إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صرخات الخواطر .... بقلم الأسير / محمد أبو جلالة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صرخات الخواطر .... بقلم الأسير / محمد أبو جلالة

    صرخات الخواطر
    يرجع الفدائي
    " إلى أقدم أسير فلسطيني سعيد العتبة"
    يرجع الفدائي من القرن الحادي والعشرين، إلى زمن أفران الغاز، ومحاكم التفتيش،يحمل جرحا غائرا، في حنايا الجسد، وثنايا الروح.
    أعقاب السجائر ما زالت تقطرمنها رائحة
    الشواء، أثارها متناثرة على امتداد جراح السجناء.
    هامة الكبرياءمنكسرة.. بعدما أعدمتها سياط الغلمان
    يرجع الفدائي ...
    يجر أذيال الكرامةالمهدورة
    وجراحات غائرة متروكة, علي
    امتداد الغرف المطلية بالماء.. كانت
    يوما تسمى دماء
    المكان. . غائب عن خرائط البشر
    نفحة.. عسقلان.. هداريم-السبع-النقب..عوفر
    جنود المشاة.. يبولون على جوانب طرائق الملابس
    المصطفة على الهياكل العظمية.
    أشباه الورد.. كانت يوما من أجمل الورود..
    متراصة الكتف..والكاحل..كانت
    يوما تسمى حنين وطن..وفداء.
    تحمل الموتلعروق مدسوسة..ولسلالة أبي رغال
    عبر الأزقة، المتناثرة الأشلاء، في
    ثناياوطن الجدود.. والأباء،تهدي الخزي والشنار، بالنطع..والسيف
    والحديد..والنار
    البوسطة العجوز..تمل الانتظار الطويل
    كيوم لا ينتهي
    هروات ترفع رأسهاعاليا..ثم تهوي،
    أقدام..تعلوا في الهواء
    وجوه..تلطم إذا ارتفعت، عن راحةالأرض.
    الأرض..وحدها..تحنو..على زهورها، ترفع
    أكفها..داعية للسماء.
    أصوات الفلاشا..تعلو..بالصراخ..
    فتسد الفضاء الضيق.ز
    تحمل قمحا ..ونبيذا، نبت من دماء الشهداء
    الأحياء،هدية لهيكل سليمان
    البوسطةالعجوز..أنيابها بادية..عليها
    من زينة القوم..زرقاء.
    البوسطة العجوز تبدأالمسير،
    بعد حفلة الوداع الأخير..
    عبد حبشي..في أعلى السور..
    يبتلعجناح نعامة.. وباليد
    الأخرى يلوح للعبور.
    أفواج الفلاشا..تصطف تحت
    سورالسجن المعمر، تلعق الدماء.
    وتقتات..على أوراق الزهور
    البوسطة العجوز.قدأنهكها
    التعب ..قبل بدء المسير..
    تشكو ثقل حمل الأسرى العبيد
    كماالسلحفاء العرجاء ، تمضي
    في مسيرها لتقطع الصحراء
    نهار ... ناقص بلابداية..
    ليل ... طويل بلا نهاية..
    والشمس تنام خجلى على
    راحة الغيم خلفكوة النهار
    القمر ... يتوارى خجلا...
    عند ملتقى البحار....
    المكان ...مكتظ ....
    بطون حبلى بالذل ، في
    عامها الثلاثين ونيف...
    أمعاء طواهاالجوع والتلف..
    .........................
    عتبة العجوز يختلس نظرة
    من كوة التاريخ .......
    الذاكرة تتوه عبر طرقات الوطن...
    يوما كان ...............
    من أجمل الأوطان...
    قيود ... تمرغ صدع الزمان
    أيديمثخنة بجراح السنين
    في أركان المكان
    الأسلاك الشائكة دوما
    متأهبةخيوطها منسوجة
    لإفتراس اللحم الذابل
    .........................
    البوسطةالعجوز .........
    تتهادى المسير....... تسابق
    توأمها السلحفاء
    منعسقلان الرباط ... الى
    نفحة الشهداء ......
    عليك أن تفرغ الوعاء.
    تعلفالجسد بالخبز المعدوم....
    منذ المساء...
    يا " عتبة العجوز " حتى تمضي
    بسلام عليك أن تؤدي
    التحية لشلومو هاميلخ......
    البوسطة العجوز ...تحتاج الى
    ملئ الوعاء......
    العيون ترقب عبر الثقوب
    الأعداء ... الأصدقاء...الفضاء
    " ياعتبة" العجوز...
    ارقب المكان بحرص وحنين
    فالذاكرة قد أنهكها قضي
    السنين
    البناء الشاهق........ يوما كان
    مئذنة الجامع الجميلة ... صوت
    التكبير ما زال يصدع في ردهات
    الذاكرة
    حقول الزهر ... بيادر القمح
    اغتلمها شجر الغرقد
    أشباه الإنسان تمضى نصف
    كاسية وسط حي "الجور ه"
    عسقلان الرباط ... تموج
    بشذاذ الآفاق منالبلاد
    البلقان
    مصانع السلاح ... والسموم
    اغتالت بساتين اليمون
    والبرتقال
    عند مفترق الطريق الفاصل بين
    ركبة الزمن الغابر ، حيث أثرقدم
    الفلاح المعمدة بشرف طين الأرض
    وبين فخذ اللص المنتفخة من خيرات
    الوطن المسلوب
    وقفت عسقلان تودع
    الفدائي العاشق ، بعد
    أن امضى فيهاتسعة وعشرين عاما
    قلب العاشق مشطور ، بين
    فلسطين الأمس ...وبين الحلمالمقيد
    بفلسطين الغد ... والحرية
    جثث المقاتلين.... مازالت ملقاة
    علىقارعة الطرقات منذ
    عام ثمانية وأربعين قد نبتت
    زهور الأقحوان وشقائق
    النعمان...هاهي منتشرة على
    امتداد الأفق بين نفحة
    وعسقلان....
    طريق....
    ويمر ... الممرات...
    جثث المحاربين القدامى تملأ
    الفضاء...
    رفات الفدائيين تتوضأ بعبير
    الصباح... وتتهيأ للصلوات..
    شواهد القبور مازالت
    أعلى من جبال النقب الصامتة
    رياح الغدر مازالت في
    غيها سادرة......
    والحرية... مازالت ...على
    وسادة الريح المرتمد نائمة
    شموع الأمل ...مازالت متقدة
    خيوط الحلم ... بالغد المشرق
    مازالتمنعقدة....
    ودواء الجراح... مازالت مفتقدة
    ...................
    وبيقىالفدائي ممد
    خلف الشمس والنجم
    يتكور مثل الكوم
    منذ عقود من الزمن
    ينتظر فجر الحرية....
    المعمد بالورد والدم
    فهل يأتي ... ذاك اليوم ؟

    بمناسبة يوم الأسيرالفلسطيني
    الأسير/ محمدأبو جلالة
    سجن نفحةالصحراوي
يعمل...
X