إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قيادي من القسام يكشف أسرار جديدة . هام جدا لكم يا أبناء الجهاد

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    المشاركة الأصلية بواسطة أبو الخطاب المهاجر مشاهدة المشاركة
    اللهم يا رحمن يا رحيم
    يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد
    وحد الاخوة في حماس والجهاد تحت راية خالصة لوجهك الكريم
    اللهم وحد صفوفهم وألف بين قلوبهم برحمتك يا ارحم الراحمين

    آمين آمين آمين 55:5 55:5

    تعليق


    • #47
      يا إخوان هل من حق أي عضو أن يقوم بحذف موضوعه !!!

      أنا بدي أحذفوا ضروري !!

      تعليق


      • #48
        المشاركة الأصلية بواسطة ابتسامه مشاهدة المشاركة
        أخي اسود الحرب
        اولا هذه ليست فلسفه زايده وانا لا أسمح لك ولا غيرك ان تتهمني بهذا الاتهام
        ثانيا
        لان هناك اخوه زوار هذه الشبكه من خارج فلسطين
        و هم في حاجه لتعريفهم بالحركه وبابناء هذه الحركه وأخلاقهم
        اريد ان ننأى بأنفسناوبشبكتنا عن الردود التي تشابه (مايفعلوه المحروصين )زي ما بتحكي
        هم ليسوا قدوة لنا نحن نقتدي بأخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام
        المؤمن كيسٌ فطن
        طيبة القلب ليست عذرا كافيايجب التفكير المنطقي قبل الرد
        ثالثا وهذا الاهم انا لا ادافع عن حركةحماس ولم ادعي انهم ما بيغلطوش لكن يجب علينا

        وئد الفتنةواسكات المندسين بين الحركتين لاشغالهما عن عدوهما الاساسي
        كم أغضب عندما ارى ابناء حركتي العظيمه يجمدون هنا وهناك بسب طيبة القلب
        ولا انتا شايف غير هيك يا أسود الحرب 99:9

















        بعدين تعال فهمني شو يعني (المحروصين ):60:
        بالنسبة لقول الفلسفة إنا أسحبها لو تزعلك

        لكن أريد أنبه أننا لا نقلدهم ولم نقلدهم يوما بل هم من يقلدووننا كثيرا وأقول وأنبه وأكرر هم يشنون حرب اعلامية ضد الجهاد الإسلامي لتشويه صورتها داخليلا وخارجيا .
        وهذا ما ترونه كل يوم من إشاعات من أعضائهم وقيادتهم المقهورة من حركتنا وسنبقى كالعلقم في قلوبهم التي تكرهنا من دون سبب .

        وبعدين إحنا هنا بنذكر أخطاء حتى يعدلوا وما يستمروا بالغلط يعني بننصحهم وليش هم زعلانين وبعدين إحنا عندنا قيادة تحكي عنا ومجاهدين بخزوا عين الشيطان وهم بحكوا ومش بجي شخص أبصر من وين جاي بقلي الجهاد إنشقت عن حماس (( بلاش هبل )) .

        وبحب أحكيلك طيبة القلب أحسن من اللؤم وشغل اليهود الذي يتبعه الأخرون


        وحياكم الله










        وبالنسبة للمحروصين هم بعتقدوا إنهم بغلطوش لما ذكروا إنه حماس إنذكرت بالقرأن


        :37: :37:
        القناعة كنز لا يفنى

        تعليق


        • #49
          رحم الله الدكتور فتحي الشقاقي ......... عندما عرف الخيار والطريق الحق انشق عن الاخوان أي عن الباطل

          الرايات السود لا بد أن تسود

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة حمساوي1987 مشاهدة المشاركة
            يعني حماس بدها تنهي الجهاد

            يعني الحين حماس بدها تقوم بتطهير القطاع من الجهاد


            يعني حماس بدها تقتل تبعون الجهاد الاسلامي



            مش عارف يعني علايش هاد كله


            بس بقول لا حول ولا قوة الا بالله

            ابناء حماس لما هجموا على الخونة الدحلانيين كانت حرب عقيدة

            لما بدي اجي احارب تبعون الجهاد واروح بدي اقتل ابن الجهاد ايش بديش افكر سعيتها اني على غلط

            احنا ابناء حماس النا عقوول وبنفكر فيها

            مش سمعا وطعا وحنا ساكتيين


            حطوها حلقة في ودانكو
            انا ممكن اروح اقاتل ضد ابناء فتح دايتون
            ولكن لا يمكني ان اذهب واقاتل ابن الاسلام


            خذوها مني وانا ابن حماس واعرف بقررات حركتي
            ربي يكرمك طيب ممكن أسالك

            ليش شباب حماس بكرهوا الجهاد أكتر من اليهود وكل ما تصير عملية للجهاد بطلقوا عليها الإشاعات وكأنها تنفذت فيهم .


            ماذا تعتبر ذلك هل محبة أم ماذا
            القناعة كنز لا يفنى

            تعليق


            • #51
              المشاركة الأصلية بواسطة اللواء الأسود مشاهدة المشاركة
              رحم الله الدكتور فتحي الشقاقي ......... عندما عرف الخيار والطريق الحق انشق عن الاخوان أي عن الباطل

              للتوضيح ولعدم خلط الأمور

              المعلم لم ينشق عنهم بحجة أنهم باطل بل لأنهم أجلوا فريضة الجهاد في سبيل الله و أهملوا قضية فلسطين .
              القناعة كنز لا يفنى

              تعليق


              • #52
                يا إخوان هل من حق أي عضو أن يقوم بحذف موضوعه !!!

