الحديث عن هبوط نسبة المتجندين (الإسرائيليين) الذين يرغبون بالتجند في الوحدات القتالية في جيش الاحتلال، يشير إلى أن هناك ثمة معطيات جديدة باتت تدور في أروقة مؤسسات جيش الاحتلال وأحدثت تأثيراً لدى جنوده، تتعلق في تغير معادلات الصراع في المنطقة، وتزايد التهديدات الأمنية ضد الكيان الصهيوني- وفق محللان سياسيان تحدثا لـ"الاستقلال".
وكشفت معطيات قسم القوى البشرية في جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، عن هبوط في نسبة المتجندين الذين يرغبون بالتجند في الوحدات القتالية في جيش الاحتلال.
صحيفة "هآرتس" التي نشرت هذه التقارير في موقعها على الشبكة، الخميس الماضي، نقلت عما وصفته حضيض غير مسبوق في دورة التجنيد الحالية الخاصة بشهر تشرين ثاني 2013، حيث اعرب 70.3% من المتجندين استعدادا للالتحاق بالوحدات القتالية وذلك مقابل 79% في الفترة الموازية لها من السنة الماضية، مشيرةً إلى انخفاض بنسبة 10% خلال السنوات الثلاث الماضية.
ونقلت الصحيفة عن ضباط في جيش الاحتلال قلقهم من هذه المعطيات، وفي محاولة لتبرير هذا الهبوط ادعت مصادر في الجيش أن معطيات 2010 كانت متأثرة بحرب "الرصاص المصبوب" التي شنها جيش الاحتلال على غزة، وان تقديراتهم كانت ان تنخفض هذه النسبة تدريجيا إلى المعطى الذي يعكس الوضع في الأيام العادية.
إلى جانب المعطيات التي تشير إلى انخفاض حوافز الخدمة في الوحدات القتالية، هناك أيضاً انخفاض في الرغبة في التجند لوحدات المشاة من 48% إلى 43%، ويبرر جيش الاحتلال ذلك بتطور المنظومات التكنلوجية مثل "السايبر" ومنظومة الاستخبارات والتي تؤثر بدورها على الخدمة في الوحدات القتالية ووحدات المشاة بشكل خاص.
مؤشر يثير الريبة
ولكن المحلل السياسي الخبير بالشأن الصهيوني وديع أبو نصار، يرى أن انخفاض هذه المعدلات يعد مؤشراً غير جيد ويثير الريبة بالنسبة لجيش الاحتلال، في الوقت الذي يتطلب فيه الاستعداد داخلياً لأي مواجهة مقبلة مع أي جبهة مقاومة.
وقال أبو نصار لـ"الاستقلال": "رغم أن نسبة 70% تعد ليست في مستوى حاد من الانحدار، إلا أنه يجب أن نقول أن النسبة في انخفاض متزايد"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال ينظر لهذه المعدلات والموازين والمؤشرات بخطورة كبيرة.
وأضاف: "قديماً كان الجندي (الإسرائيلي) مشبع بالمعتقدات السائدة في مرحلة قيام دولة الاحتلال، والتي توجبه أن يقاتل بفداء روحه، ولكن جيل الجيش الحالي بات أكثر اعتقاداً أن توفير الأمن لـ(إسرائيل) بات ليس من مسئولياتهم".
وبيّن أبو نصار أن هناك أسباب تتعلق بالماضي والمستقبل، من شأنها أن تخفض من وازع جنود الاحتلال من الاندماج في وحدات قتالية الوجود في الصف الأول من الجبهات والميادين، مشيراً إلى أن ذلك يعزز من فرضية أن عدم شعور الجنود بالمسئولية المستحقة تجاه حماية كيانهم من التهديدات المحيطة.
وعن الأسباب التي تتعلق بالماضي، هو خوض جنود الاحتلال معارك شرسة جعلتهم يتخذون موقفاً سلبياً عن المواجهة والوجود في طلائع الجيش، منها معركة لبنان مع حزب الله والتي حولت حياة الجنود إلى جحيم كبير، ومعركتي غزة الأولى عام 2008 والثانية عام 2012.
ونوه إلى أنه خلال هذه المعارك اهتزت معنويات الجنود بدرجة كبيرة بسبب التطور الكبير في إدارة المعركة من قبل فصائل المقاومة، والقدرة على إلحاق الأذى في جنود الاحتلال، وقال: "المعارك لم تعد مثل السابق، بل باتت معادلة القوى تسير نحو التوازن بشكل متزايد مع مرور الوقت".
ولفت المحلل السياسي الخبير بالشأن الصهيوني النظر إلى أن المعارك السابقة لجيش الاحتلال أحدثت خللاً في مفهوم الجيش الذي لا يقهر الذي كان سائداً على مدار العقود الماضية، وأصبح هناك احتمال كبير لدى الجنود أن فرصة إرسالهم داخل نعوش إلى عائلاتهم باتت أكبر مما مضي لذلك لم يعد هناك رغبة قوية في صفوف جنود الاحتلال في المشاركة في الوحدات القتالية المباشرة خلال المواجهات.
