- توطئة
ما أعظمك يا رسول الله عندما رصدت حركة التاريخ الإسلامي في نبوءة الوعي القرآني المتمثل في فهم وتفسير التاريخ وإدراك الواقع بجميع أبعادة واستلهام المستقبل في رؤية إسلامية واعدة .
ذكر الإمام احمد بن حنبل في مسندة حديث صحيح عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنة قال :قال رسول الله صلى الله علية وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
مازالت حقبة الحكم الجبري الدكتاتوري التي دشنها الشريف حسين –السير مكماهون من خلال اتفاقية سان ريمو في 1921 م ,تتحرك تحت عنوان حفر في الواقع وفي الذاكرة (الحاكم العربي فاقد للشرعية الشعبية )بل تجد الحاكم يستمد شرعيته من خلال المحتل وأعداء الأمة ,إن الشريف حسين الذي تحالف مع بريطانيا من اجل القيام بالثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية وبالمقابل يأخذ حكم الجزيرة العربية والعراق وسوريا وشرق الأردن له ولذريته من بعدة , وتأكيدا لهذا التوجه فان العائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن امتداد لسان ريمو نصا وروحا .ما أشبة اليوم بالأمس وكأننا نؤكد استمرار حقبة الحكم الجبري بعد ثمان عقود خلت من عمر امتنا أثخن فيها جسد وقلب الأمة بالجراح والنكبات , حيث أصبح الحاكم العربي دمية فارغة يتحرك كيفما شاء الغرب وأعداء الأمة وانظر إلى الانتخابات التي تجري تحت حراب المحتلين في أفغانستان والعراق وفلسطين _(كرازي –طالباني - عباس) .
ما بعد سقوط الخلافة الإسلامية في 1923 ظهرت في الأمة ثلاث تيارات رئيسية (القومي الاشتراكي–الوطني العلماني -الإسلامي السياسي ) جاءت ردا طبيعيا لملء الفراغ الفكري والسياسي في العالم العربي,أخذت هذه التيارات تتناوب في شكل تدافعي دموي (استئصال )وشكل أخر(استيعاب) وتحركت هذه التيارات لقيادة الأمة تأريخيا وبشكل تتابع زمني (قومي –وطني –إسلامي) .
2- المرحلة القومية
في غفلة من امتنا كانت القوى الاستعمارية بريطانيا وفرنسا تقتسمان العالم العربي في الاتفاق الودي سنة 1904 م , و بمجرد أن أسقطت دولة الخلافة فرض الانتداب على العالم العربي والاستعمار العسكري ,في هذه الفترة كان الحس القومي العربي على أشدة ,حيث هبت رياح التغيير القومي من أوروبا التي تمجد القوميات , وفعلا تأثرت المنطقة العربية بالثقافة الغربية ذات المضمون (التغريبي القومي) وبهذا أخرجت الثقافة الإسلامية من دائرة التأثير السياسي والجماهيري .
إن مرحلة العمل الثوري القومي ضد الاستعمار بدأت في الأربعينات وعلى اثر هذه الثورات قرر الاستعمار الانسحاب عسكريا وإحكام قبضته سياسيا واقتصاديا وفكريا على المنطقة العربية .وأصبحت تؤسس أنظمة عربية ثورية على المفهوم القومي كان أبرزها مشروع عبد الناصر الذي تبنى القضية الفلسطينية تحت شعار (الوحدة العربية طريق التحرير لفلسطين) ,إن هذا المشروع وصل إلى طريق مسدود عند ما سددت إسرائيل ضربات موجعة إلي مشروع عبد الناصر والأمة العربية في حرب 1967م في هذه المرحلة انتهى تعليق الآمال على العمل القومي الثوري الذي توج بسلب الأرض العربية وزرع الاستيطان في أرضنا والمرارة في قلوبنا وبهذا يكون القوميون العرب وقومية عبدا لناصر يتجهون نحو الإجابة عن أسباب الهزيمة فأقبلت التيارات السياسية في الجدل الفكري والسياسي .الذي تمخض عن تشكيل القوميون العرب للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , وقومية عبد الناصر اندفعت لتتبني القضية الفلسطينية من خلال حركة فتح وبهذا يكون القوميون يتراجعون خطوة عن القضية الفلسطينية ,
3-المرحلة الوطنية:
كما نعرف أن الأمة العربية تعمل سياسيا بردة الفعل ,فبعد هزيمةحزيران1967 ارتد العرب عن كثير من المفاهيم القومية والفكرية ومن ضمن هذه الارتدادات التخلي عن القضية الفلسطينية كأولوية في الفكر والممارسة العربية , ورفع شعار آنذاك (التحرير طريق العودة) وكان هذا الشعار يحمل مدلول إيديولوجي واستهلال لمرحلة القطرية في مسيرة الأمة وبشكل موازى رفع فيه شعار أخر (عدم تدخل الدول العربية في الشئون الداخلية للدول الأخرى) وأصبحت الذات القطرية (الوطنية) والحدود الجغرافية والعلم الوطني مقدسات عليا,والشعوب مستعبدة بأنظمة دكتاتورية جاءت في شكل انقلابات عسكرية وصعد إلى الحكم الجنرالات والعسكريين وأسست الدولة العربية الأمنية التي اتخذت من فرعون وهامان مثلا أعلى فتخذت الاستبداد واحتكار السلطة منهجا ومن العنف والإقصاء وسيلة للتعامل مع الخصوم والمعارضين,
تزامنت هذه الفترة بفتح الجيوب الاستعمارية و الخلافات الحدودية وبرزت الصراعات العربية -العربية التي استنفذت مقدرات الأمة في معارك هامشية لاطائل من وراءها ,إن صعود العسكريين إلى السلطة واتفاقية كامب ديفيد عنونة لمرحلة جديدة هي الاعتراف بإسرائيل سرا وعلانية وحماية امن إسرائيل ,إن هذه الأنظمة التي رعتها وزودتها الولايات المتحدة الأمريكية بكل السبل والإمكانيات لكي تصبح أكثر دكتاتورية وأكثر حرصا على امن إسرائيل ,لقد أمنت هذه الأنظمة امن إسرائيل على مدار أربعة عقود من خلال الاتفاقات أو تأجيل المواجهة مع إسرائيل و في نهاية القرن العشرين وصل النظام القطري(الوطني)إلى مرحلة الشيخوخة على المستوى الداخلي حيث فكر كثير من الأنظمة الجمهورية توريث الحكم كما حصل في سوريا , وتوريث الملك كما حصل في المغرب والأردن وقطر, ويعد سيف الإسلام ليرث ألقذافي في ليبيا واحمد علي عبدا لله صالح ليرث والدة في اليمن وجمال مبارك في مصر,و وعلي المستوى الدولي برزت مفاهيم جديدة عن العولمة والأصولية الإسلامية وصراع الحضارات ومفهوم الشرق الأوسط الكبير
والاعتداءات على أمريكا في 11 9 2001م التي نفذها تنظيم القاعدة واندلاع انتفاضة الأقصى 2992000م التي جاءت ردا طبيعيا على أوهام السلام والدولة وأوهام السيادة و التعايش في فلسطين ,كل هذه التعقيدات جعلت أمريكا وسياساتها وجها لوجه مع شعوب المنطقة مما دعى********* إلى تدخل عسكري أمريكي مباشر لحماية امن إسرائيل وحماية مصالحها النفطية في الخليج والعراق 0
إن الراعي الأمريكي الذي رعي الدكتاتوريات في العالم العربي في الأربعة عقود الماضية هو نفسه الذي يرعى الديمقراطية ,انه يبحث عن حليف جديد وقوي لكي يؤمن مصالحة النفطية ويؤمن أمن إسرائيل في الثلاث عقود القادمة على الأقل .