                أنا بدي أحذفوا ضروري !!
                عندما تريد أن تضع موضوعك كن واثق بما تضع

                ولا تعلن ومن ثم إما أن تعدل أنت المشاركة كما في سابقاتك

                أو تطلب حذف الموضوع بعد أن تعلنه وتثوّر الأعضاء

                اعلم ماذا تضع وماذا تعلن

                أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
                وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
                واذاق قلبي من كؤوس مرارة
                في بحر حزن من بكاي رماني !

                تعليق


                • #53
                  أدوك أخي montdy_mod2 إلى النقاش العقلاني والجهادي كما تريد :
                  أرد عليك أخي بأن الخلاف بين الدكتور فتحي الشقاقى رحمه الله وبين قيادة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت لم تكن إلى كالتالي:
                  طلب الدكتور فتحي الشقاقي من قيادة الحركة الإسلامية في ذلك الوقت بجعل قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية مما جاء بالرفض حيث كانت القضية الفلسطينية في ذلك الوق حسب المنظور الإخواني مثلها مثل قضية كشمير وأفغانستان والفلبين وغيرها من القضايا الإسلامية ..
                  مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
                  كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

                  تعليق


                  • #54
                    أدعوك أخي montdy_mod2 إلى النقاش العقلاني والجهادي كما تريد :
                    أرد عليك أخي بأن الخلاف بين الدكتور فتحي الشقاقى رحمه الله وبين قيادة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت لم تكن إلى كالتالي:
                    طلب الدكتور فتحي الشقاقي من قيادة الحركة الإسلامية في ذلك الوقت بجعل قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية مما جاء بالرفض حيث كانت القضية الفلسطينية في ذلك الوق حسب المنظور الإخواني مثلها مثل قضية كشمير وأفغانستان والفلبين وغيرها من القضايا الإسلامية ..
                    مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
                    كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

                    تعليق


                    • #55
                      اللهم يا رحمن يا رحيم
                      يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد
                      وحد الاخوة في حماس والجهاد تحت راية خالصة لوجهك الكريم
                      اللهم وحد صفوفهم وألف بين قلوبهم برحمتك يا ارحم الراحمين

                      تعليق


                      • #56
                        عظيمة هي الأجيال التي ورَثها المعلم الشهيد فتحي الشقاقي فكر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بعد أن أفنى عمره يؤسس و يبنى لنظرة واعية للإسلام و للقضية الفلسطينية في زمن غفل فيه الكثيرون عن تلك القضية و في وقت عاثت فيه قوات الغدر الصهيوني خرابا و دمارا في أولى القبلتين و ثالث الحرمين.

                        الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي و الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في جزيرة مالطة عام 1995ترك إرثا مؤثرا في تاريخ الحركات الإسلامية في العالم ساهم من خلاله في تغيير النظرة الخاطئة للإسلام الحقيقي و للشاب المسلم الصلد القوي الذي يفهم دينه و يفهم طبيعة صراعه مع عدوه في زمن تعمد فيه آخرون إغماض أعينهم عن هذه الحقائق ووجهوا أنظارهم بعيدا حيث لا تنتظر فلسطين و ترقب.



                        الشيخ نافذ عزام أحد من عاشروا الدكتور فتحي الشقاقي و عاصر معه تأسيس حركة الجهاد الإسلامي يروي للاستقلال بشهادة حية مشهد كفاح و جهاد الدكتور المعلم في تأسيس الجهاد الإسلامي منذ البدايات و حتى دخولها قطاع غزة...

                        أول لقاء

                        يقول الشيخ عزام " أول لقاء كان لي شخصيا مع الدكتور فتحي رحمة الله عليه كان في صيف عام 1978، حيث التقيت به في حفل زفاف لأحد أصدقاءه من كبار قادة الإخوان المسلمين في في فترة الإجازة الصيفية، حيث كنا ندرس في مصر

                        كنت أسمع عن الدكتور الشقاقي، و كان لي علاقات صداقة مع كثير من أبناء و كوادر الإخوان المسلمين، لفت نظري الدكتور الشقاقي بحديث شعرت أنه غير عادي، تحدث عن الوقت و أهميته بالنسبة للحياة الإنسانية و بالنسبة إلينا كمسلمين، كان الحديث بالنسبة لي جديدا و غريبا، و تصورت معه أن هذا الإنسان يتحدث بطريقة مختلفة و يفكر بطريقة مختلفة، لذلك شعرت أنني مشدود إليه، و حمدت الله كثيرا على أن حصل اللقاء مرة ثانية بعد رجوعنا إلى مصر من الإجازة، و قدر الله تعالى أن أدرس في نفس الجامعة التي يدرس فيها الدكتور فتحي (جامعة الزقازيق)، و في نفس الكلية (كلية الطب)، و أكثر من ذلك تشرفت أن سكنت معه في شقة واحدة، أنا أعتبر أن هذا كان شرفا عظيما لي، و أعتبر أن لقائي مع الدكتور فتحي الشقاقي كان نقطة مفصلية في حياتي الشخصية، و كان نقطة مفصلية في كل ما يتعلق بتصوراتي للحياة و للإسلام و لكل القضايا التي يعيشها الناس".

