الإعلام الحربي _ غزة
يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني معركة الأمعاء الخاوية، حيث تصادف اليوم الاثنين، الذكرى السنوية الأولى لتفجير ثورة الكرامة التي أشعل شراراتها الأولي الشيخ المجاهد خضر عدنان القيادي بحركة الجهاد الاسلامي في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري ورفضاً للقوانين العنصرية، ولسياسات التنكيل والتعذيب التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى.
وأوضح الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس التي تعنى بشئون الأسرى ياسر صالح أن هذه الأيام تصاف الذكرى الأولى لمعركة الكرامة التي خاض فيها الأسرى الأبطال إضرابا مفتوحا عن الطعام لعشرات الأيام لتحقيق العديد من المطالب، لافتا إلى أن الشيخ خضر عدنان هو صاحب مدرسة الإضراب المفتوح عن الطعام بعد أن خاض ستة وستين يوما في مواجهة سياسة العدو المجرم في انتهاك حق الأسرى، استطاع من خلالها أن يكسر الاعتقال الإداري ويحقق انتصارا على الاحتلال.
وأوضح صالح في حديثه لـ"الاستقلال" أن هناك عددا من الأسرى مضوا على خطى الشيخ عدنان وتمكنوا من كسر الاعتقال الإداري والخروج إلى عالم الحرية هم: المجاهدة هناء شلبي، وبلال دياب، وثائر حلاحلة، ومحمود السرسك، وجعفر عز الدين قبل أن يتم اعتقاله مرة أخرى وأسرى آخرون.
ويواصل خمسة أسرى إضرابا مفتوحا عن الطعام، هم الأسير أيمن الشراونة المضرب عن الطعام منذ 169 يوماً، والأسير سامر العيساوي المضرب منذ 138 يوماً، والقياديان في حركة الجهاد الإسلامي طارق قعدان وجعفر عز الدين، والأسير المجاهد يوسف شعبان الذين دخلوا يومهم الـ 20 في الإضراب المفتوح.
يخوضون معركتنا
وقال صالح: هؤلاء الأسرى يخوضون معركتنا لأن الاعتقال الإداري المنافي لحقوق الإنسان والأعراف الدولية سيف مسلط على رقاب الشعب الفلسطيني قد يطال أيّا منا في أي لحظة، لذلك لا بد أن نصطف سويا لإيصال هذه الرسالة إلى المجتمع الدولي ليتدخل لرفع الانتهاك الصارخ بحق أسرانا الأبطال".
وأضاف: هذه المعركة ساهمت في وضع حجر الأساس للعديد من الخطوات النضالية وإنهاء الاعتقال الإداري، من خلال العمل التراكمي على مدار عام طويل وقد تستمر لفترة أخرى من أجل إسقاط هذا الانتهاك الخطير بحق أسرانا" مشددا على أن الإضراب المفتوح عن الطعام هو الوسيلة الإستراتجية المتاحة والمنقذة لأسرانا في مواجهة الاعتقال الإداري، بموازاة التحرك الشعبي ليكون يدا ضاربة وضاغطة على المجتمع الدولي.
ولفت صالح إلى أن معركة الأمعاء الخاوية التي مازالت مستمرة حققت عددا من الشروط التي تمثلت في فتح ملف زيارات أسرى قطاع غزة من جديد بعد إغلاق دام ست سنوات، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وأيضا إنهاء ما يعرف بـ"قانون شاليط".
المعركة نجحت
من جانبه، أكد المحلل السياسي طلال عوكل أن معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسرى في سجون الاحتلال ساهمت في كشف سياسة الاحتلال القمعية وأعادت طرح وبلورة ملف الأسرى أمام الرأي العام العربي والإقليمي والدولي على نحو غير مسبوق، وخلقت آليات حقيقية فاعلة في التضامن مع الأسرى، لافتا إلى أنها نجحت وستنجح في توليد وعي عام وضغط على الكيان الصهيوني بشأن تغيير معايير التعامل مع الأسرى، ويساعد في ذلك قرار الأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة غير عضو، من خلال طرح موضوع الأسرى كأسرى حرب.
واعتبر عوكل في حديثه لـ"الاستقلال الانتصار الذي حققه الأسرى في السجون الصهيونية أثناء معركة الأمعاء الخاوية نقطة فاصلة في هذه القضية، منوها إلى أن دولة الاحتلال باتت تدرك أن لدى الحركة الأسيرة من التجربة والإرادة والتوحد ما يمكّنها من قلب الطاولة على رؤوسهم في السجون، وإثارة حركة شعبية واسعة ضد الكيان.
وأكد أن من الأسباب التي أدت إلى نجاح الأسرى في الحصول على مطالبهم وخوضهم إضرابات غير مسبوقة لعشرات الأيام، خشية الكيان الصهيوني من ردود الفعل الدولية والحقوقية حال تجاهل مطالب الأسرى والآثار الناجمة عن الإضرابات في ظل تدهور الأحوال الصحية لعدد من المضربين بشكل كبير بحيث كاد بعضهم يفقد حياته، فضلا عن إصرار الأسرى وإرادتهم القوية وتوظيفها في الضغط على الكيان.
وحول خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام التي أشعل شرارتها الشيخ خضر عدنان بيّن عوكل أن أي خطوة ناجحة تحتاج إلى مبادرة والشيخ عدنان كان رائد هذه الحركة ونموذجا تبعه آخرون خصوصا وأنه نجح في معركته.
أسست لمرحلة جديدة
وفي السياق، أوضح الشيخ خضر عدنان أن معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال أسست لمرحلة جديدة في التعامل مع الأسرى وعززت المواقف الجريئة التي سلكتها الحركة الأسيرة، مؤكدا أن العدو الصهيوني بات يخشي من اعتقال بعض الفلسطينيين خوفا من إضرابهم عن الطعام.
واعتبر في حديثه لـ"الاستقلال" أن سلاح الإضراب عن الطعام من أقوى الأسلحة التي يمتلكها الأسرى داخل السجون والتي أثبتت نجاعتها في الضغط على الاحتلال بكل الوسائل المتاحة وجعلته يخضع لمطالبهم المشروعة، مشددا على أن الأسرى سيواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام طالما استمرت الانتهاكات الصهيونية بحقهم.
وانتقد الشيخ عدنان التقصير في دعم قضية الأسرى سواء كان على المستوى الرسمي والفصائلي أو الشعبي، موضحا أن المطلوب تفعيل هذه القضية تفعيلا صادقا وليس بالكلمات والعبارات والشعارات الرنانة، وجعلها وقودا يوميا للشعب الفلسطيني وخبرا رئيسا في وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى الوقوف وقفة جادة من قبل كافة المؤسسات إلى جوار الأسرى وقضيتهم.