إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة إلى أسامة ... [حسين بن محمود] 29 شوال 1429هـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة إلى أسامة ... [حسين بن محمود] 29 شوال 1429هـ

    رسالة إلى أسامة ... [حسين بن محمود] 29 شوال 1429هـ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    رسالة إلى أسامة

    إلى أمير المجاهدين وقرة عين الموحدين قاهر الصليبيين ومرهب اليهود والمرتدين : أسد الإسلام أبي عبد الله أسامة بن محمد بن لادن حفظه الله ورعاه ..

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. وبعد ..

    نبثّ إليكم خالص المحبة وغزير الشوق من نواة القلب ممزوجة بعطر الإجلال وصافي الإكبار لما أسرْتُم من قلوب المسلمين الأخيار في سائر الأمصار ..

    شيخينا الحبيب ..

    لي ابنة صغيرة – لا زالت تبكي ذكريات فطامها - كلما رأتني جالساً على جهاز الحاسوب مشت نحوي بخطواتها المتقاربة يكللها وقار برائتها الطفولية لترمقني بأجمل عينين رأتهما عيني ، وتقول بكل هدوء وقد علت وجهها ابتسامة تأسر القلب وتسلب الُّلب : أبي ، أريد أن أرى عمي أسامة !!

    هكذا ، دون مقدمات .. "أريد أن أرى عمي أسامة" .. أنا مشغول الآن يا ابنتي ، فتعيد عليّ الكرّة التي لا تعرف الفرّة : أريد أن أرى عمي أسامة .. أعمد إلى بعض الأناشيد الصوتية التي في الجهاز لأُلهيها ، فتبقى برهة من الزمن تحاول إدراك ما تغيّر ، ثم تسأل : أين عمي أسامة !!

    يا بُنيَّتي : أنا مشغول.. فتهجم عليّ بقلب الإلحاح ، وجناحي الصراخ ، وتنقضّ عليّ بنبرة صوت شغوف : "أريد عمي أسامة" !!

    بعد إلحاح وإصرار ، وتحت وطأة القهر الطفولي ، والجبروت العفوي ، وتحت طلقات الدموع وإرهاب الوجه المكفهر : أستسلم للأمر وأقوم بتشغيل مقطوعات تظهرون فيها ، فإذا هي ساكنة مبتسمة تشير إلى الجهاز بأصابعها اللطيفة مصرّحة بتصريحات يعجز عنها كبار ساسة الأرض : عمي أسامة ، عمي أسامة !!

    لا تهدأ حتى تمر الدقائق وتستبق بفرحتها الوقت ، فينتهي المقطع ، وتغيب الصورة لتترجّل بعدها من على رجلي وتذهب فرحة مبتهجة بما نالت من غنيمة ..

    هذه ابنتي شيخنا الحبيب ، ولو حدثتك عن العجوز التي تبتهل بالدعاء إلى الله كلما سمعت اسمك ، وتتضرع إلى الله كلما رأت صورتك أن يحفظك الله ويرعاك ويبقيك شوكة في حلوق جميع أعداءك ، لحدَّثتك بالعجب !! لم أسمعها قط في حياتي تدعوا لإبنها المسكين مثلما تدعوا لكم ، حتى بلغ الأمر أن كلمتها مرّة وقلت لها : ما أراك تدعين لي مثلما تدعين لأسامة ، فقالت : وهل أنت أسامة !!

    مواقف نمرّ بها مع أهلنا وجيراننا وأصدقائنا وأقربائنا وكل من نلقى من المسلمين في حياتنا اليومية تحدثنا بخبر عجيب وأمر عجزت العقول أن تدرك كنهه وتأتي على مداركه .. أي شيء هذا "أسامة" الذي ملك على الناس قلوبهم ، وتربع على عرش وجدانهم ، ما هذا "الأسامة" الذي يقول فيه رجل صيني بوذي : "لو كان أسامة فينا لصنعنا له تمثالاً ، ولعبدناه" !!

    لا إله إلا الله ..

    إن من غريب ما رأينا : إنفاق الكفار والمرتدين كرائم أموالهم (مئات المليارات) ، وجل أوقاتهم ليصدوا الناس عنكم فتأتيهم رياح الإخلاص لتبعثر أوراقهم ، فيجن جنونهم {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (الأنفال : 36) .. لقد – والله – رأينا الحسرة في أعينهم ، وإنقلاب مكرهم عليهم ليتحقق فيهم ثلثي الآية ، والله كفيل بالثلث الأخير ..

    يحدثني أخ عن خَبَره فيقول : كنت ممن تأثر بالدعايات الرسمية والإعلام الصليبي ، وفي يوم من الأيام ظهر الشيخ أسامة – حفظه الله – على شاشة التلفاز ، فأبدلت القناة ، وإذا أمي تقول : دعنا يا بني نسمع ما يقول أسامة .. قلت لها : يا أمي هذا كذا وهذا كذا ، فوالله ما أن سمعت العجوز هذه الكلمات حتى احمر وجهها ، وعلا صوتها ، وسمعت منها ما لم أسمع من قبل !! يقول : بعد هذه الحادثة الغريبة عرفت أن في الرجل سر لم أكن أعرفه ، وبحثت وتحرّيت حتى علمت يقينا أنه على حق ، وأخذت بعدها أعتذر لأمي وأطيّب خاطرها حتى رضيت عني بعد مدة ، ومع بعض التحفّظ !!