وعن الأسباب التي تتعلق بالمستقبل، قال أبو نصار: "هناك تهديدات في محيط الكيان (الإسرائيلي)، من ناحية لبنان (حزب الله) أو إيران، أو الجبهة الجنوبية من قبل قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية، وهذه التهديدات باتت تشكل مخاوف كبيرة لدى جيش الاحتلال".
وأوضح إلى أنه بات اليوم بمقدور فصائل المقاومة أن تدير أي معركة مقبلة وأن تشكل معادلة صراع خاصة بكل مرحلة على حدة، بعد التطور الكبير في طريقة قتال عناصرها وإدارتها للمعركة، ما يجعل ذلك سبباً قوياً لتجنب جنود الاحتلال الانضمام في القوات القتالية.
آخذ بالتفاقم
من ناحية أخرى، يقول المحلل السياسي إياد عطا الله: "إن انخفاض معدلات قبول جنود الاحتلال الانضمام إلى الوحدات القتالية، أمر آخذ بالتفاقم والخروج عن سيطرة قيادة جيش الاحتلال بسبب تعاظم الخطر على الكيان الصهيوني".
وأوضح عطا الله لـ"الاستقلال" أن ثبات محور الممانعة الذي لا يزال في جبهات مقاومة الاحتلال وطرد الكيان الصهيوني عن الأراضي العربية الفلسطينية، يجعل من جنود الاحتلال يشعرون بحالة من اليأس بسبب استمرارية تعرض الكيان (الإسرائيلي) للمعارك والتهديدات المحيطة.
وبيّن أن نسبة كبيرة من الجنود (الإسرائيليين) يفضلون الخدمة في جيش الاحتلال في وحدات العمل عن بعد مثل التحكم بطائرات الاستطلاع وإدارة الأجهزة والحواسيب الخاصة بالجيش وهذا يدل على وجود حالة من عدم الرغبة في الاندماج مع الوحدات القتالية التي تتعرض للمخاطر بشكل مستمر.
وأضاف عطا الله: "ربما الجنود يفضلون الاندماج في وحدات قتالية تعمل في الضفة الغربية بسبب حالة الأمن التي تفرضها السلطة هناك لجيش الاحتلال وكبح جماح أي فصيل مقاوم يرغب في الرد على جرائم الاحتلال بحق شعبنا".
ولفت النظر إلى أن معادلات الصراع التي باتت تصب في صالح المقاومة، وتمكن الفصائل المقاتلة من تغيير وجه المعركة بفعل التطور النوعي في الامكانيات البشرية والتكنولوجية لديها، جعل الجنود يغيرون من وجهة نظرهم حول المشاركة في هذه الوحدات القتالية في جيش الاحتلال الصهيوني.
وكشفت معطيات قسم القوى البشرية في جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، عن هبوط في نسبة المتجندين الذين يرغبون بالتجند في الوحدات القتالية في جيش الاحتلال.
صحيفة "هآرتس" التي نشرت هذه التقارير في موقعها على الشبكة، الخميس الماضي، نقلت عما وصفته حضيض غير مسبوق في دورة التجنيد الحالية الخاصة بشهر تشرين ثاني 2013، حيث اعرب 70.3% من المتجندين استعدادا للالتحاق بالوحدات القتالية وذلك مقابل 79% في الفترة الموازية لها من السنة الماضية، مشيرةً إلى انخفاض بنسبة 10% خلال السنوات الثلاث الماضية.
ونقلت الصحيفة عن ضباط في جيش الاحتلال قلقهم من هذه المعطيات، وفي محاولة لتبرير هذا الهبوط ادعت مصادر في الجيش أن معطيات 2010 كانت متأثرة بحرب "الرصاص المصبوب" التي شنها جيش الاحتلال على غزة، وان تقديراتهم كانت ان تنخفض هذه النسبة تدريجيا إلى المعطى الذي يعكس الوضع في الأيام العادية.
إلى جانب المعطيات التي تشير إلى انخفاض حوافز الخدمة في الوحدات القتالية، هناك أيضاً انخفاض في الرغبة في التجند لوحدات المشاة من 48% إلى 43%، ويبرر جيش الاحتلال ذلك بتطور المنظومات التكنلوجية مثل "السايبر" ومنظومة الاستخبارات والتي تؤثر بدورها على الخدمة في الوحدات القتالية ووحدات المشاة بشكل خاص.
مؤشر يثير الريبة
ولكن المحلل السياسي الخبير بالشأن الصهيوني وديع أبو نصار، يرى أن انخفاض هذه المعدلات يعد مؤشراً غير جيد ويثير الريبة بالنسبة لجيش الاحتلال، في الوقت الذي يتطلب فيه الاستعداد داخلياً لأي مواجهة مقبلة مع أي جبهة مقاومة.
وقال أبو نصار لـ"الاستقلال": "رغم أن نسبة 70% تعد ليست في مستوى حاد من الانحدار، إلا أنه يجب أن نقول أن النسبة في انخفاض متزايد"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال ينظر لهذه المعدلات والموازين والمؤشرات بخطورة كبيرة.
