إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مجاهدو السرايا قادوا أبرز معاركها..2012.. انتصارات بنكهة جهداوية: بشائر الانتصار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مجاهدو السرايا قادوا أبرز معاركها..2012.. انتصارات بنكهة جهداوية: بشائر الانتصار

    مجاهدو السرايا قادوا أبرز معاركها..2012.. انتصارات بنكهة جهداوية: بشائر الانتصار إلى السماء الزرقاء




    الإعلام الحربي – غزة

    مجاهدو سرايا القدس قادوا أبرز معاركها مع العدو..
    2012 .. انتصارات بنكهة "جهداوية": بشائر الانتصار إلى السماء الزرقاء


    انطوت صفحة عام 2012، تاركةً وراءها سجلاً مليئاً بالانتصارات الفلسطينية، التي لعبت خلالها حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري المظفر سرايا القدس، دوراً أساسياً في تغيير مرحلة الصراع الفلسطيني الصهيوني، ونقلتها إلى مرحلة باتت فيها المقاومة الفلسطينية قادرة على إرغام العدو الصهيوني على الخضوع لمعادلاتها وشروطها.

    ذلك العام شهد معارك وسجالات عديدة، بدأت بمعركة "بشائر الانتصار" التي قادتها السرايا، مروراً بمعركة "الأمعاء الخاوية" التي قص شريطها الأسير المحرر خضر عدنان واستكملتها المحررة هناء الشلبي، ومن بعدها بلال ذياب وثائر حلاحلة ومحمود السرسك وجعفر عز الدين وحسن الصفدي، وقادت إلى إحداث أروع إضراب في تاريخ الحركة الأسيرة عم كافة سجون الاحتلال وحقق مطالب الأسرى الذين نالوا حقوقهم خلالها واستطاعوا تغيير مبادئ الصراع.

    وانتقل هذا العام في نهايته، إلى معركة "السماء الزرقاء" التي سجلت فيها المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس، أجمل انتصار فلسطيني على عدوان صهيوني استمر 8 أيام لم يحقق أهدافه، بل ذاق الصهاينة خلاله الويلات تلو الويلات.

    بشائر الانتصار



    ففي التاسع من مارس 2012، دارت معركة بطولية قادتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استمرت لأربعة أيام، وشهدت جولة كبيرة من جولات الصراع مع الاحتلال، رشقت فيها السرايا المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، بمئات الصواريخ والقذائف، خضعت على إثرها سلطات الاحتلال الصهيوني لشروط الجهاد الإسلامي وانقادت إلى تهدئة تضمن وقف الاغتيالات بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

    واستشهد خلال هذه المعركة خمسة وعشرون فلسطينيا، بينهم 14 شهيداً من أبطال سرايا القدس، وأصيب نحو مائة آخرين بإصابات متفاوتة كان ثلثها خطيرة.

    وتخلل هذه الجولة قصف سرايا القدس المدن والمستوطنات المتاخمة لقطاع غزة بعشرات الصواريخ التي أثبتت عجز منظومة القبة الحديدية عن التصدي لها موقعة بذلك عشرات الإصابات في صفوف المغتصبين بالإضافة إلى تكبيد العدو خسائر اقتصادية قدرت بملايين الشواقل إلى جانب حالة الرعب التي أصابت الكيان وأدت إلى تعطيل الحياة فيه.

    وكانت مصادر صهيونية أكدت أنه خلال هذه الموجة من القتال مع سرايا القدس، أصيب أكثر من70 صهيونياً بجراح مختلفة.

    وقد أطلق باتجاه مغتصبات جنوب الكيان منذ بدء موجة القتال أكثر من 210 صواريخ سقط نحو 90 منها في منطقة النقب وأكثر من 70 في منطقة لخيش، وأطلق 19 صاروخًا باتجاه (أشدود) و 18 باتجاه بئر السبع و12 باتجاه عسقلان المحتلة.

