من المعهود في أروقة وزارة الخارجية الإسرائيلية أن خطابات رئيس الوزراء في المحافل الدبلوماسية والدولية يجري تمشيطها وتفتيشها ، ثم تفخيخها، قبل أن تُقرأ.
إن أفضل المختصين بتمشيط الخطابات في إسرائيل هو بلا شك رئيس الحكومة الفعلي ليبرمان، ويأتي بعده حكيم بني إسرائيل شمعون بيرس!
من السهل لمن يتتبع خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة يوم 23/9/2011 أن يعثر على بصمات ليبرمان وبيرس معا في خطاب نتنياهو،فهجوم نتنياهو على الأمم المتحدة وتسميتها (مسرح العبث) هو بالتأكيد العبوة التي فخخَّها ليبرمان وساعده في تجهيزها نائبه داني أيالون!
كما أن عبوة( إيران) أيضا هي بلا شك من إعداد نتنياهو وليبرمان سويا، ومقارنته بين (تحضره) عندما وضع إكليلا للزهور على أرواح ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، وبين( إرهاب) الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي لم يتعاطف مع ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، كمثل تعاطف نتنياهو!
أما أغنية (الانسحاب من مستوطنات غزة) والتي اعتاد القادة السياسيون الإسرائيليون أن يجعلوها (مكرمة) إسرائيلية، فقد غناها نتنياهو بالطريقة نفسها التي غنَّاها ليبرمان وأعضاء حكومته، ومعهم حزب شاس والبيت اليهودي، وغنى نتنياهو الأغنية على مقام النهاوند فقال:
" انظروا كيف يقلب الفلسطينيون (المكارم) والهبات، وينتهكوا المنح والهدايا التي نمنحها لهم،فقد خرجنا من مستوطنات غزة، وسلمناها بالكامل لهم، فماذا فعلوا بنا ؟ !! إنهم يقصفون أبناءنا كل يوم ( بآلاف) الصواريخ !!"
أما أنامل الحكيم بيرس فقد ظهرتْ واضحة أيضا في الدعوة للمفاوضات المباشرة بين الطرفين، فما دامت المفاوضات استعصتْ في إسرائيل، فلتجرِ إذن إما في رام الله أو في مقر الأمم المتحدة نفسها، فنتنياهو مستعد للذهاب للمكانين !!
يا سلام على تواضع عشيق السلام!!
إذن فمشكلة المفاوضات ليست في المشكلات المستعصية كالقدس واللاجئين والمستوطنات، ولكنها مشكلة (جغرافية) فقط لا غير، يمكن حلها بتغيير مكان الاجتماع فقط!!
أما نتنياهو فقد كتب في خطابه شيئين:
الأول أن مساحة إسرائيل( المسكينة) المظلومة المقهورة!! أقل من مساحة منهاتن، فكيف يمكن للجيش الإسرائيلي أن يدافع عنها ضد ( آلاف) صواريخ الفلسطينيين وكأن في كل بيت فلسطيني أحزمة ناسفة، ومصانع للصواريخ بعيدة المدى!!
أما الشيء الثاني فهو أن الفلسطينيين المكابرين العنيدين أعداء السلام والوئام غير راغبين في أن يلفظوا جملة واحدة فقط، وينتهي الأمر، وهي:
" إسرائيل هي دولة اليهود"
لأن العالم كله يعترف بها دولة اليهود، فما بالُ هؤلاء الفلسطينيين الأشرار أعداء السلام، غاوي الإرهاب لا يعترفون بها وفق الصيغة الرسمية الإسرائيلية الاحتلالية؟!!
أما أروع التعبيرات التي استعملها نتنياهو في خطابه واقتبسها من اللغة العربية، ومن لغة زعيم السفارديم الحاخام عوفاديا يوسيف، والذي اعتاد أن يستخدم الألفاظ العربية في أدعيته، مثل دعائه المشهور:
(فليفنَ العربُ بصواريخ "على كيف كيفك)
واعتاد أيضا شمعون بيرس أن يستخدم التعبير الذي استخدمه نتنياهو عندما كان يزور القرى والمدن العربية، فالتعبير السحري الذي ردده نتنياهو:
" دوغري"
وكلمة دوغري في نظر نتنياهو فيها الشفاء من كل الأمراض المزمنة والمستوطنة والطارئة، وقد استخدمها للأسباب التالية:
لأنه رغب في أن يجعل من كلمة دوغري تعزيما سحريا لإفقاد الخصوم قدراتهم على الرد، ولإدهاش السامعين ولدفعهم للبحث عن مدلولات هذه الكلمة الساحرة!
