|| صواريخ تجاهلتها وسائل الإعلام ||
الصحفي / عبد الرزاق الجمل
تواجه الجماعات الجهادية مشكلة كبيرة في الوصول إلى وسائل الإعلام، ومشكلة أكبر في تجاوب وسائل الإعلام معها إن هي وصلت، فجميع تلك الوسائل، على اختلاف مشاربها، تعرف موقف أمريكا من تنظيم القاعدة وممن له صلة به، وموقف أمريكا أيضا من أي تناول إعلامي يتعارض مع هذا الموقف.
منذ أشهر وجماعات جهادية في غزة ومصر (لا علاقة لها بحركة حماس) توافي المنتديات الجهادية ببيانات تتبنى عمليات إطلاق صواريخ على مغتصبات يهودية، لكن تلك البيانات لم تُنشر في وسائل الإعلام إلا بشكل محدود جدا، رغم أهمية الحدث، ورغم تأثيرها الواضح على الكيان الصهيوني، إلى درجة أن الدراسة توقفت في بعض المغتصبات.
تدرك إسرائيل أن لا علاقة لحركة حماس ولا لجناحها العسكري بتلك الصواريخ، وأن "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس" الذي تبنى معظمها، لا علاقة له بحركة حماس، لكنها تدرك أيضا أن بعضها ينطلق من أرض تديرها الحركة، كما أن إجراءات حماس ضد مطلقي الصواريخ لن تكون بالشكل الذي تريده إسرائيل، رغم الاعتقال والتعذيب.
وتدرك إسرائيل أن عملها الأمني والعسكري ضد مقاتلي تلك الجماعات، لن يحول دون وصول الصواريخ إلى الأراضي التي تحتلها، أو لن يحد منها، فالوضع قبل اغتيال إسرائيل للشيخ هشام السعيدني (أبو الوليد المقدسي) في غزة، هو نفسه بعد اغتياله.
وحين قررت إسرائيل أن تعاقب الأرض التي أُطلقت منها الصواريخ (غزة) ربما للضغط على حركة حماس كي توقف الصواريخ، من خلال تكثيف عملها الأمني ضد عناصر تلك الجماعات، ووصل الأمر بإسرائيل إلى اغتيال قائد الجناح العسكري لحركة حماس، جاء رد الحركة مفاجئا للكيان الصهيوني.
وبرغم الاعتقالات والتعذيب لقادة ومقاتلي الجماعات الجهادية من قبل حركة حماس الملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني، إلا أن جماعات الصواريخ شاركت حماس هذه الحرب بقوة، إن لم تكن قد نجحت هي أصلا في جر حماس إلى مشاركتها الحرب.
لكن الجماعات الجهادية لازالت تعاني من المشكلة ذاتها، فعلى الرغم من إطلاقها عددا كبيرا من الصواريخ خلال أيام الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، إلا أن وسائل الإعلام تجاهلتها وتجاهلت صواريخها، رغم أن الكيان الصهيوني لا يخشى إلا تلك الجماعات التي لا تؤمن بمفاوضات أو تهدئة مع المحتل بأي شكل.
وبما أن الجماعات الجهادية تنشط خارج حركة حماس، أو لا سلطة للحركة عليها، فإن اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار، لا يعني مطلقا أن الصواريخ لن تطال الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وإسرائيل تدرك هذا الأمر جيدا. فهل ستستمر إسرائيل في حربها لأن أهدافها لم تتحقق، وقد تحاول اجتياح القطاع، أم ستقبل بوقف إطلاق النار، لأن ما بدا لها من حماس لم تكن تحتسبه؟.
بمقدور حماس أن تفرض شروطها، فموافقتها على وقف إطلاق النار لا تعني أنها ملزمة بملاحقة من يطلقون الصواريخ بالشكل الذي تريده إسرائيل أو الذي لا تريده، واستمرار إطلاق الصواريخ باتجاه أراضي يحتلها الكيان الإسرائيلي لا يعني أن ترد إسرائيل بقصف قطاع غزة.
ما ليس بمقدور حركة حماس هو النجاح في إيقاف الصواريخ التي تطلقها تلك الجماعات، إن قررت الحركة أن تلعب دور الشرطي، تحت أي مبرر، خصوصا وأن تلك الجماعات لا تريد من حماس سوى أن تشاركها الحرب ضد العدو المشترك أو تخلي بينها وبين هذا العدو.
وإن نزلت إسرائيل عند شروط حماس، فيجب أن يُحسب هذا المكسب لجماعات الصواريخ التي تجاهلتها وسائل الإعلام وليس لحركة حماس، أما ما سيحسب لحماس أو عليها في وقت لاحق فهو موقفها من الجماعات الجهادية.
