[gdwl]الجزء الأول[/gdwl]
لقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تكون أرض فلسطين أرضا مباركة، كيف لا؟! وهي مبعث الأنبياء والمرسلين.. ومهبط الملائكة.. وملتقى الرسالات.. ومنطلق الدعوات. من أجل ذلك اكتسبت فلسطين صفة البركة والطهارة والقداسة. ففلسطين آية في كتاب الله تعالى، من يتهاون فيها يتهاون في كتاب الله تعالى.. وهناك العديد من المواضع والآيات في القرآن الكريم التي تؤكد على بركة أرض فلسطين.
فلسطين في آيات القرآن:
قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء71.
أي أن الله تعالى نجّى إبراهيم ولوطا وابن أخيه "هاران" من بلاد العراق إلى بلاد الشام المعروفة بكثرة أشجارها وأنهارها، حيث أقام إبراهيم عليه السلام في "فلسطين"، ولوطا عليه السلام في "المؤتفكة"، وبينهما مسيرة يوم.
قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ }الأنبياء8.
أي أن الله تعالى سخر الريح لسليمان عليه السلام تجري بسرعة شديدة إلى الأرض المباركة (بلاد الشام)، ومنها فلسطين.
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18.
قال ابن عباس رضي الله عنه: القرى الظاهرة هي: بيت المقدس.
قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: {يَا قَوم ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21.
الأرض المقدسة: بيت المقدس.
قال تعالى{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة58، القرية هي: بيت المقدس.
والملاحِظ لمواضع الآيات الست يجد أنها كلها أجمعت على "بركة" بلاد الشام، ومنها فلسطين. وقد ميز العلماء بين نوعين من البركة، (البركة الحسية، والبركة المعنوية).
معنى البركة:
* المعنى في اللغة/ الزيادة في الخير والنمو، وهي مشتقة من بارك الله في الشيء، وبارك عليه، وبارك له.
* المعنى في الشرع/ ثبوت الخير الإلهي.
قال القرطبي: باركنا حوله بالثمار ومجاري الأنهار. وقيل: بمن دفن حوله من الأنبياء والصالحين؛ وبهذا جعله مقدسا. ـ والحديث موصولا للقرطبي ـ وروى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تعالى يا شام أنت صفوتي من بلادي وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي".
وقال الطبري: جعلنا حوله البركة لسكانه فـي معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم.
وجاء في تفسير أضواء البيان: {بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، أكثرنا حوله الخير والبركة بالأشجار والثمار والأنهار. وقد وردت آيات تدل على هذا. كقوله تعالى: {وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلاٌّرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ}، وقوله: {وَلِسُلَيْمَـٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ إِلَى ٱلاٌّرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَـٰلِمِينَ} فإن المراد بتلك الأرض: الشام. والمراد بأنه بارك فيها: أنه أكثر فيها البركة والخير بالخصب والأشجار والثمار والمياه. كما عليه جمهور العلماء. وقال بعض العلماء: المراد بأنه بارك فيها أنه بعث الأنبياء منها. وقيل غير ذلك.
وقد أكد الرحالة أمثال: (المقدسي في أحسن التقاسيم، ابن بطوطة، الدمشقي في نجفة الدهر وعجائب البر والبحر، والوردي في فريدة العجائب وفريدة الغرائب، ياقوت الحموي في معجم البلدان)، على أن أرض فلسطين هي من أخصب بلاد الشام، حيث يكثر فيها: الكروم وأشجار التين والعنب والفاكهة والزيتون.
ثانيا/ البركة المعنوية لفلسطين:
لقد خص الله تعالى فلسطين ببركة معنوية لا تقل شأنا عن البركة الحسية، وترجع هذه البركة إلى أسباب كثيرة، منها:
1.فلسطين مبعث ومرقد الأنبياء: حيث يرقد فيها من الأنبياء (إبراهيم، إسحاق، يعقوب، يوسف) عليهم السلام.
