إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عاجل // تلفزيون العدو: توجيه تحذير صارم للتنظيمات بغزة من مغبة استمرار اطلاق الصواريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عاجل // تلفزيون العدو: توجيه تحذير صارم للتنظيمات بغزة من مغبة استمرار اطلاق الصواريخ

    في اللحظة الأخيرة /////// بقلم: اليكس فيشمان ( المحلل والخبير العسكري الإسرائيلي )يديعوت - مقال - 26/8/2011
    (المضمون: قُبيل ايلول يتوتر الجيش الاسرائيلي الى ما يتجاوز قدراته، ولن يكون على ما يبدو مفر من تجنيد الاحتياط. القيادة تقود الدولة في حقل ألغام. ومثلما وقفنا في منتهى السبت على شفا حرب فيما أن ليس لمعظم الجمهور فكرة عن الدراما المتبلورة، يمكن لهذا أن يحصل صباح غد ايضا. كتاب الحرب بات مكتوبا منذ الآن - المصدر).
    عندما وصل وزير الدفاع في السبت الماضي، عند ساعات الظهيرة، الى غرفة المداولات في وزارة الدفاع، كان ينتظر على طاولته، لاقراره، كتاب حربي سميك حمل عنوان: "حملة الجنوب". اسرائيل وقفت في تلك الساعات على مسافة شعرة من الخروج الى حرب في قطاع غزة.
    الكتاب لم يعنى بحملة محدودة. الأهداف التي تحددت كانت ستشعل بيقين المنطقة، بما في ذلك من آثار اقليمية غير بسيطة. القيادة السياسية أكدت – مثلما حصل في "رصاص مصبوب" – على أن ليس لأحد في القطاع حصانة، وليس مهما ما هي مكانته ومنصبه.
    الخطط التفصيلية – الأهداف، المرامي، الحجم، القوة والزمن – ما كانت لتسمح لحماس بمساحة تنفس للتردد في شكل ردها. فقد كانت ستراهن، على الفور، على كل الصندوق. وبالفعل، تضمنت خطة الحرب استعدادا لنار كثيفة من الصواريخ من غزة، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى نحو غوش دان بشكل عام وتل ابيب بشكل خاص.
    بدت هيئة الاركان في نهاية الاسبوع الماضي وكأنها عشية حرب. يعملون على مدار الساعة وينامون في المكاتب. عندما بلوروا الخطط وكتبوا الامر كان للضابطية العليا فوق الرأس، مثل السيف المسلط، نقمة حرب لبنان الثانية، في حينه اتخذ قرار الخروج الى الحرب دون اعداد كاف. القيادة العسكرية والسياسية قررتا معا أن تضربا، وعلى الفور، دون أن تأخذا بالحسبان الآثار، رد العدو، وضع الجبهة الداخلية والقدرة على الرد على وابل الصواريخ. هذه المرة صيغت خطة كاملة، مفصلة، تتضمن ايضا استعداد قيادة الجبهة الداخلية، وفقط عندها عُرضت على القيادة السياسية.
    درس آخر استُخلص من المواجهة البائسة مع حزب الله، وطُبق عمليا في "رصاص مصبوب" يقضي بأن: نبدأ بقوة عالية، لكي نقصر قدر الامكان معاناة السكان في الجبهة الداخلية. أو بتعبير آخر: القوة التي استخدمت في "رصاص مصبوب" ستشكل نقطة بدء للحملة التالية.
    القسم الاكبر من الجيش النظامي كان سيُجند، في هذه المرحلة أو تلك، في صالح الحملة. وعليه فمنذ يوم السبت وضعت كل الوحدات النظامية في مستويات مختلفة من التأهب. في أسراب سلاح الجو جرت الاستعدادات الأخيرة. المساحة الزمنية التي أعطيت للجيش سمحت ايضا للقوات الدولية – مصر، الولايات المتحدة – فحص البدائل للحرب. من الاصعب البحث في تخفيض التوتر الاقليمي وتحسين العلاقات مع مصر عندما تكون رؤوس رجال قيادة حماس "منقطعة عن اجسادهم" على حد وصف وزير الدفاع.
