بهذه الكلمات عبرت الحاجة أم نجم ذات الستينيات من العمر والدة المعتقل محي الدين فهمي نجم أثناء لقاءنا معها عن شوقها وحنينها لابنها الأسير الذي أمضى في سجون الاحتلال حوالي 12 عاما من مجموع محكوميته البالغة 18 عاما.
وتقول وهي تروي لنا قصة ابنها المعتقل انه كان مخلصا في عمله يحب الجهاد والتضحية من اجل دينه ووطنه دون كلل أو ملل.
حياته الدراسية
وقد ولد الأسير محي الدين نجم في قرية سيريس جنوبي جنين لأسرة عرفت بتدينها وحبها للإسلام والمسلمين، وكان ذلك في عام 1965م حيث تربى مع عائلته التي تتكون من 14 شخصا.
بدا دراسته في قرية سيريس وأنهى المرحلة الإعدادية فيها، انتقل بعد ذلك إلى مدرسة ميثلون حيث حصل فيها على شهادة الدراسة الثانوية العامة، ومن ثم توجه إلى الدراسة في كلية المجتمع العصرية في مدينة رام الله حيث كان ذلك في عام 1986م، وقد أكمل دراسته فيها بتخصص (مراقبة صحة) وتخرج ولم يعمل ضمن الإطار الوظيفي لأنه كان ينظر إلى ابعد من ذلك.
مشواره الجهادي
شق الأسير محي مشواره الدعوي والجهادي منذ أن كان صغيرا حيث نذر نفسه لدعوته ودينه، فالتحق بالمدرسة الأولى التي ربته على حب العمل والجهاد في سبيل الله، فكان من أكثر الشباب ارتيادا للمساجد ومنذ نعومة أظفاره، حيث كان من أشبال المسجد المميزين.
وخلال فترة دراسته كان من ابرز نشطاء الكتلة الإسلامية، ومع اندلاع الانتفاضة الأولى التي فجرتها السواعد الرامية والتي كان لها دور مميز في تأجيجها، برز المعتقل محي الدين نجم في العمل الميداني لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مخترقا كل أساليب الخوف والترهيب، فشق طريق الجهاد وسار وفق هدف واحد لم يعرف غيره، ألا وهو طريق الجهاد والاستشهاد.
وقال بعض الأشخاص ممن عرفوه: ما عرفنا الشيخ محي الدين إلا مؤمنا بفكرة الجهاد والمقاومة، يسعى لها بكل نشاط وحيوية، وبكل قناعة ولهفة وإخلاص لوطنه ودينه.
شظايا وجراح
في عام 1994م وتحديدا في كانون الثاني تعرض الأسير محي إلى انفجار جسم مشبوه داخل منزله، وقالت والدته انه عندما كنا نجلس في حديقة المنزل طلبت منه الجلوس لتناول طعام الغداء إلا انه رفض وقال انه سيذهب لأداء صلاة الظهر، وبعد قليل عاد إلى المنزل مسرعا حيث وردت أخبار عن وجود قوات من جيش الاحتلال داخل البلدة، وبعد لحظات من دخوله إحدى الغرف في المنزل وقع دوي انفجار قوي، وأضافت انه وبعد لحظات شاهدته وهو يخرج من الغرفة والدماء تغطي معظم جسده حيث حضر معظم الجيران بعد سماعهم دوي الانفجار وصرخات شقيقاته جراء إصابته.
بعد ذلك تم نقله إلى إحدى مستشفيات مدينة جنين لتلقي العلاج وقد وصفت حالته بالمتوسطة بعد إصابته بعدة شظايا نتيجة الانفجار .
الاعتقال
وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي وفي أعقاب العمليات الاستشهادية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في العمق الصهيوني قامت سلطات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة في منطقة جنين وكان من ضمنهم الأسير محي الدين نجم وعدد من إخوانه في سيريس.
ففي عام 1994م، وفي الوقت الذي كان فيه والداه يؤدون مناسك فريضة الحج قامت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقاله بعد مداهمة منزله. وتقول شقيقة المعتقل أن قوات الاحتلال قامت بمحاصرة المنزل ليلا، وطلبت من العائلة جميعها الخروج من المنزل قبل مداهمته، حيث عمدت قوات الاحتلال إلى اقتحامه من عدة جهات، بعد أن تحصنت قوات كبيرة أخرى على أسطح المنازل المجاورة، كما قامت أيضا بإطلاق كشافات مضيئة في سماء الحي، وكان حجم القوة وشراسة الجنود أثناء عملية الاعتقال يدلان على أهمية المعتقل وخطورته من وجهة النظر الصهيونية، وخلال عملية المداهمة تم تفتيش المنزل بدقة متناهية، كما قاموا باستجواب ذوي الأسير وإجراء بعض التحقيقات معهم.
تفاصيل الحكم
أضافت شقيقته انه بعد ذلك تم اقتياد الأسير محي الدين معصوب العينين مقيد اليدين والأرجل، بعد مصادرة وثائق وممتلكات خاصة به. وقد مكث في التحقيق في سجن الفارعة مدة 50 يوما، ومن ثم تم نقله إلى التحقيق في سجن نابلس لمدة شهر كامل، وبعد تأجيل محكمته عدة مرات تم الحكم عليه 18 عاما، وكان ذلك على خلفية نشاطه العسكري والجهادي في حركة حماس.