                        شخصية المعلم

                        عن شخصية الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي يقول الشيخ عزام "كانت شخصية الدكتور فتحي مختلفة عن كثير من الشخصيات في العالم، و بالتأكيد من يصل إلى مركز الزعامة و من يوفقه الله تعالى لتأسيس حركة إسلامية مجاهدة و في فلسطين بالذات، بالتأكيد يجب أن يكون لديه مواصفات مختلفة، أهم ما ميَز الدكتور فتحي الشقاقي هو الإصرار على مواصلة ما يشعر أنه حق و صواب، لأن حركة الجهاد الإسلامي ولدت في ظروف بالغة الصعوبة، وولدت بدون أدنى دعم من أي جهة سواء كانت هذه الجهة تنظيما أو هيئة أو دولة، حركة الجهاد الإسلامي ولدت فقط بالاعتماد على الله سبحانه و تعالى، و بالإيمان بصوابية هذا الاجتهاد و ضرورته للساحة الإسلامية و الساحة الفلسطينية، من الصعب أن تولد حركة في ظل هذه الظروف و بدون مصادر دعم و أن تطرح هذه الحركة فكرة جديدة تماما و أن تطرح الجهاد كوسيلة لتحرير فلسطين في وقت لم يكن هناك صوت للإسلام في فلسطين، هذا أمر بالغ الصعوبة، لكن الدكتور فتحي الشقاقي كان يملك هذا الإصرار، و الإصرار مرتبط بالإيمان و مرتبط بالوعي بالمسئولية و الدور، كان الدكتور يبث فينا جميعا صفة الإصرار و كان يبشر أن هذا الخيار الذي كان يحمله و الحركة التي حملها أفراد قليلون ستنتشر، و هذه الفكرة سيحملها الآلاف و الآلاف".

                        و يردف قائلا "أهم سمة ميزت الدكتور الشقاقي بعد الإصرار "التواضع"، فقد كان متواضعا جدا معنا و مع الناس رغم المؤهلات الكبيرة التي يمتلكها، و بعد تحقيق إنجازات كبيرة و بعد أن أصبحت حركة الجهاد الإسلامي رقما كبيرا في الساحة الإسلامية والفلسطينية، كان الدكتور الشقاقي يزداد تواضعا معنا، صفة أخرى هامة جدا، و هي إنسانية الدكتور المعلم، لم يكن يحمل أحقادا على أحد رغم الطعنات و الضربات التي وجهت من غير اليهود، من الطبيعي أن توجه لحركة الجهاد الإسلامي ضربات من اليهود كونهم العدو الذي يحتل أرضنا، لكن كانت هناك ضربات ممن يفترض أنهم دعم و سند لنا، الدكتور لم يكن يحمل أحقادا على أحد نتيجة هذه الضربات و نتيجة المعوقات التي وضعت في طريقة و نتيجة الحرب الشعواء التي شنت عليه و على حركته و على فكرته و على شخصه، الجانب الإنساني في الدكتور فتحي الشقاقي كان جانبا طاغيا تماما و كان جانبا من الممكن أن نلاحظه ببساطة شديدة".



                        محطات مفصلية

                        يروي الشيخ عزام أن أهم مرحلة مفصلية في حياة الدكتور الشقاقي، كانت نكبة الشعب الفلسطيني في صيف عام 1967" كما روى لي شخصيا".

                        و يضيف "كان الدكتور فتحي الشقاقي قبل عام 67 ناصري الهوى، نسبة إلى الزعيم المعروف جمال عبد الناصر الذي كان يمتلك جاذبية كبيرة و قدرة كبيرة على التأثير في الناس، و امتلك مواصفات قيادية كثيرة أهلته أن يكون زعيما للأمة العربية، الشعارات التي كان يطرحها، إصراره على التصدي للأطماع الأمريكية، حديثه عن التحرير، و حديثه عن الاستقلال، و حديثه عن تجميع العرب في مواجهة ما كان يطلق عليه الإمبريالية، هذه شعارات استهوت أناسا كثيرين، و كان الدكتور فتحي الشقاقي في مقتبل العمر، و بالتالي تأثر بالشعارات و الأفكار الناصرية، لكن نكبة 67 أحدثت هزة في المنطقة و أحدثت هزة عند الدكتور فتحي الشقاقي، و قتها لم يكن يتجاوز المعلم السادسة عشر من عمره، لكن الزعماء من هذه الطينة و من هذا النموذج يمتلكون مواصفات القيادة و الزعامة مبكرا، و كانت هذه ملاحظة فيه".



                        و يقول" نكبة عام 67 جعلت الفتى الشقاقي يراجع مواقفه و يراجع ما يجري، و بالتالي انحاز إلى صف الإسلام بعد النكبة الثانية مباشرة، و التي أحيت خيارات الإسلام من جديد و شجعت الكثيرين في المنطقة العربية على التقدم أكثر نحو الإسلام إيمانا بأن الإسلام يملك القدرة على استنهاض الهمم و يملك القدرة على صياغة البرنامج الذي نواجه به (إسرائيل) في علوها و نواجه به مرحلة الهزيمة و التراجع ، و نواجه به آثار النكبة المدوية، أن تسقط القدس هذا أمر في غاية الخطورة، وفي غاية الصعوبة بالنسبة للناس".

