خطبة للشيخ محمد راتب النابلسي قبل ثلاث اسابيع تقريبا
وهنا أضع بعض كلام الشيخ في هذه الخطبةقبل أسبوعين أجريت عملاً جراحياً ... يقتضي نقاهة تزيد عن أربعة أسابيع تمنعني من ممارسة أي عمل حتى ولو كان دعوياً ، وهذا جواب تساؤلات كثيرة مضمونها : أين الشيخ في هذه الأيام ؟
في زحمة الأحداث ، وتسارع المتغيرات ، وفي خضم تداعيات النوازل والمستجدات ، وكثرة الأطروحات والتحليلات ، يلحظ المتأمل الغيور غياباً أو تغييباً للرؤية الصحيحة ، والنظر الثاقب في فقه السنن الكونية ، حتى حصل من جرّاء ذلك ... زلل في الأقدام ، وخطأ في الأقلام ، واضطراب في الأفهام ، وتشويش وحيرة عند كثير من أهل الإسلام ، مما يؤكد أهمية المرجعية الواحدة الموحدة للأمة الواحدة التي ينبغي أن ترتكز في تحقيق أهدافها على صحة المعتقد ، وسلامة المنهج ، والعناية بمصالح الأمة الكبرى ، ومقاصد الشريعة العظمى ، باعتدال في الرؤى ، وتوازن في النظر ، وأسلوبٍ عالٍ في الطرح والحوار .
حقائق عامة
وهأنذا أضع بين يدي إخوتي في هذا المسجد ، وبين إخوتي المواطنين في هذا البلد الطيب هذه الحقائق التالية :
أولاً :
انطلاقاً من غيرتي على بلدي سورية الحبيبة ، وعلى أمنها واستقرارها ، ومستقبل أجيالها ، ووحدة أرضها وشعبها أردت إلقاء هذه الخطبة على الرغم من أنني ما زلت في فترة النقاهة ، فلعل هذه الخطبة تكون إضاءة كاشفة لما ينبغي أن نكون عليه ، وأحتسبها عند الله تعالى 0
ثانياً :
أعزي من أعماق قلبي أهل الشهداء جميعاً من كل شرائح أبناء هذا الوطن الذين قَضَوْا من أجل الشأن العام وأرجو الله جل جلاله أن يكونوا أحياء عند ربهم يرزقون .
ثالثاً :تتشابه الدول النامية في الأعم الأغلب في المشكلات التي تعاني منها شعوبها ، وقد قلت في ندوة تلفزيونية قبل خمسة وعشرين عاماً تقريباً ... أخاطب أولي الأمر : أعطِ المواطن رغيف خبزه وكرامته ، وخذ منه كل شيء ، ولا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم .
كيفية الخروج من هذه الأزمة:الناس يهدؤون من خلال عيونهم لا من خلال آذانهم :أما الوسائل الفعالة للخروج من هذه الأزمة فأعتقد أن الناس يهدؤون من خلال عيونهم ، لا من خلال آذانهم فلا بد من إنجازات تشريعية ومعاشية يراها المواطنون بأعينهم في أقرب وقت ، فالوعود التي أدلت بها القيادة العليا ينبغي أن يوضع لها سقف زمني محدّد وقريب ، لتصبح بعد انقضاء المدة واقعاً يعيشه المواطنون ، وقد بدأت تصدر بعض المراسيم والقوانين والحمد لله .
محاسبة المسيئين :ولا بد من الإسراع في عمل اللجنة التي شكلت لتحاسب كل مسؤول عما اقترفت يداه وأن يحال إلى القضاء لينال جزاءه العادل ، فالإنسان بنيان الله في الأرض وملعون من هدم بنيان الله ، وقد نظر ابن عمر رضي الله عنهما يوماً إلى الكعبة المشرفة فقال : ما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك عند الله 0
تحقيق المطالب:
وهناك مطالب قد تحققت تستدعي شكراً لمن تحققت هذه المطالب على يديه وبسببه ، ومطالب وعد المسؤولون بتحقيقها ، فالشعب ينتظر تحقيقها بفارغ الصبر .
الرجوع إلى التاريخ الإسلامي :
وأتمنى على الإخوة المسؤولين أن يتطلعوا إلى خصائص العصور الذهبية في التاريخ الإسلامي هذه العصور التي سعدت بها أمتنا في مراحل تاريخها المتألق ، وليس مستحيلاً أن يعيد التاريخ نفسه 0
نداء لكل مواطن:
نريد الآن من كل مواطن غيور أن يبذل الغالي ، والرخيص والنفس والنفيس من أجل حقن الدماء ، ونزع فتيل القنبلة ، فإن لم تتحرك الآن ، وإن لم تحمل الآن هموم أمتك وهموم وطنك ، وإن لم تتحرك الآن لنصرة بلدك ، وأمنه واستقراره ، متى تتحرك ؟
لا تأكل ملء بطنك ، ولا تنم ملء عينيك ، ولا تضحك ملء فمك ، وكأن الأمر أمر وطنك لا يعنيك .
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ ، وَاخْتَالَ ، وَنَسِيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ ، وَاعْتَدَى ، وَنَسِيَ الْجَبَّارَ الْأَعْلَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سَهَا وَلَهَا ، وَنَسِيَ الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا ، وَطَغَى وَنَسِيَ الْمُبْتَدَا وَالْمُنْتَهَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهَاتِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَوًى يُضِلُّهُ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ )) .
