القصص والحكايات لإحياء النكبة في ذاكرة الأجيال الفلسطينية
الجد أبو زهدي مرشود يتلو حكايات النكبة للشباب من الجيل الجديد (الجزيرة نت)
عاطف دغلس-نابلس
قصص وحكايات وأخبار وتاريخ، هذا ما يحكى في حلقات وندوات فكرية مختلفة لمناقشة تاريخ النكبة الفلسطينية عام 1948، وما جرى على أرض الواقع كما رآها من عايشها أو حتى من شارك في غمار المعارك التي دارت بين عصابات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين. تدور حلقات تلك الندوات في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس -وهو أكبر المخيمات الفلسطينية بالضفة- حيث يجتمع كبار السن من أبناء الجيل الأول والثاني الذين عايشوا النكبة ليرووا للأجيال الجديدة حقيقة ما جرى، وما حل ببلداتهم وقراهم المهجرة. إحياء الذاكرة
يقول سكرتير المجلس الشعبي للاجئين والمنظم للقاءات مخيم بلاطة عدنان إدريس إن عملية تثقيف شفوي وإحياء للذاكرة الفلسطينية فيما يتعلق بالنكبة تتم من خلال تلك الندوات، حيث يستضيفون خلالها كبار السن الذي تجاوزوا الخامسة والسبعين من عمرهم، ليحكوا عن تجربتهم في أحداث النكبة وما عاصروه وعايشوه خلالها. ويضيف إدريس للجزيرة نت أن اللاجئين الكبار يتحدثون عن قراهم التي هُجِّروا منها، ويصفون واقعها بمختلف المجالات الصحية والاجتماعية والزراعية والاقتصادية، ومعايشتهم اليهود الأوائل، والإنجليز أيام الانتداب، وعلاقتهم بالثورة، والعائلات بالقرية والأراضي وتوزيعها، وما كانت تشتهر به قراهم من مزروعات وصناعات
وأكد إدريس أن الدافع وراء تنظيم هذه الجلسات الفكرية هو ملاحظتهم في الفترة الأخيرة تقلص أعداد الفلسطينيين من أبناء الجيل الأول وحتى الثاني بسبب الوفاة وقال "هذا مؤشر خطر، ولذلك كان لا بد من تلخيص تجربتهم وتوثيقها لإفادة الأجيال القادمة".
كبار السن تقع على عاتقهم مسؤولية نقل الحقيقة للأجيال القادمة (الجزيرة نت
ولخص إدريس الهدف من أهمية تلك الندوات بأمرين، أوضح أن الجانب الأول له أبعاد تربوية وهي تعليم الجيل القادم حقيقة ما كان من النكبة، والثاني هو توثيق تلك الروايات للأغراض المختلفة السياسية والقانونية والمحاجة بها أمام المحافل الدولية لإدانة مجرمي الحرب الصهاينة. وأشار إدريس إلى أنهم ومن خلال فعاليات إحياء ذكرى النكبة سيقومون كذلك بتنظيم مسيرات ضمن تجمعات رمزية بالقرب من الحدود الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل وحمل لافتات تطالب بالعودة إلى ديارهم تطبيقا لقرارات الأمم المتحدة. ووجه إدريس اللوم إلى منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة واللجان العاملة بشؤون اللاجئين لاستبعادهم الجيل الجديد عن معايشة فكرة العودة، حسب قوله. وطالب بإعادة صياغة جزء من المناهج الفلسطينية ليشمل الرواية الفلسطينية لأحداث حرب التطهير العرقي أو ما يسمى بنكبة عام 48، ودعا لإصدار "كتاب أسود" يحكي قصة النكبة الفلسطينية بمختلف لغات العالم في الذكرى الستين لها.
حتى السيدات الفلسطينيات مطالبات بنقل ذاكرتهن للأجيال (الجزيرة نت)
حفظ التاريخ
وأوضح إدريس أنهم إضافة إلى الرواية الشفهية من كبار السن، يستعرضون خلال جلساتهم كتبا علمية تحدثت عن اللاجئين، كما يستعرضون أيضا المواقع الإلكترونية على الشبكة الدولية وما تناولته من تحليلات مختلفة لقضايا اللاجئين والزوايا العامة التي طرحت من خلالها المواضيع أيضا. من جهته أكد الحاج أبو سليم المسكاوي (78 عاماً) -أحد المشاركين بالندوات في مخيم بلاطة- أن الدافع وراء هذه الجلسات هو إبقاء عجلة التاريخ تدور في خواطرهم وتذكرهم بأرضهم وأرض أجدادهم التي اغتصبها اليهود وطردوا أهلها منها. وقال المسكاوي للجزيرة نت إن هذا التاريخ لا يجب أن يروى فقط من خلال الندوات والجلسات، مؤكداً أن على الأهل تحفيظ أبنائهم التاريخ بشكل مستمر من خلال القصص والروايات والوقائع والأحداث الاجتماعية التي كانت تمر معهم بحلوها ومرها، وكذلك إعطاء رسم مناطقهم التي هجروا منها لأبنائهم، وإعطائهم حقائق ودلائل وإثباتات تؤكد حقهم بتلك البلاد. وأوضح الحاج المسكاوي أن تفاعل الجيل الجديد مع حقه بالعودة يزداد يوما بعد آخر، وهذا يظهر من خلال تصديه لقوات الاحتلال التي تتوغل بالمخيم ومحاولاته المختلفة لتحسين صورة اللجوء بنظر الآخرين.