4- تحديات كبيرة والحاجة لإستراتيجية جديدة :
4 - أ – فشل عملية السلام في الشرق الأوسط 0
لقد استطاعت إسرائيل في الثلاث عقود الأخيرة بتامين حدودها مع الدول العربية وأخرجت العديد من الدول العربية من دائرة الصراع عبر الاتفاقات بين الطرفين.
1- مصر اتفاق كامب ديفيد 1979م 0
2-الأردن اتفاق وادي عربة1996م 0
3-لبنان اتفاق نيسان 0
4-سوريا (تركة رابين)0
5-فلسطين اتفاق اوسلو1993م 0
استطاعت إسرائيل أن تؤمن نفسها داخليا وخارجيا ولكن أوهام السلام ألأوسلوي اصطدمت في جدار انتفاضة الأقصى في 2992000م ,وبروز قوة الحركة الإسلامية (حماس والجهاد) واكتشاف أن فتح ليس لاعب سياسي قوي على الأرض رغم أن الرباعية الدولية قد أمدت السلطة بكل أشكال الدعم المادي والفني من اجل حماية مشروع أوسلو , ولكن ما النتيجة؟؟
عجزت السلطة الفلسطينية والنظام العربي عن حسم الصراع .
أن بروز القوة القتالية للحركة الإسلامية أعطاها زخما شعبيا وثقة عالية بفضل المقاومة وذلك من خلال العمليات استشهادية وإطلاق الصواريخ وتطوير بنية عسكرية مزعجة لإسرائيل ,إن إسرائيل وحلفائها من الفلسطينيون أكدوا بان المواجهة المباشرة مع الحركة الإسلامية لا يزيدها إلا صلابة وتحديا 0
انه مكر ألليل والنهار كما نجحت إسرائيل من إخراج فتح ومنظمة التحرير من دائرة الصراع وإفراغها من محتواها القتالي وتبني سياسة (السلام الخيار الاستراتيجي الوحيد ) وذلك بإلغاء ميثاق المنظمة عام 1999م , وإسقاط البندقية كخيار حر وواعي في المواجهة مع إسرائيل, هاهي اليوم تلتف إسرائيل ومن خلفها الرباعية الدولية وعرب الردة على إخراج حماس من حلبة الصراع تحت مسميات شتى وتبريرات كثيرة المهم إسرائيليا إسقاط البندقية المشرعة في وجه إسرائيل والأهم من ذلك كله هو توفير الأمن لإسرائيل أولا وأخيرا,وبالرغم من كل هذا مازالت حركة الجهاد الإسلامي متمترسة خلف خيار الجهاد والمقاومة شعارا وممارسة ,
4-ب- هجمات القاعدة على أمريكا 0
إن تنظيم القاعدة استطاع أن يمتد إلى أكثر من خمسين دولة في العالم وبهذا يكون قد خرج من طور الإقليمية ليمتد باتجاه العالمية ,وان امتداد القاعدة في الجزيرة العربية وامتداد الفكر الإسلامي السلفي الجهادي يهدد مصالح أمريكا النفطية في الجزيرة العربية , حيث أن شعار القاعدة ( اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) , في ظل عربدة وغطرسة أمريكا في المنطقة استطاعت مجموعات من القاعدة بضرب امريكا في عقر دارها مع العلم أن امريكا لم تضرب في الحرب العالمية الثانية على أراضيها ,إن هذه الهجمات لها مدلولها خاصة في عرف السياسة الأمريكية إنها لم تمس مصالح امريكا الخارجية فحسب بل هي ضربة في القلب .
نتيجة للسياسة الأمريكية المتغطرسة والسياسة الإسرائيلية الاستحواذية ألإحلاليه حدث خلل كبير في الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية تمثل 0
1- امن إسرائيل الداخلي مهدد من قبل المقاومة الفلسطينية .وتحديدا حماس والجهاد الإسلامي,وخارجيا التهديد النووي الإيراني .
