
الإعلام الحربي-خاص:
استطاعت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن توظف الإعلام في جهادها ضد الاحتلال الصهيوني على أكمل صورة باعتراف وسائل إعلام العدو نفسه، المنزعجة من ذلك، والتي أصبحت مرغمةً على نشره ما يبثه "الإعلام الحربي" من صور ومقاطع فيديو على الشبكة العنكبوتية عبر صفحاتها ومواقعها الالكترونية وقنواتها التلفزيونية المتعددة.
إلا أن هذا النجاح الواضح والملموس "للإعلام الحربي" الذي غدت مادته الإعلامية مصدراً مهماً للكثير من وسائل الإعلام المرئي والالكتروني والمطبوع في العالم، لم يأتي من فراغ بل جاء بتضحيات قدمها جنود مجهولون يعملون ليل نهار دون ملل أو كلل في مختلف الظروف والمحيطات، حاملين أرواحهم على اكفهم، فكان الشهداء "سليم العرابيد وعلاء حمدان وحسن شقورة و خالد الزق و محمد أبو سالم و سعدي حلس و محمد عفانة و زياد نصار، ومنهم من ينتظر.
ولقد أيقنت سرايا القدس كما غير من فصائل المقاومة أهمية دور الإعلام كسلاح فتاك يتجاوز في كثير من الأحيان دور السلاح العسكري، الذي تستخدمه الجيوش الجرارة، لمدى تأثيره الفعال في إيقاع الهزيمة النفسية للجبهة الداخلية للعدو، والتي يسعى دوماً لتغيّبها عن الحقيقة الكاملة، إلا أن التطور الهائل في مجال الاتصال أصبح التعتيم الإعلامي لا ينجلي على الشعوب.
وإذا ما توقفنا قليلاً عند العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة ولبنان ودور الإعلام في مسار هذه الحرب العدوانية، حيث قامت حكومة الاحتلال بفرض تعتيم إعلامي على أجهزة الإعلام الصهيونية وغيرها ومنعها من ملاحقة الحدث ونشر الخبر الصحيح عن الخسائر التي ألحقتها المقاومة اللبنانية والفلسطينية بجيش العدو ومستعمراته الاستيطانية ومؤسساته الصناعية والاقتصادية، في محاولة يائسة من حكومتي الاحتلال لعدم نشر الخوف والهلع واليأس عند المستوطنين اليهود المهاجرين إلى وطن ليس لهم، وبالتالي يسهل عليهم التخلي عنه أمام الخطر المحدق بهم، وفي الاتجاه الآخر، نجح الإعلام المقاوم بإظهار حجم الدمار الذي طال المستعمرات الاستيطانية وغيرها وفضح مواقف الجندي الصهيوني الجبانة في المعركة وصمود وشجاعة المقاتل العربي المقاوم، فقد قامت طائرات العدو الصهيوني باستهداف هؤلاء الجنود المجهولين وتعمدت قتلهم بدمٍ بارد لمنعهم من كشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان"الهش" الذي هو أهون من بيت "العنكبوت".
من هنا نؤكد نظرا لأهمية الإعلام المقاوم ودوره المؤثر والفعال في السلم والحرب، دور الإعلام في معركة المواجهة مع أعداء الأمة، مما يتطلب استخدام كل الوسائل المتاحة لدى الإعلاميين والمثقفين في استخدام كل الوسائل الإعلامية المتاحة لدعم المقاومة لان هؤلاء يقفون في الخندق الأمامي للدفاع عن الأمة، ولا بد لكل منا ان يقدم ما يستطيع في جبهة الحرب مع أعداء هذه الأمة .
في النهاية تعجز الكلمات عن رثائكم يا أبطال معركة الحقيقة، يا من استطعتم ببعض الإمكانات المتواضعة أن تحققوا الانتصار تلوا الانتصار على المؤسسة الإعلامية الصهيوني ـ والامبريالية التي تقف خلفها أمريكا وحلفائها، وتكشفوا الوجه الحقيقي لتلك المؤسسات التي تبث الكذب وتزيف الحقيقة لأجل أن تغيب شعوبها، وتدب الحزن والأسى في نفوس الشعوب المستضعفة .
ندرك أنه من الصعب أن نختار الكلمات أمام الدم ، فالدم أكبر من الرثاء فلا رثاء يليق بأمثالكم إنما الرثاء لتجار الكلمة والصورة الذين لا يعنيهم إلى المتاجرة بالمعاناة إلى أدنى مستوى.
بوركتم يا من حملتهم القلم والكاميرا لتؤكدوا بمداد دمكم الطاهر أنه لا حديث مع أعداء الله إلا عبر فوهة البندقية.. بوركتم وأنتم تؤكدوا على صدق المعادلة الربانية فإن أمثالكم يا (سليم وياعلاء ويا حسن ويا سعدي ويا خالد ويا زياد ويا محمد عفانة ومحمد ابو سالم) يا أبناء الإيمان والوعي والثورة، يا أصحاب النهج الرسالي الثابتين على قيمهم المرابطين على أرضهم والمقاومين لعدوهم لا يمكن أن تتسرب إليهم مظاهر اليأس والاستسلام بل يكونوا شعلة من الإيمان والجهاد متقدة على الدوام .
نعاهدكم أيها الشهداء ... بأن نارنا لن يخبوَ أوارها ... لن يضيع مسارها ... ومقاومتكم أبداً باقية فالجرح لا يخبو والدم الزكي يربو والحلم آت جميل.