فلسطين اليوم - غزة (خـاص)
مع بداية العد التنازلي لاقتراب عيد الأضحى المبارك, لا يُسمع في الأسواق الغزية صيحاتٌ للبائعين ولا استجابةٌ من المشترين"..سوى تبادل أنات التذمر والتأفف جراء حالة "الصمت الاقتصادي" التي تكتنف الأسواق نتيجة عوامل اقتصادية يعاني منها القطاع لأسباب عالمية وأخرى محلية.
ف أسواق قطاع غزة تشهد حالة من الركود والكساد الاقتصادي, على الرغم من قرب عيد الأضحى المبارك، وجراء ذلك تختفي ملامح البهجة والسرور على البائعين والمشترين.
مراسل " وكالة فلسطين اليوم الإخبارية "، تجول في بعض أسواق القطاع ليستطلع عن كثب على الحالة الاقتصادية للغزيين، الذين اجتمعوا على سوء الأحوال الاقتصادية، أو ما يسموه بوقف حال كافة مناحي الحياة نتيجة هذا الركود.
الحاج أحمد مرتجي (55 عاماً) صاحب محل للألبسة يجلس أمام بوابة محله يتفقد بعينيه جيوب الغزيين عله يظفر بمشتري ينتظره طويلاً ولكن للأسف (...) !!
مرتجى يقول: "للأسف البيع في السوق ضعيف جداً, وأداء المواطنين الشرائي لهذا العام ليس كسابقه من الأعوام التي مضت".
ويرجع مُرتجى أسباب الركود الاقتصادي الذي تشهده أسواق القطاع إلى إغلاق الأنفاق الحدودية مع الشقيقة مصر، وإدخال الجزء اليسير من البضائع عبر المعابر "الإسرائيلية" التي بالغالب لا تُلبي حاجات المواطنين من ناحية السعر والكمية.
وكانت السلطات المصرية بدأت بإغلاق الأنفاق عقب الهجوم المسلح على نقطة تابعة للجيش المصري قبل عدة أشهر من جماعات وصفت "بالإرهابية" راح ضحيتها 16 جندي مصرياً.
مُرتجى لم يخف لمراسل " وكالة فلسطين اليوم الإخبارية "، تخوفه من الخسارة في تجارته التي جلبها من الصين بسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي يمر بها القطاع بصوت خافت وعيون مرتجفة, يضيف "جلبت بضاعة بقيمة 40 ألف دولار منذ شهر تقريباً استعداداً لبيعها في موسم عيد الأضحى لكن لحتى هذه اللحظة لم أبع إلا الشيء اليسير وقريباً سينتهي الموسم وسأمنى بالخسارة لا قدر الله".
ويأمل مرتجى أن يزدهر الموسم بالأيام القليلة القادمة المتبقية لموسم عيد الأضحى المبارك عله يجلب رأس مال مما انفق على بضاعته.
حال مرتجى لا يختلف كثيراً عن حال التاجر محمد عبدو (45 عاماً) صاحب محل للأحذية الذي يقف على باب محله ليتبادل أطراف الحديث مع جيرانه –أصحاب المحلات- الذي أرهقهم الجلوس خلف زجاج محلاتهم الخاوية من المشترين .
عبدو يقول: "الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً بالنسبة للبائع والمشتري بسبب قلة البضائع الجديدة التي تدخل الأسواق نتيجة إغلاق الأنفاق ونتجه غلاء الأسعار، فضلاً عن عدم صرف رواتب موظفي حكومة رام الله التي تُشغل السوق " .
ويضيف "نسبة المبيعات انخفضت للنصف مقارنة بالعام الماضي ولا نستطيع كتجار تغطية النفقات على محلاتنا جراء الإقبال الطفيف من المواطنين" .
عبدو كثيراً ما كان يقطع حديثه ليلتفت إلى المارة الذين يقفون قبالة محله عله يظفر بمشتري يخفف من خسارته اليومية التي استاء من تراكمها نتيجة الإقبال القليل ولكن سرعان ما يغير المشتري وجهته إلى عكس المحل.
ويوضح بحسرة وهو يضرب على كفيه، أن العديد من المواطنين بل الأغلب يأتي وينظر وعنده رغبة شرائية متسائلاً عن الأسعار ولكنه سرعان ما يغادر المكان وكل ذلك نتيجة الثقل والضغط الاقتصادي الملقى على عاتقهم .
ونوه عبدو إلى أن المواطنين بالقطاع باتوا يكتفون بالقليل من الأغراض والحاجيات الأساسية فقط.
أما تاجر المواشي ناصر العجلة (50 عاماً) الجالس في فناء مزرعته ينفث سيجارته بالتأفف لقلة المشترين عند سؤالنا إياه عن أحوال مبيعاته في ظل أجواء عيد الأضحى قال, متهكماً "البيع امقطع بعضه مش ملااحق أبيع اللهم لا حسد" وأردف حديثه إشارة بأصبعه مشيراً نحو أحد الخراف بالمزرعة قائلاً "اسألوه إذا الخروف بيدخل شيكل فأنا أبدخل 1000 شيكل" .
