إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العيد في قطاع غزة .. بهجة الشوارع تبدد مشاعر الضيق من استمرار الحصار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العيد في قطاع غزة .. بهجة الشوارع تبدد مشاعر الضيق من استمرار الحصار


    العيد في غزة



    غزة - دوت كوم - رغم دخول الحصار على القطاع عامه السادس على التوالي، وانحسار امل الكثير من الغزيين بالاستفادة من التسهيلات المعلنة على معبر رفح البري فان كل تلك الأجواء لم تعكر أجواء الفرح بالعيد لدى آلاف العائلات الغزية .

    وما أن ينتهي المصلون من صلاة العيد حتى يتوزعون في زيارات الواجب لعوائل الشهداء والأسرى بينما تفوح روائح "الفسيخ" و "الكعك" وأنواع مختلفة من الحلوى في ارجاء المدن وامخيمات والبلدات في القطاع ، بينما يتجمع الأطفال أمام المنازل يلهون ويلعبون ويلتمسون العيدية من اقاربهم ، بينما تتداخل الصور حيث أُمٌ تزور قبر نجلها الشهيد، وأخرى تضع صورة ابنها الأسير وعيناها تدمع أملاً في أن ياتي العيد المقبل وقد تحرر من الاسر.



    وتستغل والدة الشهيد عبد الرحمن العامودي من مخيم الشاطئ، صباح عيد الفطر لزيارة قبر نجلها الذي استشهد في مارس 2003 اثر قصف إسرائيلي استهدف القيادي في حماس "إبراهيم المقادمة.وتقول "أم العبد": على الرغم من مرور السنوات الطويلة على استشهاد ابني البكر إلا أنني استغل أول يوم من الأعياد لزيارة قبره، ولا أقطعه على الدوام حتى في الأيام العادية وفي رمضان، فكم نشعر بحاجتنا لوجوده جانبنا، وكم يفتقده أبنائه الأطفال، ورغم الجرح الغائر فينا إلا أننا لا نبكى على رحيله بقدر ما نسأل الله أن يكون شفيعاً لنا.

    وبين أحزان أم العبد، ودموع الحاجة "أم إبراهيم بارود" التي تنتظر لقاء نجلها الذي دخل في الأول من أبريل من العام الجاري عامه الـ 27 في السجون الإسرائيلية، تختلف الصورة في منازل الغزيين.

    وعلى باب منزلها المتواضع بمخيم جباليا شمال القطاع، تجلس الحاجة "أم إبراهيم" وهي تحمل صور نجلها الذي اعتقل وعمره 24 عاماً والآن يبلغ 51 عاماً ،وتقول لـ دوت كوم، لم أشعر بفرحة العيد طوال فترة اعتقال ابني، حرمني الاحتلال منه وسرق منا فرحة العيد وفرحة رمضان وكل شيء حلو بحياتنا راح، ما بأشعر بأي شيء حلو في الدنيا.

    وتضيف: حرمني الاحتلال 15 عاماً من زيارة ابني، ولكن قريباً سألتقيه على الدوام، سيكون عما بيننا قريب ولن أجلس هذه الجلسة مرةً أخرى، بل سأجعله يستقبل الناس في العيد الحقيقي الذي انتظره بالإفراج عنه قريباً.

    ويمضى الأسير "إبراهيم مصطفي بارود" هذا العام الأخير من الحكم الصادر بحقه في السجون الإسرائيلية، وقد توفي والده منذ 11 عاماً، وتقول والدته: يوم العيد عندي هو يوم خروج ابني إبراهيم من السجن, بدي أحتفل فيه شهر كامل, بدي أزوجه وأشوف أولاده وأولاد اولاده.

    وعلى الجهة الأخرى من الآلام يأمل العشرات من الأسرى المحررين المبعدين إلى قطاع غزة، وكذلك مبعدي كنيسة المهد في أن يأتي العام المقبل وقد انتهت معاناتهم بالبعد عن ذويهم والاحتفال معهم بالأعياد وكذلك حضور رمضان إلى جانبهم.

    وقال المبعد إلى إيطاليا "محمد أبو السعيد" لـ دوت كوم، أنهم يعانون قسوة الإبعاد والبُعد عن ذويهم، معرباً عن أمنياته في التحرك الجاد من قبل المسئولين في السلطة الفلسطينية لإنهاء معاناتهم وعدم تهميشها.

    فيما يقول الأسير المحرر المبعد إلى قطاع غزة، علاء بدوي، والذي تزوج من ابنة الأمين العام للجان المقاومة الشعبية "أبو إبراهيم القيسي" الذي اغتالته إسرائيل آذار/ مارس الماضي: إننا نشعر أننا بين أحبابنا في غزة ولكننا نشتاق لرؤية أهلنا وإخواننا وهذا حقٌ لنا حرمنا الاحتلال منه.

    وتشهد الساعة الأولي عقب أداء صلاة العيد زيارة العشرات من المواطنين لعوائل الشهداء والجرحى والأسرى، فيما تزين الشوارع بـ "البلالين" و "رايات وتهاني الفصائل" والكتابة على الجدران في أجواء جميلة يزينها الأطفال بألعابهم التي لا يذهب فيها عن أذهانهم الاحتلال الإسرائيلي، فتجد غالبية عظمى من الأطفال يلجأؤون إلى اللعب بالأسلحة البلاستيكية.

    وفي منزلها الصغير بمخيم جباليا شمال القطاع، تحافظ الحاجة "أم محمد السحار" مع أول يوم عيد من كل عام، على صنع "سمك الفسيخ" وتعتبره تراثاً لا يمكن أن تستغنى عنه.

    وتقول لـ دوت كوم، الفسيخ والكعك والمعمول جميعها أعمال لا يمكن أن استغنى عن فعلها في أول يوم من الأعياد، ولا يمكن أن استغنى عن دعوة أبنائي وبناتي المتزوجين لتناول الطعام في ثاني أو ثالث أيام العيد وخاصةً "المفتول".

    فيما لا يحبذ المواطن "أبو يوسف الحرازين" من حي الشجاعية شرق غزة، صنع "سمك الفسيخ" وأكله، ويقول، عادةً ما أفضل في أول يوم من العيد، وأطلب ذلك من زوجتي صنع أكلة "السماقية"، فلها طعم ومذاق أفضل وخاص، وما أن أفرغ من أكلها اتناول الكعك والمعمول مع الشاي.

    وشهدت ليلة اليوم الأول من عيد الفطر، اكتظاظا شديدا في الأسواق حتى ساعات الفجر، في حين عجت "صالونات الحلاقة" بالمواطنين الذين توافدوا حتى الصباح الباكر من اليوم الأحد إلى الصالونات التي يعتبر أصحابها هذه الفترة من أهم "المواسم الربحية" لهم، ويتم استغلال أيام ما قبل العيد في كسب الرزق الوفير من المواطنين الذين ملؤوا المحال.
يعمل...
X