                        و يوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أنه في في فترة السبعينات كان الدكتور فتحي الشقاقي يعمل مدرسا للرياضيات في مدينة القدس بعد أن تخرج من جامعة بيرزيت "وسافر خارج فلسطين نتيجة ظروف مادية و عائلية، وتم قبوله في كلية الطب بجامعة الزقازيق و هو يعمل مدرسا بمدارس القدس، سافر عام 73 إلى مصر وسط أجواء ساد فيها أجواء الإقبال على الإسلام و حوار الذات و مراجعة كل شيء بعد نكبة 67 و سقوط الأفكار و اهتزاز الأنظمة التي كانت تستمد قوة من تلك الأفكار، و طبعا الدكتور فتحي الشقاقي كان يدلي بشهادته على تلك المرحلة، في تلك الفترة كانت هناك تساؤلات كبيرة حول خيار الإسلام و مواجهة إسرائيل، كان السؤال الفلسطيني الذي يلح بقوة: أين نحن كحركة إسلامية من هذا الصراع؟ ما هو موقف الحركات الإسلامية من القضية الفلسطينية؟ ما هو دور الشاب المسلم في هذه المرحلة؟ ما هو طبيعة المنهج الذي يجب أن تتقدم به الحركة الإسلامية سواء نحو فلسطين أو نحو التحديات و الواقع الذي نعيشه بشكل عام؟ د. فتحي الشقاقي لم يجد إجابات، و أدرك أن حركة الإخوان المسلمين لم تبلور إجابات واضحة حول هذه المسائل، بالذات في الموضوع الفلسطيني، و هو ردد هذا الكلام كثيرا، كان هناك إسلاميون بلا فلسطين، و كان هناك وطنيون بلا إسلام، بمعنى أن الاتجاهات الوطنية لم تتبن الإسلام كبرنامج و هوية في مواجهة إسرائيل، على الصعيد الإسلامي، الدائرة الإسلامية لم تتقدم نحو فلسطين، لم يكن هناك موقف محدد نحو القضية الفلسطينية و لم تكن هناك رؤية منظمة تتقدم بها الحركة الإسلامية نحو فلسطين و قضيتها، هذا السؤال كان سؤالا هاما، إضافة للموضوع المتعلق بالمنهج، الدكتور فتحي الشقاقي كان يؤكد على ضرورة امتلاك الحركة الإسلامية منهجا ثابتا واضح المعالم يعطي الحركة الإسلامية القدرة على تحليل واع لما يجري وثباتا بالنسبة للقضايا الكبرى و الإستراتيجية، المنهج سيكفل وجود انسجام في صفوف الحركة الإسلامية لتقديم برامجها، هذا الشيء كان غائبا و كان يبحث عنه الدكتور الشقاقي، الدكتور فتحي الشقاقي كان يدرك أنه لا بد من وجود تفسير واضح و قوي مترابط لأحداث التاريخ بالذات التاريخ الإسلامي، هذه العوامل مجتمعة كانت تقود الدكتور فتحي الشقاقي إلى حوار داخلي و جدل داخلي يقوده إلى لحظة يؤمن بها أنه لا بد من وجود اجتهاد و إطار جديد يقدم إجابات حول قضية فلسطين و دور الحركة الإسلامية في الزمن المعاصر، حول المنهج، حول التاريخ، كان يزداد الدكتور فتحي الشقاقي إيمانا أنه لا بد من إطار جديد، هو بذل عدة محاولات داخل صفوف الإخوان المسلمين، لكن لم يتوصل إلى نتائج".

                        القضية الفلسطينية..رؤية واعية

                        و يتابع" ناأأنا أذكر من خلال حديث شخصي لي مع الدكتور الشقاقي أنه ضرب مثلا بالكتيب الهام للمفكر السوري الجزائري الأصل توفيق الطيب "ما بعد النكبتين" الذي تحدث من خلاله بشكل فلسفي و تفصيلي عن أسباب النكبة و أسباب انتصار (إسرائيل) و هزيمتنا، هذا الكتيب يعده الدكتور فتحي الشقاقي من أهم المنشورات التي فسرت نكبة عام 67، و من أهم الأدبيات التي قدمت رؤية واضحة للقضية الفلسطينية و لدور الأمة و دور الحركة الإسلامية تجاه فلسطين، يقول الدكتور فتحي الشقاقي إنه أخذ نسخة من هذا الكتيب و عرضها على قيادة الإخوان المسلمين ليتم طباعتها و تسويقها، فما سمع إلا التسويف، و بعد عدة شهور وجد الكتيب على حاله، و من خلال نقاش أدرك أن الكتيب لن يطبع، لأن هذا الكتيب يطرح فكرة جديدة، و يطرح برنامج للعمل في فلسطين، و يقدم رؤية جديدة لتعبئة أبناء و كوادر الحركة الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، مع مرور الوقت أدرك أنه لا بد ن وجود إطار جديد تتمثل فيه الإجابة عن هذه التساؤلات يحمل رؤية واعية للقضية الفلسطينية و يقدم تعبئة جديدة لأبناء و كوادر الحركة الإسلامية، و بالتالي طرح شعاره الهام جدا و الخالد": فلسطين قضية مركزية للحركة الإسلامية المعاصرة"، كان هذا الطرح يتم تداوله للمرة الأولى في الساحة الإسلامية و الفلسطينية، و هذا الطرح كلف الدكتور فتحي الشقاقي الكثير، لكنه كان مؤمنا أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة و للحركة الإسلامية، و كان يطرح مبرراته لهذا الشعار، و كان يتحدث عن الأبعاد القرآنية و الأبعاد التاريخية و يتحدث عن الأبعاد الواقعية للقضية الفلسطينية، و استنادا إلى هذه الأبعاد كان يزداد إصرارا على أن فلسطين يجب أن تكون القضية المركزية للعمل الإسلامي و للأمة الإسلامية و لكل فرد من شعبنا و أمتنا".

                        بعد ذلك كان من الطبيعي كما يقول الشيخ عزام أن يقود هذا الحوار و هذا الجدل إلى تأسيس إطار يعبر عن هذه الأفكار، و بالتالي كان تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في أواخر السبعينيات، طبعا الدافع الأهم وراء تأسيس حركة جديدة هو العمل على تجديد طاقة العمل الإسلامي و تقديم الإسلام بشكل يجذب الناس، و نفض الغبار عن صورة الإسلام أمام الناس، و بالتأكيد الموضوع الفلسطيني كان في مركز هذه المحاولة".

