إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المعادلة ///

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعادلة ///

    المعادلة...


    عن أي معادلة سنتحدث؟
    عن معادلة في "الرياضيات السياسية"، عندما تتحول الوقائع على الأرض إلى معادلات حقيقية:
    هناك عدوان، هو في حقيقة الأمر، حلقة في سلسلة ممتدة منذ أزيد من نصف قرن.
    هذا العدوان هو نتيجة احتلال غاصب ظالم غاشم الخ... ولا نريد التذكير بما يعرفه الجميع.
    حول هذا الاحتلال أنظمة منبطحة ذليلة رعديدة خؤون... تستمد مشروعيتها من الخارج، وليس من شعوبها.
    وهناك أصوات قليلة، يرصدها القمع الداخلي والخارجي، ترتفع معارضة مقاومة لسياسة الأنظمة/الاحتلال.
    من مصلحة الاحتلال أن يبقى إلى الأبد.
    من مصلحة الأنظمة أن تبقى إلى الأبد أيضا.
    ولأجل هذا هناك تواطؤ، حتى لو كان يجري تحت الطاولة. تواطؤ على الأصوات القليلة التي ترفع شعار المقاومة.
    لتحقيق هذه الغاية روج الثنائي: "الاحتلال/الأنظمة"، على مدار الساعة وطيلة نصف قرن، أسطورة الجيش المحتل الذي لا يقهر، وضرورة بناء اقتصاد وجيش داخلي قوي لهذه الأنظمة حتى تتمكن من المواجهة... وفي انتظار هذه المواجهة التي لن تأتي، لأن من مصلحة الفريقين (الاحتلال/الأنظمة) أن يبقى الوضع على ما هو عليه، على الشعوب أن تقنع بالواقع، لأنه أحسن ما يمكن أن يتم التوصل إليه، على الأقل هذا ما تروجه الأنظمة.
    ما نسيه الاحتلال/الأنظمة، أن التاريخ لا يستقر في نقطة واحدة.. فهناك حركية باستمرار، وبالتالي فإن الأصوات المعارضة التي كانت قليلة، أصبحت خلال النصف قرن الذي يتم الحديث عنه، أكثر.. صحيح أن القمع ما زال يرصدها، لكنها أصبحت أكثر وبجميع المقاييس: النوعية والكمية.
    ما جرى من جهة ثانية أن ما تم تسويقه حول "الجيش الذي لا يقهر" يفشل باستمرار.. لنلاحظ الآتي:
    في البداية كان "الجيش الذي لا يقهر" يتبجح بأنه انتصر على الدول العربية مجتمعة (وواقع الحال أن معظم الدول العربية التي يتم الحديث عنها كان خاضعا للاستعمار البريطاني/الفرنسي/الإيطالي...)
    بعد ذلك أصبح "الجيش الذي لا يقهر" لا يمكنه التبجح بأكثر من أنه يستطيع الانتصار على دولة عربية واحدة.
    بعد ذلك أصبح الجيش نفسه، بالكاد، يحقق تعادلا مشرفا (على رأيه) أمام ليس دولة عربية، بل أمام مجموعة من المقاومين الوطنيين الشرفاء، جنوب لبنان.
    والآن هو يتخبط أمام حفنة من الأحرار المحاصرين، إمكاناتهم ليست إمكانات دولة، ولا حتى إمكانات حزب...
    ما يتم إذن عبر هذا السرد، ومع كل تراجع لأسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، أن "الأنظمة" تتعرى من أوراق التوت التي تستر عورتها... وآخر ورقة يتم نزعها الآن.
    كان "الاحتلال" يتمنى أن ينتصر على حزب الله قبل سنتين، لتستمر أسطورته، وبالتالي وجوده.
    كانت "الأنظمة" تتمنى انهزام حزب الله، لتقول لشعوبها بأن ما تم ترويجه وتسويقه من قِـبلها، هو التحليل الواقعي والسليم والمعتدل في إدارة النزاع (على افتراض أن هناك نزاعا فعلا بين الأنظمة والاحتلال)، وبالتالي يستمر وجودها أيضا.. لكن خاب أملهما معا...
    والآن فرصة أخرى لهما "لترميم" ما يمكن ترميمه عبر ذر الرماد في العيون، وتلميع صورتهما القميئة التي باتت مكشوفة للجميع، على حقيقتها...
    إن الأنظمة البئيسة المهزومة في حقيقة الأمر، وهي تدافع عن خيارها.. إنما تدافع عن مشروعية وجودها، وإطالة أمد حياتها.. لكنها، عمليا، قد دخلت منذ مدة، مرحلة المنشطات "dopage "، التي لم يعد باستطاعتها الوقوف بدونها.
    وانتصار آخر لغزة في جبهتها اليوم، كفيل بإدخال هذه الأنظمة (كلها أو جلها) مرحلة الموت السريري البطيء، أو الفجائي.
    " "

    وهذه هي المعادلة التي تتمنى الأنظمة حلها على طريقة اجتماع وزراء الخارجية، أو القمة المفترضة، أو مجلس الأمن الدولي.. ولا تتمنى بأي حال أن تتولى "المقاومة" حلها على طريقتها... لأن هذا الحل يعني بالاستتباع أن ينحل الاحتلال ومعه الأنظمة...
يعمل...
X