إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين خيارات أحلاها مر .. قواعد حماس بين الثقة وقلق المصير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين خيارات أحلاها مر .. قواعد حماس بين الثقة وقلق المصير

    شكل دخول حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' للسلطة الفلسطينية وممارستها للحكم وانخراط الآلاف من أعضائها في أجهزة السلطة الفلسطينية، وما صاحب ذلك من حصار دولي خانق على الأراضي الفلسطينية وموجات الاقتتال التي تندلع من فتره لأخرى بين حركة حماس من جهة، وحركة فتح والأجهزة الأمنية الموالية لها من جهة أخرى؛ حالة من الحراك والتململ بين قواعد وصفوف حركة 'حماس'.

    وأصبحت شرائح عديدة من قواعد حركة 'حماس' - وحتى من بعض القيادات الوسطى في الحركة - يجاهرون بانتقادات لاذعة لبعض مواقف الحركة من التعامل مع القضايا وبعض ممارساتها في الحكم، وبدوا حائرين في وضع اقتراحات لمخارج ممكن أن تسلكها الحركة للخروج من حقل الأشواك الذي يواجهها.

    بين خيارين

    يذكر 'محمود.ص' أحد القيادات المحلية في الحركة أن قواعد حماس تنقسم بين خيارين: الأول، يدعو إلى ترك السلطة والحكومة، والاتجاه بشكل مكثف إلى العمل العسكري والنشاط الاجتماعي كسابق عهدها.

    ويلفت الانتباه إلى أن أصحاب هذا الرأي يواجهون بتساؤل حول ما الذي سيجري بعد أن تتخلى حماس عن كل ما وعدت بتحقيقه؟ وأن الحركة ستظهر وكأنها تخلت عن الناس، وسترجع الأمور إلى سابق عهدها، عهد اضطهاد وسجن أعضاء حماس وإقصائهم من وظائفهم والتضييق عليهم.

    الخيار الثاني، – حسب القيادي المحلي - الذي تطرحه بعض شرائح الحركة بقوة – وخاصة العسكريين منهم - أن تسيطر حركة حماس على كل قطاع غزة والأجهزة الأمنية بالقوة، وهي قادرة على ذلك لو استخدمت كل قدرتها العسكرية في القطاع.

    ويشير 'محمود' إلى أن أصحاب هذا الخيار يواجهون بأن لهذا الخيار خطورة كبيرة، قائلاً: 'إن الحصار سيزداد، وربما تزداد الهجمة الإسرائيلية علينا، وربما تتدخل أطراف عربية وإقليمية وتصبح الحالة في غزة كارثة'.

    ثقة بالقيادة ولكن .. !

    'أحمد.ع' الخريج الجامعي وعضو حركة حماس، يشدد على ثقته بالحركة وقيادتها ومنهجها؛ قائلاً: 'هذه الثقة هي التي تجعلنا ندعم ونؤازر الحركة بكل ما نستطيع، ونسير دون أن نلتفت يمنة ويسرة إلى كل الأفكار الخارجية التي بدأت تتحرك بين شبابنا'، في إشارة منه إلى وجود تيار متشدد بدأ يظهر في بعض صفوف الحركة والمتعاطفين معها.

    إلا أن أحمد يأخذ على حركته العديد من الإخفاقات خلال ممارستها الحكم، وخاصة عدم الخبرة الكافية في الكوادر التي تولت مناصب عالية في الوزارات والمناصب الحكومية العليا، على حد قوله.

    ويعتبر أحمد أن حماس ينظر إليها من بعض الناس وكأنها أصبحت عبئا عليهم، ليس كرها فيها، ولكن لما جلبه وجودها في الحكم من مقاطعة اقتصادية وسياسية للفلسطينيين، وازدياد حدة الاقتتال والفلتان الأمني في الأراضي الفلسطينية.

    ويرى أحمد أنه نتيجة لما تعرضت له الحركة من ضغوط ذهبت لتوقيع 'اتفاق مكة'، والذي أبدى امتعاضه مما جاء فيه، معتبرا أن حركته أعطت 'مرونة' زائدة دون مقابل، قائلاً: 'وصل الأمر إلى السكوت عن أمراء الانقلاب بل حتى مشاركتهم في الحكومة، وهو الذي يقهر أهالي الشهداء الذين قضوا على أيدي العمالة والخيانة'.