--------------------------
كتبه : عبد الرزاق الجميل
الصحفي / عبد الرزاق الجمل
تواجه الجماعات الجهادية مشكلة كبيرة في الوصول إلى وسائل الإعلام، ومشكلة أكبر في تجاوب وسائل الإعلام معها إن هي وصلت، فجميع تلك الوسائل، على اختلاف مشاربها، تعرف موقف أمريكا من تنظيم القاعدة وممن له صلة به، وموقف أمريكا أيضا من أي تناول إعلامي يتعارض مع هذا الموقف.
منذ أشهر وجماعات جهادية في غزة ومصر (لا علاقة لها بحركة حماس) توافي المنتديات الجهادية ببيانات تتبنى عمليات إطلاق صواريخ على مغتصبات يهودية، لكن تلك البيانات لم تُنشر في وسائل الإعلام إلا بشكل محدود جدا، رغم أهمية الحدث، ورغم تأثيرها الواضح على الكيان الصهيوني، إلى درجة أن الدراسة توقفت في بعض المغتصبات.
تدرك إسرائيل أن لا علاقة لحركة حماس ولا لجناحها العسكري بتلك الصواريخ، وأن "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس" الذي تبنى معظمها، لا علاقة له بحركة حماس، لكنها تدرك أيضا أن بعضها ينطلق من أرض تديرها الحركة، كما أن إجراءات حماس ضد مطلقي الصواريخ لن تكون بالشكل الذي تريده إسرائيل، رغم الاعتقال والتعذيب.
وتدرك إسرائيل أن عملها الأمني والعسكري ضد مقاتلي تلك الجماعات، لن يحول دون وصول الصواريخ إلى الأراضي التي تحتلها، أو لن يحد منها، فالوضع قبل اغتيال إسرائيل للشيخ هشام السعيدني (أبو الوليد المقدسي) في غزة، هو نفسه بعد اغتياله.
وحين قررت إسرائيل أن تعاقب الأرض التي أُطلقت منها الصواريخ (غزة) ربما للضغط على حركة حماس كي توقف الصواريخ، من خلال تكثيف عملها الأمني ضد عناصر تلك الجماعات، ووصل الأمر بإسرائيل إلى اغتيال قائد الجناح العسكري لحركة حماس، جاء رد الحركة مفاجئا للكيان الصهيوني.
وبرغم الاعتقالات والتعذيب لقادة ومقاتلي الجماعات الجهادية من قبل حركة حماس الملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني، إلا أن جماعات الصواريخ شاركت حماس هذه الحرب بقوة، إن لم تكن قد نجحت هي أصلا في جر حماس إلى مشاركتها الحرب.
لكن الجماعات الجهادية لازالت تعاني من المشكلة ذاتها، فعلى الرغم من إطلاقها عددا كبيرا من الصواريخ خلال أيام الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، إلا أن وسائل الإعلام تجاهلتها وتجاهلت صواريخها، رغم أن الكيان الصهيوني لا يخشى إلا تلك الجماعات التي لا تؤمن بمفاوضات أو تهدئة مع المحتل بأي شكل.
وبما أن الجماعات الجهادية تنشط خارج حركة حماس، أو لا سلطة للحركة عليها، فإن اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار، لا يعني مطلقا أن الصواريخ لن تطال الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وإسرائيل تدرك هذا الأمر جيدا. فهل ستستمر إسرائيل في حربها لأن أهدافها لم تتحقق، وقد تحاول اجتياح القطاع، أم ستقبل بوقف إطلاق النار، لأن ما بدا لها من حماس لم تكن تحتسبه؟.
بمقدور حماس أن تفرض شروطها، فموافقتها على وقف إطلاق النار لا تعني أنها ملزمة بملاحقة من يطلقون الصواريخ بالشكل الذي تريده إسرائيل أو الذي لا تريده، واستمرار إطلاق الصواريخ باتجاه أراضي يحتلها الكيان الإسرائيلي لا يعني أن ترد إسرائيل بقصف قطاع غزة.
ما ليس بمقدور حركة حماس هو النجاح في إيقاف الصواريخ التي تطلقها تلك الجماعات، إن قررت الحركة أن تلعب دور الشرطي، تحت أي مبرر، خصوصا وأن تلك الجماعات لا تريد من حماس سوى أن تشاركها الحرب ضد العدو المشترك أو تخلي بينها وبين هذا العدو.
وإن نزلت إسرائيل عند شروط حماس، فيجب أن يُحسب هذا المكسب لجماعات الصواريخ التي تجاهلتها وسائل الإعلام وليس لحركة حماس، أما ما سيحسب لحماس أو عليها في وقت لاحق فهو موقفها من الجماعات الجهادية.
--------------------------
كتبه : عبد الرزاق الجميل