                        مجلة المختار الإسلامي

                        يؤكد الشيخ عزام أن البداية الفكرية لحركة الجهاد الإسلامي كانت منذ منتصف السبعينات حينما بدأت التساؤلات حول دور الحركة الإسلامية تجاه فلسطين، وواجب الشاب المسلم تجاه القضية الفلسطينية، و موقف الحركات الإسلامية مما يجري في العالم"و بالتالي بدأ الناس يسمعون عن هذا الفكر الجديد وعن هذه الحركة الجديدة، البدايات كانت من خلال مجلة مهمة مثلت أداة في نقل هذه الأفكار للناس و هي مجلة "المختار الإسلامي" التي صدرت أواخر السبعينات في مصر، و للمرة الأولى طرحت في الساحة الفلسطينية القضية الفلسطينية بشكل واضح وواعي في إحدى ملفات مجلة المختار الإسلامي، طرح الدكتور فتحي الشقاقي رؤيته للقضية الفلسطينية "القضية الفلسطينية قضية مركزية للحركة الإسلامية لماذا؟" و تحدث عن تفاصيل ذلك، وواكب الحديث عن القضية الفلسطينية، الحديث عن عز الدين القسام باعتباره الرمز الأبرز للنضال والجهاد الفلسطيني على مدى سنوات طويلة، عز الدين القسام قبل أن يتحدث عنه الدكتور فتحي الشقاقي لم يأخذ نصيبه أبدا و لم نقدمه للناس بصورته الحقيقية أو بالصورة التي تتناسب مع ما قدمه و ما مثله القسام، فقد أفرد الدكتور الشهيد دراسة كاملة نشرت في مجلة المختار الإسلامي أواخر السبعينات".

                        هزة كبيرة

                        و يشير عزام بالقول"حركة الجهاد الإسلامي أحدثت هزة كبيرة في الساحتين الإسلامية و الفلسطينية من خلال طرحها هذا الفكر المتماسك و طرحها الجهاد كوسيلة لتحرير فلسطين، و قد ظهر ذلك من خلال الدور الهام الذي لعبته حركة الجهاد الإسلامي في إشعال الانتفاضة الأولى، بالطبع كانت الأمور تتجه نحو مزيد من الغليان في الساحة العربية عموما، و كانت الحركات الإسلامية في جدل حول كثير من الأمور، و حول طريقة التعامل مع الأنظمة، في عام 1981 كان هناك حدث كبير في مصر و هو قتل الرئيس المصري أنور السادات على أيدي مصريين ينتسبون إلى تنظيم الجهاد المصري، و جرت بعد الحادث حملة اعتقالات واسعة في صفوف الإسلاميين في مصر و في صفوف الطلاب الفلسطينيين، و نحن اعتقلنا ضمن هذه الحملة، الدكتور فتحي كان وقتها في إجازة في فلسطين بعد أن أنهى دراسته في مصر، حيث كان يمضي فترة الامتياز، عندما اعتقلنا كان الدكتور قد غادر بشكل فجائي و سريع، كانت التهمة وجود علاقات بين الدكتور الشقاقي و من معه من الطلاب الفلسطينيين و بين بعض المصريين الذين كان لهم دور في قتل السادات، عودة الشهيد الشقاقي و حركة الجهاد الإسلامي إلى فلسطين بداية الثمانينات مثلت بداية حقي0قية لمرحلة جديدة ستكون مختلفة تماما عن كل المراحل السابقة".

                        و لم ينته المشهد بعد، فعودة الدكتور المعلم المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي إلى فلسطين كانت بداية إشراقة عهد جديد للإسلام، و لطبيعة الصراع بين الحق و الباطل في فلسطين..
                        إلى الملتقى

                        تعليق


                        • #57
                          من هو فتحي الشقاقي؟..
                          الشهيد المعلم الدكتور فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي، مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من قرية "زرنوقة " بالقرب من يافا في فلسطين المحتلة عام 1948. شردت عائلة الشهيد المعلم من القرية بعد تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 وهاجرت إلى قطاع غزة حيث استقرت في مدينة رفح، وأسرة الشهيد المعلم الشقاقي هي أسرة فقيرة حيث يعمل الأب عاملاً.
                          ولد الشهيد المعلم فتحي الشقاقي في مخيم رفح للاجئين عام 1951، وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته، درس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وتخرج من دائرة الرياضيات وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم جامعة الزقازيق، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيباً في مشفى المطلع بالقدس وبعد ذلك عمل طبيباً في قطاع غزة.
                          انخراط الشهيد المعلم فتحي الشقاقي في سنة 1968 بالحركة الإسلامية إلا أنه اختلف مع الإخوان المسلمين، وبرز هذا الخلاف بعد سفر الشهيد لدراسة الطب في مصر عام 1974م، فأسس الشهيد المعلم ومجموعة من أصدقائه حركة الجهاد الإسلامي أواخر السبعينيات. اعتقل الشهيد المعلم في مصر في 1979 بسبب تأليفه لكتابه «الخميني، الحل الإسلامي والبديل»، ثم أعيد اعتقاله في 20/7/1979، بسجن القلعة على خلفية نشاطه السياسي والإسلامي لمدة أربعة أشهر. غادر الشهيد المعلم مصر إلى فلسطين في 1/11/1981 سراً بعد أن كان مطلوباً لقوى الأمن المصرية.
                          قاد بعد ذلك الشهيد المعلم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وسجن لدى قوّات الاحتلال الصهيوني في غزة عام 1983 لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات و5 سنوات مع وقف التنفيذ: لارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني ونقل أسلحة إلى القطاع" وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الصهيونية بإبعاد الشهيد المعلم من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1 أغسطس (آب) 1988 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. تنقّل بعدها الشهيد المعلم فتحي الشقاقي بين العواصم العربية والإسلامية لمواصلة جهاده ضد الاحتلال الصهيوني إلى أن اغتالته أجهزة الموساد الصهيوني في مالطا يوم الخميس26/10/1995 وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق بعد جهود قام بها لدى العقيد القذافي بخصوص الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني على الحدود المصرية.
                          ويُعد الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي أحد أبرز رموز التيار المستنير داخل الحركة الإسلامية لما يتمتّع به من ثقافة موسوعية، واستيعاب عقلاني لمشكلات الحركات الإسلامية وقضاياها في العالم العربي والإسلامي. كما يعتبر الشهيد المعلم مجدد الحركة الإسلامية الفلسطينية وباعثها في اتجاه الاهتمام بالعمل الوطني الفلسطيني، وإعادة تواصلها مع القضية الفلسطينية عبر الجهاد المسلح، فدخلت بذلك طرفاً رئيسياً ضمن قوى الإجماع الوطني الفلسطيني بعد طول غياب.
                          وقد صدرت في القاهرة عن مركز يافا للدراسات موسوعة بأعمال الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي السياسية والفكرية والثقافية تعكس شخصيّة الشهيد المعلم فتحي الشقاقي وآرائه ومواقفه.
                          إلى الملتقى