    وزفت سرايا القدس 14 شهيداً من خيرة قادتها ومجاهديها الأبطال في قطاع غزة وهم: "عبيد الغربلي ومحمد حرارة وحازم قريقع وشادي السيقلي وفايق سعد ومعتصم حجاج وأحمد حجاج ومحمد المغاري ومحمود نجم ومحمد الغمري ورأفت أبو عيد وحمادة أبو مطلق وبسام العجلة ومحمد ظاهر"، الذين ارتقوا في عمليات استهداف صهيونية متفرقة خلال معركة بشائر الانتصار.

    قواعد جديدة



    محللون وخبراء سياسيون أكدوا أن سرايا القدس استطاعت أن تُجبر الكيان الصهيوني على القبول بشروطها عبر فرض قواعد جديدة للصراع الفلسطيني-الصهيوني.

    وأكد المحلل السياسي حسن عبدو أن سرايا القدس نجحت في إدارة معركة مع الاحتلال الصهيوني وحدها، فتحت من خلالها صفحة جديدة في تاريخ جهاد ومقاومة الشعب الفلسطيني بأكمله.

    وقال عبدو لـ"الاستقلال": أثبتت سرايا القدس أنها قادرة على تحمل أعباء المواجهة منفردة وخوض المعركة بكل شرف وبسالة وأنها يمكن التعويل عليها في معركة الدفاع عن شعبنا الفلسطيني المرابط وعن أمتنا".

    وأوضح عبدو أن الاحتلال الصهيوني كان يعلم حينها أنه لا يستطيع احتواء حركة الجهاد الإسلامي إلا من خلال الخيار العسكري والقوة الصرفة والاستهداف والقتل المباشر، إلا أنه استدرك بالقول: ولكن الجهاد الإسلامي بجناحها العسكري سرايا القدس استطاعت فرض معادلتها في المعركة، وغيرت قواعد اللعبة لصالح المقاومة".

    وبيّن المحلل السياسي أن هذه المرحلة من الصراع شهدت انتقال الجهاد الإسلامي إلى مرحلتها الثالثة في تاريخها البطولي والجهادي، فالمرحلة الأولى كانت في عهد "القوى الإسلامية المجاهدة قسم" والمرحلة الثانية التي بدأت مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية, والمرحلة الثالثة هي الانتصار النوعي والبطولي الذي رسمته مجدداً بدماء الشهداء وأجبرت العدو خلاله لأول مرة للقبول بالتهدئة وفق شروط المقاومة.

    وتخلل هذه المعركة ظهور وسائل وأساليب دفاعية جديدة لدى سرايا القدس، منها راجمات الصواريخ الأرضية الثابتة والمتحركة، والتي أربكت الاحتلال وجعلته غير قادر على التصرف في مواجهة هذه الوسائل الجديدة.

    ويقول عبدو عن ذلك: ظهور هذه الوسائل الدفاعية أثبت فشل الاحتلال الأمني والاستخباراتي في القطاع، وغيرت قواعد الاشتباك وجعلت العدو يدرك أنه لا مفر أمامه سوى اللجوء إلى الوسطاء والبحث عن تهدئة يحفظ خلالها ماء وجهه أمام الصهاينة".

    وأضاف: هذه التهدئة أعطت المقاومة فرصة للتطور والارتقاء بالخبرات البشرية والمادية، وعطلت قدرة الجيش الصهيوني على الاعتداء اليومي والمتكرر على قطاع غزة".

    مواجهة أخرى

    من ناحيته، أكد المحلل السياسي والخبير في الشؤون الصهيونية عدنان أبو عامر، على أن معركة بشائر الانتصار البطولية التي خاضتها "سرايا القدس" مع العدو الصهيوني في جولة التصعيد قبل الأخيرة في قطاع غزة، كان لها الأثر الكبير على العدو باعترافه أن يده لم تكن العليا.