2- مصالح امريكا النفطية في الجزيرة العربية والعراق أصبحت في مرمى نيران القاعدة 0
4-ج- الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط 0
الحل يكمن في رؤية جديدة قدمها بوش تحت أسماء مختلفة ولكن المضمون واحد (خارطة الطريق-رؤية بوش - الشرق الأوسط الكبير00000)
تعتمد رؤية بوش على عدة مفاهيم:
1- دمقرطة الأنظمة 0
2- تعزيز ثقافة المجتمع المدني(تنمية –تعليم –صحة -000) بعيدا عن السياسة والعسكرة0
3- احتكار التكنولوجيا والإعلام والنفط ( السلاح النووي الإيراني )0
4- محاربة الإرهاب (نزع سلاح المقاومة في فلسطين-لبنان-العراق)
5- تامين امن إسرائيل في العقدين القادمين على الأقل (تحطيم العراق –سوريا – إيران)وإزالة كل الإخطار المحدقة و المهددة لأمن لإسرائيل 0
6- تامين المصالح النفطية لأمريكا في المنطقة(قواعد أمريكية في السعودية والكويت وقطر واحتلال العراق)
انطلاقا من عجز النظام العرب وشيخوخته وفساده وتهديدات القاعدة ومصالح امريكا في المنطقة وتهديد أمن إسرائيل,
أصبح من الضروري والمفيد البحث عن حلفاء جدد لكي يتحقق الهدف الاستراتيجي للسياسة الأمريكية في المنطقة حماية ( النفط – إسرائيل ) , فكان واجب على بوش وإدارته أن يفتح باب الديمقراطية المحكوم بالسقف الأمريكي من بابه الأوسع لكي تفوز خيارات امريكا 0
1- أفغانستان –كرازي 2-العراق - طالباني
3- فلسطين- أبومازن 0
لكي لا تفقد امريكا السيطرة على خيوط المشهد السياسي في الشرق الأوسط لابد من استيعاب التغيرات من خلال البحث عن شركاء جدد وقيادة جديدة تخدم الأهداف السياسية لأمريكا
5- كيف يفكر الإخوان المسلمين:
إن التدرج والبراغماتية(المصلحة السياسية -) وتقاطع المصالح –والانتظار السلبي- والتأصيل الشرعي للمراحل-وتبرير العجز والفشل ركن أساسي في فكر الإخوان الذين لم يذوقوا طعم السلطة على مدار ثمان عقود من خلال نظرية ألبنا وفي هذه السنوات الطوال تعرضت الحركة للمد والجزر, بعد اغتيال حسن ألبنا وفي فترة المحنة أبان حكم عبد الناصر قامت الجماعة بالرحيل جزئيا إلى دول الخليج وقامت بادوار وظيفية شتى للبحث عن ساحة أمنة , منها التحالف مع السادات ضد القوميون والشيوعيون ومنها التحالف مع السعودية في قتال الروس على ارض أفغانستان والوقوف في وجه الثورة الإيرانية من خلال التنظير ضد الخمينية وتأجيل المقاومة في فلسطين والقدوم متأخرين لحقل المقاومة عام 1987م (بعد عشرين عاما من انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة )وللسياسة عام 2006 بعد (خمسة عشرة عاما من مؤتمر مدريد عام 1991م )
0 في الثلاث عقود الماضية كان واضحا أن الإخوان المسلمين أداه في يد السياسة الخارجية السعودية ويتحركون في عباءة السعودية (الأمريكية) 0
إن السعودية ربيبة أمريكا المتغطرسة وعرابة السياسة الأمريكية في المنطقة قامت بادوار تدميرية لأحلام الشعوب في الحرية والإنعتاق ,لقد قامت بتصفية مشروع عبد الناصر في اليمن ،ووقفت ضد الثورة الإيرانية من خلال دعم صدام حسين ثم انقلبت على صدام وأنزلت القوات الأمريكية على أراضيها في حفر الباطن ووقفت ضد الروس الملا حدة لصالح امريكا الكتابية وجندت الإخوان المسلمون لهذه المهمة وبدا الإخوان يدعون للمجاهدين على المنابر في فلسطين ( وغابت فلسطين حين ذاك عن العقل ألإخواني المتيم في حب الجهاد في أفغانستان) وحين عاد المجاهدون إلى أوطانهم كانت السجون في انتظارهم وقامت بالالتفاف على مشروع الترابي في السودان وأجهضت مشروعة الإسلامي المستنير(لأنة لم يكن مشروعا إخوانيا ولا وهابيا) ودعمت الحريري ذو الأجندة الأمريكية في التنمية والسياسة في لبنان , وفي فلسطين قامت بدعم الإخوان المسلمين في تأسيس الجامعة الإسلامية والمجمع الإسلامي في غزة تحت سلطة الحاكم العسكري الإسرائيلي الذي افرز فيم بعد حركة المقاومة الإسلامية- حماس التي حسمت الانتخابات لصالحها في 25/1/2006م 0
ترى أين تأخذنا السياسة السعودية في السنوات القادمة؟؟؟؟
وكيف ستوظف القضية الفلسطينية لصالح الإستراتيجية الأمريكية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟0
8- التيارات الإسلامية العالمية :
أ- الإخوان المسلمين :إن مشروع الإخوان لايعادي امريكا تحديدا بل هو متقاطع معها في مفاصل عديدة مالية وسياسية وان هذا المشروع لاستعدي الغرب وسياسته ولم يحاول إجهاض المصالح الأمريكية الغربية,إن المكون الفكري للإخوان إسلامي سني وسطي تبريري للواقع(مؤتمر الدعوة الجامعي الإسلامية 13/3/2006 م) 0
ب- المشروع الإيراني المعادي لأمريكا وإسرائيل ويمتد جغرافيا من غزة إلى كابول مرورا ببيروت ودمشق وبغداد وطهران,حيث أن إيران لم تعترف بإسرائيل وتهدد وجودها من خلال سعي إيران الحثيث لامتلاك القنبلة النووية التي تخشى إسرائيل أن تكون من نصيبها , إن المكونات الفكرية للمشروع الإيراني إسلامية شيعية ثورية مستقلة في القرار والتخطيط 0
ت- أما مشروع القاعدة الجهادي الذي يهدد مصالح امريكا وأنظمة (نواطير النفط وإسرائيل) فهو الأخطر لأنة يحمل فكر هجومي معادي للغرب وأما مكوناته الفكرية فهو إسلامي سني سلفي جهادي 0
8-الدور الوظيفي المطلوب من الإخوان في المنطقة 0