    هذه الحوادث ليست استثنائية ، بل لها أخوات كثيرات تَحقَّق فيهن قول الله تعالى {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (الأنبياء : 18) ..

    رغم قلة اكتحال أعيننا برؤيتكم ، إلا أن حضوركم مُشاهد في حياة الناس ، وحتى الذين يذكرونكم في مجالسهم العامة بسوء – لخوفهم الرقيب - يستغفرون الله بعدها ويدعون لكم عن ظهر الغيب ، فأنتم بين إهداء حسنات وكسب دعوات ، ولله الفضل والحمد والمنّة ..

    لا أعرف في حيّنا ولا في غيره شيخاً إلًا ويقدّمك على أبناءه ، ولا أعرف عجوزاً سمعتُ خبرها إلًا وتفديك بفلذات أكبادها ، فليهنك حب المسلمين أبا عبد الله ، وليهنك القبول في الأرض ، نسأل الله أن تكون عنده مقبولا ..

    إنما بعثت لك بهذه الكلمات القليلة لتعلم أني أحبّك في الله ، فقد بلغنا عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال "إذا أحب الرجل أخاه ، فليُخبره أنه يحبّه" (رواه أبو داود والترمذي وصححه) ، وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فمرَّ رجل به فقال : يا رسول الله أني لأحب هذا . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "أأعلمتَه" ؟ قال : لا . قال : "أعْلمه" ، فلحقه ، فقال : إني أحبك في الله . فقال : أحبَّك الذي أحببتني له . (رواه أبو داود بإسناد صحيح) ..

    شيخي الكريم ..

    لعلكم تعجبون أشد العجب مما يلي : أتانا أحد الذين درسوا في أمريكا في الفترة الأخيرة ، فسألناه عن أحوال المسلمين هناك وعن أحوال الأمريكان وعن الأوضاع جملة ، ثم سألناه عنكم وعن صورتكم في أمريكا ، فكانت المفاجأة أن قال : بأن الأمريكان يقدمونكم على رؤسائهم ، وأنهم يرون فيكم الصدق والإخلاق والتضحية من أجل المبادئ التي تؤمنون بها ، ولهذا فهم يحترمونكم وإن كانوا يخالفونكم ، بينما ساستهم أهل كذب وتزوير ومصالح شخصية ، وقد نقل لي قول بروفيسور في جامعة أمريكية بالنص :

    "we don’t like him, but we respect his honesty and devotion" .. "نحن لا نحبه ، ولكن نحترم صدقه وإخلاصه" !!

    قال عليه الصلاة والسلام "إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إني قد أحببت فلاناً فأحبه ، قال : فينادي في السماء ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض ، فذلك قول الله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}" (الترمذي وصححه الألباني) .. أحبك المؤمنون ، وأحبك المسلمون ، واحترمك العدو الذي لا زلت تنكئ فيه !! نسأل الله أن يحبك جبريل وملائكته وتكون عند الله محبوبا ، ومحبة الله : إرادة الخير للعبد وهدايته وإنعامه عليه ورحمته (قاله النووي رحمه الله) ..

    لعل هذه الكلمات تأتيكم طائرة بجناحي : شوق ولوعة ، ولكن ثقوا بأنها لم تأتي لوحدها ، بل تعلّقت بها كلمات ملايين البشر من سائر أقطار الأرض كلٌّ يبعث معها حبّه ودعائه وسلامه ، ولو كان لكلمات الشوق أجساد لضاقت بها أرض خراسان ، ولزاحمت من كثرتها الجن والإنسان ، بل حتى الطيور في السماء ، ومن على الأرض من الحيوان ..

    حبيبنا أسامة ..

    لعلكم تبلغون سلامنا وحبنا لجميع إخواننا المجاهدين في أرض الأفغان من عرب وعجم ، قادة وجنودا ، ولعلكم تخصون أمير المؤمنين بسلام ، وتخبرونه بأن إخوانه في سائر بلاد الإسلام يقولون له : جزاكم الله عن أمة محمد خير الجزاء أن حفظتم لها هيبتها ، فنسأل الله لكم الثبات والصبر والنصر والظفر ومنازل الشهداء ، ولسائر من قام على أمركم من إخوانكم المجاهدين : المهاجرين منهم والأنصار ..

    اسأل الله العلي القدير أن يجمعنا وإياكم في علّيّين ، على سرر متقابلين ، مع الصدّيقين والشهداء والصالحين ، وأن ينصر الله بكم الإسلام ويُعزّ بكم المسلمين ، وأن نرى جحافل جيوشكم تخترق بلاد الفرس والعراق لتحلّ رحالها في فلسطين ، وأن تقرّ أعينكم بدولة الإسلام المنشودة ، والخلافة الموعودة ، وأن يجمع لكم ثواب من معكم ومن بعدكم ، وأن يكون دمار وخراب أهل الصليب والردة واليهود على أيديكم ، وأن يمكّنكم من رقاب أعدائكم ويشفي بكم صدور قوم مؤمنين ..

    شيخنا أسامة ..

    .. إني أحُبّكَ في الله ..


    محبّكم
    حسين بن محمود
    29 شوال 1429هـ
يعمل...
X