إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هنادي جرادات ..عروس حيفا ترسم ميلاد فجر جديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هنادي جرادات ..عروس حيفا ترسم ميلاد فجر جديد

    على أعتاب المجد..وفي ظل ذكراها السنوية

    هنادي جرادات ..عروس حيفا ترسم ميلاد فجر جديد

    الاستقلال/عوض أبو دقة

    هاهن بنات فلسطين يحملن بين جنباتهن هموم هذا الشعب وآماله في الحرية والانعتاق من نير الاحتلال,وهاهي الاستشهادية المجاهدة هنادي جرادات والتي مثلت أنموذجا كبيرا من نماذج الجهاد والمقاومة تشرع سيفها في وجه المحتل الغاصب لتعلن أن خيارنا الجهادي هو الخيار الأنجع والذي لا مناص للحياد عنه مهما كلف ذلك من ثمن ,خرجت هنادي من أحضان المآسي لترسم ميلاد فجر جديد اسمه تحيى بلادي وألف سحقا للمحتلين الصهاينة ,خرجت لتبرهن على أن راية الجهاد مشرعة بأيدي الرجال والنساء والشباب والشابات ,فلك منا يا هنادي كل سلام ...

    مولد البطلة ونشأتها..

    أبصرت هنادي النور بتاريخ الثاني والعشرين من شهر أيلول سبتمبر لعام 1975 في الحي الشرقي من مدينة جنين وسط أسرة مكافحة تعرف واجبها الطبيعي نحو دينها ونحو وطنها لعائلة مكونة من 12 فردا، ثمانية فتيات وشابين هما فادي (20 عاماً) والذي استشهد قبل ما يقارب الأربع أشهر من استشهادها وآخر يدعى ثائر 12 عاماً والذي يدرس في إحدى مدارس المدينة ,درست فارستنا المجاهدة المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة "فاطمة خاتون " بمدينة جنين ,أما مرحلتها الثانوية فقد درستها في مدرسة "الزهراء " وبعد إنهاءها المرحلة الثانوية بنجاح باهر قرر والدها أن تواصل هنادي تعليمها لتشق طريقها في المجتمع ,فالتحقت هنادي بجامعة جرش الأردنية في كلية القانون لتتخرج في العام 1999م بتقدير جيد جدا وبعد تخرجها التحقت هنادي بأحد بمكتب أحد المحاميين لتتجاوز الفترة القانونية حتى يمكنها مزاولة مهنتها كمحامية ولكنها استشهدت قبل الفترة بوقت قصير .

    هنادي في عيون الأهل..

    قالت والدة الاستشهادية هنادي" لقد كانت هنادي ملاكا في تصرفاتها ,تحرص تمام الحرص على طاعة والديها فلا أذكر مرة من المرات أنها لم تقم بما أطلبه منها ,لقد كانت من أكثر بناتي تقوى وورع كثيرة الصوم والصلاة وإقامة الطاعة ".

    تقول فاديه شقيقة هنادي : "شجاعة هنادي غير المعهودة في الفتيات كانت من أكثر صفاتها بروزاً، حيث أنها كانت لا تخشى شيئاً، وشخصيتها قوية زيادة على اللزوم، ولا أحد يستطيع أن يغيّر قراراتها".

    وتابعت قائلة: " إنها كانت اجتماعية جداً وتحب الناس، والكل يحبونها جداً جداً، وكان معروف عنها ميلها لحب الخير، فحينما كانت ترى فقيراً تطلب منا أن نطعمه، وتقول لنا: " سوف يكتب لكم ربكم ثواباً وأجراً كبيراً،ويجب أن تحسنوا إليه وحتى لو أساء إليكم".

    و تضيف شقيقتها إنها كانت في صيام متواصل خصوصا في الفترة الأخيرة وقبل أن تقدم على عملها الجهادي حتى أيام الجمعة حيث خرجت من البيت وهي صائمة يوم أن حدثت العملية، كما أنها كانت كثيرة قراءة القرآن وتقوم الليل كثيراً، "عندما كنا نصحو بالليل نجدها تصلي وهذا الأمر كان يتكرر باستمرار ".

    وتقول ميسون جرادات ابنة عمها " كان الجميع يلاحظ مدى تميز هنادي عن باقي أخواتها، فقد كانت متدينة بصورة فاقت إخوانها، كما كانت مداومة على قراءة القرآن وبكثرة الصلاة والعبادة".