العجلة أوضح لـ " وكالة فلسطين اليوم " أنه جلب قبل تشديد الإجراءات على الأنفاق الحدودية عشرات الخراف والعجول من الأنفاق وقام بتربيتها لبيعها بموسم عيد الأضحى فيقول "تفاجأت من ندرة المشترين نظراً للأحوال الاقتصادية الصعبة" مشيراً إلى أنه العام الأسوأ منذ عدة أعوام .
ويؤكد أنه حاول خفض أسعاره ليتمكن من البيع ولكن محاولاته لم تسترضِ جمهور المشترين "ع الفاضي" .. على حد قوله .
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي محسن أبو رمضان لـ " وكالة فلسطين اليوم الإخبارية "، أن الحركة الشرائية في الأسواق الغزية في قطاع غزة تشهد حالة من "الركود التام" .
وأرجع أبو رمضان حالة الركود الاقتصادي التي يشهدها القطاع إلى نقص في السيولة المالية عند الموظفين نتيجة تأخر رواتب البعض, والحد من إدخال البضائع المهربة عبر الأنفاق إلى قطاع غزة وتشديد الإجراءات من الناحية المصرية عليها .
وقال "أيضاً من ابرز أسباب الركود الاقتصادي استمرار الحصار "الإسرائيلي" الجائر الذي عطل بدوره جميع مناحي الحياة, ما أدى إلى انخفاض الدخل الحقيقي للفرد إلى أكثر من 50% ".
وأضاف أبو رمضان "من أسباب الركود أيضاً بأسواق القطاع اتساع حالة الفقر والبطالة التي يشهدها المجتمع و ثبات الأجور وانخفاض الدخل لمعظم العاملين ".
وأشار إلى أن القطاع كغيره من بلدان العالم يتأثر فعلياً نتيجة الأزمة المالية العالمية والتي بدأت تأثيراتها تظهر جلية على السوق الفلسطينية عامة .
ولفت أبو رمضان إلى انه من الممكن أن تشهد أسواق القطاع عملية كسر لهذا الركود قبل عيد الأضحى بأيام قليلة .
واختتم أبو رمضان حديثه بنصيحة اقتصادية للمواطنين بضرورة اقتصار الشراء على ضوء الأولويات والأمور الأساسية وتجنب الشراء الغير مبرر نظراً للغلاء الفاحش الذي تشهده أسواق القطاع .
مع بداية العد التنازلي لاقتراب عيد الأضحى المبارك, لا يُسمع في الأسواق الغزية صيحاتٌ للبائعين ولا استجابةٌ من المشترين"..سوى تبادل أنات التذمر والتأفف جراء حالة "الصمت الاقتصادي" التي تكتنف الأسواق نتيجة عوامل اقتصادية يعاني منها القطاع لأسباب عالمية وأخرى محلية.
ف أسواق قطاع غزة تشهد حالة من الركود والكساد الاقتصادي, على الرغم من قرب عيد الأضحى المبارك، وجراء ذلك تختفي ملامح البهجة والسرور على البائعين والمشترين.
واقع يُرثى له
مراسل " وكالة فلسطين اليوم الإخبارية "، تجول في بعض أسواق القطاع ليستطلع عن كثب على الحالة الاقتصادية للغزيين، الذين اجتمعوا على سوء الأحوال الاقتصادية، أو ما يسموه بوقف حال كافة مناحي الحياة نتيجة هذا الركود.
الحاج أحمد مرتجي (55 عاماً) صاحب محل للألبسة يجلس أمام بوابة محله يتفقد بعينيه جيوب الغزيين عله يظفر بمشتري ينتظره طويلاً ولكن للأسف (...) !!
مرتجى يقول: "للأسف البيع في السوق ضعيف جداً, وأداء المواطنين الشرائي لهذا العام ليس كسابقه من الأعوام التي مضت".
ويرجع مُرتجى أسباب الركود الاقتصادي الذي تشهده أسواق القطاع إلى إغلاق الأنفاق الحدودية مع الشقيقة مصر، وإدخال الجزء اليسير من البضائع عبر المعابر "الإسرائيلية" التي بالغالب لا تُلبي حاجات المواطنين من ناحية السعر والكمية.
وكانت السلطات المصرية بدأت بإغلاق الأنفاق عقب الهجوم المسلح على نقطة تابعة للجيش المصري قبل عدة أشهر من جماعات وصفت "بالإرهابية" راح ضحيتها 16 جندي مصرياً.
مُرتجى لم يخف لمراسل " وكالة فلسطين اليوم الإخبارية "، تخوفه من الخسارة في تجارته التي جلبها من الصين بسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي يمر بها القطاع بصوت خافت وعيون مرتجفة, يضيف "جلبت بضاعة بقيمة 40 ألف دولار منذ شهر تقريباً استعداداً لبيعها في موسم عيد الأضحى لكن لحتى هذه اللحظة لم أبع إلا الشيء اليسير وقريباً سينتهي الموسم وسأمنى بالخسارة لا قدر الله".
