إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام الخميني ثورة احتضنت فلسطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الخميني ثورة احتضنت فلسطين

    بقلم : الشهيد فتحي الشقاقي



    بسم الله الرحمن الرحيم



    ينطلق الإمام الخميني من فهمه الإسلام بمعناه الشمولي الثوري :

    "الإسلام هو دين المجاهدين الذين يريدون الحق والعدل، دين الذين يطالبون بالحرية والاستقلال والذين لا يريدون أن يجعلوا للكافرين على المؤمنين سبيلاً".(كتاب الحكومة الإسلامية-1389هـ- ص8)

    ويهاجم التصور الذي حاول الاستعمار إدخاله إلى بلادنا أثناء عملية الغزو الفكري والعسكري والقائل بأنه لا علاقة للإسلام بتنظيم الحياة والمجتمع، وبأنه فقط للحيض والنفاس، وقد تكون له أخلاقيات ولكنه لا يملك بعد ذلك من أمر الحياة وتنظيم المجتمع شيئاً. ويعتقد أن هذا التصور قد جاء من خلال النشاط الاستعماري الذي برز منذ ثلاثة قرون لأن أكبر ما يمنعهم من نيل مآربهم ويضع خططهم السياسية على شفا جرف هاوٍ هو الإسلام بأحكامه وعقائده وبما يملك الناس من إيمان.

    ويهاجم بسخرية وبشدة من أسماهم (المتظاهرين بالقداسة البلهاء) من رجال الدين الذين يصورون الإسلام نظاماً روحانياً لا علاقة له بالسياسة والشؤون الاجتماعية، طالباً اعتبارهم أعداء من الداخل

    "لأن هؤلاء لا يهتمون بما يجري ويحولون بين العلماء الحقيقيين وبين تسلم السلطة والأخذ بزمام الأمور، فهؤلاء يوجهون أكبر لكمة للإسلام.."(الحكومة الإسلامية، ص140)

    وهو يطالب تطهير المراكز الدينية من فقهاء ووعاظ السلاطين كما أسماهم، ورفضهم قائلاً:

    "هؤلاء ليسوا بفقهاء.. وقسم منهم قد ألبستهم دوائر الأمن والاستخبارات العمائم لكي يدعوا الله للسلطان ويستنزلوا عليه بركاته ورحماته. هؤلاء يجب فضحهم لأنهم أعداء الإسلام، يجب على المجتمع أن ينبذهم ففي نبذهم واحتقارهم نصر للإسلام ولقضية المسلمين، يجب على شبابنا وأبنائنا انتزاع عمائم هؤلاء من فوق رؤوسهم. لا أقول اقتلوا هؤلاء.. فلتنزع عنهم عمائمهم على الأقل"(الحكومة الإسلامية، ص143).

    كما يقول في بيان أصدره بتاريخ 21 شعبان من العام الماضي:

    "يجب أن يدعو أئمة الجماعة المحترمون خطباء مؤمنين وحريصين على الحركة الإسلامية ومن ذوي الأهداف السامية لكي يتحملوا مسؤولية توعية الناس، وعليهم أن يتجنبوا بشدة دعوة (وعاظ السلاطين) والأشخاص الذين يحمون مصالح النظام بعلم أو بدون علم بانتخابهم موضوعات تلهي الشعب عن القضايا الرئيسية المعاصرة".

    وتبقى هناك قضية مهمة في فكر الإمام الخميني وممارسة الحركة الإسلامية في إيران ألا وهي موقفه من قضية فلسطين.. هذا الموقف الذي ينمّ عن وعي استراتيجي وتكتيكي بالغ الأثر والأهمية وهو موقف يجب أن تتأمله بقية الحركات الإسلامية لتأخذ منه الدرس والعبرة لا على مستوى النظرية فقط، بل على مستوى الممارسة والتطبيق.. لأن المراوحة في المستوى النظري هي مراوغة تسمح لكل فكر فج ومائع بالبقاء كي يؤدي دوره بشكل غير صحي.