وكذلك لإثبات أنه ضالعٌ في لغة الخصم، وقادر على كشف نواياهم ومكنوناتهم أمام العالم كله متمثلا في الجمعية العمومية، ولا سيما في رئيسها العربي الحالي!
وهو أيضا كان يرمي إلى أن يجعل من كلمة دوغري مفتاحا لإثبات صلة القرابة بين العرب واليهود فاليهود والعرب من نسل إبراهيم، وعيبٌ على من يتشاركون في النسب وفي كلمة دوغري، أن يلجؤوا للأمم المتحدة، وهم أولاد عم وأخوال وأقارب، بالدم وبالعرق!!
أما عبوة غلعاد شاليت ، فهي من إعداد وتصميم حكيم بني إسرائيل شمعون بيرس، ومن نتنياهو نفسه، فقد جاء على لسان نتنياهو:
"مسكين غلعاد شاليت، ابن المسكينة أم شاليت ، وابن الغلبان نوعام شاليت، وحفيد شاليت الجد الأكبر الناجي من الهولوكوست، من براثن المحرقة النازية، ومن أفران غاز هتلر، تصوروا أنه ما زال في الأسر منذ خمس سنوات ولم يزره أحد!!"
إن عبارات نتنياهو أوحت للسامعين، بأن غلعاد قد خُطف من بين أحضان أمه وأبيه، ولم يكن جنديا يحمل سلاحا في قاعدة عسكرية.
وكشف الكاتب الصحفي البارز يهودا نوريل أسرار كلمة دوغري، فقال:
لم يكن نتنياهو أبدا دوغري عندما تجاهل أربعة وأربعين عاما من الاحتلال، وعندما أهان الفلسطينيين والإسلام، وعندما أهان المنظمة الدولية، وعندما قال جمدنا الاستيطان وهو يقول لحزبه في الغرف المغلقة:
" لن نتخلى عن إنش واحد من أرض إسرائيل!!"
أما آلاف الأسرى الفلسطينيين، فهم مسجونون منذ عشرات السنوات، لأنهم لم يتبعوا طريق نتنياهو الدوغري!!
إن أفضل المختصين بتمشيط الخطابات في إسرائيل هو بلا شك رئيس الحكومة الفعلي ليبرمان، ويأتي بعده حكيم بني إسرائيل شمعون بيرس!
من السهل لمن يتتبع خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة يوم 23/9/2011 أن يعثر على بصمات ليبرمان وبيرس معا في خطاب نتنياهو،فهجوم نتنياهو على الأمم المتحدة وتسميتها (مسرح العبث) هو بالتأكيد العبوة التي فخخَّها ليبرمان وساعده في تجهيزها نائبه داني أيالون!
كما أن عبوة( إيران) أيضا هي بلا شك من إعداد نتنياهو وليبرمان سويا، ومقارنته بين (تحضره) عندما وضع إكليلا للزهور على أرواح ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، وبين( إرهاب) الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي لم يتعاطف مع ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، كمثل تعاطف نتنياهو!
أما أغنية (الانسحاب من مستوطنات غزة) والتي اعتاد القادة السياسيون الإسرائيليون أن يجعلوها (مكرمة) إسرائيلية، فقد غناها نتنياهو بالطريقة نفسها التي غنَّاها ليبرمان وأعضاء حكومته، ومعهم حزب شاس والبيت اليهودي، وغنى نتنياهو الأغنية على مقام النهاوند فقال:
" انظروا كيف يقلب الفلسطينيون (المكارم) والهبات، وينتهكوا المنح والهدايا التي نمنحها لهم،فقد خرجنا من مستوطنات غزة، وسلمناها بالكامل لهم، فماذا فعلوا بنا ؟ !! إنهم يقصفون أبناءنا كل يوم ( بآلاف) الصواريخ !!"
أما أنامل الحكيم بيرس فقد ظهرتْ واضحة أيضا في الدعوة للمفاوضات المباشرة بين الطرفين، فما دامت المفاوضات استعصتْ في إسرائيل، فلتجرِ إذن إما في رام الله أو في مقر الأمم المتحدة نفسها، فنتنياهو مستعد للذهاب للمكانين !!