    وأضاف المحلل السياسي: الضربات القاسية التي تلقاها الكيان الصهيوني في معركة بشائر الانتصار شكلت حافزاً لدى الاحتلال لخوض مواجهة أخرى مع المقاومة الفلسطينية".

    وأشار إلى "أن العدو يعتقد أن هذه القدرات العسكرية التي تمتلكها المقاومة إذا لم يتم التعامل معها بشكل جذري فإنها ستمتد إلى قدرات من الصعب السيطرة عليها في المرحلة المقبلة".

    كرامتي أغلى من الطعام




    وفي الحادي والعشرين من إبريل 2012، أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن الشيخ خضر عدنان، بعد أن أمضى 66 يوماً مضرباً عن الطعام، في إضراب اسطوري هو الأول من نوعه في تاريخ الحركة الأسيرة بل في العالم كله.

    ودخل عدنان التاريخ عندما قرر خوض إضرابه عن الطعام، رفضاً لاعتقاله إدارياً، ليخط بذلك مرحلة جديدة من مراحل صمود الأسرى وإجبارهم للسجان على تلبيه مطالبهم، وهو ما شجع العديد من الأسرى على تكرار التجربة، وقاد إلى معركة إضراب عن الطعام عمت مختلف سجون الاحتلال وانتهت بتحقيق مطالب كثير من الأسرى.

    وقررت المحكمة العليا الصهيونية الثلاثاء في 21 فبراير إطلاق سراح الشيخ عدنان في أبريل 2012، بعد تدهور حالته الصحية جراء إضرابه عن الطعام.

    وأكد الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن إضراب خضر عدنان يعد الإضراب الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة، وهو إضراب غير مسبوق لم تشهده السجون من قبل بشكل جماعي، أو بشكل فردي".

    وأوضح فروانة لـ"الاستقلال" أن عدنان سجل بإضرابه نموذجاً فردياً وفريداً في التضحية والفداء، لم تعتد عليه الحركة الأسيرة من قبل، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه بجوعه ومعاناته وأمعائه الخاوية وتضحياته الجسام، ويسجل اسمه في سفر بطولات ونضالات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بكل شموخ وإباء.

    وبيّن أن إضراب عدنان عن الطعام أعاد لقضية الأسرى جزء من بريقها، وجذب الأنظار لما تشهده السجون من واقع أليم ومعاملة قاسية بحق الأسرى بشكل عام، وفتح ملف الاعتقال الإداري الذي زُج بسببه آلاف المواطنين في غياهب السجون دون تهمة أو محاكمة بشكل خاص.

    وأضاف فروانة: خضر عدنان بإرادته الصلبة ومعنوياته العالية وعزيمته القوية وإصراره على مواصلة إضرابه حتى النصر أو الاستشهاد رافعا شعار "كرامتي أغلى من الطعام"، نجح في جعل قضيته وقضية الأسرى عموماً قضية رأي عام، مما حرك الشارع الفلسطيني بهذا القدر أو ذاك، وأدى إلى اتساع رقعة وحجم التضامن معه ومع ما يمثله من قضية عادلة ومع الأسرى عموماً".

    انتصار هناء شلبي



    وعقب نجاح عدنان في تحقيق هدف الإفراج عنه وكسر الاعتقال الإداري، خاضت الأسيرة المحررة هناء شلبي بتاريخ 16 شباط/ فبراير 2012، بعد أقل من أربع شهور من الإفراج عنها ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل" وفاء الأحرار"، إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر 43 يوماً متتالية لتكسر بذلك أعلى رقم سجل لأسيرة أضربت عن الطعام في تاريخ الحركة الأسيرة.

    وتوصلت الشلبي مع سلطات الاحتلال إلى اتفاق يقضي بإبعادها إلى قطاع غزة لمدة 3 أعوام مقابل وقف إضرابها عن الطعام، ونفذت الصفقة.

