تويت
قطايف ومشلوقة - بقلم ناصر اللحام
التاريخ : 14 / 09 / 2007 الساعة : 14:24
حسبما اعرف ان التغيير يصل الى كل نواحي الحياة ، ولكن هناك أشياء لا تتغير ، أو ربما اننا لا نريدها ان تتغير مثل حنان الام او هيبة الاب او قطايف شهر رمضان .
وكنت اعرف ان النزعة الاستهلاكية صارت تتحكم بكل سلوكيات المجتمع ، فانت لا تشتري المنتوج لانك تحتاج اليه وانما لتقول للاخرين انك اصبحت تمتلكه ، وتشاهد التلفزيون فتجد كل لحظة دعاية تقول لك لو سمحت اشتريني واذا كنت غير مقتنع فسوف تصل الى مرحلة تشعر فيها ان فتاة الاعلان والدعاية تقول لك " قم يا قليل الحياء واشتري هذا المنتوج " بدء من دعايات مسحوق الغسل ومرورا بالاطعمة والمعلبات وأفران الغاز والثلاجات ووقوفا عند اغراض المراحيض . بل ان أكثر من دعاية لنفس المنتوج قد تبث في نفس الفاصل - وانت وشطارتك .
وفي شهر رمضان ، أتى ببالي طعم القطايف ، ولكن الامور لم تكن بهذه البساطة ، فكل محل له طعم وكل طعم له ثمن وكل ثمن له زبون وكل زبون له دعاية وكل دعاية لها صائم وكل صائم له نصيب .
هذا لم يفاجئني - وكنت اعرف ان هناك قطايف بالجوز وقطايف باللوز وقطايف بالجبن وقطايف كبيرة واخرى صغيرة واخرى على شكل الكنافة .
اما ما أدهشني فهو القطايف المشلوقة وعند بعض العامة ( الشلقة ) ، حيث تلقيت دعوة من صديق وبعد ان تذوقتها نالت اعجابي ، وهي مغلقة من طرف ومفتوحة ( مشلوقة ) من طرف اخر ، ولكن اسمها اثار تحفظي - المشلوقة أو الشلقة ؟؟؟
سألته بشفقة : لماذا شلقتم قطايف رمضان ؟ لماذا هذا التدخل في تراثنا ؟
ضحك بثقة وقال : شلقوا كل شئ في الوطن - فلماذا تحزن على القطايف ؟ شلقوا غزة عن الضفة ، وشلقوا الضفة عن القدس ، وشلقوا الاقتصاد عن السياسة وشلقوا المواطن والخريطة .
هزمني باجابته - ولكن قلت انتقم لنفسي ولقطايفي وذهبت واشتريت قطايف عادية غير مشلوقة - أكلتها وانا اقول " وما ضاقت بلاد على اصحابها ولكن اخلاق الرجال تضيق
التاريخ : 14 / 09 / 2007 الساعة : 14:24
حسبما اعرف ان التغيير يصل الى كل نواحي الحياة ، ولكن هناك أشياء لا تتغير ، أو ربما اننا لا نريدها ان تتغير مثل حنان الام او هيبة الاب او قطايف شهر رمضان .
وكنت اعرف ان النزعة الاستهلاكية صارت تتحكم بكل سلوكيات المجتمع ، فانت لا تشتري المنتوج لانك تحتاج اليه وانما لتقول للاخرين انك اصبحت تمتلكه ، وتشاهد التلفزيون فتجد كل لحظة دعاية تقول لك لو سمحت اشتريني واذا كنت غير مقتنع فسوف تصل الى مرحلة تشعر فيها ان فتاة الاعلان والدعاية تقول لك " قم يا قليل الحياء واشتري هذا المنتوج " بدء من دعايات مسحوق الغسل ومرورا بالاطعمة والمعلبات وأفران الغاز والثلاجات ووقوفا عند اغراض المراحيض . بل ان أكثر من دعاية لنفس المنتوج قد تبث في نفس الفاصل - وانت وشطارتك .
وفي شهر رمضان ، أتى ببالي طعم القطايف ، ولكن الامور لم تكن بهذه البساطة ، فكل محل له طعم وكل طعم له ثمن وكل ثمن له زبون وكل زبون له دعاية وكل دعاية لها صائم وكل صائم له نصيب .
هذا لم يفاجئني - وكنت اعرف ان هناك قطايف بالجوز وقطايف باللوز وقطايف بالجبن وقطايف كبيرة واخرى صغيرة واخرى على شكل الكنافة .
اما ما أدهشني فهو القطايف المشلوقة وعند بعض العامة ( الشلقة ) ، حيث تلقيت دعوة من صديق وبعد ان تذوقتها نالت اعجابي ، وهي مغلقة من طرف ومفتوحة ( مشلوقة ) من طرف اخر ، ولكن اسمها اثار تحفظي - المشلوقة أو الشلقة ؟؟؟
سألته بشفقة : لماذا شلقتم قطايف رمضان ؟ لماذا هذا التدخل في تراثنا ؟
ضحك بثقة وقال : شلقوا كل شئ في الوطن - فلماذا تحزن على القطايف ؟ شلقوا غزة عن الضفة ، وشلقوا الضفة عن القدس ، وشلقوا الاقتصاد عن السياسة وشلقوا المواطن والخريطة .
هزمني باجابته - ولكن قلت انتقم لنفسي ولقطايفي وذهبت واشتريت قطايف عادية غير مشلوقة - أكلتها وانا اقول " وما ضاقت بلاد على اصحابها ولكن اخلاق الرجال تضيق