الجد أبو زهدي مرشود يتلو حكايات النكبة للشباب من الجيل الجديد (الجزيرة نت)
عاطف دغلس-نابلس
قصص وحكايات وأخبار وتاريخ، هذا ما يحكى في حلقات وندوات فكرية مختلفة لمناقشة تاريخ النكبة الفلسطينية عام 1948، وما جرى على أرض الواقع كما رآها من عايشها أو حتى من شارك في غمار المعارك التي دارت بين عصابات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين. تدور حلقات تلك الندوات في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس -وهو أكبر المخيمات الفلسطينية بالضفة- حيث يجتمع كبار السن من أبناء الجيل الأول والثاني الذين عايشوا النكبة ليرووا للأجيال الجديدة حقيقة ما جرى، وما حل ببلداتهم وقراهم المهجرة. إحياء الذاكرة
يقول سكرتير المجلس الشعبي للاجئين والمنظم للقاءات مخيم بلاطة عدنان إدريس إن عملية تثقيف شفوي وإحياء للذاكرة الفلسطينية فيما يتعلق بالنكبة تتم من خلال تلك الندوات، حيث يستضيفون خلالها كبار السن الذي تجاوزوا الخامسة والسبعين من عمرهم، ليحكوا عن تجربتهم في أحداث النكبة وما عاصروه وعايشوه خلالها. ويضيف إدريس للجزيرة نت أن اللاجئين الكبار يتحدثون عن قراهم التي هُجِّروا منها، ويصفون واقعها بمختلف المجالات الصحية والاجتماعية والزراعية والاقتصادية، ومعايشتهم اليهود الأوائل، والإنجليز أيام الانتداب، وعلاقتهم بالثورة، والعائلات بالقرية والأراضي وتوزيعها، وما كانت تشتهر به قراهم من مزروعات وصناعات
وأكد إدريس أن الدافع وراء تنظيم هذه الجلسات الفكرية هو ملاحظتهم في الفترة الأخيرة تقلص أعداد الفلسطينيين من أبناء الجيل الأول وحتى الثاني بسبب الوفاة وقال "هذا مؤشر خطر، ولذلك كان لا بد من تلخيص تجربتهم وتوثيقها لإفادة الأجيال القادمة".
كبار السن تقع على عاتقهم مسؤولية نقل الحقيقة للأجيال القادمة (الجزيرة نت
ولخص إدريس الهدف من أهمية تلك الندوات بأمرين، أوضح أن الجانب الأول له أبعاد تربوية وهي تعليم الجيل القادم حقيقة ما كان من النكبة، والثاني هو توثيق تلك الروايات للأغراض المختلفة السياسية والقانونية والمحاجة بها أمام المحافل الدولية لإدانة مجرمي الحرب الصهاينة. وأشار إدريس إلى أنهم ومن خلال فعاليات إحياء ذكرى النكبة سيقومون كذلك بتنظيم مسيرات ضمن تجمعات رمزية بالقرب من الحدود الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل وحمل لافتات تطالب بالعودة إلى ديارهم تطبيقا لقرارات الأمم المتحدة. ووجه إدريس اللوم إلى منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة واللجان العاملة بشؤون اللاجئين لاستبعادهم الجيل الجديد عن معايشة فكرة العودة، حسب قوله. وطالب بإعادة صياغة جزء من المناهج الفلسطينية ليشمل الرواية الفلسطينية لأحداث حرب التطهير العرقي أو ما يسمى بنكبة عام 48، ودعا لإصدار "كتاب أسود" يحكي قصة النكبة الفلسطينية بمختلف لغات العالم في الذكرى الستين لها.
حتى السيدات الفلسطينيات مطالبات بنقل ذاكرتهن للأجيال (الجزيرة نت)
حفظ التاريخ
وأوضح إدريس أنهم إضافة إلى الرواية الشفهية من كبار السن، يستعرضون خلال جلساتهم كتبا علمية تحدثت عن اللاجئين، كما يستعرضون أيضا المواقع الإلكترونية على الشبكة الدولية وما تناولته من تحليلات مختلفة لقضايا اللاجئين والزوايا العامة التي طرحت من خلالها المواضيع أيضا. من جهته أكد الحاج أبو سليم المسكاوي (78 عاماً) -أحد المشاركين بالندوات في مخيم بلاطة- أن الدافع وراء هذه الجلسات هو إبقاء عجلة التاريخ تدور في خواطرهم وتذكرهم بأرضهم وأرض أجدادهم التي اغتصبها اليهود وطردوا أهلها منها. وقال المسكاوي للجزيرة نت إن هذا التاريخ لا يجب أن يروى فقط من خلال الندوات والجلسات، مؤكداً أن على الأهل تحفيظ أبنائهم التاريخ بشكل مستمر من خلال القصص والروايات والوقائع والأحداث الاجتماعية التي كانت تمر معهم بحلوها ومرها، وكذلك إعطاء رسم مناطقهم التي هجروا منها لأبنائهم، وإعطائهم حقائق ودلائل وإثباتات تؤكد حقهم بتلك البلاد. وأوضح الحاج المسكاوي أن تفاعل الجيل الجديد مع حقه بالعودة يزداد يوما بعد آخر، وهذا يظهر من خلال تصديه لقوات الاحتلال التي تتوغل بالمخيم ومحاولاته المختلفة لتحسين صورة اللجوء بنظر الآخرين.