يا سلام على تواضع عشيق السلام!!
إذن فمشكلة المفاوضات ليست في المشكلات المستعصية كالقدس واللاجئين والمستوطنات، ولكنها مشكلة (جغرافية) فقط لا غير، يمكن حلها بتغيير مكان الاجتماع فقط!!
أما نتنياهو فقد كتب في خطابه شيئين:
الأول أن مساحة إسرائيل( المسكينة) المظلومة المقهورة!! أقل من مساحة منهاتن، فكيف يمكن للجيش الإسرائيلي أن يدافع عنها ضد ( آلاف) صواريخ الفلسطينيين وكأن في كل بيت فلسطيني أحزمة ناسفة، ومصانع للصواريخ بعيدة المدى!!
أما الشيء الثاني فهو أن الفلسطينيين المكابرين العنيدين أعداء السلام والوئام غير راغبين في أن يلفظوا جملة واحدة فقط، وينتهي الأمر، وهي:
" إسرائيل هي دولة اليهود"
لأن العالم كله يعترف بها دولة اليهود، فما بالُ هؤلاء الفلسطينيين الأشرار أعداء السلام، غاوي الإرهاب لا يعترفون بها وفق الصيغة الرسمية الإسرائيلية الاحتلالية؟!!
أما أروع التعبيرات التي استعملها نتنياهو في خطابه واقتبسها من اللغة العربية، ومن لغة زعيم السفارديم الحاخام عوفاديا يوسيف، والذي اعتاد أن يستخدم الألفاظ العربية في أدعيته، مثل دعائه المشهور:
(فليفنَ العربُ بصواريخ "على كيف كيفك)
واعتاد أيضا شمعون بيرس أن يستخدم التعبير الذي استخدمه نتنياهو عندما كان يزور القرى والمدن العربية، فالتعبير السحري الذي ردده نتنياهو:
" دوغري"
وكلمة دوغري في نظر نتنياهو فيها الشفاء من كل الأمراض المزمنة والمستوطنة والطارئة، وقد استخدمها للأسباب التالية:
لأنه رغب في أن يجعل من كلمة دوغري تعزيما سحريا لإفقاد الخصوم قدراتهم على الرد، ولإدهاش السامعين ولدفعهم للبحث عن مدلولات هذه الكلمة الساحرة!
وكذلك لإثبات أنه ضالعٌ في لغة الخصم، وقادر على كشف نواياهم ومكنوناتهم أمام العالم كله متمثلا في الجمعية العمومية، ولا سيما في رئيسها العربي الحالي!
وهو أيضا كان يرمي إلى أن يجعل من كلمة دوغري مفتاحا لإثبات صلة القرابة بين العرب واليهود فاليهود والعرب من نسل إبراهيم، وعيبٌ على من يتشاركون في النسب وفي كلمة دوغري، أن يلجؤوا للأمم المتحدة، وهم أولاد عم وأخوال وأقارب، بالدم وبالعرق!!
أما عبوة غلعاد شاليت ، فهي من إعداد وتصميم حكيم بني إسرائيل شمعون بيرس، ومن نتنياهو نفسه، فقد جاء على لسان نتنياهو:
"مسكين غلعاد شاليت، ابن المسكينة أم شاليت ، وابن الغلبان نوعام شاليت، وحفيد شاليت الجد الأكبر الناجي من الهولوكوست، من براثن المحرقة النازية، ومن أفران غاز هتلر، تصوروا أنه ما زال في الأسر منذ خمس سنوات ولم يزره أحد!!"
إن عبارات نتنياهو أوحت للسامعين، بأن غلعاد قد خُطف من بين أحضان أمه وأبيه، ولم يكن جنديا يحمل سلاحا في قاعدة عسكرية.
وكشف الكاتب الصحفي البارز يهودا نوريل أسرار كلمة دوغري، فقال:
لم يكن نتنياهو أبدا دوغري عندما تجاهل أربعة وأربعين عاما من الاحتلال، وعندما أهان الفلسطينيين والإسلام، وعندما أهان المنظمة الدولية، وعندما قال جمدنا الاستيطان وهو يقول لحزبه في الغرف المغلقة:
" لن نتخلى عن إنش واحد من أرض إسرائيل!!"
أما آلاف الأسرى الفلسطينيين، فهم مسجونون منذ عشرات السنوات، لأنهم لم يتبعوا طريق نتنياهو الدوغري!!