    وأكدت الأسيرة المحررة فاطمة الزق أن شلبي استطاعت بأمعائها الخاوية أن تكسر ارادة السجان الصهيوني بكل إجراءاته القمعية التي يمارسها ضد الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

    وأوضحت الزق لـ"الاستقلال" أن هناء الشلبي تمثل المرأة الفلسطينية الماجدة في أسرها، التي لطالما صمدت بوجه الاحتلال ولقنته دروساً في الصمود والتحدي، مشيرةً إلى أن المحررة شلبي ومن قبلها الشيخ عدنان فتحا باب الإضراب عن الطعام على مصراعيه ليحققا إنجازاً وطنياً تاريخاً غير مسبوق، وليلحق بهم عدد من الأسرى استطاعوا تحقيق أهدافهم بنجاح.

    وأضافت: اليوم لا يزال الأسرى العيساوي والشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان، مضربين عن الطعام على غرار شلبي وعدنان، وكلنا أمل أن تتحقق مطالبهم وحقوقهم في الحياة ونجاح إضرابهم المفصلي".

    أسرى على الخطى




    ومع نجاح المحررة شلبي في إضرابها، وجد الأسرى أن هذه المعركة الأسطورية ذات قيمة وفعالية كبيرة لنيل حريتهم وانتزاعها من بين فكي الاحتلال، فخاض الأسرى المحررون بلال ذياب وثائر حلاحلة ومحمود السرسك وجعفر عز الدين وحسن الصفدي، إضرابات متفاوتة عن الطعام تكللت جميعها بالنجاح وبالإفراج عنهم من سجون الاحتلال وإنهاء اعتقالهم الإداري.

    وأوضح مدير مؤسسة مهجة القدس التي تعني بشئون الأسرى ياسر صالح، أن هؤلاء الأسرى خاضوا إضرابهم عن الطعام بشكل متتابع ليس هوايةً في الموت، ولكن لأن الاعتقال الإداري المنافي لحقوق الإنسان والأعراف الدولية سيف مسلط على رقاب أبناء الشعب الفلسطيني ويجب إنهاؤه.



    التضامن الشعبي مع الأسرى يأخذ صورا متعددة التضامن الشعبي مع الأسرى يأخذ صورا متعددة

    وقال صالح لـ"الاستقلال: هذه المعركة ساهمت في وضع حجر الأساس للعديد من الخطوات النضالية وإنهاء الاعتقال الإداري، من خلال العمل التراكمي على مدار عام طويل وقد تستمر لفترة أخرى من أجل إسقاط هذا الانتهاك الخطير بحق أسرانا".

    وشدد على أن الإضراب المفتوح عن الطعام هو الوسيلة الإستراتجية المتاحة والمنقذة لأسرانا في مواجهة الاعتقال الإداري، بموازاة التحرك الشعبي ليكون يدا ضاربة وضاغطة على المجتمع الدولي.

    ولفت صالح إلى أن معركة الأمعاء الخاوية التي ما زالت مستمرة حققت عددا من الشروط التي تمثلت في فتح ملف زيارات أسرى قطاع غزة من جديد بعد إغلاق دام ست سنوات، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وأيضا إنهاء ما يعرف بـ"قانون شاليط".

    الإضراب الشامل
    وفي الثاني عشر من إبريل عام 2012، أعلن الأسرى في كافة سجون الاحتلال إضراباً مفتوحاً عن الطعام، إثر نجاح عدنان ومن لحقه من الأسرى في خوض معركة الأمعاء الخاوية التي تكللت بنجاحات متتالية، معلنين أن إضرابهم لن ينفك إلا بتحقيق مطالبهم التي تتضمن إنهاء سياسة العزل الانفرادي واستئناف برنامج زيارات أهالي الأسرى وإلغاء قانون شاليط.