    ويأخذ أحمد على حماس في الاقتتال الذي يجري مع عناصر في فتح والأجهزة الأمنية الموالية لها، اتخاذها موقع الدفاع عن نفسها، وإحجامها عن اتخاذ قرار بالقضاء على 'رؤوس الفتنة'، رغم تأكيده على أن حماس قادرة على ذلك، ويقول: 'على حماس جز رؤوس الفتنة ومن يقف وراء الأحداث'.

    مطالبة بترك السلطة

    ويطالب أحمد (العضو في حماس) حركته بترك العمل السياسي وترك الحكومة، معللاً ذلك بقوله: 'الحقيقة أن وجود حماس في السلطة يضعفها، ويجعلها تنشغل بما لا تحتاجه، وفعلا هي قد انشغلت بما لم نتوقعه أبدا'.

    واعتبر هذا العضو أن حركته تحتاج إلى إعادة ترتيب الصفوف من جديد، 'فهي بحاجة إلى هدنة مؤقتة لكي تراجع حساباتها'، لافتاً إلى أن حماس بحاجة إلى إعادة زرع فكرها السليم في عقول أبنائها من جديد 'الذين أصبح همهم فقط الوظيفة، والراتب، والذين أحبوا الوظيفة بعد أن عشقوا الشهادة في سبيل الله'.

    ويوافق 'هاني.ص' - العضو في كتائب القسام - أحمد في أن حال أعضاء حركة حماس كان أفضل قبل دخول الحركة للحكومة وانشغالها بها، وخاصة من الناحية الإيمانية والزهد بالدنيا، ويقول: 'أما الآن فالكثير بدأ يبحث عن المناصب والوظائف والامتيازات، وكثرت الغيبة والنميمة في صفوف بعض أبناء الحركة، والهمز واللمز في حق بعض القادة' على حد قوله.

    ويبدي هاني تفهمه لظهور مثل هذه النزعات في بعض أفراد الحركة، كون حالة الاشتباك مع الاحتلال لم تكن تسنح لهم في التفكير في مثل هذه الأمور، مشيرا إلى أن الانخراط في حياة الوظائف يجعل البعض يفكر فيها، إلا أنه يشير أنه كلما تصاعد الجهاد ضد الاحتلال كلما خفت هذه النزعات وتطهرت نفوسهم من مثل هذه الضربات.

    ويشير عضو 'القسام' إلى أنه بالرغم من شدة الضربات التي تتلقاها حماس من الهجمة الإسرائيلية الحالية عليها، إلا أن هذه الضربات تحمل في طياتها خيرا كثيرا للحركة؛ لأنها تقرع الجرس في كل الآذان 'بأننا هنا لمواجهة الاحتلال، وأن ما ينتظرنا عند الله هو خير وأبقى'.

    هاني والذي يعمل في القوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية السابق سعيد صيام يبدي امتعاضه مما وصفها 'الكوابح' التي تضعها قيادة حركته للعسكريين في الحركة كلما وصلوا أو كادوا يصلون إلى ضرب 'تيار الفتنة في الأجهزة الأمنية وحركة فتح'.

    ويلفت إلى أن حركته باستطاعتها القضاء على كل المرتبطين بالاحتلال، والقضاء على كل المواقع التي تسيطر عليها قوات تتبع لحركة فتح، مبدياً استهجانه من عدم اتخاذ الحركة هذا القرار حتى الآن.

    والبعض يتمسك بالسلطة

    وبالرغم من انتقاد هاني لسلوك حماس في الحكومة ومآخذه على هذا السلوك، إلا أنه يرفض أن تترك حماس السلطة؛ لأن ذلك سيصيب الناس بصدمة كبيرة، وسيطمع من وصفهم بـ 'الانقلابيين' بالحركة أكثر.

    ويقول: 'ونحن أقوياء والسلطة بأيدينا يفعلون بنا هكذا، فما بالك لو تركنا السلطة، سيعملون على إرجاعنا إلى عهد 96 وربما أكثر قسوة'، في إشارة إلى الضربة التي تلقتها حركة حماس من قبل السلطة الفلسطينية آنذاك، وزج معظم قادتها ونشطائها في السجون الفلسطينية وتعرضهم للتعذيب والتضيق عليهم.

