الإعلام الحربي – غزة:
حذَّر المتحدث الرسمي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو أحمد؛ العدو الصهيوني من التمادي في عدوانه بحق المدنيين في غزة، متوعداً بتوسيع دائرة استهداف المدن والبلدات المحتلة وإدخال المزيد من المغتصبين الصهاينة في الملاجئ.
وأكد "أبو احمد" في مقابلة مع وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن "المقاومة ضبطت نفسها لأقصى درجة كي تجنب الشعب الفلسطيني أي عدوان جديد، ولكن جيش الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء باستهدافه للمدنيين، فكان لابد من ردٍ فوري وحازم وهذا ما حدث بالفعل".
وشدد على أن " سرايا القدس والمقاومة التي دفعت مليون صهيوني للنزول إلى الملاجئ الليلة الماضية، بإمكانها أن تُدخل مزيداً من المحتلين ضمن دائرة الرعب عبر توسيع عمليات القصف بالقذائف والصواريخ التي تمتلكها".
وبيَّن أبو أحمد أن "مدى الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة تراوح ما بين 45- 50 كلم"، لافتاً إلى أن "هذا مدى متوسط"، وذلك في إشارةٍ ضمنية منه بأن لدى المقاومة صواريخ تزيد في مداها عمَّا هو مستخدم حالياً.
وقال الناطق باسم سرايا القدس في إطار تعليقه على سقوط صواريخ في مدينتي بئر السبع وعسقلان المحتلتين رغم نشر الجيش الصهيوني منظومة "القبة الحديدية" فيهما مؤخراً:" هذا فشلٌ ذريع لهذه المنظومة في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية".
وأضاف:" العدو حاول إيهام العالم بنجاعة هذه المنظمة وقدرتها على التصدي لصواريخ المقاومة، لأنه يريد تسويقها"، منوهاً إلى أن فشلها لم يقتصر على المستويات التكنولوجية والعسكرية فحسب بل تعداها ليطال المستوى الاقتصادي حيث كان كيان الاحتلال يُعول كثيراً على بيعها لعددٍ من الدول.
وأكد أبو أحمد أن المقاومة استطاعت إفشال معادلة "القتل مقابل الصمت" التي حاول العدو فرضها بغزة في الآونة الأخيرة، مشيراً في السياق إلى حالة الإرباك الشديد التي تسود أوساط القيادة الصهيونية بعد الرد النوعي الذي ضرب البلدات والمستوطنات الصهيونية.
وأوضح أن ارتباك قادة العدو اتضح من التصريحات التي رشحت لبعض جنرالات الجيش الصهيوني الذين أعلنوا بأنهم يريدون وقف العملية العسكرية في غزة، فيما يصر عليها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه أيهود باراك لأهدافٍ حزبية وانتخابية.
ويعبِّر أبو أحمد عن اعتقاده بأن العدو لن يغامر ويشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة على غرار ما حدث نهاية العام 2008م، منوهاً إلى أن هنالك عوامل عدة تحول دون خروجه في عدوانٍ جديد.
ومن أبرز تلك العوامل – بحسب المتحدث باسم السرايا-: إدراك العدو بأن المعادلة اختلفت وأن قوة المقاومة زادت بأضعافٍ مضاعفة عمَّا كانت عليه إبان الحرب الأخيرة، بالإضافة للمتغيرات الإقليمية خصوصاً في ظل الثورات التي شهدتها البلدان العربية وتحديداً في مصر، فضلاً عن ضعف الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال والتي افتضح أمرها بشكلٍ جلي إبان حريق الكرمل قبل أشهر.
ولدى سؤاله عن تحركات المقاومة ونجاحها في قصف الأهداف والمواقع الصهيونية رغم التحليق المكثف لطائرات التجسس الصهيونية فوق أجواء قطاع غزة، أجاب أبو أحمد قائلاً:" المقاومون يتخذون أعلى درجات الحيطة والحذر أثناء تنفيذهم لمهماتهم الجهادية، وهذا يؤكده العدد القليل من الذين يجري استهدافهم".
وتابع يقول:" هنالك فرق في التكنولوجيا بشكلٍ كبير لصالح العدو، ونحن كمقاومة إمكانياتنا متواضعة في الأساس وأبسط ما نقوم به هو تفادي الظهور بشكل مكشوف وخصوصاً أثناء تنفيذ المهام الجهادية واستخدام طرق معقدة في التنقلات وإيصال الدعم اللوجستي للمقاتلين على الأرض لاسيما في المناطق الحدودية".