إن الإخوان المسلمين من ا كثر التيارات تنظيما في المنطقة العربية بعد إفلاس التيار القومي والوطني (العلماني) من القيم الثورية وفشلهما في تحقيق أحلام الوحدة والتحرير وبناء الدولة العربية الحديثة ,تبرز حركة الإخوان المسلمين المرشح الأقوى لقيادة المنطقة في ظل تراجع السياسة الأمريكية في المنطقة وإعادة الاصطفاف ضمن حلفاء إستراتيجيون جدد ومنظومة أمنية جديدة تؤمن إسرائيل في العقد القادم على الأقل ,إن سياسة تقاطع المصالح ليست عيبا وليست حراما في عرف الساسة , ومثالا على ذلك إن الإخوان المسلمين الذين يعتبرون الديمقراطية مذهبا كفريا (انظر مذاهب فكرية معاصرة –محمد قطب)يحتكمون لها وهي تقاطع عريض مع الفكر الغربي المستند لسلطة الشعب وليست حاكميه الله 0
المطلوب من الإخوان تمريره في المرحلة القادمة ثمنا لبقائهم في السلطة0
8-1 - قطع الطريق على التيار الإسلامي الجهادي المتمثل في القاعدة وتسفيه فكرة وإقامة الحجة الشرعية علية من خلال علماء حماس والإخوان في قطر (انظر المشاريع التي نفذتها حماس مع المؤسسات الأمريكيةTAMKEEN-USAID-CHF- في الجامعة الإسلامية) ومحاصرته جماهيريا وتطويقه (انظر المؤتمر المنعقد في الجامعة الإسلامية في تاريخ 13/3/2006م) لألا ينتشر فكر القاعدة في فلسطين وعندها يأخذ الصراع منحى عالمي وكارثي بمفهوم الشركاء الجدد0
8-2- توفير امن إسرائيل في العقد القادم من خلال هدنة أو تبرير منطقي أو تأصيل شرعي لهذه الهدنة (لا تنخدع في التبريرات أو الشعارات المقاومة المهم إسقاط البندقية الفلسطينية ميدانيا وهو مطلب إسرائيلي) انظر خارطة الطريق-تصدر القيادة الفلسطينية بيانا لا يقبل التأويل يعيد تأكيد حق إسرائيل بالعيش بسلام وامن ,ويدعو لوقف فوري للانتفاضة المسلحة وكافة أشكال العنف ضد الإسرائيليين) 0
8-3- كبح جماح الإسلاميين في الدول المحيطة مصر –سوريا-الأردن- لبنان واستيعابهما ضمن مفهوم التدرج ومفهوم وأعدوا عبر عمق الإخوان الموجود في هذه الدول (دول الطوق) والهروب بالصراع إلى الأمام وترحيلة إلى ظروف أفضل 0
8-4- الوقوف في وجه المشروع الإيراني ذو المذهب الشيعي (انظر إلى التحريض على الشيعة في مجلة جنات – الصادرة عن مركز الفجر –المقرب من حماس )حيث أن الإخوان يطمحون لحمل لواء السنة في العالم العربي وهذا سيوظف لدور اكبر للحد من الهلال الشيعي الذي حذر منة الملك الأردني عبدا لله الثاني 0
9-إلى أين؟
تكتيكيا سيقبل الإخوان المسلمين سياسة تقاطع المصالح مع الغرب في المنطقة , ولكن إلى أي مدى يصبح التكتيك إستراتيجية تمتد لسنوات وعقود والي أي مدى سيطوع الأخوان و يوظفون إلى التصدي للقوة الناهضة والمقاومة للوجود الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة بحجة حماية مصلحة الشعب الفلسطيني التي تأخذ شكلا مطاطيا وبحجة حماية المشروع الإسلامي –الخلافة 0
إن برنامج الإخوان يتكلم عن الانتقال من الحكم الجبري إلي الخلافة الإسلامية وهو انتقال دموي عنيف كما حدث في المراحل السابقة فهل سينجح الإخوان في هذه النقلة البعيدة 0
أما الدول العربية المحيطة لفلسطين ستخوض عملية ديمقراطية مامركة في العنوان والمحتوى وسيتقدم الإخوان في هذه الدول ويشكلون حكومات مع عواجيز الأنظمة الدكتاتورية-أعداء ألامس شركاء اليوم 0
سيقود الإخوان المسلمين المنطقة لحقبة زمنية قد تستمر إلى عقدين من الزمان , ظهور نجم الإخوان على المسرح السياسي العربي ليست مرحلة –(بطالة 6 أشهر) كما يتوهم البعض ويتمنى بل هي حقبة زمنية ستمتد لعقدين على الأقل و تأتي في سياق تبادل وانزياح المواقع(قوميون –وطنيون-إسلاميون) في السياسة العربية ذات السقف الأمريكي الغربي والآن جاء دور الإسلاميين لقيادة المنطقة 0
10- إلى متى؟
إن حضور الإخوان سيبدأ ويشدن لمرحلة جديدة في وعي امتنا وستأخذ المنافسة بين الإسلاميين أنفسهم وليست بين إسلامي وعلماني ,بل سيأخذ التنافس موجة جديدة من الجدل بين
إسلامي سني وإسلامي شيعي
إسلامي وسطي و إسلامي سلفي
إسلامي جهادي وإسلامي متامرك
هذه الثنائيات ستبدأ بشكل واضح في السنوات القادمة وسيبدأ دور الأحزاب والمنظمات اليسارية والعلمانية بالتراجع والانزياح من دائرة التأثير السياسي والجماهيري ,في هذه الحقبة ألإخوانية لا يكون النزاع بين الفاسد والصالح بل سيكون المنافسة بين الصالح والأصلح سيكون الجدل بين من اخذ بالرخصة وبين من اخذ بالعزيمة وسيكون لفلسطين نصيب الأسد من هذا الجدل الفكري والفقهي وكيف لا وهي مرشحة للخلافة 0
الخلاصة
إن تطويع واستيعاب الإخوان المسلمين لتمرير السياسة الأمريكية في المنطقة سيكون حتمي وبديهي والأمثلة واضحة 0
1- الإخوان في أفغانستان 0
2- الحزب الإسلامي في العراق 0
3- حماس في فلسطين 0
وأخيرا نقول أن بداية حكم الإسلاميين (المنقوص)سيبدأ في المنطقة وتحديدا في فلسطين ومحيطها وهي حقبة تمتد لعقدين على الأقل 0
انطلق قطار الإخوان ذو الرأس الحمساوي من فلسطين عبر العواصم العربية على السكة الأمريكية باتجاه الشرق الوسط الكبير فهل سيصل إلى القدس إنها مغامر ة كبرى من الإخوان المسلمين للتحرك في العصر الامريكي0
إن سياسة تقاطع المصالح غير أمينة للوصول إلى الأهداف النبيلة
أين صدام حليف الأمريكان في وجه إيران ؟
أين عرفات حليف الأمريكان ضد حماس ؟
ما أعظمك يا رسول الله عندما رصدت حركة التاريخ الإسلامي في نبوءة الوعي القرآني المتمثل في فهم وتفسير التاريخ وإدراك الواقع بجميع أبعادة واستلهام المستقبل في رؤية إسلامية واعدة .