    ويطالب عضو كتائب القسام بزيادة التعبئة الإيمانية أكثر لأفراد الحركة، وتكثيف لقاءات القيادات بالقواعد، وتزويدهم بوضع الحركة والحكومة، وتوضيح الموقف أمامهم أكثر؛ قائلاً: 'لأنهم إن لم يتلقوا معلوماتهم من قادة الحركة، فستزيد التفسيرات والشكوك بين الأفراد أكثر فأكثر'.

    القواعد في حيرة

    من ناحيته يعترف 'ياسر.غ' أحد القيادات الوسطى في الحركة، بأن قواعد الحركة في حيرة من أمرها، لعدم توفر إجابة واضحة أمامهم عن خيارات حركتهم في المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن الحركة ما زالت تتبع أسلوب 'التسكين والتصبير' لأفرادها في النشرات الداخلية لها، دون أن تحدد وجهتها لهم بالضبط.

    ويرى ياسر أن ذلك يدفع العديد من الشرائح في الحركة لطرح خيارات لتسلكها حركتهم، مشيرا إلى أن أقوى هذه الخيارات يدفع باتجاه السيطرة على قطاع غزة عسكريا، وهزيمة قوات حركة فتح والأجهزة الأمنية الموالية لعباس، مؤكدا أن حركته لم تستخدم ربع قوتها في المعارك التي جرت مع قوات عباس، إلا أنها كانت فقط تدافع عن أفرادها.

    ويلفت ياسر النظر إلى أن موقف الحركة يثير شرائح كبيرة من قواعد الحركة الذين يرون الظلم بحقهم وافتراء الآخرين عليهم، بينما تعمل الحركة على كبح جماحهم مع استطاعتها حسم المعركة لصالحها.

    إلا أن ياسر يطرح تساؤلات في حالة إذا ما حسمت حماس الأمور في غزة لصالحها، مثل: ماذا بعد؟، وماذا عن الضفة التي تعتبر حماس أضعف عسكريا فيها بفعل تغول قوات الاحتلال؟ وكيف سيصنف العالم قطاع غزة؟.

    كما يلفت ياسر النظر إلى أن حركة حماس تخشى من تدخل قوات خارجية وإقليمية في غزة، كما جرى في الصومال، ويزداد الضرب الجوي لغزة بصورة أكثر عنفا، وبالتالي سيدفع السكان الثمن.

    أما الخيار الثاني لدى قواعد الحركة والداعي إلى ترك الحكومة والسلطة التي ينظر إليها أنها سبب الاقتتال في غزة والعودة بشكل قوي إلى المقاومة فلن يكون الحل – بحسب (ياسر.غ)؛ معللا ذلك بقوله: 'لأن الاقتتال حينها لن يتوقف، بل سيتم محاربة حماس ومنعها من ممارسة المقاومة، وربما يتم التغول عليها أكثر، كما أنها ستظهر أمام الشعب وكأنها فشلت وسيفقد الثقة فيها، وكذلك أمام أفرادها'.

    الخيار .. البقاء والصبر

    ويلفت ياسر النظر إلى أن حركته ما زالت تفضل أن تبقى في السلطة وتصبر على الأذى، مع عدم السكوت على الاعتداء عليها، والرد على الاعتداءات في مكانها، والعمل على محاولة تفكيك الحصار، وإقناع حركة فتح والتيار الذي يريد استئصال 'حماس' بأنه ليس باستطاعته القضاء على الحركة، وليس أمامه إلا التفاهم والتعاون معها.

    ويشير القيادي المحلي في حماس إلى أنه بالرغم من بعض التذمر داخل أفراد الحركة وداخل بعض القيادات الوسطى، إلا أن حركته لن تشهد أي انشقاق أو تمرد في صفوفها؛ نظرا للتربية المترسخة في أفراد الحركة على الثقة بالقيادة، والسمع والطاعة لها في المنشط والمكره.

    المصدر: اسلام اون لاين

    تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني
يعمل...
X