إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رأيت العجب في أحد المستشفيات وتجلت أمامي قدرة الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رأيت العجب في أحد المستشفيات وتجلت أمامي قدرة الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بينما كنت أسير بردهات أحد المستشفيات رأيت منظراً عجيباً شدني بشكلٍ غير اعتيادي فهناك بكى من نساء ورجال أغرورقت عيونهم في بحرٍ من الدموع إلا رجلاً وحيداً بينهم يتبســم شـدني هذا الموقف وبحكم جين التطفل المنغرس في نفوسنـا أبت نفسي إلا أن أعلم سـر هذا الرجل ولماذا الوحيد بين القوم يتبســم لقد باتت هذه المسألة أحجيــة وقد قررت أن أفك رموزها .

    بعد أن رحل الجمع من حوله يممت اسأله عن هذا الوضع الغير مألوف فنحن بحكم أننــا نقف في ردهات المستشفى من المعتاد أن تسمع بكاء من فقدو عزيز عليهم أو ضحكـات من وهبهم الله مولوداً جديداً , إلا أنك ترى بكاء من الجميع ويكون المبكي عليه متبسـم فهذا الذي لم يستسغه فكري ولم يألفه عقلي سألته في فضول :

    هل أبارك أم أعزي فأنا جارك في الغرفـة المجاورة ..؟

    رد بهدوء وببسمــةٍ عجيبةٍ للغاية شعرت حين نطق حرفه الأول بأمرٍ غريب يسري في جسدي ارتعدت فرائصي من الرجل ونطق حرفه الثاني حتى شكل الكلمــات التاليـة ( الإيمان يدفع الإنسـان إلى التسليم وعدم الاعتراض ) فسبحان من خلق روحاً واحدةً وجعلها في جسدين مختلفين يذهب كلاً منهما في طريق حتى ييسر الله لهما الطريق فيلتقيا يقول الحق تبارك وتعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21

    فيتزوج هذابتلك وتلك بهذا وتستمر الحيــاة ومنهم من يرزقه الله الذكر ومنهم من يرزقه الأنثى ومنهم من يجعله عقيماً قال تعالى {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ 49 أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ 50 }الشورى

    قبل ثمانية عشـر عاماً مضت ارتبطت بزوجتي المنومة بهذه الغرفـة وكانت تسود حياتنا سعادة أحياناً ومن منغصات الحيـاة التي تمر بكل إنســان في أحايين أخرى مررت بأزمات كثيرة وكانت زوجتي تقف بجواري في كل مرةٍ أقع فيها تقبض بقوةٍ على يدي حتى أقف من جديد , وبعد مرور ثلاث سنين لم نرزق بطفلٍ يملئ علينا بيتنا الصغير وباتت أذناي مرتعاً خصباً لسماع صراخ الناس فهذا يقول الله يرزقك الذرية بعد أن سأل عن أمرٍ ليس من خصوصياته ودعوته تهبط على أذني كالصاعقة الحارقة وأخر يقول تزوج غيرها .. وثالث يقول ورابع وخامس إلى أن أتت الأيــام بقرارٍ مصيري بحيـاتي قررت أن أطلق زوجتي وأنكح غيرهــا ولكن والدي وأخواني رفضوا مني فكرة الطلاق واتفقوا معي على الزواج من أخرى للنظر في ما قال الأطبــاء فالطب يقول أن زوجتي هي السبب فلديها مشكلة تمنع عنها الإنجاب ....

    خطبت فتاةً جميله الخُلق وفي فترة الخطبـة وإلى أن يتم عقد القران كان هناك سنــة كاملــة لم أرى فيها زوجتي عابسة ولا متكدرة فشككت في أنها لا تحبني ( ونحن بطبعنا الرجال ننكر العشــرة في بعض الأحوال ونغلب في كثير من الأحيــان رغباتنا على عواطفنـا, إن كل ما بذلته معي لم يكن شفيعاً لها في هذه المرحلــة ) سألتها ذات يوم هل أنتي منزعجة من زواجي فردت قائلةً زوجي العزيز لم أنزعج من قدر الله أن منع عني الإنجاب لسببٍ فيه الخير الله يعلمه وأنا لا أعلمــه فكيف أنزعج منه حين تفعل ما أحل الله لك على كلاً زوجي إني مؤمنــة بقدر الله ...

    حين ردت علي بهذه الكلمــات أسلمت أمري لله وتوكلت عليه وأمنت بما كتبه علـي فقررت أن لا أقدم على هذه الخطوة أنهيت الخطبــة بهدوء تقديراً لزوجتي ولصبرها ولإيمانها بقدر الله ثم قررت أن أبذل لحيـاتي القادمـة ولزوجتي الصابرة كل جهد لننعم بما كتبه الله لنــا .

    مرت ثمانية عشـر عاماً على هذا الحـال وفي أحد الأيـام أغمي على زوجتي وتعبت وحين مراجعتي للطبيب رد قائلاً ( مبروك زوجتك حامل ) يقول حين قالها الطبيب تذكرت قدرة الله تعالى وثمرة الصبر والإيمان بقدر الله .

    وهؤلاء البشـر الذين رأيت يبكون فرحاً لما وهبني الله فقد وهبني مولوداً ذكراً وأخر أنثـى وأني أتبسم ذلك لأني تعلمت من قوله تعالى {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }الحديد23 وقد ورد في تفسير هذه الآيــات (لكيلا) كي ناصبة للفعل بمعنى أن اخبر تعالى بذلك لئلا (تأسوا) تحزنوا (على ما فاتكم ولا تفرحوا) فرح بطر بل فرح شكر على النعمة (بما آتاكم) بالمد أعطاكم وبالقصر جاءكم منه (والله لا يحب كل مختال) متكبر بما اوتي (فخور) به على الناس أنتهى حديثي مع الرجل ورأيت بعني قدرة الله تتجلى أمـام عيني .

    إن الإيمان بالله تسليم بقدرات الله وأنه ليس فوقها قدرة وهو تسليم بعلم الله وأنه ليس فوقه علم هذا هو مد خل الإيمان للنفس البشريـة وهذا المدخل لا يأتي إلا بعد تدبر في الكون وفي آيات الله تعالى فالله تعالى عندما يقول للإنسـان : أفعل فهو يريد له السعادة ولراحة في النفس وأن ذلك هو طريق الحياة الطيبة والنفس الطيبة هي نفس راضية مطمئنة تُخلص الإنســان من القلق والخوف والفزع وحين يقول ربنا تعالى لا تفعل فإنه يبعد بني البشر عن الحياة السيئة وأما في الأمور التي تركها لاختيار العقل فلهذا العقل أن يفاضل ويختار ويقرر ومن هنا نجد المؤمن قوياً لا تهزه الشدائد لأنه يعتقد أن الله رسم له طريق الحيـاة التي يتبعها ووعده بحياة طيبة قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }





    منقول
    ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


يعمل...
X