الاقصى الجريح الحزين

[ابو عدي المهاجر]

بسم الله الرحمن الرحيم
في ساعة غروب استيقظ الطائر الكئيب من داخل سجنه
متحديا جبروت الصخور العتيدة
واثناء ذهابه الى مناه لاقى وردة على الطريق
فامسك بها وتاملها فاحس بالمها المبتور
فحزن كثيرا على رحيلها
وفي ليلة ظلماء والقمر المنير
يضج صوت الصراخ من كل مكان
فذهب مسرعا ليتفقد سجنه
فوجد رسالة مفادها
انا الحزينة الاليمة السجينة
انا الشمعة التى تعلقت بالهواء بلا سيقان وارجل
انا الشحيحة الشابة التى احرقت مرتين
مرة من الاعداء ومرة من ابائي وابنائي
عندما تخلو عني وذهبوا وتركوني
وحيدة احترق من نفسي
فصرخت باعلى صوتي اين نخوة عمر وعمرو
وصلاح الدين اين عماد الدين
وقطز اين انتم يا مسلمين
يا نخوة المعتصم والقعقاع
ويا نخوة المثنى والحارث
لماذا تركتوني اموت وانا شابة
لماذا لم تدافعو عني
لماذا الخوف والذعر
الم تسمعو صراخي والمي
انا الان اناديكم باعلى صوتي
فاين انتم
فخرج الطائر الكئيب من كئبه وحزنه
وحلق في سماء الجو الرحيب
ومتشق سلاحه وودع سجنه
وقال اليوم يوم الوفاء
اليوم يوم اللقاء عند رب السماء
في جنة عدن فيها حوراء حسناء
وفي الطريق وعلى اعتابها
نادى باعلى صوته لبيك لبيك
وفاضت روحه الى بارئها عندما
سقى بدمه عتاباتها الحزينة
فتبسمت منه وقالت
اليك السلام
والى الان انادي من يفديني
ويدافع عن عرضي الذي ينتهك صباح مساء
فاين انتم يا مسلمون
رسالة من الاقصى الجريح الحزين

اخوكم ابو معاذ المهاجر
ولا تنسونا من دعواتكم