    وبعد 28 يوماً من الإضرابات التي تخللها محاولات عديدة لإدارة سجون الاحتلال لكسر إضراب الأسرى إما بالوعود الكاذبة أو بالمزيد من التضييقات والانتهاكات بحقهم، أعلن في الرابع عشر من مايو 2012، إبرام اتفاق بين سلطات الاحتلال والأسرى برعاية مصرية، يتم بموجبه تنفيذ مطالبهم وبذلك استطاع الأسرى تحقيق إنجازاً جديداً وتغيير معادلة الردع الصهيونية بحقهم.

    وتنص بنود الاتفاق على إنهاء العزل الانفرادي ووقف سياسة الاعتقال الإداري وإلغاء قانون شاليط، والسماح لذوي أسرى قطاع غزة بزيارة أبنائهم.

    وأكدت لجنة القوى الوطنية والإسلامية لمتابعة الإضراب في غزة, إبرام اتفاق بين الأسرى وإدارة سجون الاحتلال برعاية مصرية، وقالت في مؤتمر صحفي عقدته بساحة الجندي المجهول حيث خيمة التضامن مع الأسرى: "إن إذعان إدارة السجون وموافقتها على مطالب الأسرى, إنما يعتبر انتصاراً لهم, بعد 28 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام".

    وشددت على أن معركة الأمعاء الخاوية" التي يخوضها الأسرى داخل السجون "لا زالت في مراحلها الأولى ولم تنتهِ بعد", داعيةً إلى استمرار الفعاليات التضامنية معهم حتى الإفراج عن كل المأسورين.

    وحيّت اللجنة صمود الأسرى وثباتهم, ووقوف جماهير الشعب الفلسطيني وراء مطالبهم العادلة, في أوسع هبة تضامنية شهدتها الفترة الأخيرة, مشيداً بجهود الجهات الرسمية والمجلس التشريعي في دعم فعالياتهم.

    ودعت لاستمرار الفعاليات التضامنية حتى تبييض السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين, شاكرةً الجهود الرسمية العاملة لإنهاء معاناة المعتقلين, على رأسهم الجانب المصري وجهاز مخابراته.

    كشفت سياسة الاحتلال

    من جانبه، أكد المحلل السياسي طلال عوكل أن معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسرى في سجون الاحتلال ساهمت في كشف سياسة الاحتلال القمعية وأعادت طرح وبلورة ملف الأسرى أمام الرأي العام العربي والإقليمي والدولي على نحو غير مسبوق، وخلقت آليات حقيقية فاعلة في التضامن مع الأسرى.

    وقال عوكل لـ"الاستقلال": "نجحت هذه المعركة في توليد وعي عام وضغط على الكيان الصهيوني بشأن تغيير معايير التعامل مع الأسرى"، معتبراً الانتصار الذي حققه الأسرى في السجون الصهيونية أثناء معركة الأمعاء الخاوية نقطة فاصلة في هذه القضية.

    ونوه إلى أن دولة الاحتلال باتت تدرك أن لدى الحركة الأسيرة من التجربة والإرادة والتوحد ما يمكّنها من قلب الطاولة على رؤوسهم في السجون، وإثارة حركة شعبية واسعة ضد الكيان.

    وأكد عوكل أن من الأسباب التي أدت إلى نجاح الأسرى في الحصول على مطالبهم وخوضهم إضرابات غير مسبوقة لعشرات الأيام، خشية الكيان الصهيوني من ردود الفعل الدولية والحقوقية حال تجاهل مطالب الأسرى والآثار الناجمة عن الإضرابات في ظل تدهور الأحوال الصحية لعدد من المضربين بشكل كبير بحيث كاد بعضهم يفقد حياته، فضلا عن إصرار الأسرى وإرادتهم القوية وتوظيفها في الضغط على الكيان.

    السماء الزرقاء




    وفي الرابع عشر من نوفمبر 2012، أقدم العدو على اغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري، في خطوة اعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتهم سرايا القدس وكتائب القسام وكافة فصائل العمل المقاوم، إعلان حرب.