ويأمل مرتجى أن يزدهر الموسم بالأيام القليلة القادمة المتبقية لموسم عيد الأضحى المبارك عله يجلب رأس مال مما انفق على بضاعته.
المبيعات انخفضت النصف!!
حال مرتجى لا يختلف كثيراً عن حال التاجر محمد عبدو (45 عاماً) صاحب محل للأحذية الذي يقف على باب محله ليتبادل أطراف الحديث مع جيرانه –أصحاب المحلات- الذي أرهقهم الجلوس خلف زجاج محلاتهم الخاوية من المشترين .
عبدو يقول: "الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً بالنسبة للبائع والمشتري بسبب قلة البضائع الجديدة التي تدخل الأسواق نتيجة إغلاق الأنفاق ونتجه غلاء الأسعار، فضلاً عن عدم صرف رواتب موظفي حكومة رام الله التي تُشغل السوق " .
ويضيف "نسبة المبيعات انخفضت للنصف مقارنة بالعام الماضي ولا نستطيع كتجار تغطية النفقات على محلاتنا جراء الإقبال الطفيف من المواطنين" .
عبدو كثيراً ما كان يقطع حديثه ليلتفت إلى المارة الذين يقفون قبالة محله عله يظفر بمشتري يخفف من خسارته اليومية التي استاء من تراكمها نتيجة الإقبال القليل ولكن سرعان ما يغير المشتري وجهته إلى عكس المحل.
ويوضح بحسرة وهو يضرب على كفيه، أن العديد من المواطنين بل الأغلب يأتي وينظر وعنده رغبة شرائية متسائلاً عن الأسعار ولكنه سرعان ما يغادر المكان وكل ذلك نتيجة الثقل والضغط الاقتصادي الملقى على عاتقهم .
ونوه عبدو إلى أن المواطنين بالقطاع باتوا يكتفون بالقليل من الأغراض والحاجيات الأساسية فقط.
المواشي تجيب عن مبيعات .. ناصر
أما تاجر المواشي ناصر العجلة (50 عاماً) الجالس في فناء مزرعته ينفث سيجارته بالتأفف لقلة المشترين عند سؤالنا إياه عن أحوال مبيعاته في ظل أجواء عيد الأضحى قال, متهكماً "البيع امقطع بعضه مش ملااحق أبيع اللهم لا حسد" وأردف حديثه إشارة بأصبعه مشيراً نحو أحد الخراف بالمزرعة قائلاً "اسألوه إذا الخروف بيدخل شيكل فأنا أبدخل 1000 شيكل" .
العجلة أوضح لـ " وكالة فلسطين اليوم " أنه جلب قبل تشديد الإجراءات على الأنفاق الحدودية عشرات الخراف والعجول من الأنفاق وقام بتربيتها لبيعها بموسم عيد الأضحى فيقول "تفاجأت من ندرة المشترين نظراً للأحوال الاقتصادية الصعبة" مشيراً إلى أنه العام الأسوأ منذ عدة أعوام .
ويؤكد أنه حاول خفض أسعاره ليتمكن من البيع ولكن محاولاته لم تسترضِ جمهور المشترين "ع الفاضي" .. على حد قوله .
أسباب موضوعية
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي محسن أبو رمضان لـ " وكالة فلسطين اليوم الإخبارية "، أن الحركة الشرائية في الأسواق الغزية في قطاع غزة تشهد حالة من "الركود التام" .
وأرجع أبو رمضان حالة الركود الاقتصادي التي يشهدها القطاع إلى نقص في السيولة المالية عند الموظفين نتيجة تأخر رواتب البعض, والحد من إدخال البضائع المهربة عبر الأنفاق إلى قطاع غزة وتشديد الإجراءات من الناحية المصرية عليها .
وقال "أيضاً من ابرز أسباب الركود الاقتصادي استمرار الحصار "الإسرائيلي" الجائر الذي عطل بدوره جميع مناحي الحياة, ما أدى إلى انخفاض الدخل الحقيقي للفرد إلى أكثر من 50% ".
وأضاف أبو رمضان "من أسباب الركود أيضاً بأسواق القطاع اتساع حالة الفقر والبطالة التي يشهدها المجتمع و ثبات الأجور وانخفاض الدخل لمعظم العاملين ".
وأشار إلى أن القطاع كغيره من بلدان العالم يتأثر فعلياً نتيجة الأزمة المالية العالمية والتي بدأت تأثيراتها تظهر جلية على السوق الفلسطينية عامة .
ولفت أبو رمضان إلى انه من الممكن أن تشهد أسواق القطاع عملية كسر لهذا الركود قبل عيد الأضحى بأيام قليلة .
واختتم أبو رمضان حديثه بنصيحة اقتصادية للمواطنين بضرورة اقتصار الشراء على ضوء الأولويات والأمور الأساسية وتجنب الشراء الغير مبرر نظراً للغلاء الفاحش الذي تشهده أسواق القطاع .