افـــــــاق عقلانيـــــــة
العقل ، الفكر ، الدماغ ، الاحساس ، كلمات نستخدمها يوميا مرات ومرات وقد نختلف على تفسيرها وتفسير اصولها ومسمياتها على الرغم انها محور الحياة اليومية وان كان وجودها وادائها يسيران نظم الحياة المتعلقة بنا الا انها ليست ملموسة ولا موجودة الا في حالة تجسيدية واحدة هي المخ بأعتباره نسيجا لحميا موجودا في تجويفنا الرأسي فكيف اسميناها وكيف نتعرف عليها .
• ولنبدا من العقل ومنه مسميات باتت شائعة الاستعمال كالعقلاء والعقلانية والتعقل والمعقول واصلها اللغوي من كلمة ( عقل ) اي ربط فيقال عقل الحصان اي ربطه وعقل بين منفصلين اي ربطهما ، اذا فالعقل هو الربط بين الامور اي دراسة الروابط بين المسميات ايا كانت والتي تتصل بالفكر والدماغ والاحساس .
• الفكر جمعها افكار وهي تكون الاراء والخواطرلدى الانسان ومن مسمياتها كالعلماء رجال الفكر والتائه شارد الفكر واقترنت بمسميات كحرية الفكر والمعتقد، وللذكي يقال ثاقب الفكر ، والفكر يستجمع الاراء والخواطر والعقل يربطها ويصنفها ويستنبط منها .
• الدماغ وهو كتلة من النسيج العصبي تملأ تجويف الجمجمة عند كل الفقريات ويتكون الدماغ عند الانسان من المخ والمخيخ والنخاع المستطيل ، وهي عبارة عن مجموعة من الانسجة العصبية التي تشكل مخزن المعلومات الذي يستجمع عبر الفكر والاحساس ويقوم العقل بالربط بينها وتقومها وتخزينها لاجل استخدامها .
• الاحساس وهو الحس والحس في اللغة هو الصوت الخفي وقيل الشعور، وارتبط المسمى بالحس الانساني ومنها جاء مسمى الحواس الخمس والتي تشكل الجوارح ادوات الاستشعار فيها كاليد والعين والانف واللسان والاذن ولكل جارحة خواصها وارتباطها بالمخ عبر مسارات عصبية وبدون الاعصاب فالجوارح لا طائل منها وهي تتغذى عبر الجسم باحتياج يحدده المخ .
• لنحاول ان ندرس وجود المسميات ودائرة فعلها فالعقل غير ملموس ولا يوجد له تكوين معروف الا انه نتاج تحليل الوقائع الانسانية ولم تعرف له كيفية الا انه ثابت علميا ان وجوده مرتبط بوجود حامله ، وهو يتأثر بالمحيط ويؤثر فيه بقدر اتساع مؤشرات الفكر المستمدة من المخ عبر الاحساس اي ان عمل العقل مرتبط اصلا بالفكر والفكر بالمخ والمخ بجهاز الاستشعار ولأن راس الخيط في حلقة المسلسل محدود باعتبار العين محدودة في الوصول الى الابعاد والاذن محدودة بالوصول الى السماع واللمس ملتزم بالمباشرة والشم والذوق كلهم في دائرة المحدودية وبالتالي فالناتج والمتعلق محدود بدوره .
• ان عملية انتقال الحس الى المخ او ما يصطلح تسميته بالدماغ هي سرعة عالية فمثلا ثبت علميا ان انتقال سرعة الالم من اليد الى الدماغ تتم بسرعة 330 كلم/ساعة اما النظر فسرعته سرعة الضوء المنعكس من الجسم وهذا مرتبط بانعكاس الضوء وكميته ، والاحاسيس تنتقل للانسان فتنقل معها المؤثرات التي تحيط بها والتي لا يمكن للدماغ الحصول عليهابمفرده فالدماغ لا يرى النور التي تراه اعيننا ولا يعرفه لانه موجود في دائرة الراس المغلقة المظلمة ومحدود في المكان والحجم وتبعا لهذا فان محدودية الفكر والعقل تتناسب مع ما سبق ذكره .
ما اردت الوصول اليه عبر هذه الدراسة ان الحديث عن لا محدودية العقل قد انتج العديد من الازمات الفكرية عبر العالم وارست مفاهيم عديدة خاطئة ، وقد اسهم التطور التكنولوجي في عملية تعمية واسعة النطاق بحيث ظن الكثيرون ان تصغير رقعة الاتصال بالعالم المادي على الارض وتقارب المسافات وسهولة تناقل الافكار والنقاش حولها واثراءها باضافات او الغاءها بانتقادات هو مرحلة الانتصار النهائي للعقل على الواقع ، رغم ان الاف المسائل النظرية في مختلف مناحي الحياة الانسانية لا زالت مجهولة وغيرها كثير لا حلول له رغم اكتشافه منذ سنوات طويلة خصوصا ما كان منها يتصل باعماق البحار او باطن الارض او علوم الفضاء ، وهو ما يدلل ان العقل غير المزود بالمعلومات لا دور له وتصبح حركته تتصف بالفرضيات وهذا ما بدا واضحا خلال فترة ليست بالبعيدة حول مسألة بدء الكون فقد بدأ الحديث عن انفجار كوني هائل ، ثم عن انفجارات متتالية والان يدور البحث حول فرضية لا يمكن اثباتها وهي ديمومة الكون بلا بداية ولا نهاية ،.
مع كل فرضية من هذه وامثالها تتبدل مقاييس وتنسف حقائق او ما يفترض انها تحليلات سابقة ويعتقد الكثيرون بأن هذا حسما لديمومة العقل واتساع قدراته وهو يتناقض مع العلاقة التكوينيه للدماغ والعقل والارتباط بالمحسوسات .وهو المؤدي الى الكثير من الشطحات الفكرية وفي كل الاتجاهات التي زادت من تأزيم الوضع البشري وتفاقم معضلاته بدلا من حلها وتسهيل حياتنا الانسانية......
وايضا العقل المعتمد على ادراكات حسية يفقد فاعليته كليا او جزئيا فالمختل عقليا ورغم تفاعل اعضائه والتي غالبا ما تكون غير سوية كباقي البشر العاديين الا ان تراجم العقل تتكون ردود افعال لا تتسم بالتوازن وهو خلل ينتج غالبا عن سوء توصيل الناقل العصبي اذا لا يمكن وصف العقل بصفة الكمال .
ومثال اخر فالضرير فاقد البصر منذ الولادة لا يمكن ان يتصور الامور كما نراها لانه لم يتصل بحاسته معهاوالتعابير التي يستخدمها للدلالة على توصيف الاشياء اصلها من سماع توصيفها لا رؤيتها والعقل هنا لا يمكن ان يقوم بدور العين .
لنخلص من هذا ان العقل سمة التمايز البشري عن سائر المخلوقات ولذا فبأمكانه التعامل معها من منطلق التفوق النوعي وهذا عام اما لو دخلنا بشيء من الخصوصية مع الاجناس الاخرى لتوقف العقل عن العطاء الا ما يتسم بفرضيات اصلها فرضيات وتكهنات . ان ابداعات العقل البشري لها من النتاج ما يثير الاعجاب الا اننا يجب ان نعترف بالقدرة والطاقة الابداعية التي لا يمكنه تجاوزها حتى لا نقع في المحظورات !!!!!!
تعليق