وفاة الوالد
وتقول المصادر أيضا أن الأسير محي الدين تلقى خبر وفاة والده المرحوم فهمي نجم في عام 1998م بفارغ الصبر حيث لم يره منذ سنتين، وللأسير 4 أشقاء حيث اعتقل وغالبيتهم في الخارج حيث يعمل اثنين منهم في السعودية، في حين أن شقيقه الثالث كان يدرس طب الأسنان في كزخستان.
الزيارات والتنقلات
تقول الحاجة أم نجم أن الزيارة كانت متكررة للأسير نجم بمعدل شهري قبل انتفاضة الأقصى، ومع اندلاع الانتفاضة منعت والدته وشقيقاته من زيارته بتاتا، واستمر الوضع على هذا الحال حتى منتصف عام 2004م، حيث سمحت سلطات الاحتلال لوالدته وشقيقته الأكبر بزيارته دون السماح لأحد آخر بزيارته، ومنذ عام 2004م تقوم بزيارته بمعدل ثلاث مرات في السنة. وتضيف والدته انه وبعد مرور 12 عاما على اعتقاله فانه تنقل بين معظم معتقلات العدو الصهيوني.
حنين الأم وشوقها
وفي كلمة أخيرة لوالدة الأسير محي الدين نجم عبرت فيها عن شوقها الكبير لولدها الذي غيبته قضبان الاحتلال عنها، فتقول أن اشتياقي لابني العزيز على قلبي يزداد كل يوم، وهذا الشوق والحنين للقاءه لن يجعلني أعول على ما حصل له، وأضافت أنها تفتخر به كثيرا ولها الشرف العظيم بان تكون والدته.
وتمنت أن يخرج من كل بيت في فلسطين شخص ينذر نفسه للشهادة والأسر لأننا بحاجة إلى الكثير من هؤلاء الأبطال المجاهدين حتى ننتصر ونجلي عدونا عن أرضنا الإسلامية، فلا سبيل إلا بالمقاومة والجهاد على حد تعبيرها.
ودعت كل الأمهات في فلسطين وخاصة أمهات الشهداء والأسرى ألا يتضمرن، وان يفرحن للطريق الذي خطه أبناؤهن واختاروه لأنفسهم.
ودعت الله للشهداء بالرحمة والمغفرة والفوز بالجنات، وللأسرى بالفرج القريب العاجل والفوز المؤزر بالدنيا والآخرة انه على ذلك لقدير.
__________________
وتقول وهي تروي لنا قصة ابنها المعتقل انه كان مخلصا في عمله يحب الجهاد والتضحية من اجل دينه ووطنه دون كلل أو ملل.
حياته الدراسية
وقد ولد الأسير محي الدين نجم في قرية سيريس جنوبي جنين لأسرة عرفت بتدينها وحبها للإسلام والمسلمين، وكان ذلك في عام 1965م حيث تربى مع عائلته التي تتكون من 14 شخصا.
بدا دراسته في قرية سيريس وأنهى المرحلة الإعدادية فيها، انتقل بعد ذلك إلى مدرسة ميثلون حيث حصل فيها على شهادة الدراسة الثانوية العامة، ومن ثم توجه إلى الدراسة في كلية المجتمع العصرية في مدينة رام الله حيث كان ذلك في عام 1986م، وقد أكمل دراسته فيها بتخصص (مراقبة صحة) وتخرج ولم يعمل ضمن الإطار الوظيفي لأنه كان ينظر إلى ابعد من ذلك.
مشواره الجهادي
شق الأسير محي مشواره الدعوي والجهادي منذ أن كان صغيرا حيث نذر نفسه لدعوته ودينه، فالتحق بالمدرسة الأولى التي ربته على حب العمل والجهاد في سبيل الله، فكان من أكثر الشباب ارتيادا للمساجد ومنذ نعومة أظفاره، حيث كان من أشبال المسجد المميزين.
وخلال فترة دراسته كان من ابرز نشطاء الكتلة الإسلامية، ومع اندلاع الانتفاضة الأولى التي فجرتها السواعد الرامية والتي كان لها دور مميز في تأجيجها، برز المعتقل محي الدين نجم في العمل الميداني لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مخترقا كل أساليب الخوف والترهيب، فشق طريق الجهاد وسار وفق هدف واحد لم يعرف غيره، ألا وهو طريق الجهاد والاستشهاد.
وقال بعض الأشخاص ممن عرفوه: ما عرفنا الشيخ محي الدين إلا مؤمنا بفكرة الجهاد والمقاومة، يسعى لها بكل نشاط وحيوية، وبكل قناعة ولهفة وإخلاص لوطنه ودينه.