وأضاف: "قديماً كان الجندي (الإسرائيلي) مشبع بالمعتقدات السائدة في مرحلة قيام دولة الاحتلال، والتي توجبه أن يقاتل بفداء روحه، ولكن جيل الجيش الحالي بات أكثر اعتقاداً أن توفير الأمن لـ(إسرائيل) بات ليس من مسئولياتهم".
وبيّن أبو نصار أن هناك أسباب تتعلق بالماضي والمستقبل، من شأنها أن تخفض من وازع جنود الاحتلال من الاندماج في وحدات قتالية الوجود في الصف الأول من الجبهات والميادين، مشيراً إلى أن ذلك يعزز من فرضية أن عدم شعور الجنود بالمسئولية المستحقة تجاه حماية كيانهم من التهديدات المحيطة.
وعن الأسباب التي تتعلق بالماضي، هو خوض جنود الاحتلال معارك شرسة جعلتهم يتخذون موقفاً سلبياً عن المواجهة والوجود في طلائع الجيش، منها معركة لبنان مع حزب الله والتي حولت حياة الجنود إلى جحيم كبير، ومعركتي غزة الأولى عام 2008 والثانية عام 2012.
ونوه إلى أنه خلال هذه المعارك اهتزت معنويات الجنود بدرجة كبيرة بسبب التطور الكبير في إدارة المعركة من قبل فصائل المقاومة، والقدرة على إلحاق الأذى في جنود الاحتلال، وقال: "المعارك لم تعد مثل السابق، بل باتت معادلة القوى تسير نحو التوازن بشكل متزايد مع مرور الوقت".
ولفت المحلل السياسي الخبير بالشأن الصهيوني النظر إلى أن المعارك السابقة لجيش الاحتلال أحدثت خللاً في مفهوم الجيش الذي لا يقهر الذي كان سائداً على مدار العقود الماضية، وأصبح هناك احتمال كبير لدى الجنود أن فرصة إرسالهم داخل نعوش إلى عائلاتهم باتت أكبر مما مضي لذلك لم يعد هناك رغبة قوية في صفوف جنود الاحتلال في المشاركة في الوحدات القتالية المباشرة خلال المواجهات.
وعن الأسباب التي تتعلق بالمستقبل، قال أبو نصار: "هناك تهديدات في محيط الكيان (الإسرائيلي)، من ناحية لبنان (حزب الله) أو إيران، أو الجبهة الجنوبية من قبل قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية، وهذه التهديدات باتت تشكل مخاوف كبيرة لدى جيش الاحتلال".
وأوضح إلى أنه بات اليوم بمقدور فصائل المقاومة أن تدير أي معركة مقبلة وأن تشكل معادلة صراع خاصة بكل مرحلة على حدة، بعد التطور الكبير في طريقة قتال عناصرها وإدارتها للمعركة، ما يجعل ذلك سبباً قوياً لتجنب جنود الاحتلال الانضمام في القوات القتالية.
آخذ بالتفاقم
من ناحية أخرى، يقول المحلل السياسي إياد عطا الله: "إن انخفاض معدلات قبول جنود الاحتلال الانضمام إلى الوحدات القتالية، أمر آخذ بالتفاقم والخروج عن سيطرة قيادة جيش الاحتلال بسبب تعاظم الخطر على الكيان الصهيوني".
وأوضح عطا الله لـ"الاستقلال" أن ثبات محور الممانعة الذي لا يزال في جبهات مقاومة الاحتلال وطرد الكيان الصهيوني عن الأراضي العربية الفلسطينية، يجعل من جنود الاحتلال يشعرون بحالة من اليأس بسبب استمرارية تعرض الكيان (الإسرائيلي) للمعارك والتهديدات المحيطة.
وبيّن أن نسبة كبيرة من الجنود (الإسرائيليين) يفضلون الخدمة في جيش الاحتلال في وحدات العمل عن بعد مثل التحكم بطائرات الاستطلاع وإدارة الأجهزة والحواسيب الخاصة بالجيش وهذا يدل على وجود حالة من عدم الرغبة في الاندماج مع الوحدات القتالية التي تتعرض للمخاطر بشكل مستمر.
وأضاف عطا الله: "ربما الجنود يفضلون الاندماج في وحدات قتالية تعمل في الضفة الغربية بسبب حالة الأمن التي تفرضها السلطة هناك لجيش الاحتلال وكبح جماح أي فصيل مقاوم يرغب في الرد على جرائم الاحتلال بحق شعبنا".
ولفت النظر إلى أن معادلات الصراع التي باتت تصب في صالح المقاومة، وتمكن الفصائل المقاتلة من تغيير وجه المعركة بفعل التطور النوعي في الامكانيات البشرية والتكنولوجية لديها، جعل الجنود يغيرون من وجهة نظرهم حول المشاركة في هذه الوحدات القتالية في جيش الاحتلال الصهيوني.