                          تعليق


                          • #58
                            فتحي الشقاقي: أكبر من رمز لإحياء الجهاد لتحرير فلسطين،

                            رمز التحول في اتجاه الإسلام

                            الشيخ راشد الغنوشي (المفكر الإسلامي التونسي المعروف)

                            عندما تتجمع أسباب تحولات تاريخية مهمة من أجل ولادة وضع جديد يهيئ القدر القائد المناسب لإنجاز ذلك التحول، وقد لا يكون هو ذاته مدرباً أو الناس من حوله للدور الذي يقوم به، ولكن لا تلبث الحقيقة أن تتجمع معالمها سافرة، عندما يكون التحول قد قطع شوطاً كبيراً، فكشفت المرحلة الجديدة عن وجهها سافرا لا يخفى عن ذي بصر، وظهرت علامات الشيخوخة والهرم والبلى على المرحلة القديمة رموزاً ومعاني. ولأن التحول ليس عمل شخص، إذ الشخص رمز التحول مهما بلغ في التحريض وفي تفعيل معادلة التحول، وإنما هو عمل تيار قد تم تشكيله وبداً يبرز على السطح، إلا أن تيار التحول عندما يتشكل في تنظيم ذي تقاليد راسخة كثيراً ما يصبح ذلك التشكل التنظيمي الواسع ذو التقاليد المتكلسة عقبة في طريق التحول. الأمر الذي يعرض فرصة التحول للفوات والضياع بسبب ضعف روح المغامرة لدى الكيانات الكبيرة، شأن بعض المؤسسات الاقتصادية الكبيرة التي تتعرض لخطر الإفلاس بسبب خشيتها من المخاطرة، الأمر الذي يتيح الفرصة أمام شركات صغيرة ليس عندها ما تخشى عليه من المخاطرة، أن تلمح الفرصة فتهتبلها، فما تلبث كثيراً حتى تهيمن على الساحة، ولا ينجي المؤسسة الكبيرة عندها من إفلاس محتم إلا أن تستدرك نفسها وتلحق بالركب، سواء من خلال إجماعها على تلمح التطورات الحاصلة في الواقع والإقدام على الاستجابة التحولية المطلوبة، أو أن يفرض عليها ذلك من خلال تمرد بعض أجزائها الأكثر حيوية على المركز وانخراطها في المرحلة الجديدة، فما يجد المركز سبيلا سوى الالتحاق بركب التحول خشية التهميش والبوار، وذلك ما بقى متوفرا على الحد الضروري من عناصر حيوية كافية تسمح له بالتطور والتأقلم مع المتغيرات.. وإلا اندثر.

                            أحسب أن ما أنجزته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بقيادة فتحي الشقاقي وإخوانه على صعيد القضية الفلسطينية ومسار العلاقات العربية الإسرائيلية، وبالأحرى على صعيد تطور الموازين بين التيار الإسلامي والعلماني في فلسطين والمنطقة، وعلى صعيد حركة الإخوان المسلمين، التي نشأ في ظلها فتحي الشقاقي وإخوانه قبل أن ينفصلوا عنها شاقين الطريق أمام مرحلة تاريخية جديدة، أحسب إنه جدير أن يندرج ضمن أعظم التحولات التاريخية في المنطقة منذ مؤتمر فاس 1982، الذي مثل إجماعاً عربياً بمشاركة منظمة التحرير على الاعتراف بالكيان الصهيوني، وكان محطة أخرى مهمة على طريق انحدار مشروع التحرير العلماني العربي بعد محطة 1967، والتي على فداحتها تمكن العمل التحرري العظيم الذي قادته منظمة التحرير بمرجعية علمانية إلى ضخ روح الثورة والتحدي في شرايين المشروع العلماني المهزوم.. هيأته أن يواصل قيادة الجماهير العربية باعثاً فيها روح الأمل في التحرر وتحدي الأعداء.