[ أخرجه الترمذي ]
وهنا أضع بعض كلام الشيخ في هذه الخطبةقبل أسبوعين أجريت عملاً جراحياً ... يقتضي نقاهة تزيد عن أربعة أسابيع تمنعني من ممارسة أي عمل حتى ولو كان دعوياً ، وهذا جواب تساؤلات كثيرة مضمونها : أين الشيخ في هذه الأيام ؟
في زحمة الأحداث ، وتسارع المتغيرات ، وفي خضم تداعيات النوازل والمستجدات ، وكثرة الأطروحات والتحليلات ، يلحظ المتأمل الغيور غياباً أو تغييباً للرؤية الصحيحة ، والنظر الثاقب في فقه السنن الكونية ، حتى حصل من جرّاء ذلك ... زلل في الأقدام ، وخطأ في الأقلام ، واضطراب في الأفهام ، وتشويش وحيرة عند كثير من أهل الإسلام ، مما يؤكد أهمية المرجعية الواحدة الموحدة للأمة الواحدة التي ينبغي أن ترتكز في تحقيق أهدافها على صحة المعتقد ، وسلامة المنهج ، والعناية بمصالح الأمة الكبرى ، ومقاصد الشريعة العظمى ، باعتدال في الرؤى ، وتوازن في النظر ، وأسلوبٍ عالٍ في الطرح والحوار .
حقائق عامة
وهأنذا أضع بين يدي إخوتي في هذا المسجد ، وبين إخوتي المواطنين في هذا البلد الطيب هذه الحقائق التالية :
أولاً :
انطلاقاً من غيرتي على بلدي سورية الحبيبة ، وعلى أمنها واستقرارها ، ومستقبل أجيالها ، ووحدة أرضها وشعبها أردت إلقاء هذه الخطبة على الرغم من أنني ما زلت في فترة النقاهة ، فلعل هذه الخطبة تكون إضاءة كاشفة لما ينبغي أن نكون عليه ، وأحتسبها عند الله تعالى 0
ثانياً :
أعزي من أعماق قلبي أهل الشهداء جميعاً من كل شرائح أبناء هذا الوطن الذين قَضَوْا من أجل الشأن العام وأرجو الله جل جلاله أن يكونوا أحياء عند ربهم يرزقون .
ثالثاً :تتشابه الدول النامية في الأعم الأغلب في المشكلات التي تعاني منها شعوبها ، وقد قلت في ندوة تلفزيونية قبل خمسة وعشرين عاماً تقريباً ... أخاطب أولي الأمر : أعطِ المواطن رغيف خبزه وكرامته ، وخذ منه كل شيء ، ولا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم .
كيفية الخروج من هذه الأزمة:الناس يهدؤون من خلال عيونهم لا من خلال آذانهم :أما الوسائل الفعالة للخروج من هذه الأزمة فأعتقد أن الناس يهدؤون من خلال عيونهم ، لا من خلال آذانهم فلا بد من إنجازات تشريعية ومعاشية يراها المواطنون بأعينهم في أقرب وقت ، فالوعود التي أدلت بها القيادة العليا ينبغي أن يوضع لها سقف زمني محدّد وقريب ، لتصبح بعد انقضاء المدة واقعاً يعيشه المواطنون ، وقد بدأت تصدر بعض المراسيم والقوانين والحمد لله .
محاسبة المسيئين :ولا بد من الإسراع في عمل اللجنة التي شكلت لتحاسب كل مسؤول عما اقترفت يداه وأن يحال إلى القضاء لينال جزاءه العادل ، فالإنسان بنيان الله في الأرض وملعون من هدم بنيان الله ، وقد نظر ابن عمر رضي الله عنهما يوماً إلى الكعبة المشرفة فقال : ما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك عند الله 0
تحقيق المطالب:
وهناك مطالب قد تحققت تستدعي شكراً لمن تحققت هذه المطالب على يديه وبسببه ، ومطالب وعد المسؤولون بتحقيقها ، فالشعب ينتظر تحقيقها بفارغ الصبر .
الرجوع إلى التاريخ الإسلامي :
وأتمنى على الإخوة المسؤولين أن يتطلعوا إلى خصائص العصور الذهبية في التاريخ الإسلامي هذه العصور التي سعدت بها أمتنا في مراحل تاريخها المتألق ، وليس مستحيلاً أن يعيد التاريخ نفسه 0
نداء لكل مواطن:
نريد الآن من كل مواطن غيور أن يبذل الغالي ، والرخيص والنفس والنفيس من أجل حقن الدماء ، ونزع فتيل القنبلة ، فإن لم تتحرك الآن ، وإن لم تحمل الآن هموم أمتك وهموم وطنك ، وإن لم تتحرك الآن لنصرة بلدك ، وأمنه واستقراره ، متى تتحرك ؟
لا تأكل ملء بطنك ، ولا تنم ملء عينيك ، ولا تضحك ملء فمك ، وكأن الأمر أمر وطنك لا يعنيك .
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ ، وَاخْتَالَ ، وَنَسِيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ ، وَاعْتَدَى ، وَنَسِيَ الْجَبَّارَ الْأَعْلَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سَهَا وَلَهَا ، وَنَسِيَ الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا ، وَطَغَى وَنَسِيَ الْمُبْتَدَا وَالْمُنْتَهَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهَاتِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَوًى يُضِلُّهُ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ )) .
[ أخرجه الترمذي ]