غزة- خاص معا- بابتسامات خفيفة وضحكات جميلة يتنقل القائد العام بين تلامذته، يكتب على لوحات صغيرة، يعلقها على الحائط خلفه، قد يقفز فوق حجر فوق حائط، قد يرتقي سلماً وقد يتنقل بين صفوفهم، هدفه تدريبهم كيف يستخدمون "الآر بي جي" والصواريخ الحديثة، كيف ينقضون على فريستهم، وطبعاً كيف يتحلون بالجرأة والشجاعة ويتغلبون على خوفهم من الموت.
إنه القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين عماد حماد "أبو عبد الرحمن" له من الأبناء هذا الابن عبود وطفلة أخرى، انتقل بين البلدان العربية مصر وليبيا واستقر في مسقط رأسه رفح، بدأت رحلته مع المقاومة في سن متقدمة من عمره حتى أنه أصبح مطارداً للاحتلال الإسرائيلي في أوائل العقد التاسع من القرن الماضي، حتى انه بعد سنوات من المطاردة والبعد عن بيت ذويه جاء في زيارة خاطفة فقامت الاحتفلات ولم تقعد، إنه ابن الحي المحبوب.
لأول مرة بعد استشهاده برفقة صف من القادة في الألوية نشرت له ألوية الناصر صورا له لأول مرة، فبدا الرجل بلحية كبيرة ولباس باكستاني حتى ان الجميع كان يظن أن أبو عبود هو من الجماعات السلفية العاملة في قطاع غزة، وفوجئوا أن الشهيد ابنهم هو قائد الجهاز العسكري للجان المقاومة الشعبية وأو المخططين لعملية الوهم المتبدد التي أسرت الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.
والدته الحاجة ام عاطف هي أم قوية على حد وصف جيرانها تحاول كل يوم ان تحافظ على بيتها المكون من شابين عدا عماد وثلاثة من البنات، في كل ضربة وقصف على رفح او غزة يخفق قلبها كثيراً إلى حين تعرف ان عماد نجا منها هذه المر ة وان لقاء آخرا سيكتب لهما، الابن المجاهد يقبل يدي أمه وهي تحتضنه وتوصيه على نفسه بان يحتاط ولا يتنازل عن خطه الجهادي الذي اختاره لنفسه.
في محافظة رفح جنوب قطاع غزة يقع منزل الشهيد عماد حماد لم يعتد احد على رؤيته، حتى ان جيرانه سمعوا قبل أيام أن أبو عبود سيصلي بالمسجد القريب في السابع عشر من رمضان فهبوا جميعا يردون السلام على المطارد الذي يشتاقون لخفة دمه وممازحاته وابتساماته التي يوزعها على الجميع، فشاهدا له "نيو لوك" يرتدي جلابية بيضاء طويلة على غير العادة وقد كبرت لحيته بشكل ملحوظ، الجيران عزوا ذلك لمحاولاته التخفي والتنكر.
يملك الشهيد المذكور منزلا في كل محافظة بقطاع غزة، ولكنه تقريبا لم يقطنها جميعا فقد كان التنقل بينها، اما زوجته ابنة عمه فهي اخت لشقيقتين أرملتين لاثنين من الشهداء احدهما يحمل نفس الاسم عماد حماد والآخر رمضان عزام، استشهدا في اعوام سابقة على ثغور الرباط كمقاومين.
أما أبو مجاهد فقال إن الاحتلال نفسه لا يعرف القائد عماد حماد ولم ير وجهه طيلة اعوام مطاردته له، مؤكدا على نشر صور الشهيد هو اعتراف من شعبه بحقه وبدوره الجهادي العظيم، وهو كذلك مساهمة بمقاومة المحتل حين تنشر وسائل الإعلام صور الشهيد القائد.