ذكر الإمام احمد بن حنبل في مسندة حديث صحيح عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنة قال :قال رسول الله صلى الله علية وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
مازالت حقبة الحكم الجبري الدكتاتوري التي دشنها الشريف حسين –السير مكماهون من خلال اتفاقية سان ريمو في 1921 م ,تتحرك تحت عنوان حفر في الواقع وفي الذاكرة (الحاكم العربي فاقد للشرعية الشعبية )بل تجد الحاكم يستمد شرعيته من خلال المحتل وأعداء الأمة ,إن الشريف حسين الذي تحالف مع بريطانيا من اجل القيام بالثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية وبالمقابل يأخذ حكم الجزيرة العربية والعراق وسوريا وشرق الأردن له ولذريته من بعدة , وتأكيدا لهذا التوجه فان العائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن امتداد لسان ريمو نصا وروحا .ما أشبة اليوم بالأمس وكأننا نؤكد استمرار حقبة الحكم الجبري بعد ثمان عقود خلت من عمر امتنا أثخن فيها جسد وقلب الأمة بالجراح والنكبات , حيث أصبح الحاكم العربي دمية فارغة يتحرك كيفما شاء الغرب وأعداء الأمة وانظر إلى الانتخابات التي تجري تحت حراب المحتلين في أفغانستان والعراق وفلسطين _(كرازي –طالباني - عباس) .
ما بعد سقوط الخلافة الإسلامية في 1923 ظهرت في الأمة ثلاث تيارات رئيسية (القومي الاشتراكي–الوطني العلماني -الإسلامي السياسي ) جاءت ردا طبيعيا لملء الفراغ الفكري والسياسي في العالم العربي,أخذت هذه التيارات تتناوب في شكل تدافعي دموي (استئصال )وشكل أخر(استيعاب) وتحركت هذه التيارات لقيادة الأمة تأريخيا وبشكل تتابع زمني (قومي –وطني –إسلامي) .
2- المرحلة القومية
في غفلة من امتنا كانت القوى الاستعمارية بريطانيا وفرنسا تقتسمان العالم العربي في الاتفاق الودي سنة 1904 م , و بمجرد أن أسقطت دولة الخلافة فرض الانتداب على العالم العربي والاستعمار العسكري ,في هذه الفترة كان الحس القومي العربي على أشدة ,حيث هبت رياح التغيير القومي من أوروبا التي تمجد القوميات , وفعلا تأثرت المنطقة العربية بالثقافة الغربية ذات المضمون (التغريبي القومي) وبهذا أخرجت الثقافة الإسلامية من دائرة التأثير السياسي والجماهيري .
إن مرحلة العمل الثوري القومي ضد الاستعمار بدأت في الأربعينات وعلى اثر هذه الثورات قرر الاستعمار الانسحاب عسكريا وإحكام قبضته سياسيا واقتصاديا وفكريا على المنطقة العربية .وأصبحت تؤسس أنظمة عربية ثورية على المفهوم القومي كان أبرزها مشروع عبد الناصر الذي تبنى القضية الفلسطينية تحت شعار (الوحدة العربية طريق التحرير لفلسطين) ,إن هذا المشروع وصل إلى طريق مسدود عند ما سددت إسرائيل ضربات موجعة إلي مشروع عبد الناصر والأمة العربية في حرب 1967م في هذه المرحلة انتهى تعليق الآمال على العمل القومي الثوري الذي توج بسلب الأرض العربية وزرع الاستيطان في أرضنا والمرارة في قلوبنا وبهذا يكون القوميون العرب وقومية عبدا لناصر يتجهون نحو الإجابة عن أسباب الهزيمة فأقبلت التيارات السياسية في الجدل الفكري والسياسي .الذي تمخض عن تشكيل القوميون العرب للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , وقومية عبد الناصر اندفعت لتتبني القضية الفلسطينية من خلال حركة فتح وبهذا يكون القوميون يتراجعون خطوة عن القضية الفلسطينية ,
3-المرحلة الوطنية:
كما نعرف أن الأمة العربية تعمل سياسيا بردة الفعل ,فبعد هزيمةحزيران1967 ارتد العرب عن كثير من المفاهيم القومية والفكرية ومن ضمن هذه الارتدادات التخلي عن القضية الفلسطينية كأولوية في الفكر والممارسة العربية , ورفع شعار آنذاك (التحرير طريق العودة) وكان هذا الشعار يحمل مدلول إيديولوجي واستهلال لمرحلة القطرية في مسيرة الأمة وبشكل موازى رفع فيه شعار أخر (عدم تدخل الدول العربية في الشئون الداخلية للدول الأخرى) وأصبحت الذات القطرية (الوطنية) والحدود الجغرافية والعلم الوطني مقدسات عليا,والشعوب مستعبدة بأنظمة دكتاتورية جاءت في شكل انقلابات عسكرية وصعد إلى الحكم الجنرالات والعسكريين وأسست الدولة العربية الأمنية التي اتخذت من فرعون وهامان مثلا أعلى فتخذت الاستبداد واحتكار السلطة منهجا ومن العنف والإقصاء وسيلة للتعامل مع الخصوم والمعارضين,
تزامنت هذه الفترة بفتح الجيوب الاستعمارية و الخلافات الحدودية وبرزت الصراعات العربية -العربية التي استنفذت مقدرات الأمة في معارك هامشية لاطائل من وراءها ,إن صعود العسكريين إلى السلطة واتفاقية كامب ديفيد عنونة لمرحلة جديدة هي الاعتراف بإسرائيل سرا وعلانية وحماية امن إسرائيل ,إن هذه الأنظمة التي رعتها وزودتها الولايات المتحدة الأمريكية بكل السبل والإمكانيات لكي تصبح أكثر دكتاتورية وأكثر حرصا على امن إسرائيل ,لقد أمنت هذه الأنظمة امن إسرائيل على مدار أربعة عقود من خلال الاتفاقات أو تأجيل المواجهة مع إسرائيل و في نهاية القرن العشرين وصل النظام القطري(الوطني)إلى مرحلة الشيخوخة على المستوى الداخلي حيث فكر كثير من الأنظمة الجمهورية توريث الحكم كما حصل في سوريا , وتوريث الملك كما حصل في المغرب والأردن وقطر, ويعد سيف الإسلام ليرث ألقذافي في ليبيا واحمد علي عبدا لله صالح ليرث والدة في اليمن وجمال مبارك في مصر,و وعلي المستوى الدولي برزت مفاهيم جديدة عن العولمة والأصولية الإسلامية وصراع الحضارات ومفهوم الشرق الأوسط الكبير
والاعتداءات على أمريكا في 11 9 2001م التي نفذها تنظيم القاعدة واندلاع انتفاضة الأقصى 2992000م التي جاءت ردا طبيعيا على أوهام السلام والدولة وأوهام السيادة و التعايش في فلسطين ,كل هذه التعقيدات جعلت أمريكا وسياساتها وجها لوجه مع شعوب المنطقة مما دعى********* إلى تدخل عسكري أمريكي مباشر لحماية امن إسرائيل وحماية مصالحها النفطية في الخليج والعراق 0
إن الراعي الأمريكي الذي رعي الدكتاتوريات في العالم العربي في الأربعة عقود الماضية هو نفسه الذي يرعى الديمقراطية ,انه يبحث عن حليف جديد وقوي لكي يؤمن مصالحة النفطية ويؤمن أمن إسرائيل في الثلاث عقود القادمة على الأقل .