    يوم الخميس عصرا، بعد بضع ساعات من العملية على الطريق الى ايلات، بدأت تتبلور الفكرة العملياتية، وبدأت تتدحرج. الأهداف في هذه المرحلة هي فقط الجهاد الاسلامي واللجان الشعبية. حماس ليست هدفا صرفا بعد، باستثناء اصابات رمزية ترمي الى التلميح للمنظمة بأن عليها المسؤولية عما يخرج من القطاع وتشجيعها على منع استمرار اطلاق النار.
    بعد وقت قصير من تصفية قيادة اللجان الشعبية، في منزل أحد مقربي عائلة رئيس جهاز الانتاج في المنظمة (الذي قضى هو ايضا نحبه في ذات الهجوم)، اختفت كل قيادة حماس، العسكرية والسياسية، في اماكن اختباء. فقد فهموا بسرعة شديدة الى أين يتطور الرد الاسرائيلي. أما للكاميرات فقد أُرسل ناطقون صغار.
    حين اتخذت القرارات عصر السبت، تضمنت توسيع العملية لتشمل حماس ايضا. فقد قالت فرضية العمل انه لا يحتمل ألا يكون قادتها على علم بخلية اللجان الشعبية إياها، التي خرجت الى سيناء كي تنفذ العمليات من هناك. قبل اسبوع من الهجوم في ايلات نفذت اللجان الشعبية اطلاقا لصواريخ غراد نحو كريات غات، وأجرت حماس اعتقالات في اوساط مطلقي الصواريخ. دليل آخر على أنها تعرف جيدا ما يجري في "المنظمات المارقة"، وكذا في اللجان الشعبية. وهذه هي احدى فروع الذراع العسكري الحماس.
    موضوع عزَّة
    لحظة الصفر للمرحلة الكبيرة والشاملة للعملية – تقررت. والعد التنازلي بدأ. القوى البشرية في بعض الوحدات استكملت برجال الاحتياط. بقي أقل من يوم على اندلاع الحرب. وعندها، في منتهى السبت، برزت الفرصة السياسية لانهاء الحادثة. حماس بادرت الى وقف النار.
    وبسرعة تبين انه يسود هناك حرج في ضوء حقيقة أن أحدا ما في المنظمة أخذ المسؤولية عن وقف التهدئة وعن نار الصواريخ نحو اوفكيم وبئر السبع التي أدت الى خسائر في الارواح. حماس، كما تبين، لم تكن هي التي أطلقت النار، وفي ساعات المساء بعثت حتى بأفراد الشرطة في محاولة لمنع مطلقي النار. قادة حماس توجهوا مباشرة، سواء للامريكيين أم للمصريين، وطلبوا وقف النار. وعرفت اسرائيل عن هذه التوجهات في الزمن الحقيقي تقريبا.
    قادة حماس لم يخططوا ولم يرغبوا في هذه المواجهة. ليس الآن. فهم يخشون من أن يتهموا بأنهم يسحبون البساط من تحت أقدام أبو مازن قُبيل ايلول. ناهيك عن ان الوضع الاقتصادي في غزة آخذ في التفاقم. الحكم يجد صعوبة في دفع الرواتب لرجاله، حيث أن كميات الاموال التي تدخل الى القطاع اليوم هي نسبة مئوية قليلة من التدفقات التي كانت في الماضي.
    في القطاع يحتاجون الآن الى التهدئة والى الدعم من القاهرة، بما في ذلك في الاتصالات على جلعاد شليط، وتخشى حماس من أن يغلق المصريون لها معبر رفح. ولكن أكثر من ذلك: في غزة عرفوا بأن ما وصف في اسرائيل كـ "رد غير مناسب" على نار الصواريخ هو فقط اعداد للحملة الكبيرة.