    عائلة الشهداء..

    هنادي من عائلة شهداء أحبهم الله، فاختارت أن تكون من ضمن هؤلاء، فلقد استشهد أخيها فادي 20 عاماً أمام أعين أهلها، في الرابع عشر من يونيو لعام2003حينما اقتحمت القوات الصهيونية منزل عائلتها، وقاموا بتصفية أخيها الذي يصغرها فادي، و الذي كان يجلس بجانب شقيقته والذي قتل بدمٍ بارد، وقاموا أيضا وخلال تلك العملية بتصفية ابن عمها صالح جرادات ذو الـ 30 عاماً، حيث تركت هاتين التصفيتين ظلال الأسى والألم على عائلتها ،ولم تكن هنادي موجودة حينها، وعندما علمت بالخبر و زارت المستشفى الذي به جثة أخيها، تفاجأت أنهم أخرجوا لها جسد أخوها الطاهر من الثلاجة، وعندما شاهدت الجثة صدمت بما رأت، ومن وقتها أصبحت هنادي هنادي أخرى .

    ولم تتوقف مسيرة الشهداء في عائلتها، ففي عام 1996 استشهد ابن عمها الثاني عبدا لرحيم جرادات وأصدقاء له عند حاجز الجلمة شمال جنين، فقامت قوات الاحتلال بتصفيتهم، وهم الشهداء عبد الرحيم جرادات وطارق منصور وعلان أبو عره، وكان قد سبق كل هؤلاء ابن عمها الثالث الشهيد محمد جرادات خلال الانتفاضة الأولى 1997.

    إرادة وتحدي

    وقع الخبر كان قاسيا على تيسير جرادات والد الشهيد فادي الذي أمضى حياته في تربية أسرته وقبل أن يحقق حلمه وفرحته بزفاف فادي قبل رحيله لأن المرض تمكن منه وجعله عاجزا عن الكلام والسير بشكل طبيعي ومع ذلك أصر على ترك العلاج والمستشفى وعاد من الأردن ليتقدم مسيرة نجله ويقول انه يفتخر بكون ولده شهيدا ومجاهدا في حركة الجهاد الإسلامي وأضاف حزنت على رحيله ولكن هناك هدف اكبر وأسمى وأعظم انه الوطن المغتصب وفلسطين الأسيرة وبكل فخر واعتزاز أزف ابني شهيدا لفلسطين التي باعها الحكام الخونة وأضاف ليتني كنت فداءاً لفادي، فجريمة الاحتلال دمرت أسرتي فهو المعيل الوحيد لها خاصة وان المرض نال مني ويهدد حياتي فانا مريض بالسرطان وولدي كان يتولى رعاية شقيقاته واليوم يتضاعف همي وأنا معرض للموت في كل لحظة قلق ومضطرب على مصير عائلتي التي ليس لها معيل أي قانون يجيز هذه الأعمال والممارسات والجرائم وأضاف وهو يبكي بشدة أموت كل لحظة ألف مرة قلقا على مصير أسرتي التي تحطمت برحيل فادي .

    أما هنادي فتغلبت على حالة الحزن وأطلقت زغرودة في وداع شقيقها وقالت " إن دم فادي لن يذهب هدرا وسيدفع القاتل الثمن ولن نبكي وحدنا فسحقا لكل العالم إن لم يعش شعبنا بحرية وكرامة ونحقق حلم وأهداف الشهداء" .

    ولم تتمكن زوجة الشهيد المجاهد صالح جرادات من التفوه بكلمه واحدة فلا زالت تعيش أجواء الصدمة الرهيبة وتعانق بطفلها بحرارة لتخفف عنه صورة المنظر المروع فقد قتل والده أمامه ويقول أقاربها أن الصدمة كانت شديدة جدا عليها فقد نزف زوجها أمامها وعلى بعد أمتار منها ومن طفلها ولم تتمكن من إنقاذه ومساعدته .

    وتزين بيت عزاء الشهيدين في جنين والسيله رايات الجهاد الإسلامي وصور الشهيدين وبيان سرايا القدس الذي يعلن أن صالح كان ابرز قادة السرايا أما فادي فكان من مجاهدي حركة الجهاد ونشطائها حتى استشهاده.

    الليلة الأخيرة..

    تقول فادية شقيقة هنادي : "(ليلة الاستشهاد) كنا جالسات نتحدث عن زفاف شقيقتي المتوقع بعد عشرة أيام، وكانت هنادي تقول لها: أفرحي و (انبسطي) أنت عروس، واعزمي من تريدين، الله يهنيك، ويسعدك، وظللنا طوال الليل نمزح ونضحك" ..