شظايا وجراح
في عام 1994م وتحديدا في كانون الثاني تعرض الأسير محي إلى انفجار جسم مشبوه داخل منزله، وقالت والدته انه عندما كنا نجلس في حديقة المنزل طلبت منه الجلوس لتناول طعام الغداء إلا انه رفض وقال انه سيذهب لأداء صلاة الظهر، وبعد قليل عاد إلى المنزل مسرعا حيث وردت أخبار عن وجود قوات من جيش الاحتلال داخل البلدة، وبعد لحظات من دخوله إحدى الغرف في المنزل وقع دوي انفجار قوي، وأضافت انه وبعد لحظات شاهدته وهو يخرج من الغرفة والدماء تغطي معظم جسده حيث حضر معظم الجيران بعد سماعهم دوي الانفجار وصرخات شقيقاته جراء إصابته.
بعد ذلك تم نقله إلى إحدى مستشفيات مدينة جنين لتلقي العلاج وقد وصفت حالته بالمتوسطة بعد إصابته بعدة شظايا نتيجة الانفجار .
الاعتقال
وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي وفي أعقاب العمليات الاستشهادية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في العمق الصهيوني قامت سلطات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة في منطقة جنين وكان من ضمنهم الأسير محي الدين نجم وعدد من إخوانه في سيريس.
ففي عام 1994م، وفي الوقت الذي كان فيه والداه يؤدون مناسك فريضة الحج قامت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقاله بعد مداهمة منزله. وتقول شقيقة المعتقل أن قوات الاحتلال قامت بمحاصرة المنزل ليلا، وطلبت من العائلة جميعها الخروج من المنزل قبل مداهمته، حيث عمدت قوات الاحتلال إلى اقتحامه من عدة جهات، بعد أن تحصنت قوات كبيرة أخرى على أسطح المنازل المجاورة، كما قامت أيضا بإطلاق كشافات مضيئة في سماء الحي، وكان حجم القوة وشراسة الجنود أثناء عملية الاعتقال يدلان على أهمية المعتقل وخطورته من وجهة النظر الصهيونية، وخلال عملية المداهمة تم تفتيش المنزل بدقة متناهية، كما قاموا باستجواب ذوي الأسير وإجراء بعض التحقيقات معهم.
تفاصيل الحكم
أضافت شقيقته انه بعد ذلك تم اقتياد الأسير محي الدين معصوب العينين مقيد اليدين والأرجل، بعد مصادرة وثائق وممتلكات خاصة به. وقد مكث في التحقيق في سجن الفارعة مدة 50 يوما، ومن ثم تم نقله إلى التحقيق في سجن نابلس لمدة شهر كامل، وبعد تأجيل محكمته عدة مرات تم الحكم عليه 18 عاما، وكان ذلك على خلفية نشاطه العسكري والجهادي في حركة حماس.
وفاة الوالد
وتقول المصادر أيضا أن الأسير محي الدين تلقى خبر وفاة والده المرحوم فهمي نجم في عام 1998م بفارغ الصبر حيث لم يره منذ سنتين، وللأسير 4 أشقاء حيث اعتقل وغالبيتهم في الخارج حيث يعمل اثنين منهم في السعودية، في حين أن شقيقه الثالث كان يدرس طب الأسنان في كزخستان.
الزيارات والتنقلات
تقول الحاجة أم نجم أن الزيارة كانت متكررة للأسير نجم بمعدل شهري قبل انتفاضة الأقصى، ومع اندلاع الانتفاضة منعت والدته وشقيقاته من زيارته بتاتا، واستمر الوضع على هذا الحال حتى منتصف عام 2004م، حيث سمحت سلطات الاحتلال لوالدته وشقيقته الأكبر بزيارته دون السماح لأحد آخر بزيارته، ومنذ عام 2004م تقوم بزيارته بمعدل ثلاث مرات في السنة. وتضيف والدته انه وبعد مرور 12 عاما على اعتقاله فانه تنقل بين معظم معتقلات العدو الصهيوني.
حنين الأم وشوقها
وفي كلمة أخيرة لوالدة الأسير محي الدين نجم عبرت فيها عن شوقها الكبير لولدها الذي غيبته قضبان الاحتلال عنها، فتقول أن اشتياقي لابني العزيز على قلبي يزداد كل يوم، وهذا الشوق والحنين للقاءه لن يجعلني أعول على ما حصل له، وأضافت أنها تفتخر به كثيرا ولها الشرف العظيم بان تكون والدته.
وتمنت أن يخرج من كل بيت في فلسطين شخص ينذر نفسه للشهادة والأسر لأننا بحاجة إلى الكثير من هؤلاء الأبطال المجاهدين حتى ننتصر ونجلي عدونا عن أرضنا الإسلامية، فلا سبيل إلا بالمقاومة والجهاد على حد تعبيرها.
ودعت كل الأمهات في فلسطين وخاصة أمهات الشهداء والأسرى ألا يتضمرن، وان يفرحن للطريق الذي خطه أبناؤهن واختاروه لأنفسهم.
ودعت الله للشهداء بالرحمة والمغفرة والفوز بالجنات، وللأسرى بالفرج القريب العاجل والفوز المؤزر بالدنيا والآخرة انه على ذلك لقدير.
__________________