                            ورغم ما مثلته <كامب ديفيد> من احتواء للنصر الجزئي لحرب 1973، ومواصلة مسار الهزيمة، فلقد تمكنت المقاومة مجددا من مواصلة قيادة الجماهير العربية بدعم من المعسكر الاشتراكي ومن جملة النظام العربي الذي عزل مصر إلى حين. غير أن مؤتمر قمة فاس كشف بوضوح عن شلل النظامي العربي وأي عمل تحريري رسمي بعيدا عن مصر. وبدل أن يقود الضغط على مصر إلى التحاقها بالنظام العربي حصل العكس والتحق النظام العربي بمصر بما في ذلك منظمة التحرير. وعندها انكشف المستور.. وانفتح المجال أمام قيادة جديدة للرأي العام بمشروع جديد.

                            وكالعادة كانت القيادة الفلسطينية مؤشر التحول في المنطقة، باعتبارها الأرضية الأساسية للصراع، فمن يرفع هذا اللواء، لواء تحرير فلسطين، ويؤديه حقه، أو حتى بعض حقه، فقد اكتسب شرعية القيادة في المنطقة بغض النظر عن الأيديولوجيا التي يحملها، لقد ظهرت شيخوخة النظام العربي وبان سافرا أن المنظمة ليست بديلا عنه، وإنما هي جزء منه، وهيأ النمو الإسلامي الذي انبعث من أشلاء هزيمة 1967، كما تعزز باندلاع الثورة الإسلامية في إيران، وتدعمت شرعيته باستسلام المنظمة واندراجها جزءا من النظام العربي الذي اتضحت وجهته في فاس نحو كامب ديفيد.. هيأ كل ذلك للحظة التحول التاريخي لتنتقل راية المقاومة لتحرير فلسطين، ومن ثم راية المقاومة الشعبية من يد التيار العلماني المستسلم رسمياً وعلى ألسنة قطاع واسع من نخبته.. إلى يد الإسلاميين، وكان الإخوان المسلمون هم عمودهم الفقري، فضلاً عما يملكون من شرعية تاريخية باعتبارها التنظيم العربي الوحيد الذي جاهد في فلسطين (47-1948)، وأوشك أن يجهض الكيان اللقيط لولا خيانة الحكومات العربية، إضافة إلى ما يتمتعون به على الساحة من وزن شعبي تنامي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً خلت في ظل ضغط محدود. غير أن الذي حصل أنه ليس المؤسسة الرسمية في الإخوان هي التي تولت لحظة التفجير، وإنما فرع صغير منها انشق عن المؤسسة الأم وأطلق الصاعق.. صاعق الانتفاضة والجهاد.. كانوا ثلة من الشباب الذكي الحاصل على درجات علمية راقية في الطب والهندسة والاقتصاد والعلوم وأبرزهم الدكتور فتحي الشقاقي، والدكتور رمضان عبد الله.

                            ولأن جسم الإخوان على قدمه لايزال حياً، فلم يلبث أن تحرك في الاتجاه التاريخي الصحيح الذي أعلن عن ولادته قاطعاً صرته كادر صغير في الإخوان هو فتحي الشقاقي وثلة قليلة من إخوانه. وبانخراط الإخوان في تيار المرحلة الجديدة أصبح التحول سافراً لا تخطئه عين. وكتب الله لفتحي وإخوانه أن يكونوا المقص الذي دشن المرحلة الجديدة.. المرحلة الإسلامية لا لقيادة العمل التحريري فقط وإنما لقيادة المنطقة كلها.. وهو لعمري من أعظم تحولات عصرنا.

                            ما يمكن لي أن أضيف بعد هذا التشخيص المجمل، يتعلق بالشخص ذاته، الذي كتب الله له شرف الإعلان عن هذا التحول والتحريض عليه بأقوى خطاب وأعدله، والتوفيق إلى تقدم نماذج راقية في الأداء الجهادي، دوخت جنرالات الجيش الذي ربما يكون الناس قد نسوا اليوم أنه كان يوما قد سلم له بوصف الجيش الذي لا يقهر.. غير أن احداً اليوم في العالم، وحتى في إسرائيل، لا يجرؤ أن يصف ذلك الجيش حتى بالصمود أمام الأطفال، فضلاً عن البطولة، بعد أن شاهدوه يولي الأدبار أمام أطفال الحجارة، ناهيك عن الرعب العام في المجتمع الإسرائيلي والجيش الذي لا يقهر من شباب أحسن تدريبهم الطبيب فتحي الشقاقي أو المهندس يحيى عياش.



                            * فتحي نمط متفرد في الجهاد:

                            عرفت فتحي خلال عدة مؤتمرات إسلامية أخرها المؤتمر القومي الإسلامي في لبنان، عرفته صلباً عنيداً متواضعاً مثقفاً متعمقاً في الأدب والفلسفة، أشد ما أعجبني فيه هذا المزيج من التكوين الذي جمع إلى شخصه المجاهد الذي يقض مضاجع جنرالات الجيش الذي لا يقهر، وشخصية المخطط الرصين الذي يغوص كما يؤكد عارفوه في كل جزئيات عمله بحثاً وتمحيصا يتحمل مسئولية كاملة.. جمع إلى ذلك شخصية المثقف الإسلامي المعاصر الواقعي المعتدل … وهو مزيج نادر بين النماذج الجهادية التي حملت راية الجهاد في عصرنا.. إذ حملته على خلفية ثقافية بدوية تتجافى وكل ما في العصر من منتوج حضاري كالقبول بالاختلاف والتعددية والحوار مع الآخر بدل تكفيره واعتزاله.. وكذا تدبير الثقافات الأخرى ولا فنون والآداب واعتبار أن ليس خارج دائرة الوحي من حقيقة مطلقة وأنه مع انقطاع النبوة انتفت إمكانية النطق باسم الحق الأعظم. إنه بقد ما شوه مفهوم الجهاد، وهو من أعظم المفاهيم النبيلة في الإسلام، كما شوه الإسلام جملة على يد خوارج هذا الزمان، الذين أعملوا سيف الجهالة أنه سيف الإسلام ضد القريب والبعيد فكفّروا وقتلوا بالشبهة وانتهوا إلى سفك دماء بعضهم بعضا في أفغانستان والجزائر، بقدر ما شوه أولئك مفهوم الجهاد بقدر ما زين الدكتور فتحي هذا المفهوم شرفه وأعلى قيمته وحببه للناس.. جاعلاً منه سبيلاً قوياً للدعوة للإسلام، ذلك من خلال الأرضية الثقافية الإسلامية المعاصرة المعتدلة التي أرسى عليها هذا المفهوم فوضعه، في محله وضبطه بضوابط شديدة حد المبالغة في التورع من مثل تقيده بتوجيهه ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي فقط.

                            رحم الله فتحي الشخص، ورحم الله فتحي الرمز، ورحم الله فتحي المرحلة التاريخية التي أعلن تدشينها، مرحلة قيادة المشروع الإسلامي للجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين في اعتدال واتساع أفق يستوعبان كل أبناء أمتنا المخلصين وكل أصحاب الضمائر الحرة المناضلين، من أجل تمكين صاحب الحق المُغتصب في فلسطين وفي كل مكان، من حقه، بعيداً عن كل نزوع إقصائي أو استجداء أو استسلام.
                            إلى الملتقى

                            تعليق


                            • #59
                              الشهيد المعلم الدكتور

                              فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي (أبو إبراهيم)

                              مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

                              الشهيد المعلم الدكتور فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي: مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من قرية " زرنوقة " بالقرب من يافا في فلسطين المحتلة عام 1948. شردت عائلة الشهيد المعلم من القرية بعد تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 وهاجرت إلى قطاع عزة حيث استقرت في مدينة رفح، وأسرة الشهيد المعلم الشقاقي هي أسرة فقيرة حيث يعمل الأب عاملاً.

                              ولد الشهيد المعلم فتحي الشقاقي في مخيم رفح للاجئين عام 1951، وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته، درس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وتخرج من دائرة الرياضيات وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم جامعة الزقازيق، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيباً في مشفى المطلع بالقدس وبعد ذلك عمل طبيباً في قطاع غزة.

                              كان الشهيد المعلم فتحي الشقاقي قبل العام 1967 ذا ميول ناصرية، ولكن هزيمة العام 1967، أثرت تأثيراً بارزاً على توجهات الشهيد المعلم، حيث قام بالانخراط في سنة 1968 بالحركة الإسلامية إلا أنه اختلف مع الإخوان المسلمين، وبرز هذا الخلاف بعد سفر الشهيد لدراسة الطب في مصر عام 1974 م فأسس الشهيد المعلم ومجموعة من أصدقائه حركة الجهاد الإسلامي أواخر السبعينيات. اعتقل الشهيد المعلم في مصر في 1979 بسبب تأليفه لكتابه «الخميني، الحل الإسلامي والبديل»، ثم أعيد اعتقاله في 20/7/1979 بسجن القلعة على خلفية نشاطه السياسي والإسلامي لمدة أربعة أشهر. غادر الشهيد المعلم مصر إلى فلسطين في 1/11/1981 سراً بعد أن كان مطلوباً لقوى الأمن المصرية.

                              قاد بعدها الشهيد المعلم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وسجن في غزة عام 1983 لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات و5 سنوات مع وقف التنفيذ: لارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني ونقل أسلحة إلى القطاع" وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الإسرائيلية بإبعاد الشهيد المعلم من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1 أغسطس (آب) 1988 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. تنقل بعدها الشهيد المعلم فتحي الشقاقي بين العواصم العربية والإسلامية لمواصلة جهاده ضد الاحتلال الصهيوني إلى أن اغتالته أجهزة الموساد الصهيوني في مالطا يوم الخميس26/10/1995 وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق بعد جهود قام بها لدى العقيد القذافي بخصوص الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني على الحدود المصرية.

                              ويعد الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي أحد أبرز رموز التيار المستنير داخل الحركة الإسلامية لما يتمتع به من ثقافة موسوعية، واستيعاب عقلاني لمشكلات الحركات الإسلامية وقضاياها في العالم العربي والإسلامي. كما يعتبر الشهيد المعلم مجدد الحركة الإسلامية الفلسطينية وباعثها في اتجاه الاهتمام بالعمل الوطني الفلسطيني، وإعادة تواصلها مع القضية الفلسطينية عبر الجهاد المسلح، فدخلت بذلك طرفاً رئيسياً ضمن قوى الإجماع الوطني الفلسطيني بعد طول غياب.

                              وقد صدرت في القاهرة عن مركز يافا للدراسات موسوعة بأعمال الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي السياسية والفكرية والثقافية تعكس شخصية الشهيد المعلم فتحي الشقاقي وآرائه ومواقفه.
                              إلى الملتقى

                              تعليق


                              • #60
                                ولمن أراد معرفة المزيد عن هذا العملاق الاسلامي
                                فليزر هذه الصفحة من موقع الدكتور على شبكة الانترنت
                                بكفي مزاودة
                                http://www.shikaki.net/klfch_II.htm
                                إلى الملتقى

                                تعليق

                                يعمل...
                                X