    " وبعدها أصبح أبي يقول لها : يا هنادي قومي نامي، فتقول له: سأنام فقط بعد أن أختم الجزء الأخير من القرآن الكريم للمرة السابعة في حياتي، وظلت طول الليل، تقرأ القرآن، وتصلي وتدعو وتبتهل إلى الله تعالى" .. وتنهي فاديه والدموع غلبت عينيها "الحمد لله الذي جعل لنا أختاً مثل هنادي رفعت رأسنا عالياً"...

    تنفيذ أذهل العدو

    في حيفا بتاريخ 4/10/2003 مفاجأة من العيار الثقيل عندما نُشر تقرير أمني صهيوني إثر التحقيق في الهجوم أن المحامية الفلسطينية هنادي جرادات فعلت ذلك بعد أن تناولت طعامها الأخير في المطعم ودفعت الحساب.

    وتبين من نتائج التحقيق في العملية، كما نشرته صحيفة ((يديعوت أحرونوت))، أن الاستشهادية جرادات وصلت إلى مدينة حيفا بسيارة إسرائيلية لم تخضع للفحص عند الحواجز (وهذه من الحجج التي يتذرع بها الصهاينة ليدلّوا أن العمليات تجري في غفلة من الشرطة وليس بذكاء وتخطيط من المنفّذين). ويضيف تحقيق الشرطة أن المنفّذة اشترت لنفسها بعض الحلوى في مستشفى "هليل يافه" في مدينة الخضيرة.

    وقبل أن تفجر الشهيدة جرادات نفسها، قامت بتناول طعامها في المطعم، ولم تكن متوترة، وصمّمت على تنفيذ ما أرادت. ورفض محققو الشرطة الصهيونية وجهاز الأمن العام ((الشاباك))، في البداية، تصديق ذلك، إلا أنهم وجدوا الدليل في صندوق مطعم "مكسيم"، فقد كان ثمن الوجبة التي تناولتها 90 شيكلاً. ودفعت جرادات الحساب قبل أن تفجّر نفسها.

    تبني السرايا

    في أعقاب العمل الجهادي المميز الذي حققته هنادي ,أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن هذا العمل وأكدت السرايا أن الذي نفذ العمل هي الاستشهادية المجاهدة هنادي تيسير عبدالمالك جرادات من مدينة جنين وتبلغ من العمر (29عاما) وهي محامية ,وأفاد بيان السرايا أن هنادي هي شقيقة الشهيد فادي جرادات الذي اغتالته القوات الصهيونية سابقاً في جنين مع القائد صالح جرادات وكلاهما من سرايا القدس .

    وأكدت السرايا في بيانها الذي وزع على وسائل الإعلام أن هذا العمل جاء رداً على سلسلة من جرائم العدو الصهيوني المتواصلة بحق أبناء شعبنا ومجاهدينا وعلى رأسهم القادة محمد سدر ودياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة ومنير أبو عرمانة ومازن بدوي وغيرهم من رموز وكوادر المقاومة .