    رئيس الوزراء اسماعيل هنية تجرأ على الخروج من مخبئه يوم الثلاثاء فقط، بعد 24 ساعة من وقف النار. قيادات حماس والجهاد لا تزال ملتصقة بالملاجيء، وعن حق أغلب الظن. فيوم الاربعاء صفي رجل الجهاد الاسلامي اسماعيل الاسمر. نشيط آخر صفي من الجو ليلة الخميس. وهكذا سيستمر الامر. الرسالة في أعقاب العملية في الطريق الى ايلات هي رسالة لا لبس فيها: التصفيات تعود، حتى لو كان ثمن كل تصفية كهذه هو ليلة من قذائف الهاون والغراد.
    في منتهى السبت طلب المصريون والامريكيون من اسرائيل الاستجابة لوقف النار وعدم البدء في معركة. بالتوازي بذل المجلس العسكري الاعلى في مصر جهودا لوقف الموجة المناهضة لاسرائيل التي ارتفعت في الشوارع. كقاعدة، الشارع المصري مفعم بالاجواء الوطنية المتطرفة، المتزمتة، المتعالية، التي يجد النظام صعوبة في التصدي لها. اعضاء الحكومة، الذين تغيروا حتى الآن ثلاث مرات، يفهمون بأن زمنهم محدود، وهم لن يتجرأوا على عمل أي شيء غير شعبي. الوزراء يعرفون بأنه بعد بضعة اشهر، بعد الانتخابات، سيعودون ليكونوا مواطنين عاديين، والشارع سيحاسبهم.
    في مداولات نهاية الاسبوع الماضي، في الثمانية ايضا، لم يتحدثوا فقط عن الخوف من انهيار العلاقات مع مصر. تحدثوا هناك ايضا عن الخوف من أن تؤدي عملية عسكرية باسرائيل الى ايلول وهي في وضع دون، ومن أن الدول التي تجلس على الجدار ستنزل عنه وستنضم الى تأييد الفلسطينيين. كما تحدثوا عن النظام المتهالك في الاردن، الذي من شأنه ان يتضعضع أكثر فأكثر بسبب الهزات الكبيرة جدا مع الفلسطينيين في القطاع. وتحدثوا عن تدهور آخر في العلاقات مع تركيا، التي أصبحت السيد في غزة.
    في الجيش جرى نقاش منفصل، مرتب وشامل: هل عدم تنفيذ العملية العسكرية سيجعل الردع الاسرائيلي يتآكل؟ واذا لم تخرج العملية الكبيرة الى حيز التنفيذ، فكيف سيتعزز الردع؟ هل الاحباطات المركزة بعد كل عملية هي الرد الوحيد أم أنه ينبغي اتخاذ خطوات اخرى.
    توافق الرأي لم يكن قائما في الغرفة. المخابرات، مثلا، تحدثت في صالح العملية العسكرية، رغم كل الاعتبارات السياسية، ووعدت بتوفير الأهداف. بالمقابل، فان قسما من رجال الجيش أشاروا الى أنه في كل أيام النار من غزة حماس لم تطلق النار. هذه هي المرة الاولى التي تصاب فيها منشآت المنظمة، ويقتل رجالها، أما هي فلا تطلق النار. من ناحية بعض الضباط، هذا برهان أكيد على أن ردعنا مستقر.
    قُبيل ايلول يتوتر الجيش الاسرائيلي الى ما يتجاوز قدراته، ولن يكون على ما يبدو مفر من تجنيد الاحتياط. القيادة تقود الدولة في حقل ألغام. ومثلما وقفنا في منتهى السبت على شفا حرب فيما أن ليس لمعظم الجمهور فكرة عن الدراما المتبلورة، يمكن لهذا أن يحصل صباح غد ايضا. كتاب الحرب بات مكتوبا منذ الآن.
    ..:: حسبنا الله و نعم الوكيل علي كل ظالم متجبر ::..
يعمل...
X