    وسرعان ما تلثم جنود سرايا القدس أسوة بغيرهم من المجاهدين في كافة فصائل المقاومة، وشمروا عن سواعدهم للرد على هذا الاعتداء الخطير بحق الشعب الفلسطيني في استهداف رمز من رموز المقاومة الفلسطينية، لتعلن عن "عملية السماء الزرقاء" التي جاءت لتبدد "عامود السحاب" وهو اسم العملية التي أطلقها الاحتلال خلال عدوانه على القطاع.

    وعلى مدار 8 أيام متتالية، دكت سرايا القدس حصون العدو ومستوطناته بأكثر من 600 صاروخ من بينها صواريخ كورنيت و5 صواريخ "بر بحر" وصاروخ فجر3 استهدف بات يام، و5 صواريخ فجر5 استهدفت مدينة (تل أبيب) المحتلة، وأكثر من 300 صاروخ جراد.

    كما زفت سرايا القدس 10 من خيرة قادتها ومجاهديها ارتقوا في عمليات استهداف منفصلة، وهم: إبراهيم محيسن شحادة، محمد أبو عيشة، وحسن الأستاذ، محمد عبد ربه بدر، ورامز نجيب حرب"، سيف الدين محمود صادق، محمد رياض شملخ، أيمن اسليم، محمد ياسين، وتامر الحمري.

    واعترف العدو الصهيوني أن هذه المعركة البطولية، أدت إلى مقتل عدد من الجنود والصهاينة وإصابة أكثر من 100 بجروح متفاوتة، جراء سقوط مئات الصواريخ على البلدات الاستيطانية المحاذية لقطاع غزة والممتدة على عمق 40 كيلو مترا، لتصل إلى أعماق غير مسبوقة.

    من ناحيته، أكد المحلل السياسي أكرم عطالله، أن هذه المعركة البطولية التي انتهت بنصر مؤزر للفلسطينيين، تدل على الالتفاف الشعبي حول مقاومته، وتوحد المقاومة على اختلاف فصائلها وتنظيماتها والتنسيق في ميادين المواجهة.

    وقال لـ"الاستقلال": الاحتلال فوجئ بحجم الإمكانات والمعدات والأسلحة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في المواجهة الأخيرة"، مشيراً إلى أن هذه المعركة البطولية أكدت أن فلسطين لا يمكن تحريرها إلا بالمقاومة، وعززت من ضرورة تملك المقاومة أسلحة قتالية ودفاعية للرد على أي عدوان صهيوني قادم.

    وأشاد عطالله بالتنسيق والالتحام الميداني العسكري على الأرض بين فصائل المقاومة، مشيرًا إلى أنّ ذلك التنسيق لم يستطع الاحتلال اختراقه بأي شكل من الأشكال، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة بذل المزيد من الجهود لاستمرار التنسيق العسكري بين كافة فصائل المقاومة وتطويره.

    وبيّن أن هذه المعركة أثبتت أن فلسطين لا يمكن تحريرها دون خيار المقاومة المسلحة، وأن طريق المفاوضات الذي استمر لأكثر من 19 عاماً، لم يستطع تغيير معادلة الصراع الفلسطيني الصهيوني.

    وأضاف عطالله: بات الاحتلال يراجع حساباته ألف مرة قبل أن يفكر في استفزاز المقاومة التي أصبحت قادرة على إرهاق الاحتلال وإدارة المعارك بشكل منظم ورائع"، منوهاً إلى أن الاحتلال حاول فرض معادلات جديدة في حرب الأيام الثمانية إلا أنه لم يستطع ذلك بل انكسر وتراجع وانهزم بتحقيق شروط المقاومة.

    الجدير ذكره، أن المقاومة استطاعت تحقيق مطالبها خلال اتفاق التهدئة الذي أبرم في الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي، من ضمنها، وقف سياسة الاغتيالات، ومنع التوغلات الصهيونية على حدود القطاع، وإتاحة المجال أمام الصيادين للصيد على عمق 6 أميال بحرية.

يعمل...
X