4- تحديات كبيرة والحاجة لإستراتيجية جديدة :
4 - أ – فشل عملية السلام في الشرق الأوسط 0
لقد استطاعت إسرائيل في الثلاث عقود الأخيرة بتامين حدودها مع الدول العربية وأخرجت العديد من الدول العربية من دائرة الصراع عبر الاتفاقات بين الطرفين.
1- مصر اتفاق كامب ديفيد 1979م 0
2-الأردن اتفاق وادي عربة1996م 0
3-لبنان اتفاق نيسان 0
4-سوريا (تركة رابين)0
5-فلسطين اتفاق اوسلو1993م 0
استطاعت إسرائيل أن تؤمن نفسها داخليا وخارجيا ولكن أوهام السلام ألأوسلوي اصطدمت في جدار انتفاضة الأقصى في 2992000م ,وبروز قوة الحركة الإسلامية (حماس والجهاد) واكتشاف أن فتح ليس لاعب سياسي قوي على الأرض رغم أن الرباعية الدولية قد أمدت السلطة بكل أشكال الدعم المادي والفني من اجل حماية مشروع أوسلو , ولكن ما النتيجة؟؟
عجزت السلطة الفلسطينية والنظام العربي عن حسم الصراع .
أن بروز القوة القتالية للحركة الإسلامية أعطاها زخما شعبيا وثقة عالية بفضل المقاومة وذلك من خلال العمليات استشهادية وإطلاق الصواريخ وتطوير بنية عسكرية مزعجة لإسرائيل ,إن إسرائيل وحلفائها من الفلسطينيون أكدوا بان المواجهة المباشرة مع الحركة الإسلامية لا يزيدها إلا صلابة وتحديا 0
انه مكر ألليل والنهار كما نجحت إسرائيل من إخراج فتح ومنظمة التحرير من دائرة الصراع وإفراغها من محتواها القتالي وتبني سياسة (السلام الخيار الاستراتيجي الوحيد ) وذلك بإلغاء ميثاق المنظمة عام 1999م , وإسقاط البندقية كخيار حر وواعي في المواجهة مع إسرائيل, هاهي اليوم تلتف إسرائيل ومن خلفها الرباعية الدولية وعرب الردة على إخراج حماس من حلبة الصراع تحت مسميات شتى وتبريرات كثيرة المهم إسرائيليا إسقاط البندقية المشرعة في وجه إسرائيل والأهم من ذلك كله هو توفير الأمن لإسرائيل أولا وأخيرا,وبالرغم من كل هذا مازالت حركة الجهاد الإسلامي متمترسة خلف خيار الجهاد والمقاومة شعارا وممارسة ,
4-ب- هجمات القاعدة على أمريكا 0
إن تنظيم القاعدة استطاع أن يمتد إلى أكثر من خمسين دولة في العالم وبهذا يكون قد خرج من طور الإقليمية ليمتد باتجاه العالمية ,وان امتداد القاعدة في الجزيرة العربية وامتداد الفكر الإسلامي السلفي الجهادي يهدد مصالح أمريكا النفطية في الجزيرة العربية , حيث أن شعار القاعدة ( اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) , في ظل عربدة وغطرسة أمريكا في المنطقة استطاعت مجموعات من القاعدة بضرب امريكا في عقر دارها مع العلم أن امريكا لم تضرب في الحرب العالمية الثانية على أراضيها ,إن هذه الهجمات لها مدلولها خاصة في عرف السياسة الأمريكية إنها لم تمس مصالح امريكا الخارجية فحسب بل هي ضربة في القلب .
نتيجة للسياسة الأمريكية المتغطرسة والسياسة الإسرائيلية الاستحواذية ألإحلاليه حدث خلل كبير في الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية تمثل 0
1- امن إسرائيل الداخلي مهدد من قبل المقاومة الفلسطينية .وتحديدا حماس والجهاد الإسلامي,وخارجيا التهديد النووي الإيراني .