    استقبال نبأ الشهادة

    الاستشهادية السادسة

    الشهيدة هنادي هي الاستشهادية السادسة والأولى منذ دخول الانتفاضة عامها الرابع فقد كانت المجاهدة عطاف عليان أول فلسطينية تحاول في يوليو1987 تنفيذ عملية استشهادية بسيارة ملغومة في القدس إلا أن العملية لم تنجح فاعتقلت وصدرت ضدها أحكام مجموعها 15 عاما قضت منها 10 سنوات في السجن الصهيوني وبعد الإفراج عنها بعدة شهور اعتقلت مرة أخرى وما زالت حتى اليوم في السجون الإسرائيلية . و ظل حلم الاستشهاد للفتيات الفلسطينيات يراود الكثيرات منهن ، إلي أن قامت " وفاء إدريس" بتدشين هذا الموكب البهي خلال انتفاضة الأقصى ؛ حيث نفذت عمليتها في مدينة القدس يوم 28/1/2002؛ فقتلت وجرحت أكثر من مئة وأربعين آخرين. ثم أعقبتها "دارين أبو عيشة" التي نفذت عمليتها في حاجز عسكري صهيوني شمال الضفة الغربية في 27-2-2002؛ وأدت إلى إصابة 3 جنود صهاينة. وقامت "آيات الأخرس" من مدينة بيت لحم بعمليتها في 29-3-2002 بأحد أسواق القدس الغربية ، وأدت إلى مقتل صهيونيين وإصابة العشرات. ثم نفذت "عندليب طقاطقة" من مدينة بيت لحم أيضاً عمليتها يوم الجمعة 12/4/2002، وأسفرت عن مقتل ستة صهاينة، وإصابة 85 وذلك في مدينة القدس. أما هبة عازم دراغمة ابنة "طوباس"، قرب جنين الطالبة بجامعة القدس المفتوحة فقد ثأرت لسلسلة من الجرائم الصهيونية كان أولها اغتيال "محمود صلاح" قائد كتائب شهداء الأقصى في بيت لحم ومساعده "عدنان الجواريش" ، بتاريخ 30-4-2003 ، و أعقبها بيوم واحد مذبحة "حي الشجاعية" في مدينة غزة التي سقط فيها خمسة عشر شهيدًا من بينهم طفل رضيع بعدها بأيام قليلة اغتيال "إياد عيسى البيك" أحد كوادر القسام في غزة . و ثأرت هبة لتلك الدماء النازفة ، فقامت بتفجير جسدها الطاهر في مدينة "العفولة" شمال فلسطين المحتلة يوم الاثنين 19-5-2003م .

    أولى الشهيدات في العام الربع

    العملية التي قامت بها الشهيدة المجاهدة هنادي جرادات أضافت اسم هنادي في قاموس الاستشهاديات العظيمات اللواتي خدمن قضيتهن بأغلى ما يملكن ألا وهي الذود عن الأوطان بالنفس حيث تعتبر هنادي الاستشهادية الأولى في السنة الرابعة لانطلاق انتفاضة الأقصى المباركة ,نعم لقد اختارت هنادي أن تكون عروسة من عرائس فلسطين اللواتي يخترن الزفاف إلى الجنة على البقاء في عيش يكدر صفو الحياة في ظل الاحتلال البغيض الذي يعصف بنا وبواقعنا ليلا ونهارا

    الحقد الدفين عليها

    ليس أمرا غريبا ولا هي قصة عجيبة أن يقوم سفير دولة الاحتلال في السويد بأعمال خرقاء ومراهقة، فقيامه بتحطيم لوحة فلسطينية رسمت عليها صورة الاستشهادية الفلسطينية المحامية هنادي جرادات (منفذة عملية حيفا في تشرين أول (أكتوبر) 2003 وقيامه بتخريب بعض أجزاء من المعرض، ولولا الصدفة وحدها لكان السفير الصهيوني زفي مازيل تسبب في إحراق المعرض كله وقتل وجرح من كانوا داخل القاعة، فقد قام مازيل يوم الجمعة الماضية بزيارة معرض الاختلاف الدولي السويدي حول الإبادة الذي تنظمه الحكومة السويدية وتشارك فيه دولة الاحتلال، ويقام المعرض في العاصمة السويدية ستوكهولم، وبعد مشاهدته صورة هنادي جرادات أصيب بنوبة سعار وهستيريا.

    قام السفير بعملية التخريب في المتحف السويدي القديم العائد للقرون الوسطي فور مشاهدته للوحة هنادي التي تمثل نافورة ماء احمر ترمز للدماء وهي علي زورق شراعي يحمل اسم سنو وايت يطفو علي المياه الحمراء، واعتبر ما زيل هذه اللوحة شيئا لا يطاق وشتما لعائلات الضحايا وقد ذهب السفير الصهيوني الذي يعتبر مرآة لبلاده في السويد ابعد من ذلك خارقا بكلامه وليس بأفعاله فقط كافة الأعراف الدبلوماسية، ولا غرابة في ذلك فكيانه العنصري يواصل منذ حوالي 60 عاما خرقه لكل القوانين الدولية وحقوق الإنسان، قام السفير مازيل بما يمليه عليه فكره الاستعلائي العنصري بتدمير اللوحة، إذ قال لاحقا كسفير لدولة الاحتلال تعذر علي البقاء بدون رد أمام هذا العرض المغلوط والبذيء للحقيقة. طبعا لا يقبل الصهاينة بان يكون هناك ضحايا في العالم غير الضحية اليهودية، لذا قام السفير بعمل مشابه لأعمال جنود الجيش الصهيوني على أرضنا المغتصبة .
يعمل...
X