اذا بلغ "التوجيهي" لنا رضيع !!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
تنظيف الكل
رسائل جديدة
  • خالد عمر
    عضو أصيل
    • مايو 2007
    • 11724

    #1

    اذا بلغ "التوجيهي" لنا رضيع !!

    بيت لحم - معا - كتب ابراهيم ملحم - مع اطلالة كل صيف، يساورنا القلق، وتنتابنا مشاعر الخوف، والرهبة منه....انه " التوجيهي " الذي يستبد بابنائنا كل صيف ،بعد ان عزت بدائله،فتنقلب حياتنا خلاله راسا على عقب،كما لو اننا نعيش اجواء حظر التجول ،ولسان حالنا يردد بصمت " في بيتنا توجيهي ".

    فما أن يبلغ " التوجيهي " لنا رضيعٌ حتى تتوتر له الأعصاب،وتنحبس من اجله الأنفاس ، ويتداعى له سائر افراد الأسرة بالقلق والسهر..سهرٌ يتواصل حتى آخر ليلة من ليالي الإمتحان،ليالٍ حالكة كموج البحر، بطيئة بطء الكواكب، تزدحم فيها المخاوف...مخاوف لا تنتهي بخروج النتائج.

    " في بيتنا توجيهي " عبارة تزدحم بالقلق ومرادفاته .. قلق لايضارعُهُ إلا ذاك الذي ساور ابا الطيب المتنبي وهو على صهوة حصانه :

    على قلقٍ كأنَّ الريحُ تحتي ..... اوجهها جنوبا أو شمالا

    هو الامتحان اذن،نذهب اليه زرافات ووحدانا..صغارا وكبارا ..طلابا ومعلمين ..حكاما ومحكومين .. ...

    صيف هذا العام جاء ساخنا،بعد ربيع هطلت فيه الامطار وما زالت في عديد الامصار.امطار جاءت طوفانية فاخذت في طريقها "قيادات سادت واستبدت حتى سقطت وبادت "

    فكان طبيعيا ان تحضر الثورة العربية المتدحرجة ،في امتحان هذا العام بسؤال التعبير عن" الحرية الحمراء " في واحد من خيارات اخرى احسب ان الطلبة لم يجتنبوه، وهم يعيشون اللحظة التي هرم اباؤهم قبل ان يدركوها في شبابهم تلك اللحظة التي استجاب فيها القدر لارادة الشعوب، بعد ان ظل بيت الشعر الخالد لابي القاسم الشابي يتردد على السنتهم حتى حسبوه مجرد صرخة في واد سحيق ... ارادة طالما توعدت الظالم بيوم فكان يوم الجمعة ، يوم اذا قضيت فيه الصلاة ،رايت فيه الملايين تسعى بالساحات "كالفَراشِ المبثوثِ" .

    تنتهي امتحانات الطلبة، ولا تنتهي امتحانات الحكام، امام شعوبهم،فبينما يذهب الطلبة الذين لم يحالفهم النجاح، الى حزنهم، واكتئابهم ، لكبوة احصنتهم ، يذهب الحكام الراسبون امام امتحانات شعوبهم الى عزلتهم ،وكومتهم، وقلقهم ، من كابة المنظر وسوء المنقلب ،وفيما يتشبث الراسبون من الطلبة بامل بالنجاح بعد الخضوع لامتحانات الاعادة، فان هذا الامل لا يتوفر للحكام الراسبين في اختبارات الحكم، بعد ان فاتهم القطار، على حد قول احدهم فلا امل لهم بالعودة الا الى المنافي اوالزنازين التي طالما اقتادوا الى ظلامها شعوبهم .

    احسب انه لابد من ايجاد صيغة جديدة للقياس غير هذا المقياس الثقيل، فالعالم الذي نعيش بات عالما جديدا رقميا " دجتاليا" يتطلب ادوات قياس، وطرائق تعليم من جنس تحدياته ومغرياته،فلم تعد غرفة الصف مغرية للطلبة،بعد ان وجدوا انفسهم،يتعلمون في مدرسة موازية، فيها الكثير من الثراء،والمغريات، التي تفتقدها مدرستهم التقليدية ،وهو ما يستدعي الاستجابة لمغريات ومتغيرات هذا العالم الجديد، وتغيير ادوات القياس يتطلب بكل تاكيد تغيير اساليب وطرائق التدريس على نحو ينزع فتيل القلق والتوتر ،ويجعل ادوات القياس جاذبة ،لاطاردة ،مساعدة لا معرقلة للطموح ، محفزة لا مثبطة للعزائم .

    حبذا لو بادرت وزارة التربية والتعليم للتواصل المباشر مع الطلبة بارسال نتائج الثانوية العامة لهذا العام على البريد الإلكتروني للطلبة.

    هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..
جارٍ التحميل...