2- مصالح امريكا النفطية في الجزيرة العربية والعراق أصبحت في مرمى نيران القاعدة 0
4-ج- الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط 0
الحل يكمن في رؤية جديدة قدمها بوش تحت أسماء مختلفة ولكن المضمون واحد (خارطة الطريق-رؤية بوش - الشرق الأوسط الكبير00000)
تعتمد رؤية بوش على عدة مفاهيم:
1- دمقرطة الأنظمة 0
2- تعزيز ثقافة المجتمع المدني(تنمية –تعليم –صحة -000) بعيدا عن السياسة والعسكرة0
3- احتكار التكنولوجيا والإعلام والنفط ( السلاح النووي الإيراني )0
4- محاربة الإرهاب (نزع سلاح المقاومة في فلسطين-لبنان-العراق)
5- تامين امن إسرائيل في العقدين القادمين على الأقل (تحطيم العراق –سوريا – إيران)وإزالة كل الإخطار المحدقة و المهددة لأمن لإسرائيل 0
6- تامين المصالح النفطية لأمريكا في المنطقة(قواعد أمريكية في السعودية والكويت وقطر واحتلال العراق)
انطلاقا من عجز النظام العرب وشيخوخته وفساده وتهديدات القاعدة ومصالح امريكا في المنطقة وتهديد أمن إسرائيل,
أصبح من الضروري والمفيد البحث عن حلفاء جدد لكي يتحقق الهدف الاستراتيجي للسياسة الأمريكية في المنطقة حماية ( النفط – إسرائيل ) , فكان واجب على بوش وإدارته أن يفتح باب الديمقراطية المحكوم بالسقف الأمريكي من بابه الأوسع لكي تفوز خيارات امريكا 0
1- أفغانستان –كرازي 2-العراق - طالباني
3- فلسطين- أبومازن 0
لكي لا تفقد امريكا السيطرة على خيوط المشهد السياسي في الشرق الأوسط لابد من استيعاب التغيرات من خلال البحث عن شركاء جدد وقيادة جديدة تخدم الأهداف السياسية لأمريكا
5- كيف يفكر الإخوان المسلمين:
إن التدرج والبراغماتية(المصلحة السياسية -) وتقاطع المصالح –والانتظار السلبي- والتأصيل الشرعي للمراحل-وتبرير العجز والفشل ركن أساسي في فكر الإخوان الذين لم يذوقوا طعم السلطة على مدار ثمان عقود من خلال نظرية ألبنا وفي هذه السنوات الطوال تعرضت الحركة للمد والجزر, بعد اغتيال حسن ألبنا وفي فترة المحنة أبان حكم عبد الناصر قامت الجماعة بالرحيل جزئيا إلى دول الخليج وقامت بادوار وظيفية شتى للبحث عن ساحة أمنة , منها التحالف مع السادات ضد القوميون والشيوعيون ومنها التحالف مع السعودية في قتال الروس على ارض أفغانستان والوقوف في وجه الثورة الإيرانية من خلال التنظير ضد الخمينية وتأجيل المقاومة في فلسطين والقدوم متأخرين لحقل المقاومة عام 1987م (بعد عشرين عاما من انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة )وللسياسة عام 2006 بعد (خمسة عشرة عاما من مؤتمر مدريد عام 1991م )
0 في الثلاث عقود الماضية كان واضحا أن الإخوان المسلمين أداه في يد السياسة الخارجية السعودية ويتحركون في عباءة السعودية (الأمريكية) 0
إن السعودية ربيبة أمريكا المتغطرسة وعرابة السياسة الأمريكية في المنطقة قامت بادوار تدميرية لأحلام الشعوب في الحرية والإنعتاق ,لقد قامت بتصفية مشروع عبد الناصر في اليمن ،ووقفت ضد الثورة الإيرانية من خلال دعم صدام حسين ثم انقلبت على صدام وأنزلت القوات الأمريكية على أراضيها في حفر الباطن ووقفت ضد الروس الملا حدة لصالح امريكا الكتابية وجندت الإخوان المسلمون لهذه المهمة وبدا الإخوان يدعون للمجاهدين على المنابر في فلسطين ( وغابت فلسطين حين ذاك عن العقل ألإخواني المتيم في حب الجهاد في أفغانستان) وحين عاد المجاهدون إلى أوطانهم كانت السجون في انتظارهم وقامت بالالتفاف على مشروع الترابي في السودان وأجهضت مشروعة الإسلامي المستنير(لأنة لم يكن مشروعا إخوانيا ولا وهابيا) ودعمت الحريري ذو الأجندة الأمريكية في التنمية والسياسة في لبنان , وفي فلسطين قامت بدعم الإخوان المسلمين في تأسيس الجامعة الإسلامية والمجمع الإسلامي في غزة تحت سلطة الحاكم العسكري الإسرائيلي الذي افرز فيم بعد حركة المقاومة الإسلامية- حماس التي حسمت الانتخابات لصالحها في 25/1/2006م 0
ترى أين تأخذنا السياسة السعودية في السنوات القادمة؟؟؟؟
وكيف ستوظف القضية الفلسطينية لصالح الإستراتيجية الأمريكية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟0
8- التيارات الإسلامية العالمية :
أ- الإخوان المسلمين :إن مشروع الإخوان لايعادي امريكا تحديدا بل هو متقاطع معها في مفاصل عديدة مالية وسياسية وان هذا المشروع لاستعدي الغرب وسياسته ولم يحاول إجهاض المصالح الأمريكية الغربية,إن المكون الفكري للإخوان إسلامي سني وسطي تبريري للواقع(مؤتمر الدعوة الجامعي الإسلامية 13/3/2006 م) 0
ب- المشروع الإيراني المعادي لأمريكا وإسرائيل ويمتد جغرافيا من غزة إلى كابول مرورا ببيروت ودمشق وبغداد وطهران,حيث أن إيران لم تعترف بإسرائيل وتهدد وجودها من خلال سعي إيران الحثيث لامتلاك القنبلة النووية التي تخشى إسرائيل أن تكون من نصيبها , إن المكونات الفكرية للمشروع الإيراني إسلامية شيعية ثورية مستقلة في القرار والتخطيط 0
ت- أما مشروع القاعدة الجهادي الذي يهدد مصالح امريكا وأنظمة (نواطير النفط وإسرائيل) فهو الأخطر لأنة يحمل فكر هجومي معادي للغرب وأما مكوناته الفكرية فهو إسلامي سني سلفي جهادي 0
8-الدور الوظيفي المطلوب من الإخوان في المنطقة 0
