قضية الحرية وقضية فلسطين
الإخوة الأعزاء
كنا كحركة إسلامية مجاهدة في فلسطين قد رفعنا شعار مركزية القضية الفلسطينية للأمة، وجْوبهنا بداخل فلسطيني آثر قضايا أخرى على المقاومة، أو انتظر البعض الآخر حتى تأت رايات الفتح الإسلامي من الخارج دون أن يحرك ساكنا. كما ابتلينا بخارج عربي وإسلامي قدم كل قضايا الصراع في بقاع عدة من أفغانستان والشيشان وغيرها على التوجه الى تحرير القدس وما يزال.
والآن وبعدما انفجرت ثورات الحرية في الوطن العربي علت أصوات تدعو الى تحقيق الحرية للأوطان من حكم الجور والاستبداد ومن ثم السير في طريق تحقيق العدالة فالتنمية فالاستقرار ثم يَنْظُر فيما آلت إليه قضية فلسطين ان كان بالإمكان تقديم المساعدة (لا المشاركة في التحرير)، وتقديم المساعدة بالقدر الذي لا يهدد مكتسبات مسيرة الحرية فالاستقرار التي بالطبع تطول ولا تنتهي.
إننا عندما ننادي بجعل قضية فلسطين في سلم أولويات ثورات الحرية لا نقصد بالضرورة إدارة الظهر لقضايا الداخل العربي والاسلامي لحساب قضية فلسطين كما يتوهم بعض العرب، ولكننا نقول ان برنامج معركة التحرر وصولا للاستقرار لا بد أن يتضمن العمل على المشاركة في تحرير فلسطين لاسباب ودعاوى عدة من أهمها: (ولا نتطرق هنا للشرعي والقيمي بل للمصلحي والسياسي والاستراتيجي).
أن أنضمة الاستبداد التي يُثار عليها هي صنيعة الاستعمار، وهي افراز طبيعي لتلك المرحلة الاستعمارية المباشرة تماما كما هي اسرائيل، وعليه ففي الجوهر هي واسرائيل وجهين لعملة واحدة وربيبة السيد الغربي الواحد.
أن من يتوهم أن اسرائيل ستقف شاهدا على سقوط حلفائها التقليديين من أنظمة الاستبداد دون أن تحرك ساكنا أو دون أن تساهم في ترتيب موازين القوى أو السياسات الجديدة لصالحها فهو واهم. (والمثال المصري خير شاهد).
أن الوعي بالسياسات الأمريكية والعلاقة بها يجب أن يتركز على أن الحفاظ على أمن اسرائيل وعلى تدفق النفط جوهر حركتها وعلاقاتها في المنطقة فلا يمكن للولايات المتحدة أن تقبل بمداهنتها في مقابل العداء لاسرائيل أو الانتصار لقضايا الأمة في الاستقلال الاقتصادي وامتلاك قرار النفط.
إن أنظمة الإستبداد والتخلف استغلت تاريخيا وتستغل قضية فلسطين لكي تمنح لسلطتها شرعية عروبية أو قومية أو إسلامية تقليدية، وعليه فعلى القوى الثورية أن تبيّن زيف ادعاء تلك الأنظمة بتبني القضية الفلسطينية بحق، وأن لا تنسج على منوالها في الدعم الشكلي بل أن تتحول الى موقع الشريك العضوي في العمل على تحرير فلسطين.
الإخوة الأعزاء:
[font=arial]إن قضية الحرية في العالم العربي والإسلامي صنو القضية الفلسطينية، لأن العبيد لا يحررون أوطانا ولا يبنون للمجد صرحا، تماما كما أن بقاء إسرائيل لن يحقق للأمة وشعوبها عزا أو وحدة أو استقلال أو تنمية، وكل من سيسلك درب الهوان مع إسرائيل والهدنة مع أمريكا سيبوء بالفشل والضياع.
ولن نحمِّل في الوقت ذاته شعوب أمتنا ما لا تطيق بأن ينسوا قضاياهم لأجل فلسطين، ولكن إن غابت فلسطين عن برامجهم وأهدافهم وهمومهم فقد باءوا بخسران مبين.[/font]