السلسلة الكاملة من فقه المقاومة والجهاد للدكتور محمد عياش الكبيسي
الحلقة الاولى
لماذا مقاومة وليست جهاداً ؟ :-
الجهاد مصطلح اسلامي كبير، تأصل وتأكد في مئات النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وأصبح ركنا ركينا في ثقافة المسلمين وتراثهم، وأي محاولة لتغييب هذا المصطلح تعزى عادة الى الهزيمة الداخلية والتأثر بالغزو الثقافي أو هي محاولة للتهرب من تبعات هذا المصطلح التأريخية لا سيما لمن يفكر بالانفتاح على الغرب، ومن ثم تمسكت أغلب الجماعات الاسلامية المسلحة بمصطلح (الجهاد) واتخذته عنوانا لها.
الا أن الذي أثار بعض التساؤلات هو أن تتبنى حركات اسلامية أخرى مصطلح (المقاومة) كعنوان لجهادها المشروع ضد الاحتلال الأجنبي،وبشكل عام ظهر فى العالم تنظيم القاعده المجاهد ففي فلسطين ظهرت حركة الجهاد الاسلامي و حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وفي العراق ظهرت أكثر من مجموعة تنحو هذا المنحى مـثـل المقاومة الاسلامية الوطنية وغيرها، بل وظهر هذا المصطلح في الكثير من التحركات الشرعية الداعمة مثل (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) والتي ضمت عددا كبيرا من علماء الأمة المعتبرين ومن مختلف أنحاء العالم الاسلامي، اضافة الى الكثير من البيانات والفتاوى الفردية والجماعية، وهذا ما بعث على الطمأنينة في الأوساط الأسلامية، الا أن التساؤل ما زال مفتوحا لماذا مقاومة وليست جهادا؟! وهل هذا يعبر عن توجهات فكرية وبرامج عملية ربما تتطلب مثل هذه العناوين أم هي مجرد توسع في الألفاظ والمصطلحات؟ هذا ما نحاول ان نتبينه من خلال هذه الدراسة التي نلخصها في النقاط الآتية:
أولا: لا تختلف هذه الجماعات في توصيف ما تقوم به على أنه (جهاد مقدس) ومن ثم فهم جميعا يستحضرون آيات الجهاد وأحاديثه الصحيحة وكل الأدبيات الجهادية من مآثر وقصص وأشعار...الخ، ومن يراجع بيانات كل هذه الجماعات لا يكاد يحظى بأي فرق فـي هذا المجال، بل حتى في مناهج الاعداد والتربية، فالمجاهد هنا أو هناك رسمت له معالم الطريق بوضوح وثبات: الجهاد، الشهادة، الجنة.
ثانيا: من الناحية الشرعية يقسم الجهاد في الاسلام الى نوعين رئيسين: جهاد الدفـع ويقصد به الجهاد من أجل دفع العدو الغازي لبلاد المسلمين، وجهاد الطلب ويقصد به الجهاد من أجل ايصال الدعوة الاسلامية الى خارج بلاد المسلمين. وتترتب على كل نوع من هذين النوعين أحكام شرعية مخـتـلفة تتطلب قدرا كبيرا من الفقه والبيان وأي خلط بين هذه الأحكام يؤدي في الغالب الى ضبابية في التصور واضطراب في الحكم سواء كان مثل هذا الخلط مقصودا بغية التشكيك والتثبيط ام لم يكن كذلك.
ومع أن هذه الأحكام المختلفة تحتاج الى دراسات مدللة ومفصلة الا أني هنا سأكتفي بعرضها اجمالا وبالقدر الذي يحقق المقصود تاركا التفصيل والاستدلال لدراسات قادمة - ان شاء الله- فمن أهم هذه الأحكام الشرعية المختلفة:
أ- اختلف الفقهاء في حكم جهاد الطلب، والذي يترجح من أقوالهم إنه فرض كفاية اذا قام به بعض المسلمين سقط الاثم عن الباقين، بينما اتفقوا على أن جهاد الدفع فرض عين لا يرتفع الاثم فيه عن جميع المسلمين الا برد الكافر المعتدي.
ب- يشترط في جهاد الطلب اذن الامام، فاذا لم يوجد للمسلمين امام انتفى جهـاد الطلب أصلا، وان وجد الامام فاذنه شرط في مشروعيته، أما جهاد الدفع فهو مشروع وجد الامام ام لم يوجد، علم الامام أم لم يعلم، لكنه ان علم به تعين عليه الأمر به وان قصّر فهو آثم ولا يمكن بحال أن يجيز الاسلام للامام أن يهمل بلدا من بلاد المسلمين وهو يتعرض للعدوان والاحتلال «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وهنا يـكون دور الامام تنفيذياً وليس تشريعيا، وطاعته هنا والتي جاءت في كثير من كتب الفقه تأتي بهذا السياق ولأن هذه الطاعة مهمة للوصول الى الغاية وهي اخراج الكافر المعتدي، أما اذا لم يكن للمسلمين امام او كان الامام عاجزا أو مهملا فلا يمكن ان نتصور أن الاسلام يبيح للمسلمين في مثل هذه الأحوال أن يستسلموا للكافرين الغزاة ولمشروعهم الذي يستهدف أول ما يستهدف الاسلام نفسه.
ج- جهاد الطلب عبادة محضة يقصد منه تحقيق الثواب والقربى من الله تبارك وتعالى وعلى هذا فلا بد فيه من النية «انما الأعمال بالنيات» البخاري، وأما جهاد الدفع ففيه معنيان: العبادة، وهذا لا بد فيه من النية. والحق الانساني في الدفاع عن النفس والمال والأرض والعرض، وهذا ما لا يحتاج الى نية بل هو حق مكفول لصاحبه أيا كان دينه وأيا كانت نيته. ومعنى هذا أن جهاد الدفع ميدانه أوسع من حيث أنه يضم كل مظلوم يدافع عن حقه سواء كان مسلما يتعبد الله بهذا العمل مع حقه الذاتي أم لم يكن كذلك.
ثالثا: يضاف الى تلك الفوارق الشرعية بين الجهادين فارق آخر لا يقل أهمية من الناحية العملية وهو أن جهاد الدفع بمعناه الثاني (الحق الانساني) عليه اجماع عالمي فكل الشرائع الدينية والقوانين الوضعية والأعراف الدولية والفطرة الانسانية تكفل هذا الحق لصاحبه، بينما يبقى جهاد الطلب مفهوما اسلاميا بحتا، وحينما يكون المسلمون في حالة الدفاع عن النفس فمن حقهم أن يطلبوا التأييد العالمي لقضيتهم وهذا يتطلب خطابا شرعيا آخر.
رابعا: بناء على كل ما تقدم يمكن أن نفهم لماذا اختار الكثير من الحركات الاسلامية مصطلح (المقاومة) حيث يحدد هذا المصطلح بدقة نوع الجهاد الذي يخوضون فهو(جهاد الدفع) وهذا يمنحهم الميزات الآتية:
أ- القوة الشرعية الملزمة حيث أن هذا الجهاد فرض عين بخلاف جهاد الطلب.
ب- المرونة الشرعية حيث لا يشترط في هذا الجهاد ما يشترط في جهاد الطلب مثل اذن الامام والنية والراية...الخ
ج- المرونة السياسية في كسب التأييد المحلي والعالمي.
الا أن هذه الجماعات وهي تفضل استخدام هذا المصطلح لكل تلك المبررات عليها أن تنتبه لنقطتين مهمتين:
أ- أن لا تنسى خصوصيتها الاسلامية، فهي في الوقت الذي تحاول فيه أن تكسب التعاطف المحلي والعالمي بخطاب سياسي هادف عليها أن لا تخسر قوة الخطاب الايماني في الاعداد والتربية والبناء الداخلي، فلا بد من الربط بين مفهومي جهاد الدفع (الحق الشرعي) و(الحق الانساني).
ب- ان تحذر وهي تحاول ان تكسب التأييد الوطني من اولئك الذين يجيدون فن اللصوصية واستثمار جهود الآخرين، ففي الوقت الذي يتربى المجاهد على روح التجرد لله وطلب الشهادة عليه أن لا ينسى مسؤوليته الأ رضية في الحفاظ على الهوية الاسلامية للبلد الذي يدافع عنه حتى لا يخرج الاحتلال ثم يرجع الينا بثوب جديد، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
وأما الجماعات الاسلامية الأخرى التي فضلت(الجهاد) عنوانا لها فيجدر بها أيضا أن تنتبه للنقطتين الآتيتين:
أ- أنها في بنائها الداخلي تحتاج الى توضيح نوع الجهاد الذي تقوم به في هذه المرحلة وأن يكون المجاهد مطلعا على الهدف المشروع لعمله وجهاده والأحكام الشرعية المناسبة لكل هذا، وأن لا يفتح ثغرة للذين يجيدون خلط الأوراق واثارة الشبهات، فبالقدر الذي يتميز به مصطلح (الجهاد) كقوة دافعة للمجاهد قد يكون سببا لتشتت الهدف وغموض المنهج اذا لم يكن معه فقه وبيان.
ب- ان مصطلح(الجهاد) بشموليته لجهاد الدفع وجهاد الطلب قد يجعل بعض الشرائح غير الاسلامية من أبناء البلد يتشككون في نوايا هذه الجماعات الاسلامية وفيما اذا كانت هذه الجماعات تستهدفهم أيضا، واذا علمنا أن قوات الاحتلال من مصلحتها تعميق هذه الشكوك لكسب هذه الشرائح أو تحييدها على الأقل وترويج فكرة أن هذه الجماعات لا علاقة لها بالبلد ولا تهدف الى تحريره يكون لزاما على هذه الجماعات المجاهدة أن تحدد بدقة عدوها الذي تستهدفه بجهادها هذا.
نقلا عن جريدة السبيل .....
ارجو التثبيت
الحلقة الاولى
لماذا مقاومة وليست جهاداً ؟ :-
الجهاد مصطلح اسلامي كبير، تأصل وتأكد في مئات النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وأصبح ركنا ركينا في ثقافة المسلمين وتراثهم، وأي محاولة لتغييب هذا المصطلح تعزى عادة الى الهزيمة الداخلية والتأثر بالغزو الثقافي أو هي محاولة للتهرب من تبعات هذا المصطلح التأريخية لا سيما لمن يفكر بالانفتاح على الغرب، ومن ثم تمسكت أغلب الجماعات الاسلامية المسلحة بمصطلح (الجهاد) واتخذته عنوانا لها.
الا أن الذي أثار بعض التساؤلات هو أن تتبنى حركات اسلامية أخرى مصطلح (المقاومة) كعنوان لجهادها المشروع ضد الاحتلال الأجنبي،وبشكل عام ظهر فى العالم تنظيم القاعده المجاهد ففي فلسطين ظهرت حركة الجهاد الاسلامي و حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وفي العراق ظهرت أكثر من مجموعة تنحو هذا المنحى مـثـل المقاومة الاسلامية الوطنية وغيرها، بل وظهر هذا المصطلح في الكثير من التحركات الشرعية الداعمة مثل (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) والتي ضمت عددا كبيرا من علماء الأمة المعتبرين ومن مختلف أنحاء العالم الاسلامي، اضافة الى الكثير من البيانات والفتاوى الفردية والجماعية، وهذا ما بعث على الطمأنينة في الأوساط الأسلامية، الا أن التساؤل ما زال مفتوحا لماذا مقاومة وليست جهادا؟! وهل هذا يعبر عن توجهات فكرية وبرامج عملية ربما تتطلب مثل هذه العناوين أم هي مجرد توسع في الألفاظ والمصطلحات؟ هذا ما نحاول ان نتبينه من خلال هذه الدراسة التي نلخصها في النقاط الآتية:
أولا: لا تختلف هذه الجماعات في توصيف ما تقوم به على أنه (جهاد مقدس) ومن ثم فهم جميعا يستحضرون آيات الجهاد وأحاديثه الصحيحة وكل الأدبيات الجهادية من مآثر وقصص وأشعار...الخ، ومن يراجع بيانات كل هذه الجماعات لا يكاد يحظى بأي فرق فـي هذا المجال، بل حتى في مناهج الاعداد والتربية، فالمجاهد هنا أو هناك رسمت له معالم الطريق بوضوح وثبات: الجهاد، الشهادة، الجنة.
ثانيا: من الناحية الشرعية يقسم الجهاد في الاسلام الى نوعين رئيسين: جهاد الدفـع ويقصد به الجهاد من أجل دفع العدو الغازي لبلاد المسلمين، وجهاد الطلب ويقصد به الجهاد من أجل ايصال الدعوة الاسلامية الى خارج بلاد المسلمين. وتترتب على كل نوع من هذين النوعين أحكام شرعية مخـتـلفة تتطلب قدرا كبيرا من الفقه والبيان وأي خلط بين هذه الأحكام يؤدي في الغالب الى ضبابية في التصور واضطراب في الحكم سواء كان مثل هذا الخلط مقصودا بغية التشكيك والتثبيط ام لم يكن كذلك.
ومع أن هذه الأحكام المختلفة تحتاج الى دراسات مدللة ومفصلة الا أني هنا سأكتفي بعرضها اجمالا وبالقدر الذي يحقق المقصود تاركا التفصيل والاستدلال لدراسات قادمة - ان شاء الله- فمن أهم هذه الأحكام الشرعية المختلفة:
أ- اختلف الفقهاء في حكم جهاد الطلب، والذي يترجح من أقوالهم إنه فرض كفاية اذا قام به بعض المسلمين سقط الاثم عن الباقين، بينما اتفقوا على أن جهاد الدفع فرض عين لا يرتفع الاثم فيه عن جميع المسلمين الا برد الكافر المعتدي.
ب- يشترط في جهاد الطلب اذن الامام، فاذا لم يوجد للمسلمين امام انتفى جهـاد الطلب أصلا، وان وجد الامام فاذنه شرط في مشروعيته، أما جهاد الدفع فهو مشروع وجد الامام ام لم يوجد، علم الامام أم لم يعلم، لكنه ان علم به تعين عليه الأمر به وان قصّر فهو آثم ولا يمكن بحال أن يجيز الاسلام للامام أن يهمل بلدا من بلاد المسلمين وهو يتعرض للعدوان والاحتلال «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وهنا يـكون دور الامام تنفيذياً وليس تشريعيا، وطاعته هنا والتي جاءت في كثير من كتب الفقه تأتي بهذا السياق ولأن هذه الطاعة مهمة للوصول الى الغاية وهي اخراج الكافر المعتدي، أما اذا لم يكن للمسلمين امام او كان الامام عاجزا أو مهملا فلا يمكن ان نتصور أن الاسلام يبيح للمسلمين في مثل هذه الأحوال أن يستسلموا للكافرين الغزاة ولمشروعهم الذي يستهدف أول ما يستهدف الاسلام نفسه.
ج- جهاد الطلب عبادة محضة يقصد منه تحقيق الثواب والقربى من الله تبارك وتعالى وعلى هذا فلا بد فيه من النية «انما الأعمال بالنيات» البخاري، وأما جهاد الدفع ففيه معنيان: العبادة، وهذا لا بد فيه من النية. والحق الانساني في الدفاع عن النفس والمال والأرض والعرض، وهذا ما لا يحتاج الى نية بل هو حق مكفول لصاحبه أيا كان دينه وأيا كانت نيته. ومعنى هذا أن جهاد الدفع ميدانه أوسع من حيث أنه يضم كل مظلوم يدافع عن حقه سواء كان مسلما يتعبد الله بهذا العمل مع حقه الذاتي أم لم يكن كذلك.
ثالثا: يضاف الى تلك الفوارق الشرعية بين الجهادين فارق آخر لا يقل أهمية من الناحية العملية وهو أن جهاد الدفع بمعناه الثاني (الحق الانساني) عليه اجماع عالمي فكل الشرائع الدينية والقوانين الوضعية والأعراف الدولية والفطرة الانسانية تكفل هذا الحق لصاحبه، بينما يبقى جهاد الطلب مفهوما اسلاميا بحتا، وحينما يكون المسلمون في حالة الدفاع عن النفس فمن حقهم أن يطلبوا التأييد العالمي لقضيتهم وهذا يتطلب خطابا شرعيا آخر.
رابعا: بناء على كل ما تقدم يمكن أن نفهم لماذا اختار الكثير من الحركات الاسلامية مصطلح (المقاومة) حيث يحدد هذا المصطلح بدقة نوع الجهاد الذي يخوضون فهو(جهاد الدفع) وهذا يمنحهم الميزات الآتية:
أ- القوة الشرعية الملزمة حيث أن هذا الجهاد فرض عين بخلاف جهاد الطلب.
ب- المرونة الشرعية حيث لا يشترط في هذا الجهاد ما يشترط في جهاد الطلب مثل اذن الامام والنية والراية...الخ
ج- المرونة السياسية في كسب التأييد المحلي والعالمي.
الا أن هذه الجماعات وهي تفضل استخدام هذا المصطلح لكل تلك المبررات عليها أن تنتبه لنقطتين مهمتين:
أ- أن لا تنسى خصوصيتها الاسلامية، فهي في الوقت الذي تحاول فيه أن تكسب التعاطف المحلي والعالمي بخطاب سياسي هادف عليها أن لا تخسر قوة الخطاب الايماني في الاعداد والتربية والبناء الداخلي، فلا بد من الربط بين مفهومي جهاد الدفع (الحق الشرعي) و(الحق الانساني).
ب- ان تحذر وهي تحاول ان تكسب التأييد الوطني من اولئك الذين يجيدون فن اللصوصية واستثمار جهود الآخرين، ففي الوقت الذي يتربى المجاهد على روح التجرد لله وطلب الشهادة عليه أن لا ينسى مسؤوليته الأ رضية في الحفاظ على الهوية الاسلامية للبلد الذي يدافع عنه حتى لا يخرج الاحتلال ثم يرجع الينا بثوب جديد، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
وأما الجماعات الاسلامية الأخرى التي فضلت(الجهاد) عنوانا لها فيجدر بها أيضا أن تنتبه للنقطتين الآتيتين:
أ- أنها في بنائها الداخلي تحتاج الى توضيح نوع الجهاد الذي تقوم به في هذه المرحلة وأن يكون المجاهد مطلعا على الهدف المشروع لعمله وجهاده والأحكام الشرعية المناسبة لكل هذا، وأن لا يفتح ثغرة للذين يجيدون خلط الأوراق واثارة الشبهات، فبالقدر الذي يتميز به مصطلح (الجهاد) كقوة دافعة للمجاهد قد يكون سببا لتشتت الهدف وغموض المنهج اذا لم يكن معه فقه وبيان.
ب- ان مصطلح(الجهاد) بشموليته لجهاد الدفع وجهاد الطلب قد يجعل بعض الشرائح غير الاسلامية من أبناء البلد يتشككون في نوايا هذه الجماعات الاسلامية وفيما اذا كانت هذه الجماعات تستهدفهم أيضا، واذا علمنا أن قوات الاحتلال من مصلحتها تعميق هذه الشكوك لكسب هذه الشرائح أو تحييدها على الأقل وترويج فكرة أن هذه الجماعات لا علاقة لها بالبلد ولا تهدف الى تحريره يكون لزاما على هذه الجماعات المجاهدة أن تحدد بدقة عدوها الذي تستهدفه بجهادها هذا.
نقلا عن جريدة السبيل .....
ارجو التثبيت
تعليق