    لقد فهم الإمام الخميني طبيعة ودور الاستعمار والتحدي الغربي الحديث للإسلام والغزو الفكري الذي تلاه.. وأدرك في الوقت نفسه أن "إسرائيل" هي التجسيد الواقعي لهذا التحدي، بل هي حضور التحدي في أشد صوره كما يقول المفكر الإسلامي توفيق الطيب:

    "فنحن هنا لا نواجه ثقافة الغرب في تيار، بل نواجهها في الإنسان الغربي نفسه.. نواجه الحضارة الغربية الحديثة في فكرها وأخلاقها وعلمها، ونواجهها لا على صورة حوار سلمي بل على صورة صدام محتدم.. لأننا لا نواجهها كثقافة بل ككتلة بشرية.. كاحتلال وضعنا أمام احتمالين لا مفر منهما: الأرض أو الحرب.. والأرض تعني هنا التاريخ والشعب".




    ثم يستطرد المفكر الإسلامي توفيق الطيب قائلاً: "إن الإسلام كعقيدة والعرب كشعب يواجهان مصيرهما.. والمحك هو فلسطين".






    هذا عين ما فهمه الإمام الخميني وعين ما فهمه الاستاذ أبو الأعلى المودودي في باكستان عندما أعلن أن قضية فلسطين يجب أن تكون محور الحركة الإسلامية.
    ومن هنا نشأت العلاقة بين الحركة الإسلامية في إيران وفلسطين.. هذه العلاقة التي لا يمكن سبر كل أغوارها في مثل هذا الكتاب(*)، وربما كان باستطاعتنا الاشارة لبعض جوانبها، فلقد اتهمت الحركة الإسلامية الشاه دوماً بالعمالة لـ"إسرائيل" ومساندتها، يقول الإمام الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية:
    "إن نظام الشاه.. يشتري طائرات الفانتوم ليتدرب عليها الاسرائيليون، وبما أن "إسرائيل" في حالة حرب مع المسلمين فكل من يساعدها ويساندها يكون هو بدوره في حالة حرب مع المسلمين"(ص114).
    وفي حين كان يتم تدريب بعض كوادر الحركة الإسلامية في معسكرات الثورة الفلسطينية ويقوم تعاون وثيق بين الطرفين كان الإمام الخميني يعلن عن مساعدته للكفاح المسلح ويفتي بوجوب العمل على إزالة الكيان الصهيوني ضمن فتواه التاريخية التي قال فيها:
    "يجب على الدول الإسلامية وعلى عامة المسلمين إزالة عنصر الفساد "إسرائيل" وألا يقصروا في مساندة الثوار ويجوز لهم صرف الزكاة وسائر الصدقات في هذا الأمر المصيري"..

    وعندما حاول الاستعمار والانعزاليون في لبنان تصفية الثورة الفلسطينية أصدر نداء يكشف فيه أبعاد المؤامرة وأكد ضرورة توفير الدعم للمقاومة.. وفي أثناء حرب رمضان/ تشرين الأول 1973، أصدر بيانين حث فيهما الشعوب والدول الإسلامية على مساندة الشعوب العربية في مواجهة العدو الصهيوني المغتصب، ودعا زعماء البلاد الإسلامية إلى الحذر من جرثومة الفساد الصهيونية الموضوعة في قلب البلدان الإسلامية وإلى قطع النفط عن الدول المؤيدة للصهيونية ازاء عدوان "إسرائيل" الوحشي على إخوته العرب والمسلمين، كما حث الشعب الإيراني المسلم ألا يقف محايداً، ودعاه لضرب المصالح الأميركية والإسرائيلية.
    ولقد اتهم الإمام الخميني "إسرائيل" بالاشتراك في قمع الثورة الإسلامية في إيران.. ففي بيان له -15 شوال 1398- يقول فيه:
    "إن الذين حصدوا برصاص الرشاشات أبناء الإسلام وأتباع القرآن الكريم كما هو معروف استنجدوا بالكوماندوس الإسرائيلي في قتل الجماهير الشجاعة العزلاء".
يعمل...
X