عِصِيٌّ من طول التاريخ ،
من غلظ اللَعنات،
من مضي الصواعق.
يَهُشُّ بها الدعاةُ على القطيع المُتَمائلِ مِن دفقةِ الصلصالِ حتى وهيج الصُوْر:
للسارحين في ربوع الـ(نَعَمْ) ،
الخاشعين لريقانات اليقين ،
الطافحةِ ضروعُهم شكرا و حَمْداً ورِضا ؛
فسحاتٌ تصرفها اهوائهم : ثُغاءً، قَفْزاً، جراً، سِفاداً، صراعاً..
كلٌّ وأمالهُ ضِمْنَ الطابورِ القويم المُسري صباحاً إلى ماكيناتِ الحَلْبِ وفي المساء إلى المَسْلخ.
***
وعُزالى يُقْصى النافِرون إلى جفاف الـ(لا)،
أو أدغالِ الحيرةِ ، أو قممِ العزلة.
حيث لا نَسيمَ عليل إلاّ سياطُ الظمأ القارص ،
لا نور إلاّ أحداقُ الذئاب ، لا دثارَ إلاّ زوايا الجليد.
ألسِنةٌ تتحدب في تأويلِ أنات السراب،
أقدامٌ تُغرسُ داميةً بين احشاء ثعابينِ الرمل،
ورئاتٌ تَكْتمُ أنفاسُها حرصاً على خلودِ نيرانٍ لا تُحمي من ضَبْعاً ،
لا تؤنِسُ طيفاً ،
ولا تجتذب فَراشة .
كتبهاEng . A7med ، في 1 أيار 2011 الساعة: 01:06 ص