إن الإخوان المسلمين من ا كثر التيارات تنظيما في المنطقة العربية بعد إفلاس التيار القومي والوطني (العلماني) من القيم الثورية وفشلهما في تحقيق أحلام الوحدة والتحرير وبناء الدولة العربية الحديثة ,تبرز حركة الإخوان المسلمين المرشح الأقوى لقيادة المنطقة في ظل تراجع السياسة الأمريكية في المنطقة وإعادة الاصطفاف ضمن حلفاء إستراتيجيون جدد ومنظومة أمنية جديدة تؤمن إسرائيل في العقد القادم على الأقل ,إن سياسة تقاطع المصالح ليست عيبا وليست حراما في عرف الساسة , ومثالا على ذلك إن الإخوان المسلمين الذين يعتبرون الديمقراطية مذهبا كفريا (انظر مذاهب فكرية معاصرة –محمد قطب)يحتكمون لها وهي تقاطع عريض مع الفكر الغربي المستند لسلطة الشعب وليست حاكميه الله 0
المطلوب من الإخوان تمريره في المرحلة القادمة ثمنا لبقائهم في السلطة0
8-1 - قطع الطريق على التيار الإسلامي الجهادي المتمثل في القاعدة وتسفيه فكرة وإقامة الحجة الشرعية علية من خلال علماء حماس والإخوان في قطر (انظر المشاريع التي نفذتها حماس مع المؤسسات الأمريكيةTAMKEEN-USAID-CHF- في الجامعة الإسلامية) ومحاصرته جماهيريا وتطويقه (انظر المؤتمر المنعقد في الجامعة الإسلامية في تاريخ 13/3/2006م) لألا ينتشر فكر القاعدة في فلسطين وعندها يأخذ الصراع منحى عالمي وكارثي بمفهوم الشركاء الجدد0
8-2- توفير امن إسرائيل في العقد القادم من خلال هدنة أو تبرير منطقي أو تأصيل شرعي لهذه الهدنة (لا تنخدع في التبريرات أو الشعارات المقاومة المهم إسقاط البندقية الفلسطينية ميدانيا وهو مطلب إسرائيلي) انظر خارطة الطريق-تصدر القيادة الفلسطينية بيانا لا يقبل التأويل يعيد تأكيد حق إسرائيل بالعيش بسلام وامن ,ويدعو لوقف فوري للانتفاضة المسلحة وكافة أشكال العنف ضد الإسرائيليين) 0
8-3- كبح جماح الإسلاميين في الدول المحيطة مصر –سوريا-الأردن- لبنان واستيعابهما ضمن مفهوم التدرج ومفهوم وأعدوا عبر عمق الإخوان الموجود في هذه الدول (دول الطوق) والهروب بالصراع إلى الأمام وترحيلة إلى ظروف أفضل 0
8-4- الوقوف في وجه المشروع الإيراني ذو المذهب الشيعي (انظر إلى التحريض على الشيعة في مجلة جنات – الصادرة عن مركز الفجر –المقرب من حماس )حيث أن الإخوان يطمحون لحمل لواء السنة في العالم العربي وهذا سيوظف لدور اكبر للحد من الهلال الشيعي الذي حذر منة الملك الأردني عبدا لله الثاني 0
9-إلى أين؟
تكتيكيا سيقبل الإخوان المسلمين سياسة تقاطع المصالح مع الغرب في المنطقة , ولكن إلى أي مدى يصبح التكتيك إستراتيجية تمتد لسنوات وعقود والي أي مدى سيطوع الأخوان و يوظفون إلى التصدي للقوة الناهضة والمقاومة للوجود الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة بحجة حماية مصلحة الشعب الفلسطيني التي تأخذ شكلا مطاطيا وبحجة حماية المشروع الإسلامي –الخلافة 0
إن برنامج الإخوان يتكلم عن الانتقال من الحكم الجبري إلي الخلافة الإسلامية وهو انتقال دموي عنيف كما حدث في المراحل السابقة فهل سينجح الإخوان في هذه النقلة البعيدة 0
أما الدول العربية المحيطة لفلسطين ستخوض عملية ديمقراطية مامركة في العنوان والمحتوى وسيتقدم الإخوان في هذه الدول ويشكلون حكومات مع عواجيز الأنظمة الدكتاتورية-أعداء ألامس شركاء اليوم 0
سيقود الإخوان المسلمين المنطقة لحقبة زمنية قد تستمر إلى عقدين من الزمان , ظهور نجم الإخوان على المسرح السياسي العربي ليست مرحلة –(بطالة 6 أشهر) كما يتوهم البعض ويتمنى بل هي حقبة زمنية ستمتد لعقدين على الأقل و تأتي في سياق تبادل وانزياح المواقع(قوميون –وطنيون-إسلاميون) في السياسة العربية ذات السقف الأمريكي الغربي والآن جاء دور الإسلاميين لقيادة المنطقة 0
10- إلى متى؟
إن حضور الإخوان سيبدأ ويشدن لمرحلة جديدة في وعي امتنا وستأخذ المنافسة بين الإسلاميين أنفسهم وليست بين إسلامي وعلماني ,بل سيأخذ التنافس موجة جديدة من الجدل بين
إسلامي سني وإسلامي شيعي
إسلامي وسطي و إسلامي سلفي
إسلامي جهادي وإسلامي متامرك
هذه الثنائيات ستبدأ بشكل واضح في السنوات القادمة وسيبدأ دور الأحزاب والمنظمات اليسارية والعلمانية بالتراجع والانزياح من دائرة التأثير السياسي والجماهيري ,في هذه الحقبة ألإخوانية لا يكون النزاع بين الفاسد والصالح بل سيكون المنافسة بين الصالح والأصلح سيكون الجدل بين من اخذ بالرخصة وبين من اخذ بالعزيمة وسيكون لفلسطين نصيب الأسد من هذا الجدل الفكري والفقهي وكيف لا وهي مرشحة للخلافة 0
الخلاصة
إن تطويع واستيعاب الإخوان المسلمين لتمرير السياسة الأمريكية في المنطقة سيكون حتمي وبديهي والأمثلة واضحة 0
1- الإخوان في أفغانستان 0
2- الحزب الإسلامي في العراق 0
3- حماس في فلسطين 0
وأخيرا نقول أن بداية حكم الإسلاميين (المنقوص)سيبدأ في المنطقة وتحديدا في فلسطين ومحيطها وهي حقبة تمتد لعقدين على الأقل 0
انطلق قطار الإخوان ذو الرأس الحمساوي من فلسطين عبر العواصم العربية على السكة الأمريكية باتجاه الشرق الوسط الكبير فهل سيصل إلى القدس إنها مغامر ة كبرى من الإخوان المسلمين للتحرك في العصر الامريكي0
إن سياسة تقاطع المصالح غير أمينة للوصول إلى الأهداف النبيلة
أين صدام حليف الأمريكان في وجه إيران ؟
أين عرفات حليف الأمريكان ضد حماس ؟
تعليق