2.مهبط الملائكة: حيث هبطت الملائكة في فلسطين على عدد من النبيين مثل (داوود، سليمان، عيسى، موسى، لوط) عليهم السلام.
3.فلسطين أرض المحشر والمنشر.
4.في بيت المقدس تنصب الموازين للحساب والفصل بين الناس.
5.من على صخرة بيت المقدس المشرفة ينفخ إسرافيل في الصور.
6.من بيت المقدس يتفرق الناس إما إلى جنة وإما إلى نار.
7.لا تقوم الساعة حتى يبعث الله خيار الناس إلى بيت المقدس.
8.قال تعالى مخاطبا بيت المقدس: "أنت جنتي وقدسي وصفوتي من بلادي، من سكنك فبرحمة مني، ومن خرج منك فبسخط مني عليه".
9.الملائكة تبسط أجنحتها على بلاد الشام: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا طوبى للشام.. يا طوبى للشام، قالوا يا رسول الله: بم ذلك؟، قال: تلك ملائكة الله باسطة أجنحتها على الشام".
10.في بيت المقدس الصخرة المشرفة، وهي لا تقل قداسة عن الحجر الأسود في البيت الحرام، لأنه:
أ-من على صخرة بيت المقدس المشرفة تصعد الملائكة إلى السماء.
ب-من على صخرة بيت المقدس عرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في رحلة المعراج.
ت-من على صخرة بيت المقدس ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور.
ث-صخرة بيت المقدس من صخور الجنة، قال في ذلك أنس بن مالك: "إن الجنة لتحن شوقا إلى بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس".
ما نزل من القرآن في فلسطين:
يقول الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، وأنزل في القدس على رسول الله ص: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }الزخرف45. ويؤيد هذا القول ما رواه أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنزلت علي النبوة في ثلاثة أمكنة: بمكة والمدينة والشام.
لقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تكون أرض فلسطين أرضا مباركة، كيف لا؟! وهي مبعث الأنبياء والمرسلين.. ومهبط الملائكة.. وملتقى الرسالات.. ومنطلق الدعوات. من أجل ذلك اكتسبت فلسطين صفة البركة والطهارة والقداسة. ففلسطين آية في كتاب الله تعالى، من يتهاون فيها يتهاون في كتاب الله تعالى.. وهناك العديد من المواضع والآيات في القرآن الكريم التي تؤكد على بركة أرض فلسطين.
فلسطين في آيات القرآن:
قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء71.
أي أن الله تعالى نجّى إبراهيم ولوطا وابن أخيه "هاران" من بلاد العراق إلى بلاد الشام المعروفة بكثرة أشجارها وأنهارها، حيث أقام إبراهيم عليه السلام في "فلسطين"، ولوطا عليه السلام في "المؤتفكة"، وبينهما مسيرة يوم.
قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ }الأنبياء8.
أي أن الله تعالى سخر الريح لسليمان عليه السلام تجري بسرعة شديدة إلى الأرض المباركة (بلاد الشام)، ومنها فلسطين.
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18.
قال ابن عباس رضي الله عنه: القرى الظاهرة هي: بيت المقدس.
قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: {يَا قَوم ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21.
الأرض المقدسة: بيت المقدس.
قال تعالى{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة58، القرية هي: بيت المقدس.
والملاحِظ لمواضع الآيات الست يجد أنها كلها أجمعت على "بركة" بلاد الشام، ومنها فلسطين. وقد ميز العلماء بين نوعين من البركة، (البركة الحسية، والبركة المعنوية).
معنى البركة:
* المعنى في اللغة/ الزيادة في الخير والنمو، وهي مشتقة من بارك الله في الشيء، وبارك عليه، وبارك له.
* المعنى في الشرع/ ثبوت الخير الإلهي.
: (أولا/ البركة الحسية لفلسطين:)
لقد أجمع أغلب المفسرين في تفسير قول الله تعالى: {بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، أن الله تبارك وتعالى بارك حول المسجد الأقصى بالخصب والنماء والزروع والأشجار والثمار وجريان الأنهار والسهول والجبال والوديان والمرتفعات والمنخفضات.قال القرطبي: باركنا حوله بالثمار ومجاري الأنهار. وقيل: بمن دفن حوله من الأنبياء والصالحين؛ وبهذا جعله مقدسا. ـ والحديث موصولا للقرطبي ـ وروى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تعالى يا شام أنت صفوتي من بلادي وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي".
وقال الطبري: جعلنا حوله البركة لسكانه فـي معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم.
وجاء في تفسير أضواء البيان: {بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، أكثرنا حوله الخير والبركة بالأشجار والثمار والأنهار. وقد وردت آيات تدل على هذا. كقوله تعالى: {وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلاٌّرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ}، وقوله: {وَلِسُلَيْمَـٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ إِلَى ٱلاٌّرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَـٰلِمِينَ} فإن المراد بتلك الأرض: الشام. والمراد بأنه بارك فيها: أنه أكثر فيها البركة والخير بالخصب والأشجار والثمار والمياه. كما عليه جمهور العلماء. وقال بعض العلماء: المراد بأنه بارك فيها أنه بعث الأنبياء منها. وقيل غير ذلك.
وقد أكد الرحالة أمثال: (المقدسي في أحسن التقاسيم، ابن بطوطة، الدمشقي في نجفة الدهر وعجائب البر والبحر، والوردي في فريدة العجائب وفريدة الغرائب، ياقوت الحموي في معجم البلدان)، على أن أرض فلسطين هي من أخصب بلاد الشام، حيث يكثر فيها: الكروم وأشجار التين والعنب والفاكهة والزيتون.
ثانيا/ البركة المعنوية لفلسطين:
لقد خص الله تعالى فلسطين ببركة معنوية لا تقل شأنا عن البركة الحسية، وترجع هذه البركة إلى أسباب كثيرة، منها:
1.فلسطين مبعث ومرقد الأنبياء: حيث يرقد فيها من الأنبياء (إبراهيم، إسحاق، يعقوب، يوسف) عليهم السلام.
2.مهبط الملائكة: حيث هبطت الملائكة في فلسطين على عدد من النبيين مثل (داوود، سليمان، عيسى، موسى، لوط) عليهم السلام.
3.فلسطين أرض المحشر والمنشر.
4.في بيت المقدس تنصب الموازين للحساب والفصل بين الناس.
5.من على صخرة بيت المقدس المشرفة ينفخ إسرافيل في الصور.
6.من بيت المقدس يتفرق الناس إما إلى جنة وإما إلى نار.
7.لا تقوم الساعة حتى يبعث الله خيار الناس إلى بيت المقدس.
8.قال تعالى مخاطبا بيت المقدس: "أنت جنتي وقدسي وصفوتي من بلادي، من سكنك فبرحمة مني، ومن خرج منك فبسخط مني عليه".
9.الملائكة تبسط أجنحتها على بلاد الشام: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا طوبى للشام.. يا طوبى للشام، قالوا يا رسول الله: بم ذلك؟، قال: تلك ملائكة الله باسطة أجنحتها على الشام".
10.في بيت المقدس الصخرة المشرفة، وهي لا تقل قداسة عن الحجر الأسود في البيت الحرام، لأنه:
أ-من على صخرة بيت المقدس المشرفة تصعد الملائكة إلى السماء.
ب-من على صخرة بيت المقدس عرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في رحلة المعراج.
ت-من على صخرة بيت المقدس ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور.
ث-صخرة بيت المقدس من صخور الجنة، قال في ذلك أنس بن مالك: "إن الجنة لتحن شوقا إلى بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس".
ما نزل من القرآن في فلسطين:
يقول الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، وأنزل في القدس على رسول الله ص: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }الزخرف45. ويؤيد هذا القول ما رواه أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنزلت علي النبوة في ثلاثة أمكنة: بمكة والمدينة والشام.
صدق الدم ....سيف الوغى
تعليق