إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جنين.. الأهالي يصممون على رعاية المقاومة ويدعون لمواصلتها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جنين.. الأهالي يصممون على رعاية المقاومة ويدعون لمواصلتها

    يعتبر شهر نيسان في حياة أهالي مخيم جنين عنوانا لمعاني البطولة والتضحية والتحدي التي جسدوها في المعركة الشهيرة التي قلبت حقائق التاريخ في معادلة الصراع مع الكيان الغاصب , وبرغم ما حل بهم من دمار وماسي , فان نيسان يحفز في اعماقهم معاني الثورة والبطولة والاستعداد لمزيد من المواجهه .

    الصمود والعزيمه

    وفي هذه الذكرى يعبر اهالي المخيم الصامد عن عزيمة قوية في مواصلة المعركة مهما كان الثمن لتحقيق الاهداف والمباديء التي خاض في سبيلها المخيم المعركة التي اعترف الصهاينة بهزيمتهم فيها رغم قيامهم بقصف المخيم طوال المعركة , والاهالي بعد أربعة أعوام يصرون على ربط نيسان بالمعركة والمجزرة للتعبير عن قوتهم في تحدي الباطل والاحتلال وللتاكيد على وحشية وعدوانية المحتل في قمع الفلسطينين .

    عاصمه الاستشهاديين

    فقوات الاحتلال التي ارسلت افضل وحداتها المدربة لاستئصال روح المقاومة من عاصمة الاستشهاديين وقصفت المخيم لبلا ونهارا ودمرت مئات المنازل , فشلت في تحقيق الهدف الاول والاخير لحملة السور الواقي التي اخترقها استشهادي من سرايا القدس في العاشر من نيسان والاحتلال الصهيوني يواصل دك المخيم وبلدوزراته التي اشترتها امريكا مؤخرا لاستخدامها في العراق ما انفكت تهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها ممن رفضوا التخلي عن المقاومة والهرب من المخيم , وبينما كان الاف الجنود باشراف مباشر من وزير الحرب وموفاز يطبقون الحصار على جنين , كان الاستشهادي راغب جرادات –تلميذ مدرسة الشهيد محمود طوالبة قائد السرايا –يخترق كل الحواجز والحدود ويفجر جسده في العمق الصهيوني , المعركة يشتد اوراها في المخيم وراغب يلبي صرخة المخيم ليؤكد ان ارادة الفلسطينين هي الاقوى .

    المعركة الاسطورة

    ورغم مرور أربعة أعوام على المعركة المجزرة فان الكثير من الصور لا زالت تتكشف عن تفاصيل الصمود الاسطوري الذي خاضه رجال المقاومة من كافه الفصائل بوحدة لم يسبق لها مثيل على مدار اسبوعين , تلك الصور التي يتناقلها الاهالي بفخر واعتزاز كالمواطن جمال الزبيدي الذي روى ان وحدة المقاومة كانت الاساس الرئيسي في نجاح المقاومة في تكبيد العدو افدح الخسائر وبالصمود رغم اختلال ميزان القوى ويضيف احيانا لا اصدق مشاهداتي التي عشتها فقد كانت المواجهه وجها لوجه , وكلما اشتد القصف ترتفع معنويات المقاتلين الذين رفضوا كافه الضغوط والخضوع للاستسلام , ولم يتمكن الغزاة من مغادرة دباباتهم والتحرك متر واحد لاكثر من عشرة ايام فالمقاومة لهم بالمرصاد , وتقول ام عماد حتى الملائكة كانت تقاتل معنا في المخيم فقد حوصر الكثير من المقاومين ولكن فجأة ينفك الحصار ويتراجع الصهاينة مكبدين الخسائر وشاهدتهم يبكون ويشتمون شارون , اما ام علي عويس التي تعاونت مع النسوة في امداد المقاتلين بالطعام فقالت صمود المخيم كان اسطوري وذلك بفضل حنكة وقوة وارادة المقاتلين الذين توزعوا في كل زواية ونجحوا في نصب الكمائن للجنود . كانوا يدا واحدة لا تفرقهم صوتهم وحلمهم واحد , وشاهدتهم دوما وجوههم تفيض نورا ويردون صيحات الله اكبر في كل غارة , كانوا ابطال وعندما يحاصرنا الجنود ويهددون حياتنا يهاجمونهم ويعرضون حياتهم للخطر وينقذوننا , وتقول والدة الشهيد ناصر ابو حطب لن انسى عندما اصيب زوجي وحاصرنا الجنود كيف هجم محمود طوالبة على الجنود وقاتلهم ثم حطم زجاج منزلنا وحمل زوجي المصاب وحملني وانقذنا لقد انقذ حياتنا ولولا بطولته ورجال المقاومة لاستشهدنا تحت القصف .

    مقتل 13 جندي

    ويتذكر الاهالي حادثه قتل الجنود ال 13 ويقول ابو احمد حاول الجنود التقدم ونصب كمين لرجال المقاومة ولكن الابطال اكتشفوهم وحاصروهم واشتبكوا معهم وقتلوهم , كانت معركة طويله استمرت عدة ساعات ولم تنتهي الا عندما تدخلت الطائرات وقصفت الموقع 12 ساعه ومع ذلك قتل الصهاينة في المخيم , وقالت ام رياض شاهدت الابطال يطاردون الجنود عدة مرات وقد حاصروهم ذات مرة وسمعت الجنود يطلبون منهم الاستسلام وتركهم , رغم دباباتهم وطائرتهم واسلحتهم كانوا جبناء .

    الاشبال شاركوا بالمعركة

    وفي صورة اخرى يقول الشبل حسام ان الاطفال في المخيم قاتلوا مع الرجال جنبا الى جنب بالعبوات , وهي السلاح الاقوى الذي واجه فيه المخيم الغزاة , فقد اقام رجال المقاومة مصانع كثيرة في المخيم لتصنيع العبوات التي اطالت امد المعركة , وقاتل زياد العامر قائد كتائب الاقصى ومحمود طوالبة قائد سرايا القدس ومحمود ابو حلوة قائد كتائب القسام وابو جندل قائد الامن الوطني الذي رفض مغادرة المخيم وكل الابطال من كافه التشكيلات جنبا الى جنب بارادة واحدة اذاقت المحتلين والكلام لحسام طعم الهزيمة , لم نخاف وقاومنا وصمدنا وهزمناهم .

    صور من المجزرة

    وفي نيسان برزت ايضا الكثير من صور الفظائع والجرائم التي ارتكبتها الجيش الصهيوني في المخيم وفي مقدمتها كما يقول ابراهيم دبابنة مدير الهلال الاحمر منع الطواقم الطبيه والاسعاف من دخول المخيم طوال المجزرة فقد حاصروا الهلال والمستشفى واطلقوا النار علينا ومنعوا اخراج المصابين الذين نزف بعضهم حتى استشهد وبقيت جثت الشهداء ملقاة في الشوارع ,.اما عبد الرازق ابو الهيجاء مدير المخيم فيتذكر ان الاحتلال تعمد تدمير شبكات الكهرباء والمياه والهاتف والبنيه التحتيه وعزل المخيم عن العالم ومنع الامم المتحده والصليب والصحافه من دخول المخيم في وقت شنت فيه قوات الاحتلال عمليات قتل واسعه النطاق , وتتذكر ام علي ان الجنود اعتلقوا ابو جندل وقيدوه ثم اقتادوه لساحه المخيم واعدموه بدم بارد , اما فريال الشلبي فشاهدت الجنود والكلام لها عندما اعتقلوا زوجها وضاح وعمها وجارهم عبد الكريم السعدي والقوهم على بوابة المنزل واطلقوا النار عليهم فاستشهد زوجها والسعدي ونجا عمها من الموت باعجوبة وبقيت الجثث في الشارع حتى انتهاء المجزرة , ويتذكر مروان وشاحي ان جنود الاحتلال اطلقوا النار على والدته وشقيقه في منزلهم في المخيم ويضيف سمعت وقرات الكثير عن الوحشيه ولكن ما تعرضنا له يفوق الوصف نزفت امي واخي امامنا وعجزنا عن انقاذهم ولم يحرك العالم ساكنا لنجدتنا والجيش يقتلنا ويحتل منازلنا ويدمرها فوق رؤوسنا , وتروي ام سري ان الجنود الذين احتلوا منزلها منعوها مع 40 فلسطينيا احتجزوا في غرفه صغيرة لاسبوع من الطعام والشراب وعنتدما شردوهم من المخيم تفرق شمل اسرتها ولم تلتقي بهم الا بعد اسبوعين , ففي نساء تكررت ماسي نكبة عام 48 التي عاشها الحاج محمد ابو خرج ولكن احداث نيسان كانت اكثر فظاعه وقساوة فقد قتلوا شقيقته التي تعاني من اعاقه عقليه بصاروخ في منزلها واقتحموا منزلهم ويضيف تفرق شمل اسرتي مرة اخرى ولاحقونا بالدبابات بالشوارع واعتقلوا جميع الشبان وامضيت طوال ايام المجزرة مشردا في مسجد في جنين اموت كل لحظة لعجزي عن معرفه مصير اسرتي وبقيت جثه شقيقتي في المنزل حتى تعفنت , ويتذكر عبد الكريم ذياب ان الدبابات والبلدوزرات بعد عجزها في اقتحام المخيم بدات بهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها ويقول حتى اللحظة لا اعرف كيف قفزت وزوجتي واطفالي من نافذة المنزل الذي دمر لنشرد حتى اليوم , وقد اعتقلوا جميع الرجال والقونا بالشوارع واجبرونا على التعري امام النساء , طرد الجنود النساء خارج المخيم وفي الطريق كانت صور ماساوية كثيرة تتحدث عنها والدة الطفل عمر حواشين الذي استشهد في المجزرة شاهدنا جثت ملقى ومقطعه ودبابه تدوس جسد الشهيد جمال الصباغ وجرحى ينزفون وجنود يعذبونهم .

    حصيله

    فشل الاحتلال في السيطرة على المخيم ورفض الاهالي الخروج دفعهم لهدم اكثر من 450 منزلا تم مسحها عن الوجود , واعتقال جميع الشبان من سن 15-50 عاما , وبذلك انتهت المجزرة التي بلغ عدد شهدائها 63 شهيدا , اضافه لعشرات الجرحى , اما القتلى الصهاينه وبحسب الاعترافات الرسميه فكان 32 جنديا اضافه لعشرات الجرحى .



    المقاومة لن تستسلم

    في نيسان لم يسلم فلسطيني في المخيم من الاذى والقمع ومع ذلك سرعان ما استعادت المقاومة قوتها واعادت ترتيب صفوفها رغم استشهاد ابرز قادتها ومقاتليها واعتقال من نجا من الموت , وسرعان ما انطلقت العمليات الاستشهادية من المخيم والتي كان باكوراتها عملية مجدو لسرايا القدس التي نفذها الاستشهادي حمزة سمودي , وتتالت العمليات وعاد نبض المقاومة ليعلو ويكبر في المخيم فشكلت مجموعه المقاومه الموحده التي ضمت الاجنحه العسكرية للجهاد الاسلامي وكتائب الاقصى وكتائب القسام والتي نفذت عمليات مشتركه وخاضت معارك عنيفه ضد الاحتلال الذي ادرك ان هجمته ومجزرته فشلت في اجهاض المقاومة في المخيم الذي عاد ليصبح من جديد قاعدة للمواجهه والعمليات الاستشهاديه التي هزت العمق الاسرائيلي , واجهضت المقاومة حلم الاحتلال الذي لم يتمكن حتى اليوم من دخول المخيم دون استخدام الدبابات وبتغطيه من الدبابات فمع كل عملية توغل هناك مواجهه واشتباكات ومعركة وخسائر جديدة في صفوف العدو الذي نفذ على مدار عام اكثر من 30 عملية توغل و20 اجتياح , واخضع المخيم لحظر تجول عشرات المرات , ونفذ حملات اعتقال واسعه , كما تم اغتيال واعتقال عدد من ابرز قاده المقاومة في المخيم ومع ذلك وفي نيسان فان المقاومة تصر على استمرار المعركة كما يقول زكريا الزبيدي قائد كتائب الاقصى , فلا خيار امامنا سوى المقاومة والعمليات , وكلما ارتكب العدو من المجازر فاننا سنزداد قوة واصرارا على التمسك بحقنا المشروع في المقاومة , معركة المخيم يضيف لم تنتهي ودماء وتضحيات رفاقنا واخوتنا الابطال امانه في اعناقنا وسنقاتل جيلا بعد جيلا بكل قوتنا فلن تتحق احلامنا واهدافنا الا بغله المواجهه والكفاح , الزبيدي الذي فقد شقيقه ووالدته في المجزرة , ونخبه من رفاقه يؤكد على اهمية استمرار التنسيق والعمل المشترك بين كافه القوى ويعتبر ذلك بمثابه تحدي اخر للاحتلال .

    ويقول قائد سرايا القدس لن تتوقف العمليات والمقاومة والانتفاضه حتى اجثتات الاحتلال لان الصراع عقائدي وصراع وجود وليس حدود , قد تكون اسرائيل هدمت منازلنا وشردت شعبنا ونجحت في ارتكاب المجازر ولكنها لم ولن تطال ارادتنا وعزيمتنا مخيم جنين سيبقى عاصمة الاستشهادين ورمز الوحده الوطنية سلاحنا الاهم في معركة المخيم المستمرة , جرح نيسان كبير ولن نسامح ونغفر للعدو وسيدفع ثمن الاهات والدموع والمعاناة التي عايشها شعبنا طوال كل هذه اللحظات القاسيه , ونحن يضيف نؤكد اهمية العمل المشترك بين كافه القوى ولدينا جاهزية للتنسيق والمواجهه معا تماما كما واجهنا العدو في نيسان واحبطنا مخططاته .



    ويقول ابو القسام –قائد كتائب القسام – تاتي ذكرى نيسان لتؤكد لنا اهمية تمتين جبهتنا الداخليه ورص الصفوف وتصعيد وتيرة المقاومة بكل السبل والميادين , يوميا يؤكد شعبنا ان الاحتلال ورغم ما ارتكبه من مجازر في المخيم مستعد لمزيد من التضحيه والمقاومة , فالعدو لا يقدر على دخول المخيم الا بالدبابات وبحشد اعداد كبيرة من قواته وفي كل مداهمه يتكبد الخسائر , هذا دليل واضح على فشل حملتهم في نيسان .

    كلنا مع المقاومة

    اهالي المخيم الذين رفضوا المساعدات الامريكية رغم معاناتهم , واستمرار تشردهم مع التاجيل والمرواغه المستمرة في عملية اعادة اعمار ما دمره الاحتلال , ورغم حملات المداهمه والتنكيل والهدم التي لم تتوقف لا زالوا يلتفون حول المقاومة وتقول رواند الطفله التي استشهد والدها في المجزرة كلنا مع المقاومة ويجب ان تستمر الانتفاضه لنثأر لدماء الشهداء المخيم سيبقى شوكه في حلوقهم , اما خالد الفايد الذي استشهد شقيقيه في المعركة فيقول بعد عام ما زال المخيم صامدا قويا لم ولن ينالوا منه , يتميز بوحدة اهله , وعزة نفسهم واستعدادهم للتضحيه لن يفرطوا بقضيتهم وان خذلهم العالم ولن يتنازلوا عن حلم ابنائهم الذين استشهدوا في نيسان وقبل وبعد ذلك , اما زوجه الشهيد زياد العامر فتقول في ذكرى المعركة نوجه رساله واحده للعالم الذي وافق على طلب الكيان الصهيوني بالغاء ارسال بعثه التقصي للمخيم , لسنا بحاجه لكم ما دام الشهداء ينيرون لنا الطريق , للمخيم رساله واحده صمود مقاومه تحدي وبطولة ومعركة مستمرة حتى النصر او الشهاده , اما زوجة الشهيد محمود طوالبة فقالت ستبقى رايتنا خفاقه وبنادقنا مشرعه وايماننا يكبر يوما بعد يوم وان ظلمنا العالم كله , فبعد كل تلك الملاحم والتضحيات لم يتبقى لنا خيار سوى الثبات والتماسك والاصرار على المقاومة , دماء الشهداء وارواحهم تباركنا وتحمينا لذلك لن نتراجع وسنقاتل ونجاهد طفلا ورجلا وشابا وامراة , حتى يثمر بذر نيسان ويزهر ويعطينا الكرامة والحرية والاستقلال وجميعنا نقول بصوت واحد كلنا مع المقاومة .
    أسد المجاهدين